المحرر موضوع: فن أن تكون دائماً على صواب أو الجدل المُرائي  (زيارة 1095 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
فن أن تكون دائماً على صواب أو الجدل المُرائي

بولص آدم

نأخذ المعنى البسيط المُختصر، فالجدل لغة: مقابلة الحجة بالحجة.الجدال نوعان،جدال ممدوح:الجدال لتثبيت الحق ودحض الشبهات، والنوع الثاني، هو الجدال المذموم وينقسم الى أقسام كثيرة، وقراءتنا هي في الجدل المُرائي، كتاب الفيلسوف أرثر شوبنهاور( فن أن تكون دائما على صواب أو الجدل المُرائي ).
يستوجب الجدال دوماً وجود طرفين على الأقل، وأقرب وصف لهذا المصطلح الفرعي ( الجدل المُرائي) تحت المصطلح الرئيسي ( الجدل ) وجدته في قول الجرجاني، لورود كلمة مراء، قال الجرجاني: (الجدال: هو عبارة عن مراء يتعلَّق بإظهار المذاهب وتقريرها)، راجع ( التعريفات ).
 طرأت على مصطلح الجدل، تحولات، أشبه بالتحولات التي طرأت على كلمة الفلسفة ذاتها، والجدل صنو للفلسفة في تاريخها.
مُصادفة وواقعة التعرف على الكتاب:
 قبل عقد ونيف، وأثناء دراسة مصطلح (الجدل) على يد الفيلسوف النمساوي فلوريان أوهل، المتقاعد حاليا من وظيفته كبروفيسور في الجامعة، والذي كان ولمدة عقد ونيف أيضا، رئيساً للرابطة الفلسفية النمساوية في فيينا، في تلك الأيام.. تَسللت الرطوبة وبدأت تنهش صفحات كتب ومطبوعات قديمة والبعض منها مخطوط والآخر يعود الى عهد الطباعة الأول، أي عمرها قرون. فتم ترجينا كطلبة وأساتذة ومتطوعين، لمساعدة الأختصاصيين في معالجة وإيقاف ذلك الضرر وإنقاذ كنوز المؤلفات القديمة المصفوفة على الرفوف في الطابق الثاني تحت الأرض، حيث الخزانة التي تحوي كتباً تعاني من نويقطات وبقع العفن الصغيرة وهي أي الكتب الثمينة تعاني من مرض فعلينا معالجتها بالفراشي والسوائل الخاصة.. أُتيح لنا ونحن نقلب كل موروق بعناية فائقة، أن نطلع على نوادر مخفية.. ولأنها مدونة بخط ألماني ولاتيني عفى الدهر عليه، فقد وجدت شخصياً صعوبة في قراءة وفهم أغلب ذلك، وهنا طلبنا من الفيلسوف أوهل ، أن ينورنا، فذكر بأن الفقرات المعنية هي في الجدل المُرائي في ذلك الزمان! وضم بناء على ذلك كتاب الفيلسوف أرثر شوبنهاور( فن أن تكون دائما على صواب، أو الجدل المُرائي) كواحد من مصادر عديدة تخوض في كُليات الجدل، وهي موضوعة فلسفية تجريدية بداهة. 
