المحرر موضوع: مصطفى الكاظمي : نحن إرث سومر وبابل وآشور (1)  (زيارة 1516 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل دانيال سليفو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 117
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
في كلمة رئيس مجلس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي الى الشعب العراقي, تطرق في برنامجه الى الكثير مما يتساوق مع مطالب المتظاهرين المنتشرين على الساحات العراقية على طول جغرافية العراق وعرضه. فمن الأمور التي عاهد بها السيد الكاظمي العراقيين هو موضوع الإنطلاق من القرار المستقل السيادي وبأن يكون هذا القرار بيد أبناءه , فالعراق للعراقيين , وهذا شعار كاد يختفي من ذاكرة الأحزاب الحاكمة والتي كانت تنادي به ( بحرقة وطنية جياشة ) فترة المعارضة قبل سقوط النظام السابق !. ويكمل : العراق بلد عريق ليس تابعاً , فالعراقي سليل الحضارات وقوته في أعتزازه بوطنيته . ويستمر الرئيس المكلف : نحن وأنتم إرث سومر وبابل وآشور وهذه المسميات تسري في عروق العراقيين . والبداية بهوية عراقية حقيقية هو المنهاج الامثل لإنجاح التجربة ( والتي لا تزال ضمن التجربة)!.
كلمات السيد الكاظمي تحمل في طياتها الكثير من المشاعر الوطنية الحقة  , وتضع على عاتق الجميع مسؤولية وطنية وأخلاقية كبيرة , وهي لا تتناقض مع الشعارات التي تنادي بها  الكتل السياسية الأصيلة المنتمية قلباً وقالباً للعراق المبتلى منذ عقود , وكذلك مؤسسات المجتمع المدني , والمثقفين وحتى البسطاء التي علمتهم المحن , وذلك بوضعها في موضع التنفيذ لأنها هي الضامن الوحيد لإنقاذ العراق والخلاص من الجور والهمجية والتعصب والمحاصصة على أساس المكونات !.
ونحن كعراقيين منتمين الى جذر العراق سواءاً بالأصل أو بالمشاعر الوطنية , علمتنا التجارب والمحن الكبيرة أن لا نُسرع بالإرتماء الى ما قيل هنا أو هناك , رغم إحترامنا للسيد الكاظمي , فقد يكون خالص النيّة والإيمان , ولكن لا تهب رياح مصالح الجيران في الإتجاه الصحيح دائماً كما تشتهي سفينة العراق. فقد يلعب هاجس الشك بعقولنا وقلوبنا حينما نرى ( نزول الوحي ) في هداية أغلب  الكتل واصحاب القرار من كل الإتجاهات بالتوافق والتضامن على شخص السيد الكاظمي ! فهل مصالحهم ومصالح مرجعياتهم مصانة ومحفوظة وموضوعة وراء الأكمة ؟!. وهل يستطيع السيد الكاظمي من قلع أشواك الفساد والمحسوبية والمحاصصة من أرض العراق , أم ستبقى تلك الأشواك قنابلا و مفخخاتا في طريق العراقيين تمسح يومياً عن وجوههم الأمل والبسمة والأمنيات الى الأبد ؟. وعهدنا وقناعتنا بالسيد الكاظمي ( بإعتباره رجل مخابرات ورجل سياسة متمرس ) بأنه يعلم أكثر من غيره حقيقة الأوضاع , ويعرف تماماً من أين يبدأ في البحث عن الإبرة وسط كومة قش الفوضى والإنحدار المتسارع للعراق . وقد يكون إيمانه بشعار العراق للعراقيين وبأننا جميعاً ورثنا حضارات سومر وبابل وآشور , البداية الصحيحة وخط الشروع الصحيح للقضاء على كل المساؤى ( ولنقل المهازل ) الكابحة لعجلة العراق نحو الأمام . و أخيراً لابد أن نسمع صوت المتظاهرين لحسم موضوع رئيس الوزراء المكلف السيد مصطفى الكاظمي.