المحرر موضوع: آيــــــــــــة اليوم . . . كان ميتا فعاد الى الحياة. لوقا ١٥: ١١- ٢٠.  (زيارة 184 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سلام الراوي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 639
    • مشاهدة الملف الشخصي
لأنّ أخاك هذا كان ميتا فعاد الى الحياة، وكان ضائعا فوُجِد. لوقا ١٥: ١١- ٢٠
:
انتقد الفريسيون يسوع لانه كان يصاحب خطاة معروفين. وفي الاجابة، كان قد انهى منذ لحظات سرد مثلين عن استرداد خروف ضائع ودرهم ضائع. ويتابع الآن بمثل آخر، وهو عن اب محب ومعاملته لابنيه اللذين ارتكب كل منهما اخطاء خطيرة. اولا، هنالك الابن الاصغر، الشخصية الرئيسية في المثل. فهو يجمع ميراثه الذي اعطاه اياه ابوه بلا تردد. ثم يغادر البيت ويتورط في طريقة حياة فاسدة ادبيا جدا. ولكن أصغوا فيما يخبر يسوع القصة، وافحصوا اذا كنتم تستطيعون معرفة الشخصيات المقصود تمثيلها. يبدأ يسوع بــِ (انسان) كان له ابنان. فقال اصغرهما لابيه يا ابي اعطني القسم الذي يصيبني من المال. فقسم [الاب] له معيشته. فماذا يفعل هذا الابن الاصغر بما يتسلَّمه؟. يوضح يسوع (وبعد ايام ليست بكثيرة جمع الابن الاصغر كل شيء وسافر الى كورة بعيدة وهناك بذَّر ماله بعيش مُسرف). والواقع هو انه كان ينفق ماله بالعيش مع العاهرات. وفي ما بعد تأتي ايام قاسية، كما يمضي يسوع ساردا: فلما انفق كل شيء حدث جوع شديد في تلك الكورة فابتدأ يحتاج. فمضى والتصق بواحد من اهل تلك الكورة فأرسله الى حقوله ليرعى خنازير. وكان يشتهي ان يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله. فلم يعطه احد. كم هو مخزٍ ان يكون مُجبَرا على قبول تربية الخنازير، اذ ان هذه الحيوانات كانت نجسة بحسب الشريعة الموسوية!. ولكنّ ما آلم الابن الى ابعد حد هو الجوع المزعج الذي جعله ايضا يشتهي الطعام الذي تأكله الخنازير. وبسبب مصيبته الرهيبة، قال يسوع: (رجع الى نفسه.) واذ يتابع قصته يوضح يسوع:-(وقال [لنفسه] كم من اجير لابي يفضل عنه الخبز وانا اهلك جوعا. اقوم واذهب الى ابي واقول له يا ابي اخطأت الى السماء وقدامك. ولست مستحقا بعد ان أُدعى لك ابنا. اجعلني كأحد أجراك. فقام وجاء الى ابيه). هنا شيء للتأمل فيه: لو كان ابوه، قد هاجمه وصاح عليه بغضب عندما غادر البيت، لما صار الابن على الارجح شديد العزم الى هذا الحد على ما يجب ان يفعله. !.  ولربما قرر ان يعود ويحاول ايجاد عمل في مكان آخر في كورته وهكذا لا يكون ملزما ان يواجه اباه. ولكن لم تخطر بباله فكرة كهذه. فالبيت هو المكان الذي اراد ان يكون فيه!. ولانه لم يشعر بغضب ابيه بل العكس، فقد لاحظ كم كان ابوه حزينا لهجرة ابنه لبيته واحبائه! وبالتأكيد قد شاهد دموع ابيه تنسال حزنا لِما كان يجري. من الواضح ان الاب في مثل يسوع يمثِّل ابانا السماوي المحب والرحيم، يهوه الله. وربما تدركون ايضا ان الابن الضائع، او الضال، يمثِّل الخطاة المعروفين. فالفريسيون، الذين يكلمهم يسوع، قد انتقدوا يسوع سابقا لانه كان يأكل مع هؤلاء الافراد عينهم. وابونا السماوي يهوه ينتظرنا وكما انه واقف عند عتبة باب البيت فاتحا ذراعيه ليضمّ الخطاة راجعين اليه بينها. فهل نفكّر بالرجوع الى احضان ابينا تاركين ماضينا مع ابليس؟.
 بركة الاب الحنين يهوه مع الجميع، باسم الابن الطائع الحبيب يسوع المسيح آمين.