المحرر موضوع: ملاحظات حول الصلاة على الموتى وهرطقة التراث ولعن اللغة  (زيارة 5428 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

ملاحظات حول الصلاة على الموتى وهرطقة التراث ولعن اللغة
بولص آدم

  البشرية قاطبة، وفي كل أنحاء المعمورة، منذ العصور القديمة ومروراً بالعصور الوثنية و عصور الديانات السماوية، وحتى الآن وفي كل المجتمعات ، تقام جنازات ويتم الترحم على الموتى، وهناك مقابر يتم زيارتها ووضع الزهور وإيقاد الشموع عليها، إحتراما للروح وادامة الذكرى،حتى تقاليد حرق الجثة بعد الموت لها طقوس خاصة، وهذا يشمل الملحدين واللآأدريين وعبدة الصفاء والنقاء والطبيعة، يحق لنا أن نستكر إقامة مظاهر التفاخر والمبالغة المناحية أثناءالجنازات، لكننا نستغرب وندين بشدة إنتهاك حرمة الموتى لأي سبب كان.
 عندما توفيت طفلتي قبل سنوات طويلة، خُيرنا بين حفظ الرماد، أو الدفن في مقبرة رمزية جماعية للأطفال، أو أن تدفن في قبر خاص رحمها الله، فأخترنا الخيار الأخير، ونحن نهتم بالقبر دوريا، ذلك ساعدنا كثيراً، وخاصة الأُم التي بزياراتها المتكررة هناك، تخفيف لصدمتها صدمة الأم التي حملت بها وكانت تنتظرها بفارغ الصبر ولكن هكذا كان. هل يمكنني بعد موتها أن أقول. لقد توفت ومع السلامة، لن ينفع الصلاة عليها؟ ولانفع في دفنها في قبر خاص؟ لو فعلت ذلك حتى لوكنت مُلحداً لأرتكبت خطأ أخلاقي، أي أنني نكرتُ وازدريت الموتى بهذه الفعلة وهذا عمل لاأخلاقي يرتكبه القساة فقط. لقد تعرفنا الى مختلف الفلسفات والمعتقدات وتجارب الشعوب وآمنا وألحدنا ولكننا لم نتجاوز الأخلاقيات الأنسانية الأساسية التي يتفق عليها البشر بمعزل عن الأديان ومصادر التشريع للأخلاقيات الأخرى.
مارست الكنيسة الصلاة من أجل المؤمنين الراقدين منذ نشأتها في العصر الرسولي، وفقاً للتعاليم الكتابية التي نختار منها بأختصار:
اـ العهد القديم: نقرأ إنهم كانوا يصومون ويصلّون من أجل الراقدين (الموتى) فأهل يابيش جلعاد صاموا وصلّوا سبعة أيام على شاول وابنيه [١صم ٣١: ١٣].
ب ـ العهد الجديد: قال سيدنا يسوع المسيح (من يجدف على الروح القدس فلن يغفر له لا في هذا الدهر ولا في الدهر الآتي) [مت ١٢: ٣٢]. أي أن هناك من الخطايا ما يغفر في الدهر الآتي (بعد الموت). من قول القديس بولس: (إن كان الأموات لا يقومون فلماذا يعتمدون من أجل الأموات) [١كو ١٥: ٢٩] وهذا تصريح من الرسول بولس بالاصطباغ من أجل الموتى (أي التألم من أجلهم بالصلاة والأصوام الشديدة).
من تصريح القديس بولس نفسه إذ صلى لأجل انيسيفورس بعد موته بقوله: (ليعطيه الرب أن يجد رحمة من الرب في ذلك اليوم يوم الدين) [٢تي ١: ١٨]. وهذا أقطع دليل على جواز الصلاة على أنفس الراقدين وطلب الرحمة لهم من الله وكما طلب بولس الرحمة للميت ولأهله الأحياء لذلك جاز للكنيسة أن تصلي عن الراقدين كما تصلي عن الأحياء.
   لدينا مُشكلة في نقد النقد، إذ لانفهم النقد ونعتبره التطرق الى السلبيات فقط وهو خطأ شائع، ومن هنا يتم اللجؤ الى حيل الجدل المرائي، من أجل أن يكون رأينا على صواب دائما، وهكذا رأينا دحض دعاوي الناقد بأستخدام كافة الوسائل الممكنة في مرحلة نقد النقد والأنجرار الى إنتهاك حرمة الموتى ووصمهم بالأشرار. والصلاة أثناء مراسيم الجناز والدفن، لايمكننا شخصياً أن نقول أنها خطأ ولكننا نُدينُ المبالغة ووضع المناحات وتقديس الموتى والفرق بين الحالتين كبير، مع إحترامي للأخوة الذين لهم تلك الآراء وأنا هنا أتحدث عن آراء وأكن للمعبرين عنها محبة وأحترام والأختلاف في وجهات النظر حالة طبيعية. بصراحة، هرطقة التراث هو جناية وفهم خاطئ للهرطقة أساساً، ولن استشهد من البعيدين ولكن من باحث قدير وكاتب بارز وعالم في أختصاصه، علم الأجتماع هو الأخ د. عبدالله رابي. ففي مقالته البحثية عن هرطقة نسطورس التي للأسف قرأتها متأخراً، فإنه قد حقق بحثاً نادراَ يستحق التقدير وأتمنى أن يجمع مقالآت مثل هذه في كتاب مستقبلا. إن هرطقة التراث تمت في رد على المقالة المقصودة للأخ د. ليون برخو، في مرحلة نقد النقد وذلك رد فعل خطأ، فقد تم ذلك دون طرحها في بحث مقنع وذلك يختلف عن البحث في تراث الأمم وتنقيحه وطرح الغريب والدخيل عليه، وتلك مهمة الضالعين. أما لعن اللغة والتبرؤ منها على يد نفس الكاتب في رد له على مقالة أخرى فهو رد على رد غير موفق أيضا فما دخل لغتنا بمن يستخدمها لنشر الكراهية والأنقسام، فعليهم نقد طروحات هؤلاء وإدانتها، وليس لعن لغتنا، وليعلم بأنه قد لعن لغته الكلدانية التي يفتخر بها وقد أزال واحدا من مقومات قوميته الأساسية ولو فرضنا أن هذه الآراء المطروحة هذه الأيام صحيحة، فماالذي تبقى لكي تكون الكنيسة مشرقية مثلا؟ وماالذي تبقى من كاثوليكيتها لو نحن وصمنا عقيدة المطهر بأنها شيطانية؟! وبالغنا بطريقة راديكالية، لدحض دعاوي شخص ينتقد، ونفعل ذلك كرد فعل وفي مرحلة نقد النقد، وقد يقول قارئ او يسأل  : ما مناسبة التطرق الى ذلك هُنا؟ نعم، تم التلميح مرارا بطريقة غير حميدة وتجاوزتها، لكن تكرار ذلك وعدم المواجهة الصريحة هو عمل لاأتفق معهم عليه، فإذا ترحمنا وعزينا الأخ الدكتور ليون برخو بقريبه فهي حالة طبيعية وأستنكرنا تخوف الكاهن من واجبه وهذه قناعتنا، أما أن يتم الأنتقام اللفظي والمعنوي مني، وأنا انقل وجهة نظري وأمارس تقاليد إجتماعية قبل أن تكون دينية بمواساته، فذلك يستحق منهم مراجعة قناعاتهم أولا وعدم اللجؤ الى التكتل لدحض آراء الآخرين وشخصنتهم. تلك الملاحظات على آراء كاتبين من أخوتي الكتاب، لها فائدة أيضاً فهي تقودني الى الأشارة الى نقص كبير في البحث في تراثنا بأدوات بحثية تقود الى إغناء أفكارنا حول تراثنا بدل هرطقته مع سبق الأصرار.  للعلم مرتبة عليا في أحترامه من قبلنا، رد الفعل على تخريفات بعض رجال الدين حول فيروس كورونا وعلاقة الأيمان بعدواه، يجب أن يكون بحدود دحضها علمياً وليس التهجم على الأديان بسبب ذلك، وفي نفس الوقت سيكون ذلك مبررا واهيا للألحاد والنظرة الى الوجود، فالكنيسة وبعد حالة غاليلو المُدانة مثلا، بفترة ليست طويلة حولت نظرتها جذرياً بما يخص العلم، وشجعت العلماء وساعدتهم والأمثلة لمن يريد كثيرة.
 نكتفي بهذا القدر ونكرر محبتنا لكم وتمنياتنا الحارة لكم وللجميع بالصحة والسلامة.




غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قرائي الكرام

هذا المقال في رأي أفضل مقال في هذا المنتدى بشقيه: الأول الذي يتناول البعد الإنساني والأخلاقي، والثاني الذي يعرج على الموقف من اللغة والتراث وهرطقتهما.

في هذا التعقيب سأركز على الشق الأول، وأترك الشق الثاني لتعقيب منفصل.

الجائحة التي اتتنا من حيث لا ندري، وهي شر مستطير، ألغت الكثير من المواقف والنظريات، وعلى رأسها نظرية الأخر، The Concept of the Other.

هذه النظرية نقدية أشبعها نقاشا كبار الفلاسفة والمفكرين من كانت الى لاكان؛ وباختصار شديد تفرز النظرية "أنا" او "نحن" Self من "الأخر" the Other.

وفيها نشيد بما لدينا وما نحن عليه ونلقي اللوم على الاخر او نراه لا يرتقي الى ما نحن عليه من سمو.

فإلهي أفضل من إله الأخر وأيقونتي او صنمي أقدس من أيقونة او صنم الأخر وكتابي أكثر قداسة لا بل هو القداسة وكتاب الأخر باطل، ورموزي وخطابي أسمى وأعلى درجة من الأخر.

وأين ما ألتفت أرى "أنا" و"نحن" وإن نظرت للأخر أنظر إليه وما هو عليه بمنظار مختلف لا يساوي ما لدي.

وهناك دراسات أكاديمية وأبحاث علمية وكتب بالآلاف حول النظرية هذه وتفسيرها في مختلف مناحي الحياة وفي مختلف المجتمعات باختلاف واقعها الاجتماعي والثقافي.

والنظرية ترى لها تطبيقات ليس على مستوى الشرق والغرب مثلا، بل على مستوى الشرق ذاته وضمن نطاق الأقلية ذاتها التي رغم انها ليست إلا "الأخر" في عيون "أنا" و"نحن" إلا انها تفرز مجتمعها الصغير على نفس المنوال.

لن أغوص في تفاصيل النظرية، لأن من غير الممكن منحها حقها في ثنايا تعقيب قصير.

بيد أن الخبيث (الجائحة) او الشر الذي اتانا من حيث لا ندري ضربنا كلنا وكلنا "أنا ونحن، وهو وهم" سواسية مثل أسنان المشط؛ أي لم يميز هذا الخبيث بين "أنا" و"نحن" من جهة و"الأخر" من جهة أخرى.

الكل سواسية امام هذا الشر الخبيث، ولكن نزعتنا البشرية صوب العنصرية والتمييز والفوقية جعلتنا في بداية الأزمة الكونية وحتى هذه اللحظة نتصور، ونحن مخطئون، ان الجائحة مثل أدياننا ومذاهبنا وميولنا وألهتنا وأصنامنا وأيقوناتنا والكتب التي نراها أزلية تفرز الناس وتصنفهم في خانتين: الأولى "أنا" و"نحن" – خانة الخير، والأخر "هو" وهم" خانة الشر.

وهكذا عندما ضربت الجائحة الصين هللت بعض الأصوات العنصرية في الغرب مبشرة بقرب سقوط التنين، وهللت بعض الأصوات من العنصريين والمتعصبين المسلمين أن هذا عقاب من الله ضد الصين لاضطهادها مواطنيها من الإيغور المسلمين.

عندما ضربت إيران، ظهرت أصوات كثيرة إن كان في هذا المنتدى او لدى بعض العنصريين من المسيحيين المتصهينين في الغرب التي ترى أن هؤلاء (الإيرانيين) يستحقون ومنهم من وصل به الأمر الى تبجيل ومدح الجائحة لأنها تضرب الشر (إيران) وتنسى أن في إيران 80 مليون إنسان أغلبهم أطفال ونساء وشيوخ وناس أبرياء.

وعندما ضربت الدول الخليجية مثل قطر والسعودية والإمارات ظهرت أصوات تصدح فرحا لأن الجائحة في نظرهم ضربت الشر ونسوا أن اغلب الناس في هذه الدول هم عمال أجانب والغالبية الساحقة منهم (حوالي 90 في المئة في بعض الدول) مسيحيين.

وإذا بالجائحة تضر ب الكل يمينا ويسارا، شرقا وغربا وتركع من كنا نتصور في إمكانه تركيع الدنيا.

إذا كانت الجائحة الشريرة تعاملنا بمساواة قل نظيرها، فما بقي لنا من رموز وميول مهما كانت تسقط وتسقط سقوطا مريعا إن كنا ننسبها الى الله او إلى أي فكر او إيديولوجيتا او فلسفة أخرى، لأن الله الذي هو الأب والرحمة في هذه الحالة لا يرقى بمساواته في التعامل معنا مثل الجائحة الشريرة من حيث ما ننسب له من كتب وأديان ومذاهب ورموز وعنصر وجنس ولون وميول وثقافات.

لن أؤشر على أي مواقف مثل هذه لدى شعبنا، ولكنني صعقت عند قرأتها او ممارستها حيث بتنا نميز حتى بين موتانا إن كان ضحية الجائحة فله مكانة متدنية (شرير) وإن لم يكن فله مكانة رفيعة.

ما فعلته الجائحة التي أقضت مضاجعنا أظهرتنا على حقيقتنا كبشر وكم نحن ضعفاء علما وتطورا ورقيا وكم نحن فقراء من حيث البعد الإنساني والأخلاقي.

وشكرا للأخ بولص على موضوعه الفكري الشيق واسلوبه الرشيق في طرح المادة.

تحياتي

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ د.ليون برخو المحترم
تحية طيبة
الاختلاف اختلاف داخلي، داخل الذات ..
 سبق لي  بتواضع في وقت مبكر من الفترة الفيروسية، أن وصفت الفترة هذه بالأضطراب، وهي الفترة بين عالم قائم على توازن مُزيف وعالم مجهول يتقادم..
 عشنا الوجود والعدم، عدة مرات، وأحتُجِزنا جُزئيا وكلياً أيضاً، سجنٌ كامل بين أربعة جدران لسنوات، عاينا صعود وهبوط الأنسان في الصعود إلتزام بقيمة الخير( غير مُطلقة) وواجهنا الهبوط أيضا وهو الآخر، لم يكن مٌطلقا، اللآمُطلق هنا لعدم تسكين الذات في القصدية المثالية.
لو نظرنا الى العالم من ثنائية (الجزءوالكل) فالمجتمعات أجزاء من الكل المجتمعي العالمي وهذا الكل في مركب واحد في العاصفة، ماءالبحر مالح.. (الموارد والقيم) في المركب محدودة، لهذا سيتم في خضم العاصفة عبور واستنفاذ طاقة ردع المخاوف ( البقاء على قيد الحياة) وستتمظهر الذات تأسيسا على (مفهوم الغيرية) خلف قناع (نحن من يحق له البقاء لأننا برأينا، نحن أفضل)، وسيعم الجنوح بلاشك لفرض ( صورة عدو) على الآخر، والبداية تتمثل بتململ وشكوى، وعندما يبدأ الماء الحلو ( قيمة الصبر) بالنفاذ، فالآخر يصبح ثانوياً ونخرجه من حالة ( نحن) ونأمره أمراً بأن يمتثل ويقبل بصورة العدو، وله خيارين أحلاهما مُر، فإما أن نستحوذ على إرادته تماما ونتحكم بحاجاته للبقاء، أو نرميه في البحر ونتخلص منه! (رأينا صائب وبكل الوسائل الممكنة/ميته شرير) وبما أن هذا الأنسان حكمنا عليه في مركبنا بالموت، فلاقيمة لموته، بكل ماله( هيئة روح وجسد، تراث، لغة والخ ) فهو الآخر الذي لم نعد نتقبله، هذا هو الهبوط. كيف يهبط الأنسان؟
 لمحة فلسفية:
كتب ماكس هوركهيمر يقول: "من الصعب جدا أن يحدد المرء بدقة ما أرادت اللغات الأوربية في وقت من الأوقات أن تقوله وتعنيه من خلال لفظ ego "الأنا"، إن هذا اللفظ يسبح في تداعيات غامضة قاحلة. فمن حيث أنه مبدأ "الأنا" ego الذي يحاول جاهدا كسب المعركة ضد الطبيعة على العموم وضد الآخرين من الناس على الخصوص، كما ضد الدوافع السلوكية التي تحركه، يبدو مرتبطا بوظائف السيطرة والحكم والتنظيم" ، ويضيف قائلا : "ولم يتحرر مفهوم الأنا في أي وقت من حمولاته وشوائبه الأصلية الراجعة  إلى نظام السيطرة الاجتماعية". 
من خلال هذا التصور لـ "الأنا" كمبدأ للسيطرة يتحدد موقع "الآخر" ودلالته ووظيفته، أي بوصفه موضوعا للسيطرة أو عدوا، أو بوصفه قنطرة تتعرف الذات من خلاله على نفسها. يقول سارتر: "أنا في حاجة إلى توسط الآخر لأكون ما أنا عليه".

