المحرر موضوع: المعجزات في زمن مرض كورونا!  (زيارة 1725 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2496
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المعجزات في زمن مرض كورونا!
بقلم يوحنا بيداويد
24/3/2020
يجتاح العالم في هذه الأيام وباء عالمي فتاك قل نظيره، انطلق من مدينة يوهان في الصين ليجتاح الشرق والغرب دون توقف، أصاب لحد الان أكثر من ربع مليون فسقط أكثر 15 ألف . فشل حركة الحياة وكافة مظاهرها في كل دول العالم من دون استثناء.
فتوقفت الجامعات والمدارس ودور العبادة وقفلت مراكز الرياضية والسينما والمطاعم وقاعات المناسبات  والمسارح والأسواق الكبيرة في معظم المدن حول العالم.

ظهرت حقيقة الانسان التي كانت منتوجات الحضارة المادية ومفاهيمها قد اخفتها، بل خدع الانسان نفسه ونسى ادم مرة أخرى ان الله اوصاه ان لا يأكل من شجرة معرفة الخير والشر!، نسى اهل نينوى تهديد رسالة يونان لهم، ونسى اهل بابل ان برجهم كان سبب بلبلتهم حسب كاتب السفر التكوين فصل 11 .
نسى الانسان الحاضر ان سبب مرض كرونا مرة أخرى هي انانيته!!!

لدينا الحدس بأن فايروس كرونا هو نتيجة لعمل خاطئ قام به الانسان، مثل اجدادنا (لا اقصد هنا اكل التفاحة بقدر ما أعنى التركيز على ذاته)، قد لا يتفق معي الكثير ولكنني شعرت اليوم بعد ان استمعت الى تقارير عديدة ان كرونا جاء للوجود نتيجة غايات غير صحيحة (غير موضوعية) وغير إنسانية بل بسبب انانية بحتة، ساترك برهان هذا الامر الان الى المستقبل.

لكن جاء الوقت كي يمتحن الله ايماننا، فمثلما امتحان الحديد هو بالنار كذلك امتحان ايمان الانسان هو بالمصاعب والامراض. السؤال الذي يطرحه الكثيرين،
 الا يمكن ان نتكل على ايماننا لإنقاذنا من هذه التجربة؟
 الا يمكن لصلواتنا ودعواتنا ان تقود الى حصول المعجزات في
هذا الزمن، ويبعد عنا خطر مرض كرونا!؟
واذا مات شخص ما لا سماح الله بسبب كرونا، هل هذا يعني صلواتنا ذهبت سدى، بكلمة أخرى لم تكن مستجابة، ولم يكن لها اثر او أهمية او فعالية، او لم يسمعها الله.

انا أرى ان قرارات الطبيعة لا زالت بعيدة عن سيطرة الانسان، لهذا يجب ان لا نبتعد عن هذه الحقيقة بل نقر بها، لا اقصد ان نعيد عبادتها مثلما عمل اجدادنا كما اتى في اساطير الخلق البابلية والسومرية، انما ان لا ننسى غضبها!!  ولا ننسى هي امنا الأولى، لنقدسها ونحترم قوانينها، ونقدم القرابين لهاّ، نعم القرابين حينما نعمل على حماية البيئة على توازنها في أطول فترة ممكنة على الرغم من اننا متأكدين انها مستمرة في التغير، فمثلا قبل 3.8 بليون سنة كانت امنا الأولى (الأرض) ارض صحراء قاحلة لا يغطيها غير غاز اول أوكسيد كاربون بنسبة عالية. وبينما المريخ كانت جنة عدن، مكتظة بالكائنات الحية، لكنها بدأت بفقدان غازاتها بالأخص الاوكسجين لأسباب غامضة!

حقيقة انا اختلف في نظرتي الى الطبيعة وعلاقاتها بالإنسان وعلاقتنا بالكائنات الحية الأخرى. كما هو معلوم ان ادراكنا او شعورنا بوجود الله ككائن مطلق مهم لحياتنا جاء من خلال الطبيعة، ولو لا فهمنا لظاهر التي تحصل فيها، لكان الانسان مثل بقية أولاد العمومة لنا(القرود)؟
فاتباع قوانين الطبيعة وحمياتها هي صلاة!

في الأخير اود ان أهمس في اذان الكثير الذين ينزلون اللعنات على فايروس كرونا هذه الايام، ليتمهلوا قليلا، لو لا عمل الفايروسات لكانت البكتريا وبقية الحشرات أدت الى انقراض الانسان منذ زمن طويل.

ما نحتاجه في هذه الأيام هو العودة الى التأمل والتفكير بوجدنا، وهدف الحياة وكيفية تشريع قوانين أكثر إنسانية او شمولية تخدم الحياة.
حان الوقت ان نعيد التفكير في كثير من مقدساتنا سواء كانت من عاداتنا او قيمنا او اخلاقنا او تعليم ديانتنا التي تفصلنا عن حماية الانسان واحترام قوانين الطبيعة، بل نضعها في مقدمة اولوياتنا.


غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: المعجزات في زمن مرض كرونا!
« رد #1 في: 16:52 24/03/2020 »
الأخ يوحنا بيداويد المحترم
تحية طيبة
 اعتقد جازما بأن العالم الجديد الذي سيأخذ معه إرثاً ثقيلا من الخسائر البشرية والتجارب القاسية، سيكون عالماً آخر. وبدأت مرحلة إنبعاثه بعد الخامس عشر من ديسمبر الماضي، ونحن نعيش عالم المابين حاليا، فاننا رأينا سيل المقالات التي تلصق كل شئ وتُدينه بأسم هذا الفيروس القاتل، من ناحية، ذلك شئ طبيعي فهو الهم العالمي الأول حاليا، ماهو غير طبيعي هو إخفاق كتاب المقالات المتشابهة طرحا و فهماً، إن مراجعة علمية إجتماعية و الدين وعلاقته بذلك، يستوجب فهما عقلانيا قائماً على تحليل منهجي يؤصل و يطرح رؤية جديدة تضيف ولا تجتر، إستئصال أي مقومات ولدت منذ أن تركت البشرية مرحلة الصيد ، واستئصالها عن بكرة أبيها، هو خطأ الجُّهالِ فقط، أشكرك ولك هناك نظرة مختلفة عن طرح المقالات المتشابهة، وبصراحة، ومنذ بداية هذه الكارثة ، يبقى موضوع الدكتور عبدالله رابي، بما يخص مقالات هذا الموقع، أكثرها إقناعا! ولك التقدير.

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2496
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: المعجزات في زمن مرض كرونا!
« رد #2 في: 00:32 25/03/2020 »
الاخ العزيز متي بولص المحترم
شكرا لمرورك وتقيمك الجميل لمقالنا.
نعم يجب ان نعيد طريقة تفكيرنا في المسلمات الفكرية والاخلاقية والاجتماعية. التي نعيش بموجبها!
يجب ان نعلم  هناك احتمال ظهور عشرات الفايروسات مثل كرونا في المستقبل وربما ستؤدي الى قتل نصف البشري، فكيف يجب ان يكون موقفنا.
لهذا يجب ان نقرا تاريخ البيولوجي للأرض ونأخذ درسا من انقراض بعض الكائنات الحية في السابق.
يجب ان نعيد تقيم في التعليم الديني والتقليد الاجتماعي ونقترب أكثر فأكثر من الحقيقة، الى الطبيعة، ونضعها في اولوياتنا، لان امكانياتها أكبر بكثير مما نتوقع.
الحضارة الانسانية التي وصلت قمتها اليوم في كل شيء، ظهرت حقيقتها للجميع! كيف هزمها فايروس كورونا الذي يعد كائن غير حي قد شل العالم كله، فكيف الحال لو كان فايروس كرونا كائن حي او متطور أكثر.
شكرا لمروك مرة اخرى
تحياتي
يوحنا بيداويد
 
 