 توطئة:
من حسن حظ الفيلسوف أرثر شوبنهاور، أن كتابه هذا، طُبعت مخطوطته بعد وفاته والكتاب عمره قرنين من الزمان، لكان هذا الكتاب الذي يقدم لأسلوبية الجدل الذي يتميز بالتحايل ومن ثم يشخص الحيل مدعومة بأمثلة ، ضمن لائحة حيل عددها ٣٨حيلة يستخدمها ربابنة الجدل المُرائي، لكان هذا الكتاب نفسه مادة للجدل المرائي، بينه وبين أساطين الجدل المُرائي في زمانه، الذي أزدحم بالمتفوهين ممن أحيوا السفسطة الأغريقية وردوا لها الأعتبار بالخطابة والكتابة بلغة التزويق و التعالي مع انتشار الطابع التشاؤمي للتفكير و إعلاء المُلكية، ومن ثم تبني البراديغم (النموذج الأدراكي) لدحض كل فكرة في طريق الميكافيليين خاصة، تسخيفها و شخصنة صاحبها شخصنة شنيعة، ففي صفحة قمت بإزالة العفن من وجهها كان أحدهم قد شبه رجال الكنيسة في مقاطعته بقوارض المجاري و شُبِّه بالمقابل بمكنسة المنزل، أما الجدل فكان، قد بدأ حول تحويل مدرسة بجوار كاتدرائية الى جامعة! ومقدما أقول ليس كل الجدل المرائي يهبط الى هذه الوضاعة، لكن وحسب الحيل المستخدمة، يسير الجدل نحو العناد ونعني الجدل المُرائي هنا وليس الحوار أو النقاش، يسير الى ألاعيب لفظية و حجج أقل ما يوصف بها بأنها تأخذ الجدل الى موضوع آخر وهذا لا يتحقق ولا يتم الا بالأعتماد على حيل شوبنهاور، أو حيل من إبتكارنا فالقائمة التي وضعها صاحبنا يمكن أن تكون أطول بكثير! والجدل المُرائي يُمارسُ على قدم وساق، في كل زمان ومكان، وشوبنهاور هو أول من ألف كتابا خاصاً حول ذلك.
قراءة في المتن:
 يقول شوبنهاور في فقرة كتابه الأولى، بأن الجدل والمنطق يُستخدمان كمُترادفين في الغالب وعند المعاصرين ( مُعاصريه ) ويلصقُ كلمة الجدل بكلمة المُرائي مُباشرةً وبما أنه مُهتم بالخطابات والمفهومات فهو يستبعد القياس الرياضي ويتهكم ويُبطل العقل الكانتي الخالص، ويبتكر منطق الجدل معتمدا على أرسطو، ويدَّعي في كتابه بأن أرسطو توقف عند التنظير وهو قد أكمل بالتطبيق، نفهمُ من هذا أنه كتبَ كتاباً في الفلسفة التطبيقية.
  لاشك بأن اللغة واضحة والأسلوب سلس، وكل فقرة فيها التركيز على ما يوضح كُل ماله علاقة بشخصين في حالة مقابلة حجاجية عن أمر ما وهما يختلفان وكل يروم الفوز بأن يكون صائباً، ولأن شوبنهاور مهتم بالخطابات وأسلوب المحاورات والمناورات ودرسها، فقد سبق وأن ترجم كتاب ( إنسان الحكمة ) لمؤلفه بالتازار غراسيان، تأثير ذلك الكتاب عليه كان قطعياً. ناقش غراسيان نماذج عدم الضبط والأنضباط في أستعراضات معاصريه بطرح نقائض بديلة للحكمة وفندها معادلا اياها بالتحامق العقلي، وصنفها على أنها تكرار متعمد كوسيلة جدالية في الأنتصار على الخصوم، التشاؤم الميتافيزيقي لديهما مشحون بنبرة قاسية وفي الحدة الأكبر للكلمة وعلى وصف ريمون ديي ( اللفظ اليقين ) والذي يمكن أن يُحوِّل الى صالحنا وضعية أصبحت مُزعجة، إنما الكلمات والحجج خناجر قاتِلٌ نَصلُها، على الأقل من خلال السخرية وتعمد حماقة مُبطنة مُبالغ في أمرها. هذه المبارزة الكلامية وفق شوبنهاور، عاريةٌ من كُل أمانة ومن كُل نُبل، مادامت ستحثنا على اللجؤ الى إهانة المُحاور لَمّا يوشك أن يفرض حجمه، أنه صحيح هُنا حَسب ديي، أن رأي الفيلسوف هو أيضاً بعيد قدر الأمكان عن كل إنسانوية، إذ لسان حاله، الحقيقة المُثلى هي انتصارُنا الخاص، حتى لو كان يعرف أكثر من غيره أن السيد الحقيقي في اللعبة هو، في النهاية اللغة وامكانياتها اللآمتناهية.
 الجدل لدى شوبنهاور هو ( فن المماحكة، سبيله أن يجعلنا دائماً على صواب، أي بما هو مشروع وغير مشروع وبجميع الوسائل الممكنة ).
يستبعد صاحبنا أفلاطون، وينكبُ على أرسطو، حتى آخر كتب أرسطو في الجدل ( الأستنتاجات السفسطائية ) ميز أرسطو النتائج المنطقية، والجدلية، والأستنتاجات المُرائية ( المُشاغبية ) التي تكون الصورة النهائية فيها صحيحة، لكن الدعاوي نفسها، المادة، ليست صادقة، غير انها تبدو كذلك، والأستنتاجات السفسطائية ( السفسطة) التي تكون الصورة النهائية فيها كاذبة، بيد انها تظهر صحيحة. هذه الأشكال هي في الواقع جزء من الجدل المُرائي مادامت جميعها تسعى الى الحقيقة الموضوعية، بل الى الحقيقة الظاهرة، وبالتالي الى أن نكون دائما على صواب !
 وقد إخترت نصاً من الكتاب فيه براعة فائقة تتحسس في طياته مدى دخوله نفسه في مجادلات ذاتية في الجدل المُرائي على نفسه وكأنه قد أدخل نفسه في مختبره الفلسفي للأستغوار بوضوح تام، ويُعلق تعليقاً مهماً في النص ويسأل سؤالً: ما مصدرُ هذا؟
شوبنهاور :  لاشكَّ أن مصدره الدونية الطبيعية للنوع البشري. لو لم يكن الأمر كذلك، لو كنا نزهاء أكثر، فلن نبحث، في أي مجادلة، إلا عن الحقيقة، دون الأهتمام بمعرفة إن كانت مطابقة للرأي الذي دافعنا عنه بداية أو لرأي الخصم، الأمر الذي لن تكون له أهمية أو قل سيكون ثانوياً. لكن ذلك الأهتمام من الآن فصاعداً، الأساسي، فالكبرياء الفطرية سريعة الأنفعال لا سيما في ما يخص الملكات العقلية، إذ ليس تقبل أن يظهر إثباتنا كاذباً، وليست تقبل أن يكون إثبات الخصم صحيحا..)
وعلى نحو بحثي دقيق، أقول بأن الوحدة الفلسفية الثالثة، أي الحيل والأمثلة التطبيقية ( ص٤٥وحتى نقطة الخاتمة)، هو دليل عملي في فلسفة تطبيقية لما تفلسف به في التقديم وتبيان أسلوبين كركيزتين أساسيتين للجدل المُرائي والمثير أنه يستنتج بعد الأسلوبية ( فليس يمكن مجادلة شخص ينكر المبادئ. ص٤٤). وهو يُطابق القول في طوبيقا أرسطو، بعدم نفع الجدال مع شخص ينكر المبادئ، مع أنه وقبل مرحلة التوتر والتأزم اللفضي يقول ( الجاهل يؤكد و العالم يشك و العاقل يتروى ) وسقراط بما نقله افلاطون (ينبغي للعالم أن يخاطب الجاهل مخاطبة الطبيب للمريض /سقراط) الا أن أحدهم مقتنع مثل السياسي وليم ماكدونالد ( من المستحيل هزيمة رجل جاهل في نقاش) .. هذا كله يأخذه شوبنهاور بالعرض في كتابه ويسهب ويستفيض في إحاطة فلسفية بارعة، لكن صاحبنا الفيلسوف، يرغب مساعدة من قرر الأستمرار في الجدال متحملا عواقب النمط، بحيل تؤدي الى (أن يكون دائما على صواب) و( بكل الوسائل المُتاحة )! 
ربما نعتقد بأنه يمد حيلة أو أخرى لأحد المبارزين في مماحكة  وهو فعل شائن طبعاً، غير أن الفلاسفة يتفلسفون بكل شئ، لكشف الخفايا المتعلقة بالمكنون و يتماهون مع علماء الأجتماع وباقي العلوم الأنسانية في الفهم والتحليل. فحيلة الشخصنة التي يدرسها ويطبق أمثلة عليها هي القدح الشخصي صنف شائع من المغالطات، بحيث أن "الدعوى" أو "الحجة" تكون خاطئة، بسبب معلومات (عيوب) متعلقة بالكاتب أو بالشخص الذي يعرض هذه الدعوى، وليس بالدعوى نفسها. ولكن فلاسفة مثل تشارلز تايلر، يقول عن الحجة المشخصنة (وهي التي تعتمد فيها مصداقية قول ما على حقائق شخصية متعلقة بمن تفوه بذلك القول) أنها أساسية في فهم بعض القضايا الأخلاقية، وذلك بسبب الارتباط الكائن بين شخصية الأفراد والأخلاق (أو الدعاوي الأخلاقية). ويفرق تايلور بين هذا النوع من الحجج وبين الحجج البديهية (والتي تتعلق بحقائق لا خلاف فيها) الخاصة بالمذهب الطبيعي في الفلسفة. وذلك في، (التوضيح وسبب التطبيق) ص٣٤
 
في الوحدة الفلسفية الثانية من كتابه يبحث في ( أساس الجدل) ص٤١:
قبل كل شئ، يجب الأنصراف الى الأساسي في كل مطارحة، أي مايحدث في الواقع. الخصم عرض دعوى( أو نحن أنفسنا، لايهم) ولدحضها، هناك أسلوبان وطريقتان ممكنان:
١ـ الأسلوبان:
أـ الحجة على الموضوع(الشئ).
ب ـ الحجة على الذات، أو سابق التنازلات.
( اي أننا عزيزي القارئ، بالأسلوبين، نحصل على إقرارات الخصم وتنازلاته، وبقي لنا أن نعكسها ضده).
، ٢ـ الطريقتان ص٤٣
 أـ دحض مباشر.
ب. دحض غير مباشر.
 يهاجم الدحض المباشر الدعوى من الأساس. والدحض غير المباشر من نتائجها. يبين الدحض المباشر بأن الدعوى غير صادقة. وغير المباشر يبين أنها لايمكن أن تكون صادقة. ( ثم يبين شوبنهاور، كيف يتم ذلك بالتفصيل وحتى ينتهي بمواضعات الحجج الفرعية، مستهدفا البناء العام وهيكلية كُل مطارحة) ونحن في هذا نصبو الى أن نكون على صواب! ثم وفي ص٤٧ يقدم ( الحيل) مباشرة ودون مدخل لوحدته الفلسفية الأخيرة للكتاب و يقدم أمثلة تطبيقية بارعة تُجسد مَكر وبراعة أطراف الجدل المُرائي والحيل هي :
١الأتساع، أي تمديد إثبات الخصم الى ماوراء حدوده الطبيعية. ٢الجناس، أي مد الأثبات بدون إستخدام الكلمة الى ماهو غير مهم. ٣تعميم حجج نقيضة، أي التعامل مع الأثبات المقدم، كما لو كان بشكل عام وبسيط مٍطلقا، وبذلك يمكن دحضه. المثال المقدم من أرسطو هو التالي: الزنجي أسود، لكنه أبيض الأسنان. إنه اذا أسود ولا أسود في نفس الوقت. ٤إخفاء القصد. ٥حجج كاذبة. ٦المصادرة على ما ليس مبرهنا عليه. ٧الحصول على التأييد بالأستجواب. ٨إغضاب الخصم. ٩طرح الأسئلة بترتيب مُخالف. ١٠نقيض الدعوى ( عندما نتبين أن الخصم يتعمد استبعاد الأسئلة التي ستكون في حاجة لأجابة بالأيجاب لدعم دعوانا، يجب سؤاله عن الدعوى المضادة). ١١تعميم مايقوم على حالات خاصة. ١٢إختيار استعارات مناسبة. ١٣رد نقيض الدعوى( للعمل على أن يَقبَلَ دعوى ما، يجب علينا تقديم نقيض الدعوى ونجعله يختار). ١٤إعلان الفوز رغم الخسارة. ١٥إستخدام حجج غير معقولة. ١٦الحجة على الذات، ( اي سابق التنازلات/ المقصد: خِداع!). ١٧المقاومة بالمبالغة بالتدقيق. ١٨مقاطعة وتغيير المُجادلة. ١٩التعميم بدلا من مناقشة التفاصيل. ٢٠إستخراج النتائج. ٢١مقابلة فاسد الحجج بفاسد الحجج. ٢٢المصادرة على المطلوب. ٢٣إجبار الخصم على المبالغة. ٢٤فن إستخلاص نتائج كاذبة. ٢٥الحجة الفرعي أو إيجاد أستثناء. ٢٦عكس الحجة على الخصم. ٢٧الغضب ضعف. ٢٨إقناع الجمهور وليس الخصم. ٢٩الحيد عن الموضوع. ٣٠حجة السلطة. ٣١لستُ أفهم شيئا مما تقولُه. ٣٢مبدأ الجمع المُهين. ٣٣نظرياً نعم عملياً لا. ٣٤زيادة الضغط. ٣٥المصالح أقوى من العقل. ٣٦إرباك الخصم بكلام مُحال. ٣٧فاسد البرهنة علامة الخسران. ٣٨الحيلة الأخيرة: الحجة على الشخص ( شخصنة ).
 
 


غير متصل د.عبدالله رابي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1273
  • د.عبدالله مرقس رابي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ بولص ادم المحترم
تحية
تمنياتي لك وللجميع الصحة والعافية وتجاوز الازمة الكورونية
 حسناً فعلت في تناولك عرض لكتاب مهم للفيلسوف الالماني "ارثر شوبنهاور" واختيارك له، لان ماجاء في الكتاب واضح من عنوانه لما يحتوي من المادة المعرفية الفلسفية التي تعالج موضوعاً اساسياً عند المفكرين والكتبة بأنواعهم، وهو الجدل والحوارات الفكرية.وهي قائمة في كل زمان ومكان،وقد ازدادت هذه الظاهرة في عصرنا الحالي عصر الثورة التكنولوجيةالمعلوماتية حيث أتاحت الفرصة للجميع للكتابة والمحاورة والجدال.
قدم شوبنهاور تحليلا لظاهرة الجدال في كتابه الذي نحن بصدده بعد معاناته من الفلاسفة المعاصرين له والذين رفضوا افكاره ،انما بعد مُضي فترة وفي سنينه الاخيرة بدأو في فهم اهمية ما كتب من كتب، فاعطى تحليلا للجدل وأكد على أن الفرد يحاول دائمأً النيل من خصمه بأعتبار أن ما جاء به هو الاصوب.
ولما كان العلم من صفاته التراكمية ،فيما بعد عالج هذه الظاهرة علماء أجتماع المعرفة هذه المسالة ،محللين للاجابة ،لماذا ،يكتب الفرد ؟وماهي العوامل التي تقوده للاصرار على افكاره ومحاولته لدحض أفكار الاخرين.واستقرائهم للعوامل البيئية والشخصية التي يتمتع بها الكاتب وتاثيرها  وربطها في افكارهم المطروحة.
شكرا على تناولك لموضوعات مهمة اساسية في المعرفة الفلسفية لتميزك بسعة المعلومات والقدرة في الربط والتحليل ،بالتأكيد نستفيد جميعنا من هكذا طروحات.
