المحرر موضوع: بيان إعلامي من أمانة سرّ بطريركية السريان الكاثوليك: مواقف هامّة للبطريرك يونان خلال احتفاله بقداس عيد مار يوسف  (زيارة 769 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Habib Mrad

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 138
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

الرقم: 8/أس/2020
التاريخ: 20/3/2020
بيان إعلامي صادر عن أمانة سرّ بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية
البطريرك يونان يحتفل بقداس عيد مار يوسف على نيّة المصابين بوباء كورونا ومن أجل القضاء عليه

البطريرك يونان: "وباء كورونا الذي عمّ المسكونة هو تحذيرٌ لأولئك الذين تناسوا الله، وخنقوا صوت الضمير، فاستعملوا قوّتهم السياسية والعسكرية لتحقيق مآربهم ومصالحهم الأنانية"

البطريرك يونان: "في لبنان نحتاج إلى العودة التائبة إلى الله، فنتضافر كي نغلب الشرّ بالخير،
وآفة وباء الكورونا بالوعي والتضامن، والنزاهة والمحبّة"

احتفل صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد مار يوسف، ومن أجل القضاء على وباء كورونا وشفاء المصابين به، وذلك في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي السرياني، المتحف – بيروت.
بعد الإنحيل المقدس، ألقى غبطته موعظة تحدّث فيها عن "مار يوسف، مربّي الرب يسوع وحامي العائلة المقدسة. وهو أيضاً شفيع الكنيسة الجامعة، وبشفاعته يحمي الكنيسة أينما كانت، لأنّ الكنيسة هي العائلة الروحية لجميع المؤمنين".
وتأمّل غبطته "بقديسنا مار يوسف، فالإنجيل لا يتكلّم عنه كثيراً ولا يذكر لنا أيّة كلمة فاه بها هذا القديس، ولكنّه يقول لنا إنّ يوسف كان "رجلاً بارّاً"، والبارّ في الكتاب المقدس يعني الشخص الذي يريد أن يطبّق كلّ ما يريده منه الله في حياته، ليس في أقواله فقط، ولكن في أعماله وسيرته اليومية، فقد كان مثالاً للأبرار الذين سلّموا حياتهم بين يدي الله"، طالباً "من هذا القديس أن يقوّينا في هذه الأيّام الكالحة التي يتخبّط فيها العالم، ويعطينا الشجاعة كي نتقبّل ما يحدث بإيمان ووعي، ونبذل كلّ جهدنا لنعيش المحبّة التي علّمنا إيّاها الرب يسوع، حتّى نبلغ القداسة التي إليها دُعينا.
وأكّد غبطته أنّ دعوتنا هي أن "نكون قديسين، وأن نتذكّر أنّ حياتنا على الأرض هي مسيرة نحو الملكوت، ومن مار يوسف نتعلّم كيف نقدّم كلّ شيء للرب. علينا إذن أن ننسى ذواتنا من أجل الآخرين، ونحاول أن نكون نزيهين، ونعلّم الحق بضمير صالح، ونسعى أن نحترم الآخرين، ولكن في الوقت عينه، علينا أن نتذكّر ونذكّرهم أننا شعب الله".
ونوّه غبطته إلى أنّنا "في هذه الأيّام نجد الكثيرين يعطون من ذواتهم، لا سيّما الذين يرافقون المرضى المصابين بوباء كورونا، في المستشفيات وفي المصحّات وفي المنازل، ويبذلون كلّ ما بوسعهم ليخفّفوا عنهم الأوجاع ويساعدوهم كي ينالوا الشفاء"، سائلاً الله "في زمن الصوم هذا، أن يمنحنا المغفرة منه تعالى على ما ارتكبناه من المعاصي والنقائص والخطايا، بسبب الأنانية والتكبّر والاستئثار الفردي والجماعي بمقدّرات الخليقة، متناسين الضعفاء والفقراء والمهمَّشين في مجتمعاتنا".
وتطرّق غبطته إلى ما يقوم به كثيرون من السياسيين الذين "يستغلّون قوّتهم السياسية والعسكرية كي يستبدّوا بالشعوب الضعيفة، هؤلاء السياسيين الذين يجب أن يكونوا خدّاماً لشعبهم بروح مار يوسف، بمعنى البذل والعطاء، ولكنّهم أرادوا أن يبعدوا شعوبهم عن الله"، رافعاً "الصوت باسم جميع الرعاة الروحيين الأمناء على الوديعة الإيمانية، تجاه الظلم والاستكبار، تجاه

الاستحواذ على قوى المال، من قِبَل عظماء هذا العالم"، ومستذكراً مسألة الإلحاد وما يُسمّى موت الله، والتي نتجت "في بلاد كان يجب أن تكون بلاداً مسيحية بالفعل، ولكن للأسف الشديد تركوا الله ونشروا الإلحاد واللامبالاة الدينية".
وأشار غبطته إلى أنّ هؤلاء السياسيين "بمقدورهم أن يكونوا أقوياء بالعلم وبالسلاح والاختراعات، ولكنّنا نجدهم اليوم ضعفاء مثل غيرهم أمام هذا الوباء الذي يتفشّى في العالم بشكل مريع"، مشدّداً على أنّ هذا "الوباء الذي عمّ المسكونة هو تحذيرٌ لأولئك الذين تناسوا الله، وخنقوا صوت الضمير، فاستعملوا قوّتهم السياسية والعسكرية لتحقيق مآربهم ومصالحهم الأنانية".
وتناول غبطته الوضع الراهن في لبنان حيث "نحتاج إلى العودة التائبة إلى الله في هذه الفترة التي نجتازها مع كلّ المواطنين، فنتضافر كي نغلب الشرّ بالخير، وآفة وباء الكورونا بالوعي والتضامن، والنزاهة والمحبّة. ويجب علينا أن نلتزم جميعنا بكلّ ما يوجّهه لنا المسؤولون من إرشادات كي نتلافى العدوى، وأن نشعر بتضامننا الأخوي والإنساني".
ووجّه غبطته النداء مناشداً "المسؤولين في وطننا كي يؤسّسوا صندوقاً تضامنياً في الوقت الذي نجد فيه لبنان يعاني أزمةً خانقةً، وكثيرون يجاهرون أنّ البلد يجتاز وضعاً مخيفاً من الناحية الاقتصادية والمالية. فيا ليت المسؤولين يسعون وينادون بتأسيس صندوق لهذا الغرض، يكون صندوقاً تعاضدياً للموجوعين والمحتاجين والذين يعانون أزمة البطالة وقد حُرِموا من أعمالهم، وذلك بفتح باب التبرّعات أمام جميع المواطنين الأسخياء"، مذكّراً "أولئك السياسيين الذين سرقوا الشعب مستغلّين نقائص النظام الطائفي في لبنان، فسلبوا المال من الفقراء والموجوعين ومن الذين ليس لهم عمل ليعتاشوا منه، بأنّ لدى هؤلاء السياسيين فرصة للمساهمة في هذا الصندوق بأكثر ما يمكن من المال المسروق".


                                                 
                                                  أمانة سرّ بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية