المحرر موضوع: مسيحيو الشرق الأوسط: صلينا حتى يخلصنا الرب من وباء كورونا  (زيارة 387 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

مسيحيو الشرق الأوسط: صلينا حتى يخلصنا الرب من وباء كورونا



كورونا
عنكاوا دوت كوم/الدستور/آية حسني

"نصلى من أجل البشرية" دعوات تضمنتها صلوات مسيحيي الشرق الأوسط خلال إحياء "سبت النور" القادم في عتمة كارثة تهز العالم، صلوات صادقة حرمت الكنيسة من أصواتها، صلوات لعلها تصبح منجية من عتمة الوباء بـ"نور" السبت المقدس.

"السبت المقدس" أو سبت النور، ذلك اليوم الذي ينتظره المسيحيون كل عام، لمتابعة طقوس النور المقدس المندلع من كنيسة القيامة، حيث يبدأ الاحتفال بعيد القيامة بصلاة تسبحة العيد عصر السبت ثم باكر عيد القيامة مع حلول الظلام وأخيرًا قداس عيد القيامة مع انتصاف الليل وتختم مع الساعات الأولى من يوم أحد القيامة.

ولكن مع تلك الأيام الحزينة والتي تشبه في لونها أحد أسماء ثاني يوم من الجمعة العظيمة، وهو "السبت الأسود" اختلفت طقوس مسيحيي الشرق الأوسط بسبب الإجراءات الاحترازية المتخذة ببلدانهم للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، والذي كان سببًا في جعله عيدًا حزينًا في قلوب أهل المسيح.

لبنان.. الحج محرم علينا قبل "كورونا"
قال اللبناني جو طويلي، إن طائفته المسيحية "المشرقيين" في لبنان محرم عليهم بسبب الأوضاع السياسية، الحج في الأراضي المقدسة من هون، مردفًا: "هذا الواقع محزن علينا إننا محرومون من زيارة درب المسيح كل السنوات السابقة، لذا كنا نتابع فيض النور المقدس والاحتفالات بعيد القيامة عبر شاشات التليفزيون، ولكن هذا العام أصبحت الغصة أكبر".

وأوضح طويلي، في تصريحات لـ"الدستور"، أن الغصة الأكبر هذا العام تنطلق من كون المكان الذي يعج خلال النهار العظيم بالحجاج القادمين من كل أرجاء العالم، أصبح خاويًا منهم.

وحول طقوس المسحيين في لبنان لإحياء أسبوع الآلام، قال: "المراجع الدينية العالية المسيحية طلبت منا متابعة كل القداديس العيد وقداديس أسبوع الآلام من المنزل، عبر شاشات التليفزيون، أو عبر نقل مباشر من داخل الكنيسة على مواقع التواصل الاجتماعي، كل المؤمنين لبوا نداء الكنيسة بالرغم من صعوبته".

وأضاف: "نكهة الأعياد هذه السنة أكيد كانت مختلفة، لأننا لم نقدر على ممارسة الشعائر الدينية بشكل طبيعي"، لافتًا إلى أن الوباء ساهم بمنع تجمعات المؤمنين بالكنيسة حرصًا على سلامتهم، ولكن لم يمنعهم من الاحتفال بجوهر العيد والاحتفال بقيامة المسيح، متابعًا: "صلينا من بيوتنا حتى الله يخلصنا من الوباء ويرجع العالم على طريق البر والسلام".

سوريا وطن المحبة والتسامح والتآلف
تقول عتاب نزيه السعد، مسيحية من دمشق: "تهيّأ المسيحيون في بلادي لاستقبال عيد الفصح مدة خمسين يومًا بالصلاة والصوم، وحين أتى زمن الشعانين، وزمن استذكار آلام السيد المسيح، وإقامة الصلوات احتفالًا بقيامته المجيدة، خلَت الكنائس من المؤمنين والأطفال، وصلّى الناس جميعًا في بيوتهم، والغصّة في القلوب"، لافتة إلى أن الوباء منع المسيحيين من الحصول على المناولة الفصحية، والهتاف معًا بصوتٍ واحد (المسيح قام حقًا قام) في صلاة جماعية.

وأضافت عتاب في حديثها لـ"الدستور": "لكنّ الرجاء والإيمان باقٍ رغم هذه الأيّام الصعبة التي نحياها في قلقٍ وخوفٍ من وباء الكورونا، هذا الوباء الذي يجتاح دول العالم وينشر الموت ويروّع الناس ويشعرهم بالحيرة والتوتر ويصارعهم في كل مكان".

وحول الطقوس التي شاهدتها دمشق احتفالًا بهذه الأيام، قالت: "في هذا اليوم "سبت النور" الذي يأتي بعد الجمعة العظيمة، فاض نور القيامة وقَرعت الكنائس أجراس الفرح وكلّنا أمل بالخلاص من الأوبئة والأمراض، وكلّنا رجاء بالخلاص من الحرب والشرور؛ ليكون العالم أكثر إنسانيّة، لتعمّ الرحمة والمحبة، ويتحقق العدل، وتتقارب المساواة بين الناس، فيشعّ نور الفرح والسلام".

وطالبت من المسيحيين في جميع أرجاء العالم، أن يحتفلوا بالعيد ببيوتهم، من خلال إنارة القلوب بنور "الخلاص"، على حد قولها.

وتابعت: "في هذه الأيّام نصلّي من أجل الآخرين، نصلّي من أجل ألّا تطول جائحة كورونا، نصلّي من أجل شفاء المرضى، ورحمةً لمن رقدوا ونصلّي أيضًا من أجل الممرضين والأطباء والعلماء والمسئولين ليوفقهم الله، ونتغلّب على الوباء بقلب واحد وعزيمة مشتركة، فالمحبة تجعلنا أقوياء".

فلسطين
من جانبه عبر فؤاد خضر، من رام الله، عن شعوره بالأسى والأسف، بأن تكون كنيسة القيامة لأول مرة خالية من الحجاج القادمين من كل العالم، مضيفًا: "أشعر بالحزن الشديد، تلك هي المرة الأولى في حياتي التي لا أشارك فيها في مسيرات أو احتفالات خاصة، على عكس كل سنوات عمري الماضية، إنه أمر غريب وحزين للغاية".

وأضاف "خضر"، في حديثه لـ"الدستور": "الجميع يحتفل في المنازل، وعلمنا أن النور المقدس سيأتي به بعض الأشخاص من كنسية القيامة إلى كنائس رام الله، ولكن مهما حاول البعض تذليل العقبات إلا أن الأمر لا يزال صعب الاستيعاب علينا، فمنذ طفولتنا لم نفوت عامًا واحدًا دون عادتنا وتقاليدنا".
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية