المحرر موضوع: تركيا تحقق حلم اليمين الاوروبي في زمن كورونا!!  (زيارة 608 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أوشانا نيسان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 322
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تركيا تحقق حلم اليمين الاوروبي في زمن كورونا!!
أوشــانا نيســان
" لا تتوجهوا نحوالسويد..فأن السويد امتلآت. والتوجه نحوها فكرة خاطئة. حيث لا نستطيع أن نوفر لكم المنح ولا أن نجهز لكم السكن، رغم أنني أعتذر عن مضمون رسالتي هذه"، يقول جيمي أوكسون رئيس حزب ديمقراطيوالسويد وهو موجودا على الحدود الفاصلة بين تركيا ويونان قبل أربعة أيام. علما أن هذا الحزب اليميني والعنصري نجح في أقل من عقدين من بعد التأسيس، أن يصبح أول وأكبر حزب سويدي بين سبع أحزاب سويدية تقليدية في البرلمان منها ما وجدت قبل أكثر من 100 عام. أما لماذا وصل رئيس حزب سويدي عنصري من أعالي البحار الى الحدود الفاصلة بين تركيا واليونان، هذا هو السؤال الذي سنحاول الاجابة عليه.
" قبل أن نتوجه إلى الحدود أخبرونا (في تركيا) بأن هناك منظمات ستساعدنا، خصوصاً مع وجود مخاوف من احتمال انتشار كورونا، لكن لا نرى أي منظمات أو استعدادات، فلا كمامات ولا مواد معقمة وتضيف،الناس لا تدري ماذا ستفعل. لا نستطيع أن نعود ولا نستطيع أن نكمل طريقنا نحو أوربا"، تقول لاجئة عالقة بين تركيا واليونان.
يبدوا أن تهديدات الرئيس التركي السيد رجب طيب أردوغان، بأرسال الملايين من اللاجئين العالقين في تركيا الى بلدان الاتحاد الاوروبي ستستمر، طالما ظلت بروكسل حسب وصف الرئيس التركي أردوغان، متقاعسة في الايفاء بوعدها تجاه أنقرة. حيث يعرف المتابع كيف نجحت تركيا في أبتزاز دول الاتحاد الاوروبي من خلال، فتح الحدود وتوجيه موجات لجوء من معظم بلدان الشرق الاوسط نحو بلدان أوروبا كما حدث ذلك في عامي 2015 و2016.
أذ للحق يقال، أن الدول الاوروبية بدورها متقاعسة في تنفيذ قراراتها بقدر ما يتعلق بالملايين من المهاجرين أواللاجئين المستقرين في تركيا. حيث شرعت تركيا وبالاتفاق مع الاتحاد الاوربي في أيواء الملايين من الفارين من جحيم الحروب الطاحنة في سوريا منذ عام 2011 ولحد يومنا هذا. ذلك طبقا للاتفاق الذي جري بين تركيا والاتحاد الاوربي عام 2016. حيث قرر الاتحاد بموجبه  دفع ( 6.78) مليار يورو لتركيا، بهدف تمويل المشاريع السكنية الخاصة بأيواء اللاجئين السوريين والفارين من الحرب في سوريا منذ عام 2011 على الاراضي التركية. ولكن الدعم الاوروبي لم يصل لتركيا حسب وصف قيادات في الحكومة التركية لحد اليوم. " أن حكومات الاتحاد الاوربي ستبحث تخصيص المزيد من الاموال للمهاجرين الى تركيا، لكنها لن تقبل أستخدام اللاجئين كأداة مساومة..وأضاف، صحيح أن تركيا تتحمل عبئا كبيرا علينا أن نتفهم ذلك ولكن في الوقت نفسه لا يمكننا قبول أستخدام اللاجئين كمصدر ضغط"، يؤكد جوزيف بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي بتاريخ 7 أذار 2020.
النتائج!!
خلال وجودي في السويد لآكثر من عقدين ونصف، بات واضحا لي، أن زمن الترحيب باللاجئ أو المهاجر القادم من بلدان الشرق الاوسط ولى وانتهى الى الابد. وأن المهاجرين العراقيون أصبحوا معلقا بين الطرد والموت البطئ بعدما كانوا على رأس قائمة المهاجرين المرغوبين في بلدان الغرب. وما يجري اليوم من تصاعد حدة نهج التيارات المتطرفة أو نهج الاحزاب اليمينية – العنصرية ضد المهاجرين في السويد، ألمانيا، هولندا، فرنسا، أنكلترا، أيطاليا، النمسا، دانمارك، أسبانيا وغيرها من دول الاتحاد الاوروبي، هو أيذانا بنهاية علاقات الغرام بين الشرق والغرب هذا اذا وجد أصلا وبداية مرحلة جديدة لم تتضح ملامحها بعد.
فالتطرف العرقي أو التطرف الديني الذي يتستر وراء عباءة  تدهور الاوضاع الاقتصادية في الغرب للتعبير عن خروجه على الايديولوجيات السياسية وقيم المجتمع الغربي الانساني، بدأ يطل بمشاعره السلبية علنا في ظل تنامي ظاهرة الاسلاموفوبيا ضد الاسلام والمسلمين في معظم بلدان الغرب وتحديدا بعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001، واليوم ضد القادمين من الصين أوأيران أو غيرها من الدول الموبوءة خوفا من أنتشار وباء كورونا القاتل.
ومن الواقع هذا يمكن القول، أن بنود الاجندة التي ينفذها السيد أردوغان في زمن كورونا من خلال دفع الملايين من المهاجرين نحوبلدان الغرب، تتفق تماما مع نهج الاحزاب والتيارات العنصرية في أوروبا وحرص الاخيرة على ضرورة أيجاد المبرر القانوني والانساني في سبيل شرعنة قرارغلق جميع أبواب القارة الاوروبية بوجه المهاجرين من دول الشرق اليوم قبل الغد.