المحرر موضوع: الاتحاد بين زوعا و ابناء النهرين، حلم صعب  (زيارة 1362 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماجد هوزايا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 218
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تابع بعض المهتمين بالشأن القومي خلال الفترة الماضية، اخباراً سارّةً عن نيّة عقد إجتماع بين أعضاء زوعا الحالي و أعضاء من حزب أبناء النهرين ( أبناء زوعا سابقا و المطرودين او المفصولين منه )  لإعادة اللحمة و دمج الحركة مع الحزب.

طبعا الغالبية العظمى من أبناء شعبنا لم يسمع بهذه الاخبار، و غالبية من لم يسمع، لا يريد و لا يهمه ان يسمع ، و حتى القليل منهم إن سمع،لا تهمه النتيجة بعدها،
السؤال البديهي هنا هو، لماذا؟
لماذا لم يعد يكترث شعبنا لمؤسساته القومية:
أولا: الظروف التي مرت بها الأُمة خلال العقد الماضي، زعزعت ثقة المواطن ال ( سورايا ) بحركاتنا القومية، و تبعثر الشعب في ارجاء المعمورة و لم تكترث  أي مؤسسة قومية بمعاناته ( او حتى لو اكترثت فإنها لم تعمل من اجل تخفيف معاناته او الدفاع عنه بقوة في برلمانات العراق) على الأقل لم يشعر المواطن بإهتمام هذه المؤسسات به الا عند حاجتها له

ثانيا: يوم بعد آخر اصبح تعلُّق أبناء شعبنا بالقضية الوطنية العامة اكثر من القومية، و معها ذبلت الأفكار القومية عند الشباب الذي كان ما فتيء يعرف عن قوميته ابان نهاية تسعينيات القرن الماضي و بداية الالفين بقليل، حتى خمدت الروح القومية التي كانت في طور النمو عنده، نتيجة ضعف و غياب و تشتت  إداء مؤسساتنا و إزدياد مشاكل الوطن العامة

ثالثا : في كل مجتمع هناك فئتان عمريتان نشطتان، من خلال نظرتنا للمهجر و معايشتنا له، نرى ان الفئة الأولى و هم الشباب الحالي لا يعلم الكثير عن زوعا و عن ما قام به، و لا عن مؤسسات شعبنا الحديثة، و هذا طبيعي مع إنعدام العمل القومي خلال العقد الأخير في الوطن و في كل المهجر،
فالشباب الحالي  لا يعلم و لا يهمه ان يعلم عن مؤسساتنا القومية ، لأنه لا يراها و لا يشعر بوجودها في حياته حالياً ، و المهتم منهم ( و نسبتهم قد لا تتعدى أصابع اليد في كل مدينة ) سمع قصصاً فقط عن بطولات مؤسساتنا ( و منها ما قد يكون غير مهما )

اما الفئة الثانية و هم الجيل الاقدم و هم من بلغ الان  ال ٥٠ عاما و اكثر، و هم من كان مهتما بالوضع القومي  و مسانداً له او عضواً في احدى الحركات القومية ( كلدانية او اثورية ) او ممن تلقى دروساً يومية من قوميين في المهجر عن الامة و زوعا  و القومية الواحدة،
هؤلاء اغلبهم و بنسبة كبيرة، إزدرء العمل القومي بعد الإحباط الذي وقع فيه نتيجة ظروف اهمها:

 أ-  كشف حقيقة بعض مسيّري زوعا و الأخطاء المتعاقبة التي مروا بها،و عدم  وجود الايمان بشعار الديموقرطية التي ترفعها ، و بعد الانشقاقات المتتالية،
ب- نتيجة تعدد المؤسسات القومية الخامدة ( الغير فعالة ) و السلبيات التي زرعتها بعدم قيامها بأي عمل مثمر
ج- و نتيجة  مواجهة الشباب ( الفئة الأولى ) للقوميين الاقدم  (الفئة الثانية) عن فشل و انعدام دور الحركات القومية التي دعوهم اليها، و فشلها في لم الشمل، و بعد الكشف عن ان لا طوق نجاة لنا في سهل نينوى للدفاع عن انفسنا ، سوى الهرب لإقليم كردستان او ما وراء الحدود
كلها أبعدت الشباب ( الفئة الأولى ) و القوميين القدماء ( الفئة الثانية ) عن الاهتمام بأخبار و نتائج اجتماعات مؤسساتنا القومية

فبعد الأخطاء المتتالية للمتشبثين بالكرسي في زوعا و بعد تزايد الشكوك في ديموقراطيتها و ازدياد الشك بالدور العشائري فيها و الطائفي خلال ال١٠ سنوات الماضية، و عدم بروز قادة اكفاء فيها، و ضعف السياسة و الأدوار القيادية لأغلب المعيّنين كقادة و ككوادر متفدمة، أضعف دور زوعا في الساحة القومية و لم يسمع بها الجيل الجديد
( هذا حال المهجر لكني اكاد اجزم انه مشابه تقريبا للذين في الوطن )

طبعا لا نجانب الحقيقة ان قلنا  ان اعلام زوعا معدوم، و نشاطه معدوم، و أفكاره غير موجودة على الأرض
حتى ان مطرب زوعا العتيد،  نأى عن الغناء له ،لئلا يعاتبه الجمهور عن غناءه لمجهول لا يعرفونه و التزم  ذكر اسم زوعا في حفلات زوعا الخاصة بعدما غض النظر دوما عن أخطاء القيادة و استمات في الدفاع عن الاخطاء وفاءً لإسم زوعا فقط.
 
لاحظ عزيزي القاريء حتى الغناء القومي الذي كان له دور كبير في تعريف الشعب بالقضية، ما عاد يكترث لا لزوعا و لا للقضايا القومية، و هذا ليس سببه الفن انما عدم وجود أي دور لمؤسساتنا

كل هذا كانت له أسباب، و أدت لنتيجة كارثية للامة و ضعفَ املها بزوعا،
و أحد هذه الأسباب الرئيسية هو غياب الفكر الديمقراطي عند المتشبثين بالمنصب ، و انعدام الرؤية الواضحة للحاضر، و فقدان التخطيط للمستقبل القريب، نتيجة التعنت و عدم الاستماع للخبراء من خارج التنظيم، و تقريب العائلة و القرية ثم العشيرة على حساب الامة خوفا من ضياع المناصب ( تماما كما تعمل بعض تنظيمات الشرق الاوسط عندما تحس بخطر الديمقراطية في حزبها  )

و لا ننكر جهل الشعب بأعمال حزب أبناء النهرين كذلك ،لعزوف الشعب عن الاهتمام بالنشاطات الحزبية القومية و لعدم وجود اعلام قادر لابناء النهرين و ككل لانعدام العمل على الساحة القومية لجميع تنظيماتنا.

فما فائدة دمج حزب و حركة  في تنظيم واحد؟ و ما فائدته للشعب؟ لان الامة و الشعب تنتظر اعمال مثمرة و مؤثرة لها، و  تكتب في التاريخ ،و ليس فقط عقد  اجتماعات حزبية و إقامة اكيتو واحد. ما عاد الشعب يقتنع بأن هذا ما يؤثر فيه و يجمعه فكريا       

قبل سنوات عديدة ذكرنا في مقالات لنا و ذكر مهتمون آخرون ان الحل الوحيد لبقاء اسم زوعا هو تنازل السكرتير عن سكرتاريته و بقاءه في البرلمان فقط لحين انتهاء فترته، و إبعاد الأقارب عن المناصب التي قد يستحقها من هو افضل منهم، و ابعاد أبناء القرية و العشيرة عن الانتخابات الخاصة لزوعا ، و عدم تخوين كل من ينتقد سياسة التسلط

فماذا حدث بعدها؟ عدم الاستماع لضمير الامة و لمصلحتها العامة و طرد  اغلب أعضاء قيادتها و التشبث بالكرسي و  بالعائلة و بالافكار البالية لمنظريها السابقين، وهذا ما وصلت الحركة اليه و هذا ما حصل من تجاهل الشعب لدورها و من تجاهلها للشعب

فهل الاندماج هو الحل؟
نعم هو حل من جهة انقاذ ما يمكن إنقاذه ، لكنه لن يعيد امجاد زوعا الا بالعمل المضاعف و بجهود أكبر في المهجر ستضاهي و تفوق جهود التسعينيات لكتابة مجد الامة، لأن سلبيات قيادة زوعا في العقد الأخير أصبحت اكثر من ايجابياتها ( ان وجدت في آخر عقد ) لأن الذي تكسّر يمكن اعادة لحمته لكن بصعوبة اكبر

فلتتحد إذن زوعا مع أبناء النهرين لكن ، كيف سيصلون لقلب الشعب و ذاك الشاب اللامهتم و لذلك الرجل الذي آمن في الماضي بقدرات أُمته ثم خذلته مؤسساته؟

طبعاً المبادرة جاءت من أعضاء في زوعا قبيل إنعقاد مؤتمرهم العام بأيام و حدث هذا قبيل مؤتمر سابق ، فلماذا فقط قبيل المؤتمرات؟ ألا توجد النية الصافية للوحدة إلا عند المؤتمر؟ أم هي خطوة عقيمة و وحيدة في المؤتمر لعدم وجود أي طروحات و اراء و سياسات أخرى في جدول المؤتمر؟ و هم بذلك انما يريدون ان يعلنوا انتصارهم في المؤتمر على الأقل بالقول أنهم بصدد الوحدة مع أبناء النهرين او كما يحلو لهم القول " عودة المفصولين نادمين " ؟

و طبعا يعلم المطلعين ان السبب الرئيسي للإنشقاق و الطرد و الفصل مازال قائماً، و المستميتين بالدفاع عنه و عن مصالحهم الشخصية مازالوا قائمين
فهل جدّ أي جديد في فكر الكادر المتقدم في زوعا و قبلوا بالرأي القائل بتطبيق الديمقراطية في زوعا؟ لا، و لذلك رفضوا رفضاً قاطعا تدويل القضية و إيجاد الحلول للوحدة، لأنهم ربما سيخسرون الكثير من مصالحهم الشخصية و في نظرهم سينكسر اسم القرية و العشيرة و المذهب اذا ما حدثت وحدة و إذا ما حاول  أخذ القيادة احد ما من غير عشيرة و طائفة كما حدث من قبل و حاربوه

لا ادري ان كانت قيادتا الحركة و الحزب تعلمان ان اغلب أصحاب الفكر الوحدوي من الكلدان و السريان قد ابتعدوا عن العمل القومي المشترك و عن زوعا خاصة بعدما ساندوه عشرات السنين، بعد كل ما حصل مما تحدثنا عنه في زوعا؟
و هل يعلمون ان من دونهم سيكون أي عنوان لتنظيمهم ناقص من ناحية توحيد الشعب؟

نحن نعلم ان التيار المتعصب  في المهجر الأمريكي له يد في اتخاذ زوعا وجهة نظر حادة  من مسألة تغيير السكرتير و اسم الحركة و كما وضح بعد مؤتمر بغداد و سحب زوعا يده من التعبير عن اسم شعبنا و عدم تغيير اسمها ايمانا بالهدف الذي وضعه مؤتمر بغداد الذي لو استغلت أهدافه بحنكة سياسية لكان الكثير مما حدث بعدها من سلبيات و من تأسيسات أخرى ،لم يحدث.
هل ستعمل القيادة القادمة ان حدث أي تلاحم بين زوعا و أبناء النهرين على  تفادي هكذا سيطرة،  بفكر سياسي و قومي واعي للاحداث بدل العواطف؟
كنا ننتظر كناشطين و مطلعين على الاحداث ان يتم محاسبة القيادة في زوعا من قبل لجانها المركزية و السياسية و منظّريها ،على الخسائر المتتالية في الانتخابات كما يحصل لأي تنظيم ، و ان يتم استبدالها و ربما إيقاف قيادييها الذين لم يكونوا بالمستوى القيادي المطلوب، لكن لم يحدث شيء لأسباب ذكرناها في متن المقال

رسالة اخوية للأعزاء هنا و هناك
ف يا أعضاء أبناء النهرين ما فائدة العودة نادمين ، بعدما خوَّنكم من حسب نفسه قيادي سياسي عبر الاعلام المرئي و المقروء و هو لا يمكنه محاسبة قيادته على سقوط زوعا؟
و يا أعزائي  أعضاء و مؤازري زوعا،  ما فائدة الاندماج مع المطرودين ان كانت اعينكم نائمة عن الخسارات المتتالية و عن  فضائح  انتخابات سكرتارية و  قيادة زوعا و التعيينات العائلية؟

لن يعيد مجد زوعا الا إيقاف من تسبب بالفوضى و عدم الالتفات لمصلحة الامة و قدّم المصلحة الشخصية على الامة، إنتهى.

ماجد هوزايا
ملبورن  / ٠٢/ ٢٠٢٠