حضرة الدكتور عبدلله رابي المحترم, تحياتا لكم والعائلة الكريمة واتمنى ان نجتاز واياكم والبشرية جمعاء (بعون الرب) محنة الفايروس الغريب (فايروس كورونا) هذا بسلام وكذلك مخاطر فايروس الاحزاب الدينية كما اسميته حضرتك.
اسمح لي بالأضافة القصيرة التالية والتي حضرتك بكل تأكيد اكثر علما مني بتفسيراتها
الدين هو احد الركائز الفكرية الاساسية في الفكر البشري والمتمثلة بالمعتقد. والحقيقة هو ان هذه الركيزه هي اهم ما يميز البشر عن باقي الاجناس اي بدونها او في حالة فقدانها تتأثر الموازين الفكرية لدى الانسان وتعكس اثرها على تصرفاته واسلوب حياته مبتعدا عن المألوف في الطبيعة البشرية المعتادة.
ولكن المشكلة ان هذه الركيزه لاتختلف عن غيرها من الركائز الاخرى الضرورية لحياة الانسان. فمثلا نسبة السكر في الدم, ففي الوقت الذي لايمكن للانسان من العيش بدون وجود نسبة محددة من السكر في الدم, فأن اختلاف نسبتها يتسبب في وجود اعتلال في صحة الجسم. اذا وجود المعتقد في فكر الانسان هو ضروري ولكن على الانسان ان يخلق توازن فكري في تأثير وتأثر الفكر بهذه الركيزة. وهكذا فأن (زيادة الاتكاء على الدين) اي التطرف يخلق حالة اعتلال فكري فتكون نتائجه غريبة عن المألوف وتنعكس على المفاهيم المجتمعية.
ولذلك فقد عرف الانسان (السياسي الذي يستعمل كل شيء ممكن لتحقيق اغراضه) من استغلال هذه الناحية وتوجيه التطرف الديني لخدمة اجنداته السياسية وبذلك اصبح وباء وكما اسميته حضرتك فايروس الاحزاب الدينية.
تقبل فائق احترامي. نذار