تقبل تحياتي

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ د. عبدالله رابي المحترم
 تحياتي،
 نكرر بلا ملل تمني موفور الصحة والسلامة لكم أجمعين
شخصياً وبأمانة، خضت جدالات جمة في حياتي، إستخدمتُ أساليب الدحض المباشر وغير المُباشر، باستخدام الحيل الدفاعية والهجومية مما  يرد في الكتاب تحت يدنا و غيرها من إبتكار وقته وبما يُناسبُ، كلَّ جدال، وعدد من تلك الجدالات كان مماحكاَ، وبما أن للضرورة أحكام، فقدإستخدمتُ، حيلة أو أوخرى أو ترتيب عدد منها بنية الضغط، أي أنني ومع شعور بالذنب دخلتُ الجدلَ المُرائي، للتأكيد على أن المُقابل يَدَّعي دعواه و ليس لديه أية نية في تقديم تنازل من أجلِ الحقيقة. ردُّك على قراءتي لكتاب شوبنهاور، هو تكملة لها، أي أن حضرتك كتبت ما تجَنبتُ كتابته، ليس لأنهُ ليسَ في الدائرة التي ركَّزتُ بين قُطرِ التناول فيها، بل الحرص قدر الأمكان تقديم مادة فلسفية مُختصرة، تنفع أكبر عدد ممكن من القراء، وبكتابة ردّك المُدرِك لدواعي الكتاب والمطلع على أطروحته، تكون قد أكملت وهو أفضل من الأضافة، فشكراً لك وتحية من الأعماق أستاذنا الكريم، سبق لحضرتك، التطرق في مقالة قرأتها منذ سنوات وعلقت في ذهني، وفي ذلك إثباتُ على أن حضرتكَ لايُعالج الآني بالآني بأداة أناوية!  بل هدفُك كما أرى هو كلانية مطلوبة كخلفية واسعة لبحث ظاهرة ما. أقصدُ مقالتك عن التحاور والنقاش والجدل، تحليلاَ وإفادة.
 معاناة شوبنهاور لا تختلف عن معاناة نيتشة، وكيركهارد، والقصة معروفة، وإذا كان نيتشة صاخباً فشوبنهاور كان هادئاً حتى في مجادلاته لكنه كان مُتصلباَ في الجدل تماماً مثل سورين كيركهارد، وكلُّهم أثَّر في في مجايليه و تلامذته ومن أتى من بعد.. جدالات وحوارات فلسفية معروف عنها أنها محاولة في الفهم و لا شيء يحدث انطلاقا من لا شيء، ولذلك هناك جدل.
عند تلاشي آثار المذهب السكولاستيكي الذي ميز الجدالات الفلسفية واللاهوتية في العصر الوسيط، إرتفعت يد الجدل الطولى في الفلسفة والفكر ثانية، ولم يكُن ذلك هباء و طبعُ مكرر لأجدادهم الأغريق بل مقدمة لدفع الفلسفة والفكر في مرافقة وفهم وتعزيز النهضة بكُل تواريخ التّحقيب المُتتالية، ولم تكن الاختراعات الجديدة كالبوصلة والطباعة إلا لتعطي دفعة حاسمة للعناية بالعقل أكثر من أي وقت مضى. وكان الجدل حاضراً.  شرفتنا أخي العزيز ودمت بألف خير.
بولص آدم

غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3064
    • مشاهدة الملف الشخصي
اخي بولص ادم المحترم
تحية

جميل مقالك رائع محتواه

تحيتي

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أخي الأستاذ وليد حنا بيداويد المحترم
تحية وتقدير
 شكرا على قراءة المقال، ورأيك يعكس أهتمامك بمواضيع معرفية غير آنية نتمنى لك وللجميع موفور الصحة والسلامة وشكرا.
بولص آدم