المحرر موضوع: البطريرك يونان: "على المسؤولين أن يدركوا أنّهم مدعوون لمحاربة الفساد، وليس للتغطية والتوافق على سرقة موارد البلد"  (زيارة 754 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Habib Mrad

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 138
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


الرقم: 7/أس/2020
التاريخ: 1/3/2020
بيان إعلامي صادر عن أمانة سرّ بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية
البطريرك يونان يحتفل بقداس عيد مار أفرام السرياني وافتتاح مئوية إعلانه ملفاناً للكنيسة الجامعة

البطريرك يونان: "على المسؤولين أن يدركوا أنّهم مدعوون لمحاربة الفساد،
وليس للتغطية والتوافق على سرقة موارد البلد"

في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم السبت 29 شباط 2020، احتفل صاحب الغبطة أبينا مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي الحبري الرسمي بمناسبة عيد مار أفرام السرياني شفيع الكنيسة السريانية وافتتاح مئوية إعلانه ملفاناً للكنيسة الجامعة، وذلك في كاتدرائية سيّدة البشارة للسريان الكاثوليك، المتحف – بيروت.
حضر القداس صاحب الغبطة الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، وصاحب القداسة مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، وعدد من الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات من مختلف الكنائس، وفعاليات الطائفة، وحشود غفيرة من المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس، ألقى غبطة البطريرك يونان موعظة بعنوان "فحيث يكون كنزك، هناك يكون قلبك أيضاً" (متى 6: 21)، تحدّث فيها عن أهمّية الابتعاد عن روح هذا العالم، والتجدّد بالرب يسوع، "كي نُضحي جماعةً كنسيةً تعيش المحبّة الصافية بروح الوحدة الحقيقية، وتغتني من المواهب التي أُغدِقت عليها"، مؤكّداً على ضرورة غلبة الروح على الأهواء البشرية، والإحساس بآلام الآخرين والتضامن معهم، وذلك بممارسة أعمال الرحمة والمحبّة، ومتناولاً مفهوم الصوم حيث "غلبة الروح على الأهواء البشرية بالإماتات الخفيّة وبالإتّضاع"، كونه "كنزاً روحياً لا شيءَ يُفسده، ولا أحد يستطيع أن يسرقه منّا".
وتطرّق غبطته إلى الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط التي تعيش "حالةً مرعبةً من الغليان والفوضى وعدم الاستقرار والنزاعات والصراعات"، متسائلاً "عن الأسباب التي دفعت دولاً عظمى معروفة بنفوذها في شرقنا، إلى تجاهُل شرعة حقوق الإنسان التي سنّتها منظّمة الأمم المتّحدة، سيّما فيما يختصّ بالحرّيات الدينية، فلا نسمع هذه الدول تطالب بحزمٍ ووضوح بفصل الدين عن الدولة، في معرض دفاعها عن حقوق الأكثريات العددية، راضيةً بالتمييز بين الديانات والأعراق في الدساتير التي تُصاغ في بعض بلدان المنطقة".
وتناول غبطته الأوضاع في سوريا "التي لا تزال تمرّ بمحنةٍ مؤلمةٍ وظروفٍ صعبةٍ لم يعرف التاريخ الحديث مثيلاً لها"، معبّراً عن "ألمنا الشديد لما يجري فيها من إراقة دماء، بسبب أعمال عنفٍ طال أمدها وطاولت آثارها الأبرياء والمستضعَفين، ودفعت الكثيرين من الشبّان إلى الهجرة"، وداعياً "أصحاب الضمائر الحيّة إلى أيّة فئةٍ انتموا، أن يحكّموا ضميرهم الوطني ويشبكوا أيديهم ويتلاقوا بالألفة والتعاون والتعاضد، فيعيدوا لوطنهم الأمن والاستقرار، بروح المواطنة الأصيلة".


وصلّى غبطته "من أجل السلام والأمان في العراق، حيث قدّم أبناء شعبنا ذواتهم على مذبح الشهادة"، آملاً أن يتابع "أبناؤنا مسيرتهم بالشراكة مع إخوتهم في الوطن، وهم نسيجٌ أصيلٌ في أساس تكوين هذا البلد الحبيب".
وتناول غبطته الحالة الراهنة في لبنان "مركز الإشعاع ومهد الحضارة، الذي يمرّ منذ أشهرٍ في مشاهد من الحراك الشعبي على اختلاف الإنتماءات الدينية والطائفية والسياسية، فله علينا الحقّ أن نجدّد ولاءنا المطلق له وحده كوطنٍ نهائي للجميع"، مطالباً "المسؤولين فيه، على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والحزبية، أن يسعوا بكلّ ما أوتوا من قوّة وعزم إلى خدمة لبنان بصدق ونزاهة وبروح الشراكة الحقيقية"، مؤكّداً أنّ على هؤلاء المسؤولين "أن يدركوا أنّهم مدعوون لمحاربة الفساد، وليس للتغطية والتوافق على سرقة موارد البلد، إذ أنّ واجبهم الأساسي هو تأمين الحياة الكريمة لشعبهم الذي يتضوّر حرماناً وجوعاً".
وأكّد غبطته على أنّنا "لكوننا قد عانينا الأمرَّين في مناطق أخرى من هذا الشرق، من أجل حرّيتنا الدينية وكرامتنا الإنسانية، سنظلّ نثمّن النظام القائم في لبنان، بالرغم من نقائصه ومحدوديته"، ضارعاً إلى الله "فيما نحيي مئوية "لبنان الكبير"، أن يحفظ هذا البلد الصغير بمساحته، والكبير بحضارته العريقة، كي يُبنى ويزدهر بأبنائه وبناته الأوفياء، وطناً نهائياً للحرّية، الوطن – الرسالة للعالم أجمع".



                                                    أمانة سرّ بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية