المحرر موضوع: الخوف يلاحقنا ويقلق حياتنا  (زيارة 1500 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3064
    • مشاهدة الملف الشخصي
الخوف يلاحقنا ويقلق حياتنا

وليد حنا بيداويد
كوبنهاكن
08/04/2020

 منذ نعومة اظفارنا كنا نخاف عقاب الوالدين اذا غضبوا من انفسهم ان نكون نحن الضحية، كنا نخاف المجهوزهكذا نخاف الوحدة في الظلام لربما مسكون بالجن، ونخاف الغرباء ودخلاء الليل، فلم نكن نحسب ان الاتي خو درس الحساب القاسى سيكون العقاب والضرب على الجماجم  والرقاب بلا شفقة  وبلا اخلاق وهو الماسى  خلافا للقانون وبلا احترام.
وذهبنا للابتدائية فخفنا عقاب معلم الحساب وارهابه على راس كل تلميذ يجلس في الزاوية بلا حساب فكان يعلم الصغارالضرب(بالجلاليق) هكذا جلاق زائد جلاق يساوي اثنان جلاقان وضرب بالوسطى على راس كل طالب نجمع مجموع الجلاليق ثم نقسمها على اثنين ناقص رؤؤس ابناء المعلمين فتحصل على النتيجة هكذا نحصل المعادلة الحسابية، هكذا  كان يعلم معلم الحساب درسه من دون رحمة ولا شفقة ولا تربية عائلية ولا ضمير وعطف ابوي. وهذه عشرة ضربات على اليد اليسرى زائدا عشرة على اليد اليمنى مضروب بمجموع ايادي الصغار 26 تلميذ ، تعال يا جميل احسب النتيجة لامك .
 تعال انت هنا.. فضرب على راسه في الوسطى اثنان منها بقوة بلا رحمة وبلا احساس ولا ضمير ابوي،  فداخ الصغير الورد  فوقع على الارض واجهش بالبكاء المرير وبصوت عال في ذلك الشتاء القارص اللعين وغير الرحيم فخاف الصغار الاخرون من العقاب ان يطالهم، هل نسيتم ايها الصغار انه درس الحساب  انه العقاب ودرس من دروس الخوف ولا في يوم القيامة!  قم انت يا سليم فابوك هو صديق قديم للعائلة ..نعم يا معلمي الكبير، اذا احسب يا سليم احسب- اشتريت هذا للكبيرة... وسعره وهذا للاصغر منها..... وسعره وهذا للوسطى .....وسعره اما للحلوة ....فقد اشتريت هذا وسعره وله....اشتريت  هذا وسعره، زائدا ونصف كيلو قيمر مع عسل زائدا عشرة بيضات للفطور الصباحي كان ذلك ليوم الاحد ، احسب يا سليم احسب كل هذه اشتريتها يوم امس فكم صار سعرها فنحسبها هكذا يا سليم نجمعها وانتم (الطلاب) اسمعوا  نضع الاحاد اسفل الاحاد والعشرات اسفل العشرات، اما هو فقد حجز تلك المدفاة النفطية الوحيدة في ذلك الشتاء القارص حجزها  ليحمي بها مؤخرته، والصغار ساكتون ينتظرون بشغف سماع صوت الجرص بانتهاء ذلك الدرس اللعين  درس الخوف ليلعنوا بدورهم المعلم ودرسه الحسابي كما في كل يوم ، فزرع في نفوسنا نحن الصغار الرعب والخوف والارهاب وكره درس الحساب وكره المعلم يوم ولد الى يوم الرحيل غير ماسوف عليه لا أتمناه له، بل بطول العمر ينعم ، فجاء معلم الحساب اللعين اتذكر ذلك جيدا جدا وكانه اليوم يتجدد الخوف فينا بسبب كورونا، جاء في اليوم التالي يلبس حذائه الجديد ليلعب كرة القدم في مؤخرات التلاميذ الصغار بلا رحمة ولا شفقة، فنفض حذائه  المترب قليلا  ببناطيل الببراعم الصغار الفقراء التي حرصت امهاتهم ان تغسلها ليظهروا لهم ليظهروا بهندام نظيف وجميل بما يمكن من نظافة وفزرع معلم الإرهاب ودرس الحساب اللعين الارهابي والخوف في قلوبنا فكبر معنا الخوف ويتجدد في زمن كورونا.
فرحلنا الى المتوسطة وهذه المرة مسؤلية اكبر واهتمام اعظم  فنحن قد كبرنا قليلا وتخلصنا من السجان اللئيم ودرس حسابه اللعين والخوف لا يبارحنا فيلاحقنا حتى في المنام ، كيف سنجتاز هذه المرة مرحلة المتوسطة ليقرر بعدها مصيرنا، فتجاوزناها بسهولة ويسر وبتفوق لا يصدقان الى الثانوية، وما هي الا بضع سنوات سيتقرر مصيرنا الى العسكرية او الجامعية او الهرب  في دجى الخوف والمجهول.
وكبرنا وكبر الخوف فينا يلاحقنا ويحيط بنا ويملئ عقر البيت وزواياه وفي الوظيفة وفي الشارع
وفي كل مكان، هناك حرب لم تنتهي اثارها وفتيل اخر يشتعل نارها،  فتخاف حتى ان تسال نفسك تخاف من عواقب الطريق وفي تركيا يسالك كبير الجندرمة الارهابي الكوردي الكرمانجي هل انت اشوري ام كلداني او سرياني؟
لا تعرف ماذا  يريد ويخطط هذا ابن ال .... من حجة لكي لا ينجز ويعرقل معاملتك القانونية فالخوف يتجدد في جوفك ان لا تحصل على الاقامة  فما عليك الا بسرعة البديهة ولابد ان تجيبه بجواب دبلوماسي وحقيقي ومقنع  غير مبالغ به  وهو انه (لا فرق بيننا  اننا كلنا واحد وجميع التسميات هي لشعب واحد)  فيستشيط غضبا  فتحتار من اسباب غضب هذا العميل التركي الساقط وتخاف ان يسبب لك اشكالا فتدخل في قلق وخوف اخر.
فتخرج من هذه المحنة مع كبير الجندرمة التركي وتغادر تركيا لتصل الى ارض الميعاد بعد معاناة ، ارض الاستقرار لربما  فتخاف هذه المرة ان لا تحصل على الاقامة رغم صراحتك ومعاناتك فتعيش حالة من القلق والخوف فتحصل عليها وبعد ذلك تتخلص من الخوف فيرافقك القلق  الى باقي ايام حياتك واليوم يتجدد الخوف في نفوسنا مرة أخرى ،  فيلاحقنا فقد كان معلم  درس الحساب يرهبنا  واليوم كورونا يقلقنا فألى متى يا رب سينتهي خوفنا ويتلاشى قلقنا.   






غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: الخوف يلاحقنا ويقلق حياتنا
« رد #1 في: 10:23 09/04/2020 »
اخ وليد : اذهب عند تجار الدين وهم سيتصلون به ويخبرونك ( لا سيخبرونك بعد الخوف ) ! اعتقد انا شخصياً كل أسباب خوفنا التي مرينا فيها في العراق كان سببه التخلف والتخلف ناتج من الاديان والمعتقدات التي تم تسيسها لصالح الكلاب .
اما خوفنا الحالي فهو حالة عرضية وستزول وان كانت قاسية نوعاً ما . الطبيعه في سيرورة مستمرة ولا احد يعي طريق سيرورتها ! والحالة الحالية ماهي إلا احدى مقاطع تلك السيرورة . كان يقول لي الامر العسكري في مل بلوة ومصيبة تأتينا الآتي : لا تخاف يا ابني سهلة وأسهل منها ماكو وداعتك بأجر راح تخلص واتصير حكايات للأطفال ! لا تخاف بأجر راح تخلص واتصير حكايات . تحية

غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3064
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: الخوف يلاحقنا ويقلق حياتنا
« رد #2 في: 10:52 09/04/2020 »
رابي نيسان سمو الهوزي المحترم

بعد التحية
شكرا لك ، نتمنى وندعو الرب في هذه الأيام المباركة ان يرفع هذا الهم والغم عن البشرية جمعاء امين
اعتزازي واحترامي

غير متصل بطرس نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 416
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: الخوف يلاحقنا ويقلق حياتنا
« رد #3 في: 20:39 09/04/2020 »
الأخ وليد بيداويد المحترم
فعلا انها رحلة حياة متعبة جدا ، كلنا كنّا ضحية مجتمع شمولي ، وتربية قاسية حقيرة ، ذكرتني بدرس لا زلت ان لم اقل أكرهه الا اني لا اتقبله ولا أتمكن من حل مسالة حسابية اذا كان فيها عقدة جمع وطرح وغيرها أتدري لماذا ؟ في الصف الاول الابتدائي كان لنا معلم حساب عندما يدخل الصف وبعد قيام وجلوس يجلس على الرحلة الاولى الى يمين الصف وياتي بالمدفئة ليضعها خلفه ، ثم يطلب منا بان  نضع رؤوسنا الصغيرة على الرحلة ، يخاطبنا بكلمة ( ضموا ) مرة ونحن منطرحين على الرحلة أقعدنا بعد ان وضع جريدة كان يقرأ فيها على الرحلة المجاورة لي ، انا كنت نائما وعندما صحيت صرخ بي لماذا لم تسمع كلامي عندما قلت ( اصحوا ) قلت كنت نائما ، عندها صفعني بوجهي مما اصطدم راسي بالحائط وأصبت بالاغماء من شدة الضربة ، فما كان منه الا  جاء بإناء من الماء وسكبها على راسي عندما نهضت هرولت الى خارج المدرسة وانقطعت عن الدوام لمدة أسبوع ، عندما شعر والدي بذلك ، سحبني من يدي وذهب الى  مدرستي عندها استمريت بالدوام ، هل تعلم عزيزي منذ ذلك الحين والى اليوم اصبح عندي عقدة من مادة الرياضيات ، كم تمنيت معالجتها الا ان جهودي راحت سدى .. هذا هو حال مجتمعاتنا ووسط هذا التخلف استنفذت ذواتنا وعقولنا .. تقبل محبتي
اخوكم بطرس نباتي

غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3064
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: الخوف يلاحقنا ويقلق حياتنا
« رد #4 في: 22:03 09/04/2020 »
ميقرا رابي بطرس نباتي

تحبة وبعد
شكرا لمرورك واضافتك
نعم انت محق، لست وحدي بل جل من كان معي في تلك المرحلة الأكثر سوادا في حياتي يقرون باجرام هذا المعلم واكون لربما مثل الباقين أتذكر تفاصيلها الدقيقة جدا.
في الصيف الماضي كنت في عنكاوا فالتقيت مع زميل عزيز لي في المطعم فجلسنا نتذكر تلك الأيام عندما هذا الإرهابي كيف كان الإرهابي  يرهب التلاميذ الصغار ويتلذذ بضربهم على  جماجمهم وعلى روسهم وعلى اياديهم ويضربهم على مؤخراتهم في الشتاء القارص ولكن للأسف لم يبرز هذا المصطلح حينه والا كان هذا المصطلح ينطبق على الشخص اكثر من كونه معلم
لا اعرف من كان ومن هو الذي يمتدح معلمي عنكاوا وهذا احدهم وهيا اسمع تاريخ الاخرين
هكذا كانوا يعلمون ولكن طبعا ان تلك القاعدة الشاذه الإرهابية التي اتبعها المعلمين حينها لم تكن تخلو من المعلمين  الحقيقين الذين كانوا يعاملون طلبتهم بحنان ابوي ومنهم المرحوم (يلدا مرقس كاكا- اده نيقو) رحمه الله والأستاذ القدير (حبيب متى افندي) اطال الله في عمر رباني حبيب بالصحة  والمرحوم (جبار عزيز سبي والمرحوم امير حنا عبدالاحد) رحمها الله والأستاذ كمال محمد من طيراوا/ أربيل
تمنياتي للجميع بالصحة وابعدكم وايانا كل سؤ ومرض

امين

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: الخوف يلاحقنا ويقلق حياتنا
« رد #5 في: 22:40 09/04/2020 »
الأخ وليد حنا بيداويد المحترم
تحية طيبة
يؤدي الشعور المتزايد بالخوف والقلق المتنامي حيال الأوضاع الحالية إلى خلق ما يُسمّى بحالة الهلع الجماعي، يُمكن التخفيف عن هذه المخاوف بمراجعة تجاربنا مع الخوف، بالتأكيد هي كثيرة وتتباين بين فرد وآخر وحسب الظروف والمراحل فالبيئات التي وضعته وجها لوجه فيها مع المخاوف، ينبغي التغلب عليها بوسائل ذاتية وأخرى ينصح بها علماء النفس والأجتماع، شكراً لتقديمك جزء مهم من تلك المخاوف التي واجهتك شخصياً وتركت أثرها في حياتك، لقد مررنا بمايشبهها ايضا، ومخاوف مواجهة الموت كذا مرة .. مع التقدير.
بولص آدم

غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3064
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: الخوف يلاحقنا ويقلق حياتنا
« رد #6 في: 01:08 10/04/2020 »
ميقرا رابي بولص ادم
شلاما

شكرا لمرورك الطيب
لم اكن اذكر ذلك ولكنني ذكرته تشبيها بالظرف الذي نحن عليه الان، فقد بقت تلك السنوات المخيفةالتي كنت فيها طفلا صغيرا وكان معلم الحساب يرهبنا إرهابا فعليا يضرب بلا رحمة ولا ضمير ولا شفقة، زرع الخوف في نفوسنا واليوم يتجدد الخوف والقلق في نفوسنا كل يوم ان لا نلمس هذا من دون معقمات ولا نخرج من دونها ان لا نفعل هذا فكلها حياة خوف وقلق
شكرا لك ثانية
تحيتي
 

غير متصل خالد توما

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1710
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: الخوف يلاحقنا ويقلق حياتنا
« رد #7 في: 19:50 11/04/2020 »
القدير والصديق العزيز  وليد حنا بيداويد..
مقالك كان سرده مضحك ومبكي ومخيف ، مضحك للعبارات المفعمة بالمعنى ومنها جلاليق ولعبة كرة القدم وتنظيف الحذاء ببنطلون البراعم الصغار ؟؟
ومبكي لأنه بعض من أساتذتنا في ذالك الزمن لا ينضروا إلى البراعم يكبرون ويحملون الثمر ويكونون نواة صالحة لبناء المجتمع ؟؟
وعشنا في زمن الخوف من المعلم و  رجل الدين و الوالدين و  الشرطي وووووالخ ؟؟
أما أخي العزيز العدو الأسود المخيف ( كورونا ) جاء ليخطف من هذا الكوكب من يصيبه لكن بجهد الجيش الأبيض والعلماء والباحثين أن شاء الله يصلون إلى عقار ليقف هذا الوباء اللعين وتعيد الحياة إلى طبيعتها ويستمر البناء والعمل إلى ما كانت عليه وأكثر وينتهي الخوف  ..
عشتم صديق الصدوق وعاش قلمك الحر والله يحفظكم وعائلتك الكريمة وكل عام أنتم بألف ألف خير

غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3064
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: الخوف يلاحقنا ويقلق حياتنا
« رد #8 في: 23:36 11/04/2020 »
اخي العزيز خالد توما المحترم
شكرا لك

كلمات كسبناها منذ الصغر مثلا (الجلاليق والنكرة) وانت تعرف النكرة ومعناها الضرب بالاصبع الوسطى على رؤس التلاميد الصغار البراعم، فقد كان يتلذذ الضرب بالوسطى على رؤس الصغار بلا رحمة ولا شفقة،
نعم ان سرد المقالة مخيف كالخوف من فيروس كورونا.
زرع ذلك المعلم الخوف في نفوس التلاميذ ولم اتعلم انا وغيري جدول الضرب الا عندما نقل ذلك الإرهابي ومجئ المرحوم (ادة نيقو) الذي كان يعامل الصغار التلاميذ مثل اولاده

تحيتي