غير متصل د.عبدالله رابي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1273
  • د.عبدالله مرقس رابي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: المعجزات في زمن مرض كرونا!
« رد #3 في: 05:26 25/03/2020 »
الاخ يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
تمنياتنا لك وللعائلة والاهل وكل الاصدقاء في ملبورن السلامة والصحة في زمن الكورونا في كل مكان ونطلب من الله ان يخلص البشرية جمعاء منه.
مقال رائع يسلط الضوء على تداعيات كورونا والمرحلة وربط الظاهرة بالطبيعة وتفكير الانسان.
المجتمع البشري منذ البدء يمر بمراحل ،ولكل مرحلة خصائصها الاقتصادية والاجتماعية والفكرية ، ولما كان علماء النظرية التطورية يعتقدون بتطور المجتمع البشري بخط مستقيم في التقدم ،ولكن في كل فترة ولاسباب متعددة يعترض هذا التقدم احيانا معوقات قد تكون طبيعية او بشرية ،فبدلا من التقدم يرجع به الى الوراء، وعليه يستخدم نظريةالتغير الاجتماعي بدلا من نظرية التطور ،لان التغير في المجتمع قد يكون ايجابيا مثل النهضة الفكرية أو سلبيا التي تكونها بعض الثورات السياسية او الكوارث الطبيعية التي تحدث بشمولية وقوة في الطبيعة. فمن كان يتصور يوما من الايام ذلك التقدم الذي حصل مثلا في العراق بعد سقوط العثمانية ان ياتي يوما ويرجع المجتمع العراقي ليصبح متخلفا وكانما ليس ذلك المجتمع ما قبل 2003.او قد تكون الثورات السياسية ايجابية تغير المجتمع نحو الافضل ،او من خاصية الى اخرى كما حدث في روسيا القيصرية وثم جاء الاتحاد السوفيتي وتغير الى روسيا والدول المستقلة.وهناك امثلة متعددة .فمرض الكورونا وكما ذكر الاخ بولص ادم في تعقيبه كان عاملا فاصلا بين عالمين كانما اليوم ونحن نعيش ايام كورونا ليست كما كنا نعيش قبل شهر او اكثر وحتما سيحدث تغيير في النظام العالمي بكل مجالاته بعد فترة القضاء عليه ،فقسم العالم قبل الكورونا واثناء الكورونا وما بعده ،التفاتة موضوعية منه تقرها نظرية التغير الاجتماعي.فكورونا هو بمثابة ثورة على المجتمع البشري بدليل توقع تداعيات وجوده في المرحلة المقبلة.
بالاستئذان منك اقدم شكري وتقديري للاخ بولص ادم الاديب والكاتب المبدع لرايه فيما كتبت عن كورونا.
تقبلوا تحياتي ومحبتي

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2496
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: المعجزات في زمن مرض كرونا!
« رد #4 في: 17:18 25/03/2020 »
اخي العزيز د عبد الله رابي المحترم
تحية
شكرا جزيلا لمروركم الجميل ولتعليقكم الذي أضاف الى الموضوع قيمة اهمية.

نعم يا اخي د. عبد الله، الانسان او الكتل البشرية الكبيرة كمؤسسات او دول او منظمات دولية يجب ان يكون لها نفوذ اكبر على الحكومات. يجب ان تباشر حالا بحماية البيئة وتنظيفها مثلما ينظف الانسان نفسه، يجب ان تتوقف كل الأبحاث غير أخلاقية وغيرمصدقة من الجامعات والمؤسسات العلمية.
يجب حصر  الابحاث ومصادر المعرفة في قنوات وايادي امينة للبشرية!!.

كثير من المتدينين والكسالى والجهلة يكرهون التاريخ وما فيه، لأنهم حولوا الدين الى افيون يخدرون اعصابهم واعصاب اتباعهم بتعاليمه، كثير من المرات حدثت مناقشات مهمة لي مع بعضهم، كانوا يلعنون الماضي(التاريخ) و من يحترمهم كأنما هناك جريمة قام به اجدادهم. ان هؤلاء يجهلون ان نعيم الحضارة الذي كانوا يعيشونه قبل مجيء وباء كورنا الذي شل حركة الحياة، هو من تجارب اجدادهم من صنع اياديهم، من اختراعاتهم وابتكاراتهم وعلومهم وافكارهم الفلسفية. بكلمة اخرى من تضحياتهم.

نعود د. عبد الله لنسال عن اولى شرائع ظهرت في تاريخ البشرية، لماذا وضعت؟ وماذا كان الهدف؟ نحن نعلم ان السومريين كانوا اول من وضع الشرائع الاولى مثل شريعة اورنمانو، ونعلم ان حمورابي ملك بابل وضع الشريعة الاكثر شمولية ومتطورة أصبحت مصدر لكل الأديان والمماليك والدول، لان كان فيها نغمة من لائحة حقوق الانسان التي شرعت بداية القرن من قبل الرئيس الامريكي ويلسون.
يجب ان يكون هناك قانون دولي واحد قوي على الجميع.

اذن الشرائع اتت لتضع حدا للصراع  بين الانسان واخيه وتعطي حق كل فرد أي تحق العدالة، ثم ظهرت الاديان ولها المهمة بل اكثر، فحاولت إفهام الناس في تعليمها من لا يلتزم بتعليم الالهة الكبيرة سوف يعاقب وان اسطورة الطوفان البابلية تؤكد ذلك، حينما قررت الالهة القضاء على الانسان بسبب عصيانهم لأوامر الالهة العظيمة.

اليوم اشبه تجربة كرورنا بتلك اللحظات التي قررت الالهة الانتقام من البشر، فظهور كورونا رسالة من الطبيعة (الله) للإنسان انك خاضع لي مهما تطورت ووصلت او تبطرت!.

تحياتي لك مرة اخرى.
يوحنا بيداويد