 أعتقد أن هوسرل قد زحزح القناع، وسارتر في الوجود والعدم قد أسقطه!.. ما أحوجنا لأسقاط الأقنعة.
في أوقات عدم اليقين، لانستغرب هبوط الأنسان،
 لماذا يهبط الأنسان؟
ثمة شخصان يعيشان في المدينة ، أحدهما ينشغل بكل مافيها فوق سطح الأرض من مبان وشوارع وحدائق ويقول أن كل شئ عندنا جميل والآخر سيحاول معرفة، هل أن لهذه المدينة أنفاق سالكة تحت سطح الأرض لكل مياه المطر لأنقاذ المدينة من الفيضان! فأعلم أن هذا رجل فحل حكيم! 
هي مرحلة بين عالمين، فترة خصبة لتداول المؤاخرة othering في استبعاد مَن لا يسايرون، وهذا يحدث ، والمؤاخرة في الجغرافيا الإنسانية، تهميش أشخاص لمجرد كونهم (آخرين) .. شكرا هوسرل ثانية. أتأمل تعليقك أخي د. ليون وتتوالى الأنا والذات والغيرية و صورة العدو المُقحمة بنرجسية على الآخر، هبوط مُريع.. 
عظمة الفكر أنه لايتوقف عند حد، فنومينولوجيا هوسرل قائمة على القصدية، في كتاب بول ريكور(عين الذات غيراً) ينبري للمسألة الأيتيقية، فما يقترن من إنكار للغيرية. يعمل (ليفيناس ) على إظهار صورة الآخر باعتباره وجها ضمن محددات إيتيقية لاتراهن على احتواء الغيرية بضمها الى دائرة نفوذ الذات والتصورات الخاصة بها، إذ في مقالته، الكليّة واللامتناهي ( ليس لحريتي الكلمة الفصل فأنا لست وحدي، ونقول منذ الآن وحده الضمير الأخلاقي ينبثق من ذاته، بمعنى آخر نقول أيضا في الضمير الأخلاقي أقوم بتجربة على غير مقاس اي إطار قبلي).
وأحد تجليات ديالكتيك الذاتية والغيرية عند بول ريكور، يأخذ الضمير هيئة ( الصوت) الذي يأمر وينهي ويستحسن ويستهجن..
 هبوط الأنسان هو ذلك الصوت الذي يعبر عنه. 
شكرا ، شعبنا يستحق قراءة آراءكم القيمة، فلانبخل عليه، وأن يحصل هذا في المنبر الحر فهو خدمة جليلة تقدم للشعب المسكين المغلوب على أمره، والنعامة.. سيسخن الرمل وتعاود مااعتادت عليه، ربما ذلك أفضل في طريق سقوط الأقنعة الواحد تلو الآخر.. الأقنعة مكانها المسرح للتمثيل فقط.
 بولص آدم
 
 

غير متصل دانيال سليفو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 117
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ بولص آدم المحترم
الموضوع صعب وفيه بعض الإبهام ولم أستطع بثقافتي المتواضعة من التركيز والفهم . وأسألكم لو سمحتم, ولا أتهمكم : هل كان تراث نسطورس الكنسي هرطوقياً ؟ وما معنى لعنة اللغة هل ننبذ لغتنا ونتركها لانها لا تفيد ؟ ام هناك حلول أخرى ؟ وإذا كانت هكذا مواضيع بمحتواها الفلسفي للنخبة فقط , فعندها نفهم لماذا لم نفهم . مع التقدير.


غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

الأخ دانيال سليفو المحترم
تحية طيبة
 أكتب في مواضيع وفي عدة مجالات ومنها الأدب والنقد، ردي الذي يتضمن لمحة فلسفية جاء  كرد على الأخ د. ليون برخو الذي أشكره على رده الفذ، حيث أنه طعَّمَ شجرة رأيه بأغصان معرفية ومنها غصن فلسفي.
 أحيي فيك القول أنك لم تفهم ، أحترم ذلك وهناك واحدة من أشهر المقولات التي جاءت على لسان الفيلسوف سقراط (كل ما أعرفه أني لاأعرف) . هذا الاعتراف نادر حتى عند الفلاسفة. لكنه يعبر عن أن المعرفة والفهم لامتناهي، أشكر تواضعك وهو من أجمل صفات الكاتب.
 سيدي الكريم
 بما يخص لعن اللغة، عد الى تلك الفقرة وأقرأها ثانية لو سمحت، فقد كتبت، أن أحد الكتاب قد لعن لغتنا وبرأيي ولأي سبب كان، فلعن اللغة خطأ.
 تمت هرطقة التراث ، وذلك أيضا من وجهة نظري خطأ، وقلت بأن دراسة التراث ونقده ( تقويمه) يجب أن تكون على يد من له مؤهلات لأجتراح ذلك، مع أن التراث تراث وهو وجه أي أمة الناصع بما يخص تاريخها ولا يجب الأنتقاص ولو من حرف واحد منه، واستشهدت بدراسة قيمة للأخ د. عبدالله رابي، المعنونة ( هل يجوز هرطقة الاخر بسبب الاختلاف ؟ مار نسطوريوس مثالا) تفضل بقراءتها وهي على الرابط في ردي هذا، أنا لم أهرطق نسطوريوس، جدي وجد جدي قسان نسطوريان راحلان ووالدي أيضاً، كان شماساً نسطورياً..
نعم ردي على د. ليون برخو، هو للنخبة، وذلك لايعني أن القراء الكرام لايفهمونه بل هو صعب على من لم يواضب على قراءة الفلسفة. وقراءة الفلسفة ليست إلتهام كتبها، بل تملك ناصية فهم التجريد اللغوي في نصوصها، لتضمنها مفاهيم ومصطلحات ينبغي معرفتها قبل الأنكباب على تأمل النص والقدرة على محاورة ألأسئلة الفلسفية بأدواتها وليس من خارجها. عند مراجعتك لعدد من مواضيع سبق لي كتابتها، ستدرك أخي بأنني عندما أطرح سؤالا فلسفيا، أُجيب على نفسي وأتفلسف بلغتها، أي لغة الفلسفة، سترى أختلاف معالجة المواضيع بمعالجات لغوية مُختلفة .
 شكرا ، مع التقدير.
 https://ankawa.com/forum/index.php?topic=770984.0

غير متصل عبد الاحد قلــو

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1745
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اقتباس
    لماذا يهبط الأنسان؟
ثمة شخصان يعيشان في المدينة ، أحدهما ينشغل بكل مافيها فوق سطح الأرض من مبان وشوارع وحدائق ويقول أن كل شئ عندنا جميل والآخر سيحاول معرفة، هل أن لهذه المدينة أنفاق سالكة تحت سطح الأرض لكل مياه المطر لأنقاذ المدينة من الفيضان! فأعلم أن هذا رجل فحل حكيم!
 
الاخ بولص ادم المحترم
فعلا هي مرحلة بين عالمين. مرحلة عدم اليقين والتي يسقط فيها الانسان. وحسب ماذكره هوسرل بالرغم من عدم معرفتي المسبقة بمقامه وماهي خلفياته. الا ان الامر واضح بوجود اختلاف مابين انسان واخر.. هنالك من ينظر الى ما على السطح بتركيزه على القشور الباينة. والاخر يدخل في العمق ليعالج المسبوب(من السبب) تلافيا لضرر قد يبرز على السطح.
اما محاولة ازاحة الاخر المختلف فذلك متوقف على قدرة الاخر الذي عنده الحجة لجمح المتكابر.
اما موضوع الصلاة على ارواح المتوفين جراء الفايروس. فقد يتطلب ذلك نوع من الحكمة ويمكن ان تكون مراسيم الصلاة داخل الكنيسة وبغياب جسد الميت الذي سيدفن في اماكن منعزلة لكي لا تعدي الاخرين. وربما مستقبلا وعند القضاء على الفايروس نهائيا..سيتم الصلاة عليه ان عرف مكانه.
اما موضوع وفاة طفلتك (الله يرحمها). فذلك حصل في ظرف طبيعي يختلف عن ظرف آفة هذا الفايروس. الصحة والسلامة لكم وللبشرية جمعاء بحفظ الرب. تحيتي للجميع

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ عبدالأحد قلو المحترم
 تحية طيبة
 شكراً على الرد ومناقشة الأقتباس من اللمحة الفلسفية وقد توصلت الى فهمها دون أن يكون لك أطلاع وافي على فلسفة هوسرل، وهو دليل على أن العرض ليس صعبا عليكم فهمه وهي نقطة مهمة. مثَل الشخصين في المدينة هو من عندي.
 لاأتفق مع السخرية وانتهاك حرمة الموتى وازدرائهم والأدعاء بعدم نفع الصلاة عليهم في اي زمان كان ، فالصلاة على الأرواح في مراسيم الجناز لايُنظر اليها من جانب المنفعة. وبالمناسبة (هناك من يدفن حيوان أليف في قبر ويزوره بين فترة واخرى). من الواجب الصلاة على الموتى والترحم عليهم وأعتقد أنك تتفق معي في ذلك. أما مراسيم الجناز لقريب الدكتور ليون فقد جرت في السويد ويسمح في وقتها تجمع خمسين شخصا مع حفظ التباعد لمتر، وما نشاهده في الصور المرفقة بأن الموجودين عددهم قليل وقد تمسكوا بمسافة التباعد والقس أيضاً، أتفق معك على الحكمة في الموضوع و أقتراحك بأن يدفن ثم تقام مراسيم بعد فترة والأمر هذا عائد لذوي الموتى والكاهن فيما يقررونه ويتفقون عليه، في كل الأحول يتوجب الصلاة والترحم على الموتى، لقد ذهب احدهم ابعد من أي حد مقبول، ووصف الميت بالشرير!! وبالمناسبة هو حتى لايعرفه! ذلك خطأ. لاينبغي ربط خلاف مع الدكتور ليون بوصم قريبه المتوفي بالشرير. وبالمناسبة تم وصف موتى الفيروس في دول معينة بالأشرار، مع أنهم لاتؤخذ جريرتهم بجريرة أنظمتهم المجرمة فهم أنفسهم لاحول لهم ولاقوة ، أكرر ، إزدراء الموتى فعل شائن.
 مع التقدير، والتمني لك وللعائلة الكريمة بموفور الصحة والسلامة
 بولص آدم

 

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2495
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عزيزي استاذ بولص ادم المحترم
تحية
الموضوع الذي طرح بخصوص الصلوات على ارواح الاموات يجب ان لا يؤخذ بنفس المنظور  التي ننظر الى الاعمال اليومية التي نقوم بها.
لان الصلاة والجناز وطقوس الدفن هي من الموروثات المقدسة، لها بعد في عمق التاريخ عند أي جماعة التي ينتمي لها الفرد.

ان التفكير العصري محصور بالنظرة المادية المجردة من تلك المفاهيم، لا يأخذ الأهمية او التاثير السيكولوجي ممارسة هذه الطقوس على الشخص بالأخص (قريب الميت).

 من جانب اخر كل ( ظاهرة) او عمل نقوم به هو منتوج تخيلاتنا الفردية التي تترك أثرها على المجتمع المحيط به (ان تم تبني الفكرة من قبل المجتمع، حسب الاهمية!!).
 لقد قال الفيلسوف الاغريقي اكسونوفان في القرن الخامس قبل الميلادقد اشار الى هذه النقطة  :" فإذا كان للثيران والحصن ايادي كانوا بلا شك يرسمون الهتهم على شاكلتهم".

اخي بولص اشكرك على هذا المواضيع واشكر الله على بقية المواضيع المفيدة التي بدأت تطرح كنتيجة لجائحة كورونا التي فعلا تركت اثرها كما توقع الكثيرين طريقة تفكيرنا.

بخصوص الصلوات وطقوس الدفن هي رد فعل الطبيعي والنفسي يقوم به الانسان كي يزيح عن نفسه التأثير السيكولوجي وكذلك اعطاء امل حتى وان كان عند البعض هي هرطقات وعند البعض من التعليم الديني المقدس.

 فاذن كل شيء نقوم بها يجب ان نعرف مصدره وبعده السيكولوجي، الامر الذي يجبرنا الى دراسة تاريخ تلك الظاهرة والهدف منها.

يجب ان لا ننسى ايضا، ان الصلوات كلها تقع في خانة (رياضة اليوكا) وترويض الذات وتنفيسها من الضغط الاتي من الاحداث التي تحصل له في البيئة المحيطة به، او من الظواهر التي كانت تخيفه في الزمن السحيق .

يوحنا بيداويد


غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ يوحنا بيداويد المحترم
تحية طيبة
  تُعبِّر الموضوعية عن إدراك الأشياء على ما هي عليه دون أن يشوبها أهواء أو مصالح أو تحيزات. ويعتبر الذاتيّ في الميتافيزيقا رد كل وجود إلى الذات، والاعتداد بالفكر وحده، أما الموضوعيّ فهو رد كل الوجود إلى الموضوع المبدأ الواحد المتجاوز للذات. والفيلسوف  كانت، لا يؤمن بوجود الموضوعية ومقولاتها خارج الذات العارفة. هي موضوعة واسعة إنتقيت منها مايهمنا هنا.
 الأخذ بالنقد ونقد النقد ينبغي أن يكون موضوعيا وتقويميا( سلبيات وايجابيات) الممارسة يجب أن تكون في صالح الجميع، ذلك ينطبق علينا كلنا وعلي شخصياً ايضا.. لديك ميل موضوعي ممتاز في
ردك وهذا يتماشى مع أغلب كتاباتك، أقول أغلب، لأننا نُعلي التصور الذاتي على الموضوعي أحياناً وقد وقعت شخصيا فيه، لذلك أُحيي روحك الموضوعية وعدم خلط الأمور فتحية لك. ومن هنا أتفق معك في ماجاء
في ردك المهم، وهي المثاقفة الصحيحة باللجؤ الى الموضوعية في النقد ونقد النقد والا وقعنا في أخطاء.. كتاب شعبنا قلة، ونعاني في هذا الجانب، لذلك تجدنا نكتب في شتى المجالات، إن في التنافر الحاصل بين الكتاب، إضعاف وأنعكاس سلبي على شعبنا.
 أكرر ثانية إستحساني لدعم الرأي لديك من مصادر معرفية مختلفة وخاصة الفلسفة.
كثرت الفرضيات في هذا المجال ( الظاهرة الإنسانية) ولكن في النهاية توصلت إلى نتيجة حتمية وهي لابد من وجود معنى واحد محدد صحيح غير قابل للشك كنتيجة نهائية لكل هذه الفرضيات إذا كان هناك موضوعية حقيقة من قبل كل الباحثين.
ردك يحوي نقاط مهمة وقد إخترت النقطة التي قُمتُ بتواضع بتسليط الضؤ عليها، أشكرك جزيل الشكر وأحيي وأضم صوتي الى صوتك بما يخص كتاب شعبنا، مع التقدير.
 بولص آدم

غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
السيد بولص ادم

الكنائس في أوربا عندما تتحدث عن الهرطقة التي حدثت فإنهم كلهم متفقين حول السبب وهو كما يشرحونه انه لم يكن هناك في الماضي مفاهيم ومصطلحات مشتركة حتى يجري عنها نقاش يمتلك في بدايته قواعد مشتركة، وبالتالي كان هناك سوء فهم. هذا السبب الذي يعطونه، يحوي للأسف شرح قصير جدا وبالتالي قد يبقى غير مفهوم عند البعض.


لماذا حدثت في الماضي هرطقة؟ نحن نستطيع أن نقدم أجوبة أيضا عندما نتحدث عن لماذا توقفت الهرطقة؟

ففي الماضي كان هناك هرطقة في عدة مجالات،لان لم يكن هناك في الماضي اي وجود لأي مصطلحات او مفاهيم مشتركة بين الثقافات المختلفة، بل حتى ضمن قارة معينة كان هناك اختلافات عديدة.

هذه الاختلافات بدأت تدريجيا بالاختفاء عندما بدء العلم والفلسفة يتطوران في أوربا، وبعد أن ظهرت عدة تطبيقات عملية للفلسفة والعلم بحيث ادت إلى اكتشافات واختراعات اذهلت الجميع وارادت عدة ثقافات في العالم بأن تملكها وبأن تتعلم كيف تنتجها بنفسها. فدور أوربا كان قد تحول إلى دور اتخذ من الكوسموبوليتية Cosmopolitanism اساس له فانتشرت مصطلحات ومفاهيم أوربا في العالم كله، سواء بتقبل أجزاء من العالم بها بشكل طوعي او بسبب تنقلات الأوربين خلال فترات الاستعمار حيث تقبلتها تلك البلدان وامتصت ثقافة وحضارة أوربا لكون الأوربين كانوا اكثر تطورا.فاخذ العالم علوم وفلسفة ومنطق أوربا، وبالتالي مصطلحات ومفاهيم أوربا.

هذه كلها ادت إلى أن تظهر قاعدة واسعة ومشتركة في المصطلحات والمفاهيم في أجزاء العالم، وهذا لم يحدث فقط فيما يخص الدين وإنما كل مجالات الحياة الأخرى ومنها أيضا العلمية.

فانا اليوم لن أمتلك اية مشكلة لاناقش في اي مجال من المجالات الحياة مع أي شخص في العالم، سواء ناقشت ذلك مع شخص في اليابان او في غانا او في الصين او في الهند او في هولندا او في كوبا.... الكل يستعمل نفس مصطلحات الفيزياء والكيمياء والرياضيات، فكل الثقافات تعرف ما المقصود بمصطلح مثل الإلكترون....، والكل يستعمل نفس مصطلحات الفلسفة والكل يستعمل نفس أسس المنطق والكل  سيشرح نفس المغالطات المنطقية...

العالم لم يعد بعدها مثلما كان في الماضي، عندما كانت مثلا رؤية الياباني عن الحياة ومشاهداته وملاحظاته تختلف كليا عن الأوربي بحيث ان كل ثقافة كانت تمتلك صندوقها الخاص من المصطلحات  والمفاهيم  ( الباراديم  Paradigma) بحيث ان اي نقاش بينهما كان مستحيل، وحيث كل ثقافة كانت تسخر من الأخرى وتميل فورا لهرطقة الاخر، فالاثنان كانا يستعملان مصطلحات ومفاهيم مختلفة كليا.


هذا التقارب في الفهم والتفاهم حدث أيضا في ما يخص المجالات الدينية، بحيث ان طريقة النقاش اختلفت وأصبح هناك بعدها أسس مشتركة ومصطلحات ومفاهيم مشتركة.


غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السيد لوسيان
لاتعليق لدي على شرح الشرح بمايتعلق بالهرطقة واللعن والأستئصال، وهو تأكيد وتوسع إفهامي محتوم بتقادم الأزمنة، أما ماتبقى من شرحك المهم ، فأشكرك على الدقة أكثر منها وضوحاً: وصية بول فاليري
"يا ناثانيل
أوصيك بالدقة
لا بالوضوح"

كما في العلم تمر المفاهيم بمرحلة تجريبية وتقييمية عند ظهورها، مثل الأختراعات، تخيل أن أول الأختراعات التقنية قوبلت بالتشكيك في ضرورتها لتعويض نقص مالاتنجزه اليد والقيام بمهمات عظيمة خدمت البشرية كآلة، فهمها البعض بأنها لخدمة السلطة فقط! طبعاً تغير هذا الشك الى يقين بأهميتها، وبالمناسبة أُحيي تناولك علاقة اليد مع اللغة الحية كمحسوس غير مجرد. شكرا مع التقدير.
بولص آدم
 

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كيف ولماذا نهرطق التراث ونلعن اللغة

نأتي الى الشق الثاني من المسألة المهمة التي يناقشها الأخ بولص آدم في مقاله.

من قراءة عنوان المقال، قد يستشف القارئ الكريم أن هناك خللا كبير في الذين يخاطبهم الأخ بولص. لماذا؟ لأن قد لا يصدق المرء أن هناك من في إمكانه هرطقة او لعن الأخر او بالأحرى هرطقة او لعن تراث او لغة الأخر ونحن في العقد الثالث من القرن الواحد والعشرين.

ولكن قد يصاب المرء بالشلل التام عندما يكتشف ان الأخ بولص يؤشر الى أن هناك من يهرطق تراثه ولغته الخاصة به. واللغة والتراث جوهر تكويننا كبشر ومن خلالهما نعرف من نحن ومنهما تتشكل هويتنا (قوميتنا)، فكيف يجوز لنا ان نهرطق ونلعن تراثنا ولغتنا، أي نهرطق أنفسنا؟

والأخ بولص كثيرا ما يلجأ الى الفلاسفة والمفكرين لتفسير الظواهر الاجتماعية. والهرطقة واللعن ظاهرة اجتماعية.

في الغالب يهرطق المرء ثقافة (الدين والمذهب ثقافة) او تراث او لغة الأخر. السؤال المحوري والذي يثير العجب هو كيف يصل الأمر بنا الى درجة ان نهرطق ونلعن تراثنا ولغتنا؟

وهل هناك مفكرون وفلاسفة او حركات فكرية وفلسفية تلقي الضوء على هذه الظاهرة العجيبة والغريبة؟ كيف لشخص او مؤسسة تهرطق وتلعن تراثها ولغتها؟
 
قد يقول قارئ هذه ظاهرة لا تفسير لها، لان لا يجوز ان تقوم مؤسسة او أفراد او مجتمع بلعن التراث واللغة الخاصة بهم، اللهم إلا ان يكون هؤلاء أساسا قد تخلوا عن ثقافتهم وتراثهم ولغتهم وتبنوا ثقافة وتراثا ولغة دخيلة وبهذا يكونوا قد اكتسبوا هوية دخيلة ولكنهم يتظاهرون بانتسابهم الى هويتهم الأصلية.

هناك حركة فلسفية وفكرية برزت في المانيا قبل الحرب العالمية الثانية نطلق عليها اسم "مدرسة فرانكفورت." هذا المدرسة تعد من أكثر المدارس الفلسفية والفكرية تأثيرا في نقد الظواهر الاجتماعية والتحليل والتفكيك النقدي.

وتستند هذه الحركة على أفكار ماركس، وهي ماركسية حديثة، ومن أشهر مفكريها هورخيمر وبولوك وبنيامين وادورنو، وطار صيتها الأفاق بكتابات غرامسي الماركسية التوجه وزادها هبرماس تألقا.

وواحد من أهم الأركان الفكرية لهذه المدرسة يتكئ على المفهوم النقدي لمصطلح الانعتاق emancipation وباختصار شديد فإن هذا المفهوم يستند الى علاقة المعرفة  بالسلطة knowledge and Power ، بمعنى كلما زادت معرفة الفرد والمجتمع، زاد انعتاقه؛ وكلما غابت او خفت معرفة الفرد والمجتمع، خسر انعتاقه. وكلما قلت معرفة الفرد والمجتمع، زاد استغلال أصحاب المعرفة لهذا الشعب والمجتمع؛ وكلما زادت معرفة الشعب والمجتمع، قل استغلال أصحاب المعرفة للشعب والمجتمع.

واحد من أبشع أنواع الاستغلال هو استغلال المعرفة من قبل السلطة في نطاق شعب لا معرفة له.

ونأتي الى التراث واللغة لدى شعبنا.

هنا نحن كشعب نمر في ما يشه الكارثة. السبب واضخ. معرفتنا بتراثنا ولغتنا تكاد تكون معدومة. أكاد أجزم ان الأمية في صفوفنا من حيث التراث واللغة الأم قد تصل الى 99.99 في المائة.

في وضع كهذا، يستغل أصحاب السلطة (واستغلال المعرفة جزء من السلطة) عدم معرفة المجتمع بتراثه ولغته لتمرير سياساتهم ومصالحهم ونزواتهم وغيرها تمشيا مع ميولهم.

ولأننا لا معرفة لنا بتراثنا ولغتنا، لا نكترث إن تم استغلالنا من خلال استغلال عدم معرفتنا بهما. ولأننا لا معرفة لنا بتراثنا ولغتنا، نؤيد بصورة مطلقة (عميائية) السلطة التي تهرطق وتلعن تراثنا ولغتنا.

وكما تلاحظ، فإنني هنا أخرجت الأفراد او الأشخاص من خانة هرطقة ولعن التراث واللغة. الفرد والشخص محدود او ربما معدوم السطلة ومهما قال فإن ذلك لا يعدو مسألة القول.

الخشية هي من صاحب السلطة الذي يهرطق ويلعن التراث واللغة ويستغل عدم معرفة الشعب بهما لأغراضه الخاصة وتمشية سياساته ومصالحه ونزواته على حساب التراث واللغة.

ومن هنا موقفي الحازم من التأوين، الذي يمثل خير تمثيل هرطقة ولعن التراث واللغة، ويستغل صاحبه حتى مفهوم المصطلح ويجيره لأغراضه الخاصة لهرطقة التراث واللغة.

ولأننا لا معرفة لنا بالتراث واللغة، يصل الأمر بنا الى مجاراة صاحب التأوين بطريقة عميائية ومعاداة الذي يحاول جاهدا إلقاء الضوء على هذه السياسات الهدامة للتراث واللغة، وإن ذهب التراث وذهبت اللغة أصبحنا هباء منثورا واحتلنا الدخيل والأجنبي واكتسبنا هوية غير هويتنا.

إذا لا خشية إن هرطق ولعن شخص التراث واللغة. سطلة الشخص محدودة او معدومة.

الحشية تأتي من السلطة التي تهرطق وتلعن التراث واللغة من خلال حملة تطلق عليها مصطلحا حميدا وهي ليست كذلك.

أمل أنني قدمت تفسيرا متواضعا يتكئ على مدرسة فرانكفورت الفلسفية للنقد لإلقاء بعض الضوء على حلمة هرطقة ولعن التراث واللغة التي هي على قدم وساق لدى مكون أصيل في مكونات شعبنا ومؤسسة عريقة من مؤسساته الكنسية.

تحياتي


غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ بولص آدم
أشارك الأخ دانيال سليفو ثقافته المتواضعة، واتفق معه بأن الموضوع صعب وفيه بعض الغموض.
إنما جوابك له اقلقني فعلاً، كونك أكدت بأنه من الصعب على القراء البسيطون أمثالي استيعاب المقال كونه مقال فلسفي.
لذا اتمنى عليك وعلى كتاب النخبة، أن تضعوا ملاحظة مع عنوان المقال بأنه مكتوب للنخبة كي لا نضيع اوقاتنا هباء، او نطالب ادرة الموقع تخصيص منبر جديد بأسم منبر النخبة، وإاذ صعب ذلك، أتمنى ان يلحق المقال بأخر ترجمة وتوضيح.
والصعوبة  في الأستيعاب زادت حقيقة برد احد المعلقين لا يحضرني اسمه لكنه استخدم كثيراً نعبير جائجة بعيد عن الجميع وسؤالي:
هل ممكن ان نعرف المقصودين في مقالك، ومع من تتفق او تختلف؟
تحياتي
مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية

غير متصل دانيال سليفو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 117
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ بولص آدم المحترم
في ردك على السيد لوسيان تقول نقلاً عن بول فاليري الذي لا أعرفه : ( .. يا نثنائيل أوصيك بالدقة لا بالوضوح )! وسؤالي هو هل هناك وضوح بدون دقة ؟ وهل يمكنني أن أكون كاذباُ – غير دقيق ولكني واضح  ؟ وهل لنا أن نراجع مدرسة  فاليري لنفهم , وهل بالإمكان فهم الأفكار دون الغوص في كتابات الفلاسفة ؟ هذا ما قصدته في ردي الأول لمقالك عن وجود صعوبة , بمعنى ان نسلك الخط المستقيم للوصول الى الفكرة بسلاسة ودون عناء. أما عن تهمة عدم الفهم التي وجهتها لنفسي , قصدت بأن المراد ان نصل الى ( الخلاصة والزبدة ) ولست مهتماً بأن أفهم الفلسفة بطريقة أكاديمية . وفكرة هرطقة كنيستنا او لعن اللغة التي أراد المقال معالجتها , فهي من المواضيع المهمة والتي أقرأها بشراهة , ولكني وجدت نفسي غريباً ضائعاً بين شيطان التفاصيل والأفكار الفلسفية . وكان الأفضل تناول ما حدث في الكنائس في الماضي بعقل جديد محدث . فالقاتل والمقتول هم رموز لنا شئنا أم أبينا , كذلك عن عظمة لغتنا والفائدة منها في الحاضر والمستقبل . ولكني رايت المقال يحلق فوق الموضوع ويتناوله عن بعد.
أؤيد فكرة السيد زيد ميشو ( إبن ولايتي في اونتاريو وزميل سابق في جريدة أكد ) بأن يتم إفتتاح موقع محدد في عنكاوة  للنخبة والمهتمين بالفلسفة لتسهيل الأمور ليس إلا وقد يكون مفيداً ونتعلم منه . فمن خلال تجربتي الطويلة في الحياة الثقافية المتواضعة كالعادة , كنت وما زلت وسأكون دائماً محبذاً الأفكار المنتجة والبسيطة والرشيقة التي أحس بها وكأنها موجودة في الطرقات والبيوت والميادين وبين العقول والأفئدة , والتي تجلب البسمة والسعادة والفهم  . وبها الوصول الى عقول الأصغر منّا والأقل ثقافة ومن الجيل الجديد لتغييره وتغيير أنفسنا نحو الأحسن . أما قراءاتي السابقة للفلسفة اليونانية تعلمت منها تأثيرها على الافكار والطروحات الكنسية لكنيستنا في غرب الهلال الخصيب , ودورها الأقل في كنائس المشرق في حدياب وأورهاي وغيرها.ولم أغوص بعيداً مع الفلاسفة ( وإن كنت أعشق نيتشة وهيكل وماركس ) بل أخذت الزبدة منهم والخطوط الرئيسية المؤثرة وبما يحقق تحسين  تجاربي مع الآخر المتطابق معي أو المختلف عني في التواصل والتأثير . تحياتي.

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أحبتي المعقبين المحترمين

المقال يخلو من اي ربط وتضمين فلسفي وهو موجه للجميع وهو واضح، نتمنى القراءة وعدم المراوحة عند مستوى وعى معرفي معين، لأن ذلك سيعمل على صقل الوعي والتحول من مرحلة الوضوح الى الدقة، القراءة مهمة جدا ولم آتي في ملاحظتي هذه بجديد، عندما نقرأ مقالا يجب قراءته بتركيز.والأستزادة من المعرفة ليست تقليلا من قيمة الشخص بل إعلاء شأنه وعدم جعل نفسه لقمة سائغة لأي سلطة كانت لتستخدمه كما تشاء
وما يحدث مع مقتدى الصدر و مقدسيه واحد من الأمثلة على ذلك.
نخوض والأخ د. ليون برخو في الفلسفة منذ أول ردود لنا على بعضنا البعض، اي في الردود على نحو الدقة فإذا كنت واضحاً بتأكيدي على أننا نمارس حقنا في النقاش بالطريقة التي تناسبنا وهذا التأكيد هو لأجل الدقة. مثل آخر: طرح الأخ لوسيان بوضوح نفس جوهر تعقيبه هنا عدة مرات سابقا وقلوا له لم نفهم، فهو هنا كان دقيقا في عرض ماكان واضحاَ ولذلك تذكرت نصيحة بول فاليري الذي كتب ( مدام بوفاري) التي أنصح بتواضع كل كاكتب أن يقرأها. وأجهدوا أنفسكم بالبحث عن فارق بين الوضوح والدقة ولو لم يكن هناك فارق ( ليس فرق) لما كان هناك كلمتين بل كلمة واحدة تدل على معنيين في وقت واحد. لايخفى عليكم ايضاً. أننا نقول ونكتب وهذا شائع في كل العالم عبارة ( لأكن دقيقا) مع أن ما كُتب قبل ذلك واضح، والقصد هنا لدى فاليري هو صقل الفكرة بالدقة.
 عندما تقول، أخي العزيز زيد ميشو الموقر، بأنك وجدت غموضاً مع أن الموضوع واضح أنت تطالبني بالدقة وأنا أشكرك. وطالبت ضمنا بمعرفة الشخص الذي هرطق التراث ولعن اللغة، تجاوزت ذلك لكي تكون مثلا عاماً ولكي لايكون في الطرح مباشرة وإحراج المقابل، أنت عزيزي زيد، هو واحد منهم، فقد هرطقت التراث في ردك على الأخ د. ليون ، ولعنت اللغة في ردك على الأخ سامي خوشابا الموقر... لاتنجروا الى إستقتال الأخوة العرب لتنقيح وغربلة ومراجعة التراث، فهم على حق، فقد وجدوا وبالدليل القاطع كعلمانيين بأن التراث تعرض الى إنتقائية التكفيريين وأستخدموه لأرتكاب الفضائع، تراثنا يختلف والتعامل معه يجب أن يكون مختلفا لخلوه مما تم ذكره، وبما أنني كنت دقيقا معك فأقول للأخ دانيال سليفو الموقر، وأنت تعترف بتواضع بأن ثقافتك محدودة، وتعشق نيتشة وآخرين من الفلاسفة فأعلم أن نيتشة بما يخص فلسفة الجمال فطروحاته لازالت متداولة ومبجلة أما الأنسان السوبرمان الذي إخترعه فلسفيا فكان أبن فترته لكي لايسقط البسطاء في أجندة رجال الكنيسة آنذاك. وليس مسؤولا عن تبني هتلر حرفيا لفلسفته وأرتكاب الحماقات الكبرى. وهنا قد فهم قائمة الأنثروبولوجي غيهلن في تصنيف الأرقى على أنها تمجيد للعرق الجرماني تمجيدا مُطلقاً، وهكذا حصل ما حصل بتوظيف سلطة السلطة وتجنيد العامة قومياً ضمن مشروع الرايخشتاد. الثقافة المحدودة جعلتك في وعي مدح رئيس الوزراء المكلف في العراق، لمجرد ذكر عناوين حضارتنا الرافدينية، فأعلم بأنه واحد من نفس الطبقة التي أفرزت رؤساء وزراء مجدوا السومرين والآشوريين والكلدان بالكلام في الأعلام والخطب فقط. أرجو رحابة الصدر والتركيز على ماجاء في المقال، فمسألة علاقتك وتعاونك مع ألأخ زيد أحترمها وأقدرها وأتمنى أن لايكون بينكما مجاملات على حساب قناعات كل منكم على إنفراد، لقد أيدتم بلاوعي ودعمتم ماجاء في تعقيب الأد. ليون، وتوظيفه النظرية النقدية بماركسيتها الجديدة ومدرسة فيينا ولرأيه إحتمالين:
الأول أنه على خطأ:
أي أن البطرك لويس ساكو لم يُعطي الضؤ الأخضر لهرطقة التراث ولعن اللغة، بدليل تقديمه سلسلة جثالقة كنيسة المشرق وهو آخرهم حاليا، فكيف يُهرطَق التراث الكنسي كجزء من تراثنا على يد رعيته؟ وهل كان الجثالقة ومنهم من إستشهد لأدانته بتراثه، هل كانوا سابحين في بلازما طافية في الفضاء بدون تراث؟ إذن هرطقة التراث هي ضربة وإساءة للجاثليق الحالي ساكو. وهنا الأخ د. ليون على حق ونحن على حق، مع أن الفرضية الأولى تقول أنه على خطأ.
ثانيا، أنه على صواب:
أي ووفق طرحه مبتدأ تعقيبه الأخير بأن هرطقة التراث ولعن اللغة له تأثير الصدمة عليه، وأن السلطة الكنسية تمرر ما تريد وتعتقد بأنه الأفضل مستغلة عدم معرفتكم بتراثكم ولغتكم وأنكم بُسطاء، هنا نتواصل مع واحد من نفس المنظرين الذين نتواصل معهم وهو أدورنو. فهو يؤكد على أن الميل الى إسقاط مشاعر الأحباط والغضب على هوية المجتمع والتراث واالغة وهي عنوان تلك الهوية، فإن ذلك الميل، حسب أدورنو، هو ولاء أعمى للمعتقدات التقليدية بالخطأ والصواب وحل المسائل المعقدة بأطروحات مبسطة وساذجة، من هنا يأتي الولاء الأعمى للسلطة وهي رغبة من رغبات السلطة. فما هو رد الجاثليق(البطريرك) لويس ساكو جزيل الأحترام؟
بولص آدم


غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3064
    • مشاهدة الملف الشخصي
اخي الكاتب المرموق بولص ادم المحترم
وللقراء الافاضل المحترمين
تحية
الكنيسة لا توصي بحرق الجثث  بحسب علمي بل بدفنها باعتبار ان المسيح قد دفن وقام في اليوم الثالث  وهذا الامر بحسب المعتقدات اليهودية والمسيحية و الاسلام، والجثث اذا ما دفنت او أحرقت فالامر سيان يكون الانسان قد انتهى جسدا والحجر على القبر هو شاهد الوحيد الذي يشير على صاحب الجسم المدفون الذي سيزول ويتلاشى بعد حين وستخرج عظامه من قبل البلدية ليكون قبرا لجثة أخرى.
لا اعرف مدي فائدة صلاة الجناز  على الميت هل انها تفيد او لا تفيد ولكن الأفعال التي يتركها الانسان
 بحسب قول السيد المسيح هي التي تنقذه من الموت الابدي والروحي وهنا ؤمن يمانا راسخا بكلام السيد المسيح وهو المنطق المقبول إنسانيا وروحيا ويدفعنا لان نكون اكثر إنسانية ونمارسها في حياتنا اليومية وما أروع هذا المنطق
الصلاة على الميت وصلاة الجناز هي منظلقات دينية مثلما الحال في بعض الأديان ان الميث يغسل ولا اعرف مما يتم غسله. فالانسان الحي يستحم عدة مرات في الأسبوع ليزول عنه الاوساخ والدهون او يستحم قبل الذهاب الى حفلة او ما شابه ذلك او مناسبة خاصة وبهندام انيق وعطور فاخرة
ولكن الميت في هذه المعتقدات لمن ولماذا يتم غسلها؟ فانها أولها وتاليها ستدفن وستنتن وستتلاشى
نعم انها معتقدات،
ولكن زوج ملكة الدانمارك وهو فرنسي الأصل وكاثوليكي و شقيقته راهبة توفي قبل اكثر من سنه وأوصى بحرق جثته ونثر رمادها في الدانمارك يكون هذا قد خالف القاعدة المتبعة كنسيا
تعازي لكم 
ليرحمنا الرب جميعا

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اخي بولص آدم
شكرا على التوضيح، وشكرا لانك ذكرت من تقصد بكل صراحة وحقيقة كنت اعرف بأني المقصود لكني لا احب الإشارة بل المواجهة ..
ثقة لا يوجد أي اتفاق بيني وبين الاخ دانيال وبحسب ذاكرتي لم يكن هناك يوما تبادل رسائل أو كلام اطلاقاْ وأشكره لانه ذكرني برابط الزمالة التي جمعني به في أرقى صحيفة مهجرية مستغلا هذا الرد الرسل له التحية والاحترام.
نعم معك حق تنتقدني، لكن كنت اتمنى بان تركز على اول سطر من ردي على المقال العنصري (محكت سورت) وهو: بقدر آسفي على عدم معرفة لغتي الام، وفيه مفتاح السبب الذي جعلني اكمل يتذمر، علما باني أشرت إلى ذلك بوضوح في مقالي الاخير، ولا تنسى بان نهاية ردي له يوجد المفتاح الثاني وهو أن نحب بعضنا باي لغة أفضل من استخدام لغة للخلافات.
أما عن هرطقتي التراث فهذا ليس فيه صحة، بل كان لي مقال رد على من يسيء لكنيستنا بحجة الحفاظ على التراث والتباكي عليه، واختار انشودة وترجمها وبدوري حللتها وتبين بأنها ليست مقدسة على الإطلاق بل بها ما لا تقبل به العقول ..
بأقرب فرصة سأكتب مقالا ادافع به عن نفسي من اتهامك لي.
اخي بولص آدم.... شخصيا لا ماخذ لي عليك بل اعتبرك وما ازال كاتب معتدل وانت كذلك وان اختلفنا.
ولك مني كل احترام
مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أخي العزيز الكاتب الموقر وليد حنا بيداويد
تحية طيبة
حرق الجثة لها أهليها ومُتبعيها والمتأثرين بها وحتى الراحل المعماري د.رفعت الجادرجي كان قد أوصى بحرق جثته. كل منهم يراعي مايعتقد به. اما نحن لدينا معمودية وتناول وصولا الى تطهير رمزي بالغسل والصلاة علينا في وضؤ رمزي في طريق لدفن المسيحي دفنا مسيحيا، وهناك دفن حسب الشريعة الأسلامية والخ.. أذكرك بأن يسوع المسيح لم ينقض شريعة موسى.. هذا كله قبل أن يوضع الميت في القبر، اما بعد ذلك فأنت قد ذكرته، قبل الدفن له سياقه. الصلاة على الميت في الكنائس ليس من جانب نفعي، بل هي جزء لايتجزأ من مسيحانية المتوفي وذويه والكاهن الحاضر، هي حالة روحية تفرض مهابتها أيضا وليس أفضل من هكذا وداع.
عندما يموت أحد رعايا الكنائس المسيحية الشرقية، يتم غسل جسد الميت كاملًا . في الغالب الأسرة والأقرباء هم من يقوم بغسل الميّت حسب التقاليد المسيحية الشرقية. في حالة موت كاهن أو أسقف يتم تنفيذ غسل الميت من قبل رجال الدين أو الرهبان، وفي حالة موت راهبة، فإن الراهبات اللواتي أقمن معها في نفس الدير من يقمن في غسل جسدها.
في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، إلى جانب غسل جسد الميت كاملًا وهو تقليد تقوم به أسرة وأقارب الميت، يتم الصلاة على الميت وطلب الغفران على روحه، حيث تُعتبر هذه الصلوات وضؤ رمزي للجسم المتوفى، وبعد نهاية الصلاة يرش الكاهن الماء المقدس على التابوت.
شكرا، مع التقدير
بولص آدم

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ زيد ميشو المحترم
تحية طيبة
في ردك على مقالة الأخ د.ليون برخو على الرابط المرفق بهذا الرد، تقول :

سيد ليون.. اخلاقيا وروحياْ، ماذا نفعك تراث كنيستنا واناشيدنا ولغتنا؟
حقيقة ... وبالدليل والملموس ... لا أهمية لكل ذلك انسانيا
بل هناك احتمال كبير جدا جدا، يساهم هذا التراث اللذي يحتوي على كثير من الهرطقة، ولغتنا الميتة وكثير من الأصوات النشاز التي تنشد تلك الاناشيد على التعصب وإهانة الإنسانية والهبل (انتهى الأقتباس)

اما نقاشك السابق ورأيك في تلك الحالة بمايخص التراتيل والترانيم فبالتأكيد، يجب التطرق اليها من قبلك في مقالتك المقبلة وحسب ماترتأيه.
 أنا صدقتك بخصوص ماذكرته بعدم وجود ماذكرته كإحتمال فقط بما يخص الأخ دانيال سليفو الموقر. فكلمة ثق، أحترمها وأعرب لك عن شكري وتقديري لطريقة التعامل مع المقالة وكاتبها هنا، وهكذا يجب أن نكون دوماً.. اقدر نقدك للكثير مما يخص الحالة العراقية وأحوال الكنيسة، موضوعك عن الخورنيات و مقالتك أمس وبالتحديد بعض الكهنة وسبق لي الكتابة عن ذلك أيضا ونحن نقرأ لكم وأنتم تقرأون أيضاً وإن كان هنا في ردودنا الأولى على بعض فأهلابك. مع التقدير.
بولص آدم
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,970440.0.html
 

غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3064
    • مشاهدة الملف الشخصي

اخي الكاتب بولص ادم المحترم


شكرا على توضيحك وملاحظاتك القيمة
تحيتي
 

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ميوقرا رابي وليد، أهلاوسهلا وبكل ممنونية وسرور، دمت ودام قلمك

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

ألأخ الأستاذ بولص آدم
سلام المحبة
لندع الموتى يرقدون في رفاتهم بسلام.
 ليردد الصلاة من يرغب وليصمت من لا تستهويه الصلاة, والصمت سيّد الكلام أحيانا.
أكتب بعض ما اقتبسته من نشرة كاثوليكية حول الموضوع, وبالإمكان التبحر اكثر من خلال الرابط المرفق. علماً بأني أوردت نفس المداخلة على مقال الأخ الكاتب الساخر نيسان سمو الهوزي, واعيدها هنا لاهمية الموضوع عموماً ومقالك خصوصاً.
تحياتي

الصلاة من أجل الموتى قد لا تكون منطقية لغير المؤمنين، ولكنها بالنسبة للكاثوليك جزء لا يتجزأ من تقاليد الإيمان، المتجذرة في قراءات العهد القديم والتي يؤكد عليها التعليم المسيحي وتدعمها الطقوس الجنائزية للكنيسة.
إيماننا يعلمنا الصلاة من أجل الموتى.
على الرغم من أن الناس يأملون في أن أولئك الذين يموتون يكون مثواهم مع الله والملائكة والقديسين  فإنه ليس بالضرورة ضمانًا.
ووفقا للموسوعة الكاثوليكية، فإن أوضح مرجع للكتاب المقدس عن صلاة الموتى هو من كتاب
مكابيين الثاني:
عندما كان الجنود يحضرون جثث رفاقهم القتلى لدفنهم اكتشفوا أنهم كانوا يرتدون التمائم المأخوذة من معبد وثني والتي تنتهك قانون سفر التثنية,  لذلك صلوا من أجل أن يغفر الله الخطيئة التي ارتكبها هؤلاء الرجال.
يردد العهد الجديد هذه الفكرة في رسالة تيموثاوس الثانية عندما يصلي بولس من أجل شخص مات اسمه أنيسيفورس، قائلاً: "أنعم الرب عليه بأن يلقى الرحمة لدى الرب في ذلك اليوم"
ألتقليد اليوم أن تبدأ صلاة الموتى في لحظة الموت، غالبًا عندما يتجمع أفراد الأسرة حول سرير الشخص الذي مات.
ألصلاة من أجل الموت والعزاء هي من بين "الصلوات الكاثوليكية المنزلية" والتي تشمل الصلوات مباشرة بعد الموت، صلاة المعزين، صلاة  في المقابر وصلاة عامة للميت.

https://catholicnewsherald.com/faith/funeral/204-news/grief-header/1577-why-do-we-pray-for-the-dead


غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ الكاتب القدير د. صباح قيا المحترم
 تحية و محبة
 احيي اللآمجاملة واللآإنتهازية والتواضع لديك، وأشكرك على إضافتك القيمة، و أقول ثانية بأن إزدراء الموتى والأستخفاف بهم ووصفهم بالأشرار هو عمل شائن وقد كتب كاتب كلداني كاثوليكي ذلك.. وخاصة في هذه اللحظات من تاريخنا كبشر، حيث يموت الآلآف، ويجب أن نترحم بقلب كبير ونتمسك بالصلاة و الصلاة من أجل الموتى ونترحم عليهم وندعو لهم بالمغفرة، فكلنا من آدم و حواء .. هناك فرق بين الصلاة بزهد وخشوع على الروح الراحلة وبين البهرجة وإظهار الوجاهة والتفاخر وقد ذكرت ذلك في مقالتي بتواضع، و حضرتك أضفت ما هو مقدس من كتابنا المقدس، على ما ذكرتُه شخصيا في مقالتي وباختصار من العهدين القديم والجديد. ولايخفى عليك أخي، عدد من المزامير هي أدلة أيضا على ما نقصد. نعم ما تفضلت بتقديمه لنا هو من مصدره الأصلي وهذا هو الصحيح، وأخيرا يقولون ( الضرب في الميت حرام )!
 تقبل فائق التقدير أيها الطبيب والأنسان الجليل.
 بولص آدم

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ بولص آدم المحترم
لا اعرف السر وراء الأصرار بالدفاع عن نفسي أمامك، قد يكون السبب في استغرابي بحكمك السلبي لبضع ردود على البعض الذي يسيء إلى كنيستنا
عزيز بولص، عندما تكتب في الفلسفة فقوام الفلسفة هو التحليل وقراءة عامة لكل ما يحيط موضوع ما، وتحديدا المهتمين بالفلسفة لا يقفوا عند الكلمة بل كل ابعاده، وانت بنيت حكمت على ردين، أحدهما لم تهتم بمفاتيحه والتي وضحتها لك لكنك تصر على حكمك، والآخر جواب على مقال في نواياه خلل اخلاقي واضح.
هناك فرق في رد ورد، عندما أكتب رد على مقال د. عبد الله رابي فهو حتما يختلف كلياً على رد لكاتب إن اعترفت بوجود الشيطان فحتما سيكون متجسداً به
وردي على طرح اي شخص محترم ينتقدد ليبني، يختلف عن ردي إلى شخص يستحق كل صفة سيئة ويكتب بأسم مستعار لجبنه وسوء أخلاقه
اخي الكريم ...يفترض ان تفهم ردي إلى سيد ليون بأطار سيد ليون ونواياه وغاياته تجاه كنيستنا وهويتنا والتي يريد يهما السوء
سأبسط لك بطريقة شعبية وقد يساهم هذا الأسلوب بتغيير حكمك إلا لو كنت من الشعب الذي لا يتنازل
دعوة للغذاء في اجتماع عائلي مميز حول قدر الباجا، يبدأ بالضحك ورن كؤؤس العرق ثم يتحول إلى شجار على كرشة او كراعين او عين الخروف
الن نلعن تلك الباجا المحبوبة على قلبنا وهي جزء من تراثنا الأجتماعي؟
لغة وتراث وموروث، يلعنون لو اصبحا سببا في خلافات الشعب الواحد، واقصد مسيحي العراق، وليس ابناء القومية الواحدة كوننا شئنا ام ابينا نحمل اسماء مختلفة
اما لو عدت إلى الأنشودة التي حللها سيد ليون وتباكى عليها، فحقيقة أدعوك لقراءة جادة للتحليل وقراءة تفنيدي له بتأني وروية، وعاتبني لو كنت على خطًأ
لا اعرف ما مقدرا ثقافتك اللاهوتية او الطقسية، لكن الترجمة التي وضعها سيد ليون في متناول يديك، والحكم يعود لك
البيت الأول
قالت لسيدنا امُه:
"انا احتضر"
"اطلب منك ان تجلب لي الرسل"
"كي اتبرك بحضورهم"
البيت الثاني
"من يأتي لي بشمعون من روما"
"من يأتي لي بتوما من الهند"
"ويوحنا من أفسس"
وأدي من اورهاي (اورفا)
قال لها: "سآتي بهم ونعشك يحملون"

سيدي بولص آدم
هذا النص الذي حلله سيد ليوم وجعله واحدا من اعظم النصوص
سؤالي لك ... هل مريم ام الكنيسة والرسل تتبارك بالرسل؟؟
وهل هذا النص برمته عظيما غلى هذا الحد
وأخيراً .. اين الغلط في ردي على سيد ليوم عندما ذكرت له ما نفع التراث انسانياً واخلاقياً عليك؟

تحياتي
مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ بولص آدم المحترم

تحية طيبة

كتب الأخ زيد ميشو (الرد 23) مدافعا عن موقفه  حول هرطقة التراث ولعن اللغة، ويستشهد بقصيدة هي أساسا جزء من التراث الكلداني الصرف، أي نشيد كلداني غير طقسي، يقع في المريميات التي ينشدها الكلدان من منطقة أرادن وإينشكي:

https://m.youtube.com/watch?v=Cu1JvaxDBDs

وأقول، ليس دفاعا عن موقفي ابدا، وليس التماسا من حضرتك ان تدلو بدلوك لحسابي، أنا أترفع عن هذه الأمور، بل فقط أقول لا الكردي ولا العربي ولا أي شعب أخر يهرطق أهزوجة له بل يفتخر بها كما يفتخر العرب بهذه الأهزوجة:

" هري هري هري هري مثل النمر يمشي حولي حاني الظهر فاداعبه فوق حجري ..."

هل تعلم هذه الأهزوجة يدرسها العرب ضمن مناهجهم  التعليمية ودرسناها نحن في الابتدائية وفرضت علينا حفظا. لا يهرطق هذه الأهزوجة التي هي سجع أكثر منها قصيدة أي عربي ولم أقرأ أي شخص هرطق تراثه او قصيدة لشعبه يتغناها إلا في هذا الموقع ولدى قلة من الأخوة ومع الأسف أغلبهم كلدان، أي يهرطقون تراثهم ويلعنون لغتهم أي يفضلون التأوين (التعريب) عليها. الترجمة التي قمت بها لهذه الأهزوجة او القصيدة الكلدانية الرائعة هي ترجمة حرفية فحسب ولا يجوز هرطقة قصيدة أي قصيدة من التراث لأسباب مذهبية او دينية او طائفية ابدا او لأن الترجمة لم تروق لي او لا أحبذ المعنى ...

وأنظر في أدناه هذا السجع والأهزوجة لعرب الجاهلية أي قبل الإسلام وكيف يقدسها العرب المسلون اليوم لأنها جزءا من تراثهم ويدرسونها في مداسهم:

"أيها الناس، اسمعوا وعوا، وإذا سمعتم شيئا فانتفعوا، إنه من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت. إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا. ليل داج، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج ..."

هل تعلم السجع في أعلاه لقس بن ساعدة قبل الإسلام وهو أسقف (مطران نجران) أي نصراني حسب المفهوم العربي الإسلامي ولكن يقدسون هذه السجع الذي تقريبا لا معنى له ويتغنون به لأنه جزء من تراثهم ويدرسونه في مدارسهم ولا يقولون هذا هرطقة لأن صاحبه نصراني، نحن نحرق كتبا ومخطوطات لأن في نظرنا هرطقة وتشير الى مار نسطوريس ... نحن حاجة غريبة وعجيبة ....

أنا حقيقة أفهم لماذا يهرطق المرء او يلعن ما لدى الأخر من لغة وتراث او ميل او دين او مذهب، ولكنني لم أكن اعرف ان هناك أشخاص يهرطقون تراثهم ويلعنون لغتهم وإرثهم وفصلهم وأصلهم مثل ما يحدث لدينا ...

وفي هذا لا أدافع عن نفسي بل عن تراثي ولغتي ككلداني والأنشودة او القصيدة مدار البحث كلدانية صرفة شائعة ولا تزال في صفوف أهل أرادن وإينشكي وقرى وقصبات كثيرة أخرى

ولك مطلق الحرية في الإجابة وأقول مرة أخرى أنني وضعت هذا التوضيح للعلم فحسب.

ولكن يحز في القلب ان ترى شخصا يهرطق تراثه مهما كان او يهاجم او يلعن لغته مهما كانت او يغيرها او يستبدلها او يستهجنها او يقول فيها توصيفات غير حميدة وهذا لم الاحظه لدى أي شعب ومع الأسف إلا لدى بعض الأخوة في هذا المنتدى ولدى بعض أصحاب الشأن ....

تحياتي


غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ  زيد ميشو المحترم
 تحية طيبة
 عندما تفضلتَ أخي بالقول أنك ستدافع عن نفسك، وهذا حق طبيعي جداً وبالمناسبة فانني شعرت بألم من قولك أنك ستدافع عن نفسك فأنا لست دياناً وحاشاك لست متهما، كان أختلاف وجهات نظر وأعتقدت بأنك مصر.. لكن هذه فائدة النقاش، عند ردك الأول توضحت لي الصورة أكثر ففي حالة ردك على الأخ سامي خوشابا كان ردا على أحد الردود المسيئة عن طريق موفق نيسكو ذو الأسماء المتعددة، في ردك ذاك بدأته بشكل ممتاز وأنهيته بطريقة طبيعية لكنك بعد سطرين لعنت اللغة وكان ذلك كمن خرج من قناعته وتأسف على عدم تعلمه اللغة. حصل ذلك بسبب هؤلاء المسيئين لك ولي وعلى الهوية بالشتم واللعن والهرطقة ووصل الأمر الى وصفنا بالأنجاس وأحدهم وهو نفسه نيسكو الذي دخل باسم ابوأفرام فقد رد علي ذات مرة بكلمة ( تخسأ) ولم أرد عليه، ماأريد قوله أننا يجب علينا ضبط أنفسنا وعدم لعن لغتنا بسببهم، فهم يتمنون ذلك فغبائهم بلا حدود فاللغة لغتنا لغة واخدة في الأساس، والموضوع في المنتدى معهم مستمر منذ سنوات فهل يعقل ما يكتبه بهنام موسى الذي هرطق البطريرك لويس ساكو جزيل الأحترام ووصفه بالنسطوري! .. أنا قبلك، علينا ضبط اعصابنا حقيقة. نعم بعد أن ردينا على بعضنا و قرأت ردك الجميل هذا اليوم على أحد الأخوة عرفت زيد ميشو بشكل أعمق وجدت بأن الحالتين اللتين أنتقدتهما، مرتبطتين بخلفية طويلة، ومنها خلافكم مع الأخ د. ليون برخو.  وهذه قصة تؤلمنا كلنا ومن كل قلبي أتمنى أن يكون لها نهاية سعيدة . فكلما طالت زاد الألم معها. هو والبطريرك ساكو بدأوا صبيانا في نفس الدير وكانو يذهبون الى المدرسة مع الكهنة كأصدقاء وأخوة في صفوف الأيمان والكهنوت، وربما تعرفون هذا الواقع وهذه الأمور، هناك تقاطع حاد في وجهة النظر.. وفي هكذا حالة أقول ، أنا متأكد بأن ماكتبته حضرتك أخي حول تراثك لايعبر عن إحترامك للتراث، ولكنك كتبت ذلك بسبب خلاف بين الدكتور ليون والرئاسة الكنسية. فيجب تهدئة النفوس أولا وخاصة في فترة الفيروس اللعين ولنرى ربما تكون هناك مبادرة لحل الموضوع.. سبق لي وأن قلت بأن النقد عملية تقويمية وهذه تنطبق علينا وعلى كل الناس. أما بخصوص القصيدة فهي مكتوبة في ذلك العصر بطريقة أدبية وشعرية في أحيان كثيرة، فهو لا يقصد أن الرسل أعلى مرتبة من مريم العذراء، هو يجعلهما في حالة واحدة وفي روحانية تجمع القداسة بينهما ويكسر المنطقي لكي يبين أهمية الرسل فمكانة العذراء شئ مفروغ منه، وهذا له شبيه في رسومات المشاهد المسيحية المعروفة لرافائيل ودافنشي وغيرهما فالتلميذ الجالس بعيدا عن يسوع المسيح، في لوحة العشاء الأخير لدافنشي لايعني بالضرورة أنه أقل أهمية أو قربا من التلميذ الجالس جنب السيد المسيح. هذا تفسيري المتواضع. وأخيرا أقول لست مصرا على الحكم عليك حاشانا.. لنقدم المحبة وثق أختلاف الرأي لم يؤثر على أحترامي لك، مع الشكر والتقدير.
 بولص آدم

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ د. ليون برخو المحترم
 تحية طيبة
 مثلما وضحت للأخ زيد ميشو وفي تعليقي الأخير على مقالتك أيضا، يجب إحترام النصوص التراثية والتراث والتراث الكنسي على ماهو عليه طالما هو وديع وروحاني ويدفع الأنسان نحو أصالته، وضربت أمثلة في ردي عليك هناك، وأضيف هنا أيضاً، الف ليلة وليلة تتضمن مواد هُرطقت بسببها وكفر التكفيريون هذا الكتاب وحتى وصل الأمر بالمطالبة بمنعه وحرقه، ولكن هناك حراس أمناء من مثقفي مصر وقفوا بقوة ضد هذا الأمر، علما أن ألف ليلة وليلة مترجم الى كل لغات العالم الحية، التراث يُحترم أولا وآخرا ولاينبغي الأنتقاص منه لأي سبب، شكرا مع التقدير.
 بولص آدم

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اخي العزيز بولص آدم
هناك فرق بين وجود اختلاف او خلاف مع احد الكتاب وبين حالة ردة فعل طبيعية اوجدها شخص يؤذي الكنيسة أكثر من عدو خارجي
خذها مني كلمة ... سيد ليون يمتهن التدليس، ويحترف القلم وبه مصدر رزقه على حساب كنيسته وهويته
سأبحث عن ارشيفه علي أجده في موقع الأقتصادية السعودي، واعدك بالحزن الشديد لو قرأته، مشكلتي لا املك ارشيف لكني سأستعين بصديق علي أحصل عليه
بأختصار .. في اعتراف منه يستلم مبلغ 500 دولار على مقاله الاسبوعي، وفي فترة معينة كل مقالاته أشادة بالأسلام والعرب وكتبهم، وطعن بالفاتيكان والكنيسة الكلدانية، ومن المقالات تحريض مباشر على الكتاب الكلدان ..والكلام في موقعهم!
سأعطيك مثلاً بسيطا عن التدليس في رده الأخير لي:
(في هذا الموقع ولدى قلة من الأخوة ومع الأسف أغلبهم كلدان، أي يهرطقون تراثهم ويلعنون لغتهم أي يفضلون التأوين (التعريب) عليه ).. انتهى الأقتباس
من هم القلة من الكلدان الذين هرطقوا؟
انا من هرطقت تلك التي اسماها انشودة كونها بالفعل تخالف تعاليم الكنيسة ومكانة مريم، ولم افهم دفاعك عنها عندما ذكرت بأن لمريم مكانتها
لا اعتراض على ذلك يا أخي، لكن تعبير مريم تتبارك بالرسل هل يجوز في كنيسة كاثوليكية؟ حقيقة هناك خللا واضحا بمن لا يرى اشارتي هذه ولو كان رجل دين وفي اي رتبة كان.
من جانب آخر عزيزي ...ارجوك اقرأ تلك اللا إنشودة واللا ترتيلة واللا صلاة بتمعن، وارني اين عظمة الأجداد بذلك، تعابير بسيطة وساذجة لكنها تراث، لكن هل يعني بأن نبجل كل التراث حتى الذي لا يستحق؟
طقسنا مليء بالروائع، الا يوجد غير النصوص التي تخلوا من المعنى العميق والروحانية لنعرضها على انها تراث عظيم
تعبير عظيم سيدي الكريم لا يعلوا عليه تعبير، فماذا نسمي بهذه الحالة النصوص الطقسية الرائعة والعميقة في كل شيء؟

(هري هري هري هري مثل النمر يمشي حولي حاني الظهر فاداعبه فوق حجري) يقول سيد ليون بأن هذه الأهزوجة يقدسها العرب والمسلمين، كم تصدق ذلك
البلبل الفتان يطير في البستان مادة درسناها ايضاً، فهل يقدسها العرب والمسلون؟


"(أيها الناس، اسمعوا وعوا، وإذا سمعتم شيئا فانتفعوا، إنه من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت. إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا. ليل داج، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج) ..إنتهى الأقتباس
يقول سيد ليون بأن هذا النص لا معنى له!! وانت ماذا تقول أخي بولص؟

عزيزي بولص ...ككاتب مهتم بالفلسفة، ارجوك ثم ارجوك اقرأ نص الأنشودة التي ترجمها سيد ليون ... واشرح لي أماكن قدسيتها وعظمتها وأنا بالأنتظار
احترامي


مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قرائي الكرام

لن أوجه الخطاب الى الأخ بولص وأسف لأن تم أخذ وجهة المقال خارج سياقه ولا أعلم لماذا؟

أحيانا لدينا فقر شديد لما تعنيه المفردة الواحدة ونصر على استخدامها  ضمن النطاق الضيق لمفهومنا وضيق أفقنا.

خذ مثلا مفردة "مقدس/ وقدس ويقدس، تقديسا ... الخ). هذه المفردة بالنسبة للبعض هي دينية وكنسية وطائفية فحسب، وهذا ضيق في الأفق والإدراك اللغوي.  "العلم مقدس" ليس معناه أنه علينا ان نهرطقه لأنه ضد ديننا وطائفيتنا ومذهبيتنا. وقس على ذلك اللغة مقدسة، وخدمة العلم مقدسة، وقدسية العلاقة بين الزوجين والتراث مقدس والدفاع عن الأرض عمل مقدس ... والنشيد الوطني مقدس وقس على ذلك كثير ... عندما نقول إن هذه القصيدة مقدسة (ولا أظن أنني استخدمت هذه المفردة حول القصيدة مثار البحث) ليس معناه أنها جزء من النصوص الأزلية المقدسة لدى أصحابها بل لها اعتبار كبير لدى الناس وهكذا الأهزوجة والفلكلور مقدس معناه لهما اعتبار كبير.

وكذلك عندما لا نعرف لغتنا وتراثنا وطقوسنا ونهاجمها ونتصور أن لا قيمة لها وهي ميتة، لا أظن يحق لنا التحدث بها او عنها. بارك ويبارك يعود أصلها الى المفردة السريانية التي جذرها ܒܲܪܹܟ  ܒܪܝܟܐ و ܐܬܒܪܟ و ܒܪܝܟ كذلك ܢܬܒܪܟ والمفردة الأخيرة هي التي ترد في النص الأصلي السرياني للأنشودة والتبرك بحضور  شخص معناه التشرف بمقدمه والسعادة الغامرة لوجوده. نقول بالعامية العربية "زادتنا البركة" أي حلت علينا البركة بمقدمك مثلا .

ويا أخي زيد اخاطبك بمحبة وأقول لا تتدخل في الأمور التي لا تفقه فيها لأن هذا أمر ينعكس سلبا على الذي يقوم به. وقلت مرة يا ريتك أن لك من العلم  ربع ما لدي من علم. هذا تواضع على مستوى القول ومهم ولكن يجب ان ينسحب على الممارسة.  بالطبع أنا لم أقل ولن أقول ابدا أنني أفقه منك، لكن علينا عدم التحدث وتفسير أمور لا نعرفها. إن لم أعرف الإنكليزية لا يجوز أن أقيم نفسي فقيها فيها.

وكلمة يبارك بالسريانية والعربية أيضا ليست خاصية يوصف بها الذي هو اعلى قداسة، أي لا يحق لنا استخدمها لمن هو أعلى وأسمى منا. هي كلمة اعتبارية لمكانة الشخص الذي قيلت فيه وأنه أسمى مرتبة ولهذا إن كنت تعرف لغة الأم وتحاول تعلمها بدلا من الاستهانة بها لعرفت اننا نبارك ومعنا الكاهن المسيح والله، ونتبارك بالمسيح والله والكاهن العادي يبارك القربان المقدس الذي هو الله ويبارك الله ونبارك العذراء مريم ونقول بالسريانية في الصلاة  ܒܪܝܟ ܐܠܗܐ  ܒܪܝܟ ܡܫܝܚܐ ܒܪܝܟܬ ܡܪܝܡ وفي كل اللغات تقريبا والرسل يباركون العذراء مريم وتتلقى هي البركة منهم ...

أنظر يا أخي التواضع مهم وأنت تبدو متواضعا أحيانا ولكن أرفق التواضع بالممارسة.

المتواضع لن يستخدم كلمة هرطقة ولن يلعن ابدا ومن ثم لن يتحدث بالمطلق ويبتعد عن ما هو ليس اختصاصه.

بابا روما اليوم يتجنب كلمة هرطقة ولعنة وأخرجتهما الكنيسة الكاثوليكية من قاموسها فأخرجها من قاموسك. ووصل الأمر بك على الحكم علي بأنني لست مسيحي  ... كيف ومن منحك هذه السلطة وكيف تقبل لنفسك ان يكون لك هذه السلطة وبابا روما بذاته وعظمته لا يفعل ولن يفعل ذك حتى مع أشرس منتقديه من الكاثوليك؟

وينطبق ما أتيت به هنا على الادعاءات الأخرى مثل أنا أنتقد الكنيسة؟ كلا ابدا. أنا أنتقد المؤسسة وشتان بين الكنيسة كمسرة والكنيسة كمؤسسة التي أنت صرت حاليا من أكثر المنتقدين لها بدليل مقالاتك الأخير حول الكهنة. الهجوم على الكنيسة هو عندما نستهين في إيمان الناس ومعتقداتهم ونصوصهم التي يرونها مقدسة وشعائرهم وطقوسهم وأسرارهم التي هي لديهم مقدسة. أنا أنتقد عملية هرطقة التراث وحملة التأوين وصاحبها (تأوين التراث معناه هرطقته أي تشويهه وتعريبه) وهذا لا يعني أنني أهاجم الكنيسة ابدا.

وهناك أيضا الكثير من الادعاءات التي لا سند لها وفي إمكاني تفنيدها ولكن أكتفي بهذا القدر لضيق الوقت وعدم جر الموضوع المهم للأخ بولص خارج سياقه. وكلها "أرشيفية" كما تقول ووصل الخوف منها والخشية من صاحبها أن حضرتك كلفت شخصا كي يبحث عنها. لو سألتني كنت منحتك الأرشيف برمته وجزء منه والحمد لله صار كتابا نشرته مؤخرا أكبر دار نشر عربية في بيروت. سأهديك نسخة لو أشأت كي تنتقدها لأنني حقا أحب النقد بأي شكل كان لأنه دليل التأثير والمكانة. الأفكار ميتة إن لم يبحث عنها الناس كما تبحث حضرتك عن أرشيفي كي تنتقده أي تبعث الحياة فيه.

