المحرر موضوع: كورونا يربك تحضيرات المسيحيين لعيد الفصح بالقدس  (زيارة 758 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ankawa admin

  • المشرف العام
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2306
    • مشاهدة الملف الشخصي
الجزيرة

عبثا تحاول السيدة المقدسية نهيل خوري التخفيف من توتر طفلتها لورد، التي لا تتوقف عن طرح الأسئلة المتعلقة بإمكانية احتفالها بعيد الفصح المجيد كالأعوام السابقة، بعد خضوعها وأسرتها للحجر الصحي المنزلي، في ظل إعلان حالة الطوارئ بسبب فيروس كورونا.
 
متى سنزين المنزل؟ ومن أين سأشتري ملابس العيد؟ ومتى سنخرج لزيارة منزل جدي؟ وما شكل الشعنينة التي سأحملها في مسيرة أحد الشعانين؟

هكذا تسأل الطفلة ذات الأعوام الثمانية، التي انقلبت حياتها وأسرتها رأسا على عقب منذ نحو أسبوعين، فلم تعد تتوجه لمدرستها، ولم تشارك في الفعاليات الخاصة بعيد الفصح.
 
تقف نهيل عاجزة أمام تلبية رغبات طفلتها، وتقول "اعتدنا في هذا الوقت من العام أن أبدأ شراء الملابس لأطفالي، وأستعين بالإنترنت للاطلاع على أفكار جديدة للشعنينة التي يحملها الأطفال في أحد الشعانين بالكنيسة والمسيرة، وأبدأ كذلك تزيين المنزل وتهيئته لاستقبال العيد، أما في هذا العام فجل تفكيري ينصب على كيف ومتى ستنتهي أزمة كورونا".
 
لم تتخيل نهيل يوما أن يحرمها وعائلتها فيروس من التوجه إلى كنيسة لحضور الصلوات الخاصة بعيد الفصح، وهو أحد أهم الأعياد المسيحية الذي يحتفلون فيه بقيامة المسيح عيسى عليه السلام من قبره في كنيسة القيامة بالقدس، حسب معتقداتهم.
 
ورغم لهفة طفلتها على المشاركة في الطقوس الجماهيرية للعيد في القدس، فإنها -كما يبدو- ستضطر للاحتفال به في منزلها، وتقول الأم إن ابنتها "واظبت هذا العام على الصيام رغم صغر سنها، لذلك هي متحمسة لقدوم العيد أكثر من شقيقيها الذكور، ولأدخل الفرحة إلى قلبها سنصبغ البيض في المنزل، وسنقيم صلواتنا وحدنا فيه، لكننا لن نشتري الملابس الجديدة، ولن نصنع شعنينة لها لتحملها في الكنيسة".
 
لا تقتصر تلك الحالة على أسرة نهيل خوري وطفلتها لورد زعرو، بل تشمل كافة الأسر المسيحية المقدسية التي لن تتمكن من الاحتفال بالعيد هذا العام.

الطفل باسيل سحار (13 عاما) قال للجزيرة نت إنه اعتاد في مثل هذا الوقت كل عام ارتياد مراكز التسوق لشراء ملابس العيد، في حين تهتم والدته بشراء الكعك والضيافة التي تقدم لزوارهم.
 
يقول سحار"أنتظر مسيرة أحد الشعانين بلهفة، وأشارك مع رجال الدين وآلاف المسيحيين القادمين للمشاركة فيها من كل أنحاء العالم، لكننا سنحرم جميعا منها هذ العام".