المحرر موضوع: كورونا التافه أدخل العظماء والسياسيين الى جحور الفئران... الجزء الاول.  (زيارة 469 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سلام الراوي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 639
    • مشاهدة الملف الشخصي
ما نعرفه اليوم عن الأَنفلوَنزا . فيروس قد يكون مميتًا , لماذا إِستشرى إِلى هذا الحد ؟‏ هل يضرب مجددًا؟.
:
عام ١٩٩٧ ،‏ جلس عالِم في قرية للأسكيمو تدعى بريڤيڠ تقع في منطقة التُّندرا المتجمدة في شبه جزيرة سيوارد بألاسكا .‏ وكانت ممددة أمامه جثةُ إِمرأة شابة نبشها هو وأربعة من الأسكيمو من الجليد الدائم .‏ لقد أُصيبت هذه الشابة بالأَنفلوَنزا عام ١٩١٨. وبقيت هناك مجمَّدة منذ ذلك الحين .‏ فما النفع من فحصها الآن ؟‏ لقد أمل هذا العالِم أَن يكون العامل المسبِّب للأَنفلوَنزا لا يزال في رئتَيها وأن يتمكن من عزله وتصنيفه باستعمال التقنيات الوراثية المتطورة .‏ ولماذا قد تكون هذه المعلومات مفيدة ؟‏ للإِجابة عن هذا السؤال ،‏ يلزم أَن نفهم أَكثر كيفية عمل الفيروسات وما الذي يجعلها خطرة إِلى هذا الحد .‏
فيروس قد يكون مميتًا ,نعرف اليوم إِن الأَنفلوَنزا سببها فيروس وأنها تنتقل من شخص إِلى آخر من خلال الإِفرازات التنفُّسية التي نطلقها حين نسعل ،‏ نعطس ،‏ ونتكلم .‏ وهذا المرض موجود في كل أَقطار العالم ،‏ حتى في المناطق المدارية حيث يمكن أَن يصيب الناس على مدار السنة .‏ وفي نصف الكرة الأَرضية الشمالي ،‏ يستمر موسم الأَنفلوَنزا من تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ إِلى آذار (‏مارس)‏ ،‏ أَما في نصف الكرة الأَرضية الجنوبي فمن نيسان (‏ابريل)‏ إِلى أَيلول (‏سبتمبر)‏ .‏ يُعتبر فيروس الأَنفلوَنزا من النمط «أ» أَخطر فيروسات الأَنفلوَنزا .‏ وهو صغير الحجم بالمقارنة مع فيروسات كثيرة أُخرى ،‏ ويكون عمومًا كروي الشكل تبرز من سطحه نتوءات .‏ وحين يصيب هذا الفيروس الخلية البشرية ،‏ يتكاثر بسرعة كبيرة جدًا بحيث تنفجر الخلية في غضون ١٠  ساعات تقريبًا ،‏ ويندفع منها حشد من «نسخ» جديدة من فيروس الأَنفلوَنزا يتراوح عددها بين ١٠٠،٠٠٠ ومليون نسخة .‏ والمخيف في هذه العضوية البسيطة قدرتها على التغيُّر بسرعة .‏ فبما إِن هذا الفيروس يتكاثر بسرعة كبيرة ( أَسرع بكثير من فيروس الـ‍ HIV ‏) ‏،‏ لا تكون «نسخه» متطابقة .‏ وأحيانا ،‏ يكون الإِختلاف كافيًا بحيث لا يتعرف الجهاز المناعي على الفيروس .‏ لهذا السبب نواجه كل سنة اشكالاً جديدة من فيروسات الأَنفلوَنزا وبالتالي مجموعة جديدة من مولِّدات الضد،‏ وهي مواد تمتحن مناعة جسمنا .‏ فيكفي أَن يتغيّر مولِّد الضد إِلى حدّ معين حتى يعجز جهاز المناعة عن الدفاع عن نفسه وينشأ خطر حدوث وباء شامل بالإِضافة إِلى ذلك ،‏ تصيب فيروسات الأَنفلوَنزا أَيضًا الحيوانات ،‏ وهنا تكمن المشكلة بالنسبة إِلى البشر .‏ فيُعتقد إِن الخنزير ،‏ الذي يمكن أَن يكون مضيفاً لفيروسات تصيب الطيور مثل الدجاج والبط ،‏ قد يكون أَيضًا مضيفا لفيروسات أُخرى تصيب البشر وإذا أُصيب الخنزير في آن واحد بهذين النوعين من الفيروسات ،‏ الذي يصيب الحيوانات والذي يصيب البشر،‏ يمكن أَن تمتزج مورثات سلالتَي هذين الفيروسين .‏ وقد يؤدي ذلك إِلى ولادة سلالة جديدة من الأَنفلوَنزا لا يملك البشر مناعة ضدها .‏ ويعتقد البعض إِن المجتمعات الزراعية حيث تعيش الطيور الداجنة ،‏ الخنازير،‏ والناس معا كما هي الحال في آسيا مثلًا  هي أَماكن محتملة لنشوء سلالات أَنفلوَنزا جديدة .‏
لماذا إِستشرى إِلى هذا الحد؟‏
ما الذي جعل فيروس الأَنفلوَنزا الذي ظهر عام ١٩١٨ و ١٩١٩  يتحوّل إِلى مسبب لمرض ذات الرئة القاتل الذي أَودى بحياة الشباب ؟‏ صحيح إِنه لم يبقَ فيروس حي من تلك الحقبة ،‏ ولكن طالمَا أَمل العلماء أَن يعثروا على عيّنة مجمَّدة منه ليتمكنوا من عزل الرَّنا RNA السليمة وإِكتشاف السبب الذي جعل هذه السلالة مميتة إِلى هذا الحدّ .‏ وقد نجحوا نوعًا ما في مساعيهم .‏
فبفضل عيّنة ألاسكا المجمدة التي أُخذت من جثة المرأة المذكورة في مستهل هذه المقالة ،‏ تمكن فريق من العلماء من تصنيف معظم مورِّثات فيروس الأَنفلوَنزا لسنة ١٩١٨ و ١٩١٩  والتأكد من تسلسلها .‏ لكنّ العلماء لم يتوصلوا بعد إِلى فهم السبب الذي جعل هذه الأَنفلوَنزا تصير قاتلة الى هذا الحد .‏ ولكن يبدو إِن هذه السلالة هي ذات صلة بفيروس للأَنفلوَنزا يصيب الخنازير والطيور كليهما .‏
الى اللقاء في الجزء الثاني بمشيئة الرب يهوه.