تحياتي


غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ زيد ميشو المحترم
تحية طيبة
 نحن نقول عن ناظم الغزالي وكل الدول العربية بأن أغانيه رائعة والف مرة سمعنا تعظيمه حتى من قبل فنانين كبار، لو أخرجت كلمات أغانيه من سياق أنها خلدت في ذاكرتنا وأصبحت جزء مهم من تراثنا الفني العراقي، وقرأنا كلمات مثل طالعة من بيت أبوها والخ، لسقطت التبجيلات والتعظيمات ولربما رفض أن يغنيها مطرب في يومنا هذا. لو أخرجنا قصص إيسوب الخرافية من سياقها وعصرها لن تكون عظيمة، والأمر ينطبق على هذا النص الذي أجهد نفسه ليترجمه ويقدمه لكم عملا كي تعتزوا بتراثكم مهما كان الشكل والصياغة، هذه المريمية ليست من الكتاب المقدس لكي تقدس ولكنه قد عظمها ويجدها رائعة لأسباغ الأهمية عليها لأنها تحمل بصمة روحية وصلتنا من الأجداد، الأمثلة التي ذكرها الأخ د. ليون، فهي كذلك غير عظيمة ولكنك لو هرطقتها وقللت من رمزيتها فستلقى ردا لن يعجبك من أغلب الأكراد والعرب،أصبحت رموزا في الذاكرة الجمعية.ليس المطلوب منك أن تقول ان المريميةكقصيدةأنشودة، عظيمة أو رائعة. لكن ياأخي هذا تراثنا وليس من اليد من حيلة  هذا ماتبقى لنا، هو هكذا، فلنحترمه ونحن وللظروف التي مرت على شعبنا عبر التاريخ، فقدنا كنوزا ، لذلك ماتبقى لنا مهما كان مستواه في التعبير فهو مهم جدا، ولانهرطقه ولانستهين به، في نفس الوقت ليس مقدسابالمعنى الديني. شكرا مع التقدير.
 بولص آدم

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

على نطاق واسع، زمن المجاملات والأنتهازية، إنتهى.

الأخ د. ليون برخو المحترم والقراء الكرام
تحية طيبة
 إختبار نجاح التأوين يكون بنتائجة على الشريحة التي أجري التأوين من أجلها، من يكتب حالياً عن الكنيسة وتراثها وطقسها والخلل الموجود في مؤسستها، هو من أجيال سابقة ليست بحاجة للتغير. مضى على التأوين سنوات، ماذا يقول الجيل الذي بمبرره جرى التأوين. ماهو رأيه. لماذا لايعبر بنفسه ويناقشكم ويدخل حتى في الجدل معكم؟ اسطر يكتبونها على المواقع الأجتماعية لايكفي، هذا لو قلنا أن التأوين أثمر، هل يكتبون بلغة أجنبية ويفكرون بها فقط، ذلك يعني الكثير.. لاحظت مزجا لديهم بين الكاثوليكية والبروتستانتية وقليل من فلسفة آباؤنا المشرقيين والالحاد !
 وهذا ماأنجر إليه بعض من الجيل القديم وفي هذا الخليط العجيب بدأنا نقرأ آراء عجيبة غريبة، تجده ليس على بر واحد، فهو تائه ضائع بين الغيبيات وتعدد اللآهوت وغيره، تارة هو علماني وأخرى متزمت، تارة متوازن وأخرى مضطرب، هل هذا هو الأنسان؟!
مجرد إسكات الأصوات المنتقدة يعكس ضعفاً ، فعدم وجود نقد، يعني أنها مؤسسة مثالية بكل شئ، ولو كانت كذلك وأن ذلك بإلهام من الروح القدس، لحدثت عجائب ونقلات تاريخية. هذا لم يحدث، لو ان أحدا لاينتقد المؤسسة، ذلك يعني أنك لاتفكر، بل أن أحدا محلك يقوم بتلك الوظيفة! لو أن رعايا الكنيسة لاينتقدون، يعني ذلك أن هذه المؤسسة غير ديموقراطية، لو كان الكل تاريخيا في الطاعة التامة لكنيسة المشرق لما تقسمت!
 للكنيسة الكلدانية، بطريرك كاردينال، قبل كل شئ هو إنسان مثقف، معروف بالترويج للسلام يتمتع بعقلية حداثية، ومن ينكر أيجابياته يكون قد ركز على نصف من نصفين يعودان لكل إنسان وذلك ظلم . لقد تربى في البداية إيمانياً مع منتقده الرئيسي د. ليون برخو على يد رهبان مكتوب إسهم بأحرف من نور، ومنهم الأب اليسوعي البروفيسور،الذي إستوحيت من حياته قصة قصيرة، نشرها مشكورا موقع البطريركية وكتب عنها الدكتور ليون كتابة أعتز بها، كلاهما محل إعتزاز. وذلك الأب هو بولس نويا.
 لاشك بأن أبرشيات كنائس المشرق موزعة على العالم بسبب الهجرة والتهجير وكأنعكاس لظروف بلدنا والأهوال التي عانا منها، هذا التشتت إدارته ليس سهلا، فكل أبرشية هي في مجتمع وثقافة مختلفة، وهناك علاقة تأثر بتلك المجتمعات أكثر منها تأثير فيها، تغيير وأنتقاء وتجديد على حساب اللغة وتراث الكنيسة وتراثنا العام، هو ما يصب في خانة إفرازات التأثر، فأنت تترك الأعتماد تدريجياً على لغتك وتراثك، والتعريب، كان منذ زمن بعيد، وهو خطأ لاتتحمله بمجمله الرئاسة الحالية ليس لأننا لانتقبل اللغة العربية، بل أننا سنقضي على الفارق الذي يميزنا.. التراث واللغة ليسا مناهج مدرسية، ليقوم كل نظام جديد بتغييره على هواه ووفق مقتضيات المرحلة، والا لو فعل الجثالقة ذلك، لكنا منذ قرون نتحدث التركية والفرسية والكردية والعربية فقط. وبما أن أجدادنا تميزوا بإيمان عميق فقد ساهمت كنيسة المشرق بحفظ اللغة والتراث وها نحن نتحدث ونفهم بعضنا بلغتنا ولغتنا مازالت حية وتتطلب جهدا كبيرا لديمومتها، فكيف نهرطقها ونلعنها، ونجد أن نصوص تراتثنا ساذجة وسمجة ولاتناسب روح العصر، لو نظرت الشعوب تلك النظرة الى ماتوارثته، لأنمحى شئ أسمه تاريخ وتراث وثقافة ذات طابع وهوية وتشابه الجميع وأصبحوا يعيشون تخلفا قائم على اللآإختلاف. لو عدنا الى إرنست كاسيرر، في اللغة والرمز، وفي السلطة والرمز، نجد أهمية نتائج البحث الأنثروبولوجي أي علم الأنسان في التراث، وبدونه لما توصل جيمس فريزر الى ماتوصل اليه، ولولا التراث القبلي والبدوي والعشائري لما توصل د. علي الوردي إلى تحليل إجتماعي باهر لشخصيتنا بكل أبعادها.
 الكنيسة الكلدانية لها النصيب الأكبر من رعايا كنائس المشرق مع شقيقتيها في العراق، وهناك إجتماعيا تمازج وأنصهار وتنوع حتى في العائلة الواحدة وبما أنكم أكبر عدداً فكل عملية غير مدروسة ومعتمدة على تقييم وقرار فردي أو إستشاري محدود ونحن هنا في خانة التراث واللغة فذلك، سيكون لها وقعا غير ماتمناه دعاة التأوين،على كل مجتمعنا داخل وخارج العراق. هذا رأيي فقط.
 تحياتي

متصل Husam Sami

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1077
  • الجنس: ذكر
  • ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ الفاضل الأستاذ بولص آدم المحترم
تحية سلام ومحبة ..
بداية نعزيكم بابنتكم ... ( الراحة الأبدية اعطها يا رب ونورك الدائم فليشرق عليها )
على الرغم من اننا نؤمن بأنها بين أحضان الرب يسوع المسيح ولا تحتاج لصلواتنا وطلب الرحمة لها كوننا نؤمن بكلام الرب : ( دعوا الأطفال يأتون إليّ لأن لمثل هؤلاء ملكوت السماوات ) ودعوته لمؤمنيه بكيفية حصولهم على ملكوت السماوات بأن يعودوا اطفالاً ... لأن الفساد لم يكن بعد قد وصلهم لأنهم انقياء القلب ( الفكر ) وانقياء القلب في مفهوم الرب يسوع المسيح هم قديسون مرسومين من الرب وليس من مؤسسة بشرية .
موضوعك شيّق وجميل يستحق المشاركة فيه لو سمحتم لنا بتسجيل بعض الملاحظات من رأينا الشخصي ..
1 ) اكرام الميّت هو موروث اجتماعي عريق لا يخص دين معيّن او عقيدة فهو موروث انساني بشري .. لهذا نلاحظ ان الكثير من التنظيمات المجتمعية دينية كانت او سياسية تكرّم امواتها بشكل لائق ويليق بمقام المتنيّح الاجتماعي وهذا ما نلاحظه في اشكال القبور وابهتها . وهنا نستطيع ان نلاحظ الفرق بين القبور ( بيوت الأموات ) .
2 ) كل عقيدة مجتمعية ( دينية كانت او سياسية ) لها طقوس تميّزها عن اخريات وهذه الطقوس تتبع المنهج الأيديولوجي لتلك العقيدة . منها من يدفن بصندوق ومنها مباشرة في الأرض ومنها من يحرق ويذر الرماد ومنها من يحفظ الرماد ومنها من يحتفظ برأس الميت ( جمجمته ) للبركة والاستذكار والتقديس .. الخ .
3 ) تقاليد دفن الأموات هي ( طقوس وداع أخيرة ) لأحبة لنا غادرونا وهذه الطقوس لا تعني الاموات بقدر ما تعني الأحياء كون الميّت انقطع عن المملكة الأرضية ( المادية ) ولم تعد له صلّة بها . يقول الرب في جواب له لاحد السائلين عن امرأة تزوجها اخوة عديدون فلمن تكون في النهاية لأي واحد منهم يجيب الرب : انتم على ضلال ففي الملكوت لا يزوجون ولا يتزوجون انما يكونون كملائكة السماء ... أي تنقطع علاقتهم نهائياً بذويهم واصدقائهم لأنهم لا يعودوا في الجسد والملائكة لا يملكون ( جسداً مادياً ولا ذكريات ولا ارتباطات عائلية ) لأنها تخص مملكة الأرض وما يتعلّق بمملكة الأرض ينتهي بنهاية الأنسان المادي .
4 ) هذا يسحبنا إلى سؤال مهم جداً : هل يستطيع الإنسان ان يؤثر على قرارات وقوانين الله بدعوته بالرحمة للأموات ... ؟
نظرية ( المطهر ) تقول نعم .... وايديولوجية الله تقول كلا ( نحن اليوم نتحاور بأيديولوجية الرب يسوع المسيح وليس بأيديولوجية العهد القديم ) ولنعطيكم فكرة عن ذلك . العهد القديم يحوي ايديولوجيتين أساسيتين تعتمدان على نظرية ( المكافأة ) . فاليهود لا يؤمنون بحياة بعد الموت ولهذا نرى العهد القديم يتكلّم عن المكافأة الأرضية ... ارجع إلى إبراهيم والعهد بينه وبين الرب الإله ( إطالة العمر ، اكثار النسل ، السعة والرغد في العيش كذلك نستطيع ان نلاحظ ذلك في سفر أيوب ) وهذا مبدأ ( الصدوقيين في مجلس السنهدريم اليهودي أبان تاريخية وجود الرب يسوع معهم ولا يزال الكثير من اليهود يؤمنون بذلك إلى يومنا هذا ) هذه العقيدة جعلت اليهود يتجنبون الحروب ويهربون منها مما سهّل استعمارهم ... إلى ان جاءت النظرية الثانية ( قبل ميلاد الرب يسوع المسيح بـ 166 عام ) على يد ( يهوذا المكابي ) التي بشرت بأن هناك ( مكافأة ) غير الأرضية يعد بها الرب الإله وخاصة ( للذين يستشهدون في سبيل الوطن والمبادئ الروحية ثم تم تعميمها على حالات معيّنة ) بان يعوّضهم الله بملكوت السماوات ويعيد لهم ما كان لهم من امتيازات أرضية ويزيد عليها ( وهذا جزء مما يؤمن به المسلمون اليوم ) ( ملكوت سماوي بمكافأة جسدية تعويضاً للذي فقدها على الأرض ) ولهذا استغل يهوذا المكابي هذه النظرية بان خاض حروباً عديدة ضد المستعمرين وحرر الأراضي اليهودية وقدم الكثير من الشهداء وتبعه كثيرون واصبح لهم في مجلس السنهدريم قوّة وهم ( الفريسيون ) وهؤلاء كانوا في البداية من المؤيدين للرب يسوع المسيح وكانوا ممن يستمعون له ويحاورونه ويتتبعون اخباره إلى ان عرفوا الاختلاف الأيديولوجي وخاصة فيما يتعلّق بالقيامة وبملكوت السماوات ومكافآت الله وتصريف الشريعة ... الخ ابتدأت بعدها مرحلة العداء لهذا الاختلاف  .
5 ) نعود لسؤالنا بشقه الثاني نظرية المطهر والتأثير على قرارات الله وخرق قوانينه ( فكر الرب يسوع المسيح ) يقول : بين والرحمة والعدالة هناك خيط رفيع لا يراه البشر بل يحاولون ان يجعلوه غير مرئي بسبب ( التعاطف البشري ) فيبدئون باختلاق نظريات لا تتوافق وعدالة الله بل تجعل من رحمته هي الأساس بتجاوز عدالته وهنا تدخل العواطف في الموضوع ... ارجعوا إلى أيديولوجية ( الدينونة بعودة الرب يسوع المسيح كديّان ) اين هي الرحمة منها ... ؟  انها عدالة الله لأن الرحمة تتبع ملكوت الأرض اما العدالة فهي سنّة ( شريعة ) ملكوت السماوات .. وهنا نحيلكم إلى التطويبات ( هنيئاً للرحماء لأنهم يُرحمون ) وهنا التأكيد بأن كل من يرحم إنساناً على الأرض سيسجل له حسنة في الملكوت وبهذا يجمع الإنسان كنزه في ملكوت السماوات فالرحمة إذاً هي فعل ارضي يمارسه الإنسان ليسجل له في سجل كنزه في ملكوت السماوات وعندما ينتهي وجوده على الأرض ينتهي هذا الفعل معه ان كان ( له او عليه ) وتبقى فقط عدالة الله ( في الحساب ) ومن هنا تكون نظرية ( المطهر ) غير دقيقة ... بالنسبة إلى نظرية المطهر فالعقيدة الكاثوليكية فقط ( على حسب علمي ) من ادرجتها لاحقاً ( لأسباب لا يستوجب الدخول في تفاصيلها اليوم ) كذلك العقيدة الإسلامية منذ ان وجدت تؤمن بها ( الترحم على الأموات والذبائح يزيد من رصيدهم للدخول إلى الجنة ) ( وهذا يجعلنا امام تساؤل هل الله يُرتَشى في عدالته .... ؟ حاشاه ) ندعم هذا الكلام بنصوص من الكتاب المقدس ( نص لعازر والغني ... نص الحنطة والزؤان ونصوص عديدة  يتطرّق لها الرب يسوع وخاصة في موضوع السهر والصلاة وملكوت السماوات والجحيم وصرير الأسنان ) .
الرب يبارك حياتكم جميعاً واهل بيتكم
اخوكم  الخادم  حسام سامي    23 / 4 / 2020

غير متصل سامي ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 941
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخوة بولص ادم، د.ليون برخو وزيد ميشو المحترمون

بالحقيقة أجاد الاخ بولص طرح هذا الموضوع وأعطى حقّه ايمانياً، تراثياً وتاريخياً.

بالنسبة لنص الأنشودة والتي تخص وتقال في عيد انتقال العذراء إلى السماء، هي تراث كنسي شرقي، ولا تدخل ضمن الطقس الكنسي الرسمي.
أرى الترجمة التي اتى بها الاخ زيد نقلاً عن الدكتور برخو، ربما لم تكن دقيقة وأتت حرفية، بخصوص كلمة إثبارخ، فهنا لا تعني، والقول للعذراء مريم، أتبارك منهم باعتبارها أقل مرتبة منهم. الفعل بارخْ يعني مجّدَ و سبّحَ أيضا، فتصبح الترجمة أتمجّد منهم، وهذا يكون قصد الكاتب على الأرجح.  واذا كان قصده تتبارك منهم، فهذا وصف من الكاتب تواضع العذراء مريم.

عتبي على الاخ الدكتور برخو، فلا يكتب مقالة أو رد دون أن يتطرق إلى الرئاسة الكنسية الكلدانية والاكليروس الكلداني والكلدان عموما، محاولا تحميلهم ازدراء اللغة والتراث والطقس والريازة وكل ما يخص هذا الجانب.

اقول بالنسبة للتراث والريازة، هما نسبيان يختلفان من شخص الى اخر ومن كنيسة إلى أخرى. واللغة ايضا، لأن الإيمان لا يتحدد بلغة معينة، بل يتحدد بلغة مفهومة، ونحن نعتز بلغتنا الطقسية والدارجة وممارستها في طقس كنيستنا الكلدانية، إضافة إلى لغة البلد الذي نعيش فيه، لكي يفهم الشباب الصلوات، وكذا اللغة العربية الذين لا يفهمون السوريث.
اما مسألة ازدراء الطقس، فأقول للدكتور برخو: قداسة البطريرك ساكو لم ولن يبدّل كلمة واحدة دون الرجوع إلى السنهادوس المقدس لأنها من صلاحياته.فصلواتنا الطقسية باقية مثلما هي، لكن لربما بلغات مختلفة كما ذكرت أعلاه.
كما اكرر وقلتها للدكتور برخو في أكثر من مناسبة،  له إمكانيات وأداء الصلوات الطقسية لحناً مطعّماً مع الموسيقى. وبذلك يقدم خدمة جليلة لطقسنا وتراثنا بلغتنا. تحياتي للجميع ..

سامي ديشو - استراليا

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ الفاضل حسام سامي المحترم
 تحية طيبة
 بمحبتك من رحم إيماني خالص، فأنت بلاشك، لك رجاء بالرحمة وهو رجاء يضع في معناه العاطفة، فالشعور والعاطفة لها صلة علائقية مع المتنيح كإنسان.ولاأشك بأنك كمسيحي،تتمنى لنا كمسيحيين فرصة برجاء توفرها للأنسان ليبلغ ملأه وينمو حتى الفرصة الأخيرة من وجوده.والتعليم الكاثوليكي يقول أن للكائن البشري في لحظة الموت، فرصة أخيرة ليتطهر ويصل الى درجة القداسة الضروري للدخول الى السماء . طيب أخي حسام، والمطهر هو بالضبط تلك الحالة التي تتطهر أنفس الموتى، ونحن مازلنا في طور عقيدة المطهر.. في تعليقي على مقالة الأخ د.ليون  برخو الموقر، فقد إنطلقت من ما أنطلق به حضرتك في هذا الرد ( الراحة الأبدية اعطها يا رب ونورك الدائم فليشرق عليها ) وهناك المتنحي ليس طفلا بل إنسان بالغ، إنطلقنا من ( الرحمة ) وعن طريق الرجاء وفي الصلاة رجاء والرجاء هو بنية الصلاة جوهرياَ، ونحن نصلي والصلاة ممكنة في كل وقت ومكان أثناء الحياة، فكم بالحري أن نصلي في لحظات وداع عزيز علينا. وفي عقيدة المطهر ليس نية التأثير على قرارات الله والتحكم الأرضي بقراراته ولا بإرادة عدالته، لأن ذلك لاهوتيا تجاوز على قدرته وهنا نحن نقحم تفكيرنا بفرضية أن الله يفكر ( الأنسان هو من يفكر) فالله هو وحده اليقين التام، ولأن الأنسان هدفه اليقين وأنا أومن بأن الأنسان لم يحقق اليقين المطلق بل يتمناه كهدف لذلك هو يفكروهي واحدة من الميزات التي وهبها بنعمته الله لنا ونحن نفسره هنا كمؤمنين.. فالملحد لايتفق معنا في وجود الله أساساً و ربما سمعت في الغرب، أحدا ما يقول ( أنا إله حياتي). الله هو اليقين والله محبة، ولولا المحبة، لما كان صليب، ولولا هذا الجسر لبقينا خطاة ولكنه يساعدنا الى الخلاص، بالاب والأبن والروح القدس. هنا موجود الله. هو في المحبة، هذا ما أعادني شخصياً من الشك الى الأيمان، فالموجود في الموجود ليس الله في(ميتافيزيقيا هيدغر)، وهو ما لاأتفق فيه معه. مع أن فلسفته تهمني.. ذِكر (عقيدة المطهر) التي تفرعت النقاشات حولها في المقالات والردود، جاء في نهاية تعقيبي على مقالة الأخ د. ليون حول مراسيم الجناز الخاصة بقريبه رحمه الله. وفق التعليم الكاثوليكي هي الفرصة الأخيرة وتأتي كرجاء يتضمن تمني الفرصة الأخيرة ، المطهر هنا ليس غرفة مخاوف وتعذيب كما يعتقد نيسان سمو الهوزي الذي وصفها بالشيطانية، وهو يعكس خللا ما، فأرفضها لو أردت ولكن لانسخر منها ونشيطنها ونتجاوز على العقيدة، وعلينا أن نكون دقيقين كما فعل حضرتك لكي لانقع في المحظور الديني فنحن في هذا الموقع الذي له خصوصيته! وهو كتب بأنها عقيدة شيطانية .. أي أنه كان يقصد ردي على الأخ د. ليون، بناءً على تكراره التجريح وشخصنته له، ونقل ذلك الي بالتلميح ( فعل ذلك مرارا) كجزء من إنزعاجه من إن الأخ د. ليون لم يعد يرد عليه ولم ندخل شخصيا في أي تعقيبات وردود على بعض مع نيسان، فما علاقة عقيدة المطهر والمتنحي بنيته تلك التي أقدم عليها؟ أذكر هذا لكي يكون لديك إطلاع على خلفيات هذا النقاش. فهو قد وصف الميت وهو لايعرفه بالشرير في صيغة الجمع اي التعميم ( الموتى الأشرار) !! اوجه سوألي اليك، هل عقيدة المطهر شيطانية؟ وهو يسأل، لماذا نصلي على الأشرار؟ . أكتب لي رأيك بصدق، ولاأشك بصدقك. أي أنك لاتجامل على حساب سنوات دراسة اللآهوت. يبدو لي بأنك غير مقتنع بعقيدة المطهر، أرسلوا برسالة الى الرئاسة البابوية حول ذلك، كنيسة المشرق ليس في وتقاليدها ( عقيدة مطهر). والكاثوليكية ضمتها الى تعليمها في القرن الثالث وهو إجتهاد. لكنني أرى أنك لا تمانع على الصلاة على الموتى وهو ما أبرزته في عنوان مقالي. بعض الأخوة أختلط عليهم الكاثوليكي مع البروتستانتي، البروتستانت لهم ( اللآهوت الفلسفي) وقد ترجم مارتن لوثر وقدم ( الأنجيل) الذي يعتمدون عليه، وأحد أسباب تمرده كان الأختلاف على مفهوم العدالة الألهية، ويخطئ من يعتقد أنه مصلح كنسي بل هو أوجد البروتستانتية بديلا للكاثوليكية، وأنت تعلم هم لايؤمنون بمعموديتنا والعكس صحيح. مارتن لوثر إستند على أن الظلم المتفشي في تلك الفترة يناقض العدالة والرحمة الألهية من خلالها. لذلك نؤيد إنتقاد المؤسسات الكنسية قبل فوات الأوان!
سؤال آخر،إستخدمت أخي حسام (آيديولوجية الله) هل يتم تداول هذا في لاهوت تعتمده الكنيسة الكاثوليكية؟
 وتقول ( فالرحمة إذاً فعل أرضي )، أنا أفضل ( رجاء الرحمة إذاَ فعل أرضي) لأن الفعل يتجلى في الرجاء من (يرجو) الرحمة هي رحمة الله ونحن نرحم بعضنا البعض وهو كما تفضلت ممارسة بيننا كبشر لكي نتجنب خطيئة الظلم، ونحن نطلبها من الله عندما نصلي على الميت وأشكرك بأنك عزيتني بأبنتي وفق ذلك ، وأتمنى أن يبعد عنكم أي مكروه وحزن وأتمنى الصحة والسلامة، أشكرك على مداخلتك القيمة، ونبادلك محبتنا لك، مع التقدير.
بولص آدم

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أخي العزيز الشماس الموقر سام ديشو
 تحية ومحبة
 أشكر لك عناء القراءة وجهد كتابة التعقيب، والتدقيق في كلمات النص الذي أدرجه الأخ زيد ميشو الموقر بناءاعلى ترجمة الأخ د.ليون برخو الموقر. الحقيقة نبارك بتواضع حرصكم على حفظ التراث ولغتنا وعرفت من خلال تعقيبك على الأخ إدي بيث بنيامين الموقر تواصلك المعمق في ذلك، وأشكرك على تقييم المقال وما بعده، وهو نقاش مثمر، ولم يكن المقال سوى إشارة لكي لانرتكب خطأ بناء على إختلافات أخرى، ونكن للكل إحتراما ومحبة ، والنقاش هو لطرح الآراء وتقييمها والأختلاف لا يفسد للود قضية، أخي العزيز سام، هناك نقاط تخص الأخ د. ليون ، فاسمح لي أن أقول، ليتفضل بنفسه على الأجابة وأن يشير أين تم التأوين وانتهز الفرصة لأرجو منكم وبعد إنقضاء فترة الفيروس هذه الى الدعوة برسالة جماعية مرسلة الى البطريركية لحل هذا التقاطع العميق بأسرع وقت لما فيه خير الكنيسة، بلاشك هو ليس ضد الكنيسة بل ينتقد المؤسسة الكنسية ولا شك في تفضيله لبقاء التراث واللغة محفوظين، وأنتم تتفقون على أهمية التراث ولغتنا. كلما طال أمد الأفتراق، إنعكس ذلك على علاقتكم به ، أنت معتدل وتخاطب الناس بأعتدال وتفهم أن التشنج وتبادل التهم عواقبها هذه التي ترى، شخص يعيش فوضى الأيمان والألحاد معا ويزدري الموتى ولا يوافق على الصلاة عليهم ويصفهم بالأشرار، فهل في العالم قد سمعت أحد ما يطرح هكذا رأي؟ .. اشكرك ثانية واتمنى لك وللعائلة الكريمة وكل البشر موفور الصحة والسلامة مع التقدير.
 بولص آدم


متصل Husam Sami

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1077
  • الجنس: ذكر
  • ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ الفاضل الأستاذ بولص آدم المحترم
تحية محبة
المداخلة الثانية :
اسمح لي ان يكون لي تداخلاً ثالثاً لما اثرته من نقطة رائعة جداً تحتاج ان نستوقف عندها لنعطيها قدرها وقيمتها وهي ( الرجاء ) وما اعظم هذه المفردة في حياتنا كمسيحيين مؤمنين بالرب يسوع المسيح . كذلك سنوّضح استخدامنا لمفردة ( الأيديولوجية ) نعود لمداخلتنا الثانية ... ورجائي في صبركم علينا كون هذا الموضوع غاية من الأهمية في الإيمان المسيحي
1 ) اقتباس : اـ العهد القديم: نقرأ إنهم كانوا يصومون ويصلّون من أجل الراقدين (الموتى) فأهل يابيش جلعاد صاموا وصلّوا سبعة أيام على شاول وابنيه [١صم ٣١: ١٣].
بعد ان شرحنا موضوع القيامة والإيمان اليهودي بان لا يوجد حياة بعد الموت وان الجسد ( من التراب وإلى التراب يعود ) نعرّج على النص الذي استخدمته لدعم موضوع المطهر فنقول ... لو تأنيت وتأملت قليلاً في هذا النص وعدت لما ذكرناه من تقليد الأموات لعلمت انهم ( صلّوا وصاموا حزناً على فراق شاول وابنائه وليس طلب الاسترحام لهم ولكونهم لم يشبعوا من حياتهم ) ... وهنا الصوم يعني " الحزن " نحيلكم إلى النص في ( متى 9 : 14 – 15 ) جاء تلاميذ يوحنا المعمدان وسألوه ... ( لماذا نصوم نحن والفريسيون كثيراً ، وتلاميذك لا يصومون ...؟ فأجابهم يسوع : أتنتظرون من اهل العريس ان " يحزنوا " والعريس معهم ..؟ لكن يجئ وقت يرفع فيه العريس من بينهم فيصومون ... ) وهذه لنا فيها دراسة وتأمل جميلين وسنقدمها على موقعنا في اليوتيوب . إذاً فصيام اهل يابيش لم يكن ترحماً على الموتى وانما حزناً على فراقهم وحسرة عليهم لأنهم لم يشبعوا من ايامهم .
2 ) اقتباس : ب ـ العهد الجديد: قال سيدنا يسوع المسيح (من يجدف على الروح القدس فلن يغفر له لا في هذا الدهر ولا في الدهر الآتي) [مت ١٢: ٣٢]. أي أن هناك من الخطايا ما يغفر في الدهر الآتي (بعد الموت). من قول القديس بولس: (إن كان الأموات لا يقومون فلماذا يعتمدون من أجل الأموات) [١كو ١٥: ٢٩] وهذا تصريح من الرسول بولس بالاصطباغ من أجل الموتى (أي التألم من أجلهم بالصلاة والأصوام الشديدة) .
وهنا استوجب التوضيح : بالنسبة للنص ليست له علاقة بموضوع الرحمة في ملكوت السماوات وهو ضعيف من ناحية الاستناد عليه في هذا الموضوع كونه يخص ( القيامة ) وليس الغفران على أساس الرحمة وهنا ينقض الرسول بولس الصدوقيون وايمانهم بعدم وجود قيامة ... نتامل في النص الأول كالآتي ( هذا النص له دلالتين واحدة مبدئية والثانية تأكيدية ) ماذا يعني ذلك ...
المبدئية : ان كل من يجدف على الروح القدس لا يغفر له ... وهنا يستند الرب يسوع المسيح على الوصيّة الثانية من الوصايا العشرة ( لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ولا صورة لا تسجد لها ولا تعبدها .. لأني انا الرب إلهك إله غيور ) وهذه الوصية تعني ( لا تشرك معي آلهة أخرى لأني إله غيور ) فالأشراك بالله يعني التجديف وهذه الخطيّة بحق الله لا يمكن غفرانها لأنها من الخطايا التي ( يهان بها اسم الجلالة وتدنس قداسته ) ( ابانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك ... ) . اما
التأكيدية : فتعني تأكيد ما جاء في كلامنا وتثبيته لأنه لا رجعة فيه ( لا في هذا الدهر ولا في الدهر الآتي " أي لا يكون لك غفران ولا رحمة لا على الأرض ولا في السماء " ) وهذا أسلوب استخدمه كتّاب الكتاب المقدس والتأكيد هنا ( ولا في الدهر الآتي ) ونحيلكم إلى النص الكتابي عندما وضع الله شريعته لآدم وحواء وكانت بنقطة واحدة ( من كل شجر الجنة تأكل إلاّ من هذه الشجرة .... وان اكلت منها " موتاً تموت " وهنا موتاً " تأكيدية " أي لا رجعت فيها عن قرارنا في إحلال موتك ... لذلك فنص ( ولا في الدهر الآتي ... تعني لا رجعة لنا عن القرار ) وليس كما فسرت ان هناك خطايا تغفر بعد الموت ... إلهنا إله حازم ( عدالته تتناسب مع رحمته في تساوي كفتي الميزان ) فلا تتجاوز واحدتها على الأخرى ولا تحل محلها وإلاّ ما الداعي لوجود ( الجحيم ) ... ان عقيدة المطهر تميّع عدالة الله وتقلل من قيمتها وتستسهل رحمة الله فتخرجها من وقارها .. لو طبقنا ( عقيدة المطهر على وضعنا البشري مثلاً ... لأصبح العالم " فالتون " لا داعي لوجود قانون العقوبات ولا داعي لوجود التأديب المجتمعي لأننا اساساً مشمولين بالغفران على أساس الرحمة .. وهنا ستستخدم الرحمة لعمل ( الفساد ) بل لتطويره وممارسته بشكل يخل بالقانون الوضعي البشري ) فكيف لو تمت ممارسته في ملكوت السماوات ... مثال من الكتاب : نعود لنص اللقاء بين الرب يسوع والزانية التي امسكت بالفعل ( بفعل الزنا ) قال الرب لمن أراد رجمها حسب الشريعة : ( من منكم بلا خطيئة فليرمها بأول حجر ) .. وهنا يؤكد الرب على ان من منكم ( قديس أي نقي وطاهر وخالي من الفساد فمن حقه ان يدينها ويطبّق العدالة ومن حقه ان يرجم هذه الخاطئة ) ... وهنا يؤكد الرب على عدالة الله لأنها خاطئة ولا مجال للغفران بسبب الرحمة ( الشريعة ) وهنا كان لا بد ان يعود الرب يسوع ليذكّر جميع الحاضرين ان مجال الغفران بسبب الرحمة هو ( قانون وشريعة تخص هذا العالم ) فقال لها : أأدانك أحد قالت له كلا فقال لها : ولا انا ادينك " على الرغم من انه الديّان لماذا لم يدينها ...؟ لأنها خاضعة لشريعة الأرض ( الجسد ) وتستحق فيها ان تحصل على فرص تتناسب وحجم خطاياها للغفران بداعي الرحمة وهنا تجسيد رائع لرحمة الله ولعدالته فكانت ( العدالة لمن ادانها لأنه لا يستحق تنفيذ الحكم لأنه خاطئ والرحمة لها لأنها تستحق فرصة اخرى ) ... وهنا أكد لها الرب وذكّرها بالشرط ان لا تستهزئ بالرحمة الإلهية ولا البشرية في غفرانها فقال لها : اذهبي ولا تفعلي ذلك ... وهنا التأكيد على انك رُحِمت بسبب عدم المعرفة والآن عَرَفتِ فاحفظي ذلك . ان لم يكن خوفك من عقوبة السماء فيجب ان تخافي من عقوبة الأرض " الشريعة " .
3 ) اقتباس : من قول القديس بولس: (إن كان الأموات لا يقومون فلماذا يعتمدون من أجل الأموات) [١كو ١٥: ٢٩] وهذا تصريح من الرسول بولس بالاصطباغ من أجل الموتى (أي التألم من أجلهم بالصلاة والأصوام الشديدة) .
هذه النصوص بعيدة عن موضوع المطهر ومغفرة الخطايا بعد القيامة وهذا النص حضرتك اجبت عليه  (أي التألم من أجلهم بالصلاة والأصوام الشديدة) أي التألم من فقدان الأعزاء والحزن عليهم لغيابهم عنّا ... وهنا يفترض ان نقول ( الحزن للفراق والفرح باللقاء ) ما نستنتجه من فكر الرب يسوع المسيح ان الحزن يتبع مملكة الأرض واصحابها في فقدان الأعزاء والفرح في مملكة السماء لاستقبال المدعوين الأبناء للقاء العريس .. يقول الرب : مملكتي ليست من هذا العالم ... فمن أراد ان يكون في مملكة الرب يجب ان يستحقها ولا يستحقها إلاً من سار على طريق القداسة ليحصل على الكمال ( كونوا قديسين وكاملين كما اباكم الذي في السماوات قدوس وكامل ) وهذه الكلمات لا تنطبق على مملكة السماء بل هي مفتاح تلك المملكة فهل يجوز للراسب في امتحان القداسة ان يصل للكمال وهل هناك واسطة لكي يلغي الله عدالته في سبيل أياً كان ... ( وتصوّر انك مدرس في فصل دراسي تقرر فيه من يعبر للمرحلة القادمة ومن يرسب فهل تستطيع ان تقرر ان جميع طلبتك سيجتازون المرحلة ومنهم الراسبون .. إذاً ما قيمة تدريسك وما دوافع المجتهدين والذين يسهرون من اجل النجاح عندما يتساوى المجتهد مع الكسلان وهل تستطيع ان تعبّر كسلاناً إلى مرحلة أخرى بمجرد رغبة اهله برشوتك وهل ستقبل بتلك الرشاوى ) اذا كنت انت الإنسان لا تقبل ذلك فكيف تستطيع ان تقبله على الله ... بهذا الكلام نحن نستخف بعقيدة الدينونة فان كان هناك مطهر فما قيمة للدينونة .
4 ) اقتباس : (من تصريح القديس بولس نفسه إذ صلى لأجل انيسيفورس بعد موته بقوله: (ليعطيه الرب أن يجد رحمة من الرب في ذلك اليوم يوم الدين) [٢تي ١: ١٨] .
وهنا بولس يستجدي الرب ليعطيه أي يتفضّل عليه بالرحمة ولا يفرض عليه ان يتخلّى عن مبادئه كما فرض احد الباحثين في اللاهوت المسيحي بعقيدة ( المطهر ) ليغيّر فيها مبدئية الله في تغيير كفتي ميزان ( العدالة والرحمة )
5 ) اقتباس : وهذا أقطع دليل على جواز الصلاة على أنفس الراقدين وطلب الرحمة لهم من الله وكما طلب بولس الرحمة للميت ولأهله الأحياء لذلك جاز للكنيسة أن تصلي عن الراقدين كما تصلي عن الأحياء.
وهنا لابد ان نشير إلى جواز الصلاة والصوم " الحزن " على أعزاءنا الذين فارقونا إلى الأبد وان نعمل لهم ما يعبّر عن محبتنا في ( احياء ذكراهم عن طريق الصوم والصلاة والتكريم باستذكارهم بتقديم الصدقات للأيتام والمساكين وان نصلي لهم بالغفران والرحمة وهذه كلّها طقوس تريحنا نحن الأحياء بالجسد ) وسنبقى نحبهم ونستذكرهم بغض النظر إلى اين يمكن ان يكون مصيرهم فنحن نجهل ذلك . لكن هل نفرض نحن واقع دينونتهم وهنا نقول هذا ليس من اختصاصنا ولا من شأننا فمصيرهم يحدده الله في يوم الدينونة ( ملكوت السماء او مملكة الجحيم ) وهذا يعتمد على أعمالهم ونواياهم وكنوزهم التي اكتنزوها في الملكوت ( وسينقطع ذكرهم بتقادم الزمن فمن منّا ذكر جدّه الثاني او كانت له علاقة متميّزة به ) .. وان صلّينا على آبائنا فأحفادنا لن يصلّوا عليهم ولن يذكروهم  هكذا هي الحياة ... في مقولة لعلي بن ابي طالب مقتبسة من الرب يسوع المسيح وقد قدمت فيها محاضرة يقول : اعمل لدنياك كأنك تعيش ابداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً .. أي ( ادم علاقتك مع اخيك الآخر فهنا تبني ملكوتك الأرضي وأدم علاقتك مع الله لتهيأ نفسك لملكوته السماوي ) وهذه تتبع ( احبب الله من كل قلبك وكيانك وجوهرك واحبب اخاك كما نفسك ) انهما عالمين منفصلين عن بعضهما الآخر تماماً فلا قرابات وصلات دم ولا صداقات ولا ذكريات على الرغم من ان عالم  الله مفتاحه عالمك الفاضل النظيف الشفاف الخالي من ( الفساد ) ... ولكي تستحق ان تدخل إلى الجامعة المتميّزة يجب ان تتميّز بدرجاتك العالية فالتخرج وحده لا يؤهلك لاختيار الأفضل ولا الوساطات ستشفع لك ولا الصلوات ولا الرشاوي هذا في عالمنا الجسدي ... فما بالنا ونحن في محضر الرب الإله .
هذه هي مشكلتنا ان نحكّم عواطفنا ونجعلها ميزان ينوب عن ميزان الله وبهذا نكون قد تجاوزنا حدود الله ومشيئته .
الرب يبارك حياتكم جميعاً واهل بيتكم
اخوكم  الخادم  حسام سامي  23/ 4 / 2020

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ الفاضل حسام سامي المحترم
تحية طيبة
 شكرا على مداخلتك الثانية وخذ وقتك الكامل بما يتطلبه العرض، لقد سبق إقتباسك الأ ول من ( أ وب) في مقالتي والى نهايته ايضا مما إخترته من العهد ين ، فقرة ( مارست الكنيسة الصلاة من أجل المؤمنين الراقدين منذ نشأتها في العصر الرسولي، وفقاً للتعاليم الكتابية التي نختار منها بأختصار:....) في كل ماتقدم في المقالة الربط هو مع الصلاة على الميت ولم أذكر ( رحمة ) ولا ( عقيدة مطهر) ، لكن لابأس ، قدمت التفسير والتمتين لتقوية الحجة، هذا بحد ذاته توسيع لرأيك الأول بعدم جدوى ( عقيدة المطهر) هذا أشرت اليه في ردي الأ ول عليك، ومن ثمرة نقاشنا، إقترحت عليك أن تناقش الموضوع مع صائن التعليم الكاثوليكي الأعلى رتبة لدرس ومراجعة ( عقيدة المطهر ) . أعتقد أنك كاثوليكي. لاأعتقد بأن هناك وصية في الكتاب المقدس، بعدم طلب الرحمة، وفي عبارة رحمه الله ترد هذه الكلمة، أما بالنسبة للعواطف فليست للوزن في كفة لتعادل ماتفضلت به في الكفة الثانية والا لقرأنا في الكتاب المقدس ماهو مناسب وحسب ما تمليه التعاليم قبل الدفن و حبسنا دموعنا ومنعنا أنفسنا عن البكاء، المعذرة ليس الناس كلهم مفسرون ولاهوتيون في تلك اللحظات لكي لايترحمون، طلب الرحمة برجاء، ليس هناك نص كتابي يحضره. عندما يموت الأنسان يكون حزن. أتفق معك، لكن للعواطف والمشاعر والتذكر والأحساس بالفقدان ، إعتبار. راجع ثانية النقطتين (أ وب) هل تجد كلمة رحمة؟ نحن لا نحكّم عواطفنا ونجعلها ميزان ينوب عن ميزان الله وانت تعتبرها مشكلتنا! انت تعتبرنا غير مسيحيين لو اعتقدت ذلك!
 عقيدة المطهر ليست توكيد بأن المرحوم سينال المغفرة بل فيها رجاء وفرصة، ولا يجوز أعتبارها واسطة أو رشوى او الى مايشبهه مما تفضلت به . ولم توضع لتصبح هناك عملية ( فالتون ) كما تفضل جنابك، والا بَطُلت العقيدة كلها أي ( ندنس ونتدنس بما نشاء لأن المطهر بالأنتظار) ولم أقل ان هناك تأكيد بل قُلتُ هناك فُرصة. انت تعادل عقيدة المطهر بصكوك الغفران إذاً والأختلاف بينهما جلي للعارفين.. لاداعي لشرح ما يُطلب من المسيحي او ما يجب سلكه ليتقدس. فالبعض يعرفه. اما من لايعرفه فله فرصة من عدمها لكي يعرفه اما إذا بقي على المعمودية فقط فنعذره لأنه لايعرفه وإذا كان خاطئا فميزان الله موجود، فنترحم عليه. عقيدة المطهر هي أجتهاد . ولست ضد أن تكون غير موافق على تضمينها في التعاليم الكاثوليكية، هذا رأيك وأحترمه وهنا من الأفضل أن تتصرفوا وفق التعاليم وتفسيرات الكنيسة التي انتم رعاياها للكتاب المقدس وليس تفسيرات أخرى تُبطل ماورد في العقيدة، فمن أدخل هذه العقيدة وأجازها هو رأس الكنيسة الكاثوليكية ومنطقيا بررها وفق ماجاء في الكتاب المقدس، أما إذا أثبت لنا بأنها من خارج ذلك ووضعت لغاية غير ماهو مذكور في التعليم الكاثوليكي، فيجب إعادة النظر بها. لكنها في كل الأحوال ليست عقيدة شيطانية كما قال من ذكرت اسمه في ردي الأ ول عليك.
 أخي العزيز، أتمنى الأجابة على سؤال أول سألتك إياه، بالأضافة الى ما ستتناوله عن ( الرجاء) و (آيديولوجيا الله).
 فرحت بمداخلتك أخي حسام، ماتقدم هو رأيي وأحترم جهدك وما تفضلت بخدمتنا به فانت خدمت الكلمة الأسمى. شكرا على الأهتمام والتواصل. ارجو حصر تعليقك القادم بما ذكرناه. لكي لانطيل على أنفسنا وعلى القراء، فنحن بحاجة للوقت لكتابة مواضيع جديدة أيضا، أقول هذا وارجو ان تتفهمه. مع الشكر والتقدير.
 بولص آدم
 

متصل Husam Sami

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1077
  • الجنس: ذكر
  • ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ الفاضل الأستاذ بولص آدم المحترم ..
تحية مسيحية ..
بالتأكيد في هذه المداخلة سننهي العرض للتفرغ لمواضيع جديدة ..
1 ) تداخلنا في موضوع المطهر لأنها ذكرت في موضوعك وكان التداخل من اجل توضيح تلك العقيدة .
2 ) الظاهر هناك عدم وضوح وخلط في معرفة عقيدة المطهر فقد يفهمها البعض على انها ( رجاء ، امل ، فرصة أخرى ) للخلاص ولو كان ذلك بعد انتهاء الحياة ( وهذا خطأ ) وعدم فهم لما جائت به تلك العقيدة ... فعقيدة المطهر هي : ان في الصلوات التي تقدمها المؤسسة الكنسية لطلب الرحمة من اجل غفران الخطايا ( الخطايا التي يرحل بها المتنيّح ) والصيام ودفع ما يستوجب لذلك للمؤسسة الكنسية والكهنة تضع الله امام الأمر الواقع فينزل لهذه الممارسات ويعفوا عن الخطأة وهذا يعني ان ( الكاثوليكي ) حتماً سيكون نصيبه ملكوت السماوات ولن يرى الجحيم حتى وان عمل جميع القباحات ( استناداً إلى النص ما تحلونه على الأرض يحل بالسماء وما تربطونه يربط ... ) ( بالمناسبة فقد تأملنا في هذا النص الخطير وبيّنا ما قصده الرب يسوع المسيح منه وكيف فسرته المؤسسة ) ( هذه هي خلاصة عقيدة المطهر ) ... الآن يفترض العودة لكل ما ذكرته في مداخلاتي السابقة وقراءتها مجدداً حسب المستجدات الآن . وهذه العقيدة هي استكمال لعقيدة ( صكوك الغفران ) وهاتين العقيدتين حصرياً موجودتان في ( الأيديولوجية الكاثوليكية ) . والسؤال هنا ان كانت هذه العقيدة صحيحة لماذا لم تقرها بقية المؤسسات الكنسية المسيحية ... ؟
نذكر لكم قصة من الموروث الأسلامي في الصحيحين ( مسلم والبخاري ) (( جاء شخص اسمه أبو الدردار لرسول الله يسأله : هل المسلم يدخل الجنة مع كل السيئات التي يعملها اجابه الرسول : نعم ، قال أبو الدردار حتى وان سرق اجابه : حتى وان سرق ، قال : حتى وان كذب اجابه : حتى وان كذب ، قال : حتى وان زنا اجابه : حتى وان زنا " وعلى رغم انف أبو الدردار " )) . وهنا نعلّق : ( يعني صارت خانجغان ... ارجوا ان تمررها لي .. على الرغم من ان " خان جغان " كلمة طبيعية تركية ) .
3 ) أيديولوجية الله او أيديولوجية الرب يسوع المسيح نعني بها : المنظور الفكري أي النظرية الفكرية ( المفاهيم الفكرية ) نعم تعودنا على استخدام هذا المصطلح في السياسة على الرغم من انه مصطلح عام يشمل العلوم ( العلمية الفكرية الطبيعية السياسية ... الخ ) .. ونحن على يقين من انكم تعرفون ذلك لأنها تدخل في اختصاصكم كما هي تدخل في اختصاصنا .
4 ) الرجاء : مختصر تعريف الرجاء هو ( الأيقان بما لا يرى ) أي التصديق على أساس الإيمان واعظم شاهد لهذه الكلمة هو في لقاء الرب بتوما الذي شكك بقيامته ( يوحنا 20 : 29 .. فقال له يسوع : آمنت يا توما ، لأنك رأيتني . هنيئاً لمن آمن وما رأى ) . وهنا نقول ( ان لنا رجاء بالخلاص وبلوغ الملكوت لأننا نؤمن بالرب يسوع المسيح وما جاء به ونحن لم نرى ذاك الملكوت ) .
5 ) نعم اخي في المسيح يسوع انا ( كاثوليكي أباً عن جد من ناحية الوالدين ولعائلتي من الأب والأم روابط  وثيقة وتاريخية مع المؤسسة الكنسية الكاثوليكية الكلدانية فعن طريق الأب الموصليّ الأصل فاسم عائلتي " بزوعي " ولنا في بطاركة الكلدان بطريرك ، وعن طريق والدتي الألقوشية الأصل فلنا ايضاً بطاركة من عائلة " أودو " وآخرهم البطريرك المتنيّح مثلث الرحمات " شيخو " ) .
6 ) واخيراً ارجوا ان تعذرني على استخدام مفردة ( الفلتان ) على الرغم من انها ليست مخدّشة للقراءة والسمع لأنها كثيرة الاستعمال في مجتمعنا وهي تعني ( الانفلات ) ( عدم الألتزام بالمعايير " الأخلاقية الاجتماعية ... الخ " )
ارجوا ان أكون قد وضّحت ما ساء فهمه وكثر الجدال فيه . رجاؤنا ( املنا ) ان نكون قد وفينا ما علينا ... اسعدتنا محاورتكم ، لقد اغتنينا كثيراً منها وتعلّمنا ما كان ينقصنا ... ولا يزال ينقصنا الكثير ولا زلنا على طريق التعلّم ... تحياتي الرب يبارك حياتكم جميعاً واهل بيتكم
اخوكم في المسيح يسوع   الخادم  حسام سامي  24 / 4 / 2020

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ حسام سامي المحترم
 تحية طيبة
 اشكرك أولا على هذا النقاش المثمر وهذه أول مرة دون أن أجاملك وأجامل نفسي. توفرت هنا فرصة دون عقبات جانبية في طريق عدم رفض منهجك في اللآهوت، فقد صادفتك كثيرا مشكلة عدم فهمهم لك، فالطرف الذي لم يناقشك بل جادلك بالجدل المرائي وآخر ناقشك ولم تتوصلا الى نتيجة، أيضا نعرف أسبابه، جنابك لا يستخدم مامتعود عليه في التفسير الكلاسيكي، بل يتوفر لديك فهم حداثي في التعامل مع اللآهوت وتلك نقطة مهمة، أحييك عليها، لك وجهة نظرك بخصوص (آيديولوجيا الله) ويقال في الكنائس الحرة ( فكر الله ) ايضا وهو مفهوم منفصل عن المفهوم الذي سبقه، تعريفك للآيديولوجيا هو تعريف الموسوعة وأنا أتفق معه ، غير أن ( آيديولوجيا الله ) أتحفظ على تداوله في تفسير الآ يات ويمكنك وأنا وأثق من موهبتك الروحية واللغوية أن تبتكر لنفسك مفهوماً يؤدي نفس الوظيفة وليس في تركيبته صبغة حزبية. أما بالنسبة لصكوك الغفران ففيه ملموس مادي (عملة نقدية) في عملية بيع وشراء وشراء الأ يمان بحد ذاته بهذه الطريقة الأرضية ( سلعة، عرض، طلب) هو خطأ وخطيئة. هذا له علاقة مع عقيدة المطهر علاقة القدم ويشتركان في ( التوسط ) ويختلفان قطعيا من جهة أن عقيدة المطهر ليست بيع وشراء، فالشاري ميت ولاعلاقته له منطقيا بعقيدة المطهر. وهو جانب أتفق معك به. لو نظرنا اليها من خارج التعليم الكاثوليكي، بعدم ضرورتها أصلا! يبقى أنه فاتك لضرورات حرصك على إختصار ردك الثالث، الرد على سؤالي حول أزدراء الموتى ووصفهم بالأشرار مع أننا لانعرفهم، بيد أنني على يقين بأنك تستغربه. أشكرك ايضا على الحديث عن ( الرجاء ) والتركيز عليه في ردك هذا، لأننا أكدنا عليه وكان شرحك ضروريا. شكرا لك على النقاش الهادف والممتع عقليا يا ابن مدينتي ، مع الشكر والتقدير.
 بولص آدم