المحرر موضوع: أمريكا وبعض جيراننا خلف ويلاتنا ومآسيينا  (زيارة 528 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الدكتور علي الخالدي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 486
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أمريكا وبعض جيراننا خلف ويلاتنا ومآسيينا
 
دكتور/ علي الخالدي
عندما اقدمت أمريكا وحلفاءها على إحتلال العراق، تشجعت أطماع دول الجوار لما خلفه إحتلالها من ظروفاً موضوعية وذاتية، لا زال وطننا وشعبنا يٌعاني من تداعياتها، حيث خططت بإغال مريديها ومؤيديها في مختلف قطاعات الدولة، لهذا البلد الغني بخيراته وبكوادره العلمية والثقافية. مستفيدة من الطائفية التناحرية بين مذاهبه التي خلفتها الحكومات السابقة وعمقتها الدكتاتورية، ومن الكره الذي يكنه شعبنا لأمريكا تاريخيا، حيث وقف العراق وشعبه دائما معرقلا تحقيق أطماع الإمبريالية الامريكية وإسرائيل في المنطقة. فبعد سيطرة المحتل على العراق كليا، وهذا ما كان يسعى إليه. جاءت بقادة الأحزاب الإسلامية،(أغلبيتهم العظمى من المتدينين) ومن حملة الجنسية الثانية، ومن ذوي الأيادي غير النظيفة، ومن لا يخاف من حساب الرب في الآخرة، سيما وأن دبليو بوش صرح أن غزو العراق جاء إستنادا إلى إشارات إلهية، فأمر بريمر بوضعهم على مواقع القرار ، حتر لا ينعم العراق بالأمن والإستقرار  وخاصة بعد صمتهم تجاه تشكيل مليشيات وسكوتها عن ممارساتها الوقحة بحق الأقليات العرقية وحاملي الهم العراقي من الداعين لبناء عراق مدني ديمقراطي تسوده العدالة الإجتماعية 
 فما أن إنفردت الأحزاب الإسلامية والقومية بقيادة العملية، حتى جيرت مردودات إسقاط الدكتاتورية لصالحها ولصالح مريدوهم في دول الجوار التي تحد العراق من الجهات الأربع، مستغلين الديمقراطية الهشة التي أراد المحتل زرعها في العراق، مسخرين ميولهم الطائفية والقومية لخدمة أغراض تلك الدول سياسيا وإجتماعيا، في إطار نسقي وشمولي ضيق ومغلق. هاملين من ذاق طعم الحصار ومعاناته. معتمدين في إدارة شؤون الحكومة على عناصر تعوزهم المعرفة والثقافة.
سارع البعض منهم إلى لبس الجبة والعمامة والمجاهرة بمناسبة وغير مناسبة، لدرجة إستفزاز بعضهم لبعض بنصرة مظلومية الطائفة التي ينتمو إليها، وبهذا لم يتكيفوا لوضعهم السياسي وللمسؤولية التي وضعها الامريكان على عاتقهم، كما أنهم لم يستمعوا إلى نتائج تحليل حاملي الهم العراقي للوضع السياسي واﻷجتماعي الهادف  الهادف تقريبهم من قيم العدالة والحق، والإبتعاد عن تفتيش أدمغة البشر فيما أذا أحتوت أفكار تدعو للحرية وتطبيق حقوق الناس، بنبذ الطائفية المقيته،
اما بقية مكونات شعبنا العراقي فقد إنتظرت, وصبرت صبر أيوب, وهي ترى امام عينها الدلائل التي تشير الى ان أحلامها بدأت تتآكل من قبل ميليشيات الأحزاب الإسلامية السائبة، إلى أن دخلت داعش على الخط فـأكملت مشوار تصفيتهم وزادت من مأساة مكونات شعبنا العرقية من المسيحيين والصابئة المندايين والإيزيديين، فحاربتهم في أماكن تواجدهم، وإستمروا مُرحلين ولاجئين في وطنهم والخارج
خلال مسار العملية السياسية أكتُشفت أمور كثيرة، منها أكثر مليارديرات واردات البلد  النفطية ذهبت في مشاريع وهمية وحولت إلى مصارف في دول الجنسية الثانية ودول الجوار ، فإتسعت مساحة فقرالمواطنين وإنتشر الفساد والمحسوبية في مرافق الدولة،ومع هذا، أعطى شعبنا الصابر ، الوقت الكافي للحكومات المتعاقبة، التي لم يعد تسمع إستغاثة الناس ولم تُبصر معاناتهم. مما أضطرت جماهير شعبنا بالبدأ بحراك سلمي يطالب بالتغيير والإصلاح، هذا النداء الذي تبنته قيادات نفس الاحزاب الإسلامية لفظا ، ولم تحرك ساكنا. وفي لجة هؤلاء ضاع راس الشيللة ولم تلمس الجماهير الشعبية، أي تحسن في مستوى معيشتها، واضعة أمام أبصارها التحرك الجماهيري نحو التغيير والإصلاح، ففي اول حراك لها في 25 شباط عام 1911،  قوبل بالرصاص الحي، وعند معاودة جيل الحداثة، بعد أن هالتها ظروف معيشة ناسها  وإنسداد طرق مستقبل أجيالها بحياة حرة كريمة .حملوا العلم العراقي وقناني الماء ونزلوا لساحات التظاهر لأخذ حقوقهم وهم ينشدون موطني، بينما بقي أصحاب إمتياز إسقاط الدكتاتورية متفرجين على زخم تصاعد التظاهرات السلمية وكأن الأمر لا يعنيهم 
للموضوع بقية