المحرر موضