التعريص في زمن الكورونا !
مقدمة :
فايروس كورونا الجديد أو (كوفيد 19) فايروس يصيب الجهاز التنفسي للبشر وبعض الحيوانات ويوّدي الى إلتهاب رئوي قد يقود الى الموت. بدأنا نسمع عنه بداية هذا العام 2020 في الصين ,تحديداً مدينة ووهان التي إنتشر منها الى معظم دول العالم .وصل عدد المُصابين عالمياً الى يومنا أكثر من 160 ألف بينما عدد الموتى حوالي 8 آلاف ,بمعنى نسبة الوفيات من المُصابين تقرب 5% ,هذه الارقام في تغيّر دائم!
المُعضلة الكبرى مع هذا الفايروس اللعين أنّ الشخص قد يُصاب به لكن الأعراض (سُعال جاف وحُمى ثمّ ضيق في التنفس) قد لا تظهر عليه إلّا بعد إسبوع او إسبوعين (بمعنى فترة حضانة المرض طويلة نسبياً)!
***
صورة :
***
كورونا ومصداقيّة الأديان!أثبت فايروس كورونا لجميع البشر على كوكبنا أنّ الحياة أغلى وأثمن وأوجبُ إحتراماً من الشعائر الدينية اللي لا توّدي ولا تجيب!
أثبتَ أنّ العِلم والعلماء والتفكير والعمل بطريقة عِلميّة هي الوسيلة الفعّالة لمجابهة هذا الوباء وليس الصلاة والدعاء والجلوس في بيوت العبادة!
لا بل أنّ بيوت وتجمعات العبادة غدت أماكن خطرة محظورة حالياً!
أكثر ما أصاب هذا الفايروس مصداقيّة الأديان وأتباعها وأشياخها (بالأخصّ المتطرفين منهم) ومَن يُسمّون أنفسهم مثلاً (كبار علماء المُسلمين) ,فقد تضرّرت تلك المصداقيّة حتى أكثر من تضرّر صحة الناس و الإقتصاد العالمي من هذا الوباء!
بعض الأشياخ قالوا في البدء أنّ هذا هو غضب الله على عبادهِ المذنبين
بينما بعضهم قال هذه مؤامرة صهيونية ماسونية على الإسلام وبكى وولول على ضياع الدين والعبادات وتوقف العمرة وصلاة الجمعة والمسيرات المليونية الشيعية الى قبور الأئمة .ومن يدري ربّما الحج أيضاً .
نعم فايروس كورونا وضع علامة إستفهام على فكرة (للبيتِ ربٌّ يحميه)!
لذا علّق أحدهم على منظر خواء الحرم المكّي من زائريه قائلاً :
(لقد تمنّوا الموت بجانب الكعبة لكن حين حضرَ الموت هربَ الجميع)!
يقول المفكر الجزائري أمين الزاوي بهذا الخصوص :
[أمام وباء كورونا المتفشي بشراسة هذه الأيام ,يزحف من جميع الجهات على كلّ القارات لا يعترف باللغات بالديانات بالقوميّات عادلٌ في توزيع الهلع ,الجميع يفكر في هذا الموت في مقاومته ,شعورٌ عام كأنّما على الدنيا السلام .مختبرات العالم الغربي تسابق الزمن لإيجاد العلاج,بينما الحديث في بلادنا أكثر مايدور حول علامات الساعة الصغرى والكبرى]!
***
أفكار مشايخية تخص الكورونا :أحدهم قال : النقاب (بالنسبة للنساء) خير وسيلة لوقايتهم من كورونا !
وآخر نشر قول الإمام الشافعي (لم أرَ أنفع للوباء من التسبيح)!
بينما ملالي إيران قالوا أمريكا هي التي نشرت هذا الفايروس وطالبوها بإلغاء جميع العقوبات الإقتصادية عنهم (علماً أنّ تلك العقوبات لا تطال الدواء والمساعدات الإنسانية أصلاً)!
بينما في السعودية أعلنت هيئة كبار العلماء (هذا تعكيس لغوي) إلغاء كافة تجمعات الصلاة وتوّعدوا المخالفين بعقوبات شديدة (ما كلّ هذا الإيمان الفزييع؟) وهكذا حدث مع الأزهر في مصر وباقي بلاد المسلمين!
نعم لقد اُجبر المشايخ على الرضوخ لتعليمات حكوماتهم وصوت العقل والحكمة (ولو على مضض)!
***
الخلاصة :لا دين معيّن لا قوميّة لا عِرق بشري وقف عائقاً أمام تفشّي وباء كورونا الذي فرضَ قواعده على العالم أجمع !
الكوكب كلّه تعرّض لهذه المحنة .البشرية كلّها تسعى بمختلف الوسائل للتصدّي والقضاء عليه ,كما فعلوا في الماضي مع الطاعون والجدري والكوليرا والتيفوس وغيرها.. ولسوف ينجحون!
العِلم والعُلماء والأطبّاء والباحثين همّ مَن سيوقف هذا الوباء ,شرط تعاون الناس وإتبّاع الوصايا العلميّة .. لا الخزعبلات والخرافات الدينيّة!
السلامة لجميع البشر المُسالِم!
***
الرابط
فايروس كورونا بـ 60 ثانية!
https://www.bbc.com/arabic/topics/c95y3q70znjtرعد الحافظ
17 مارس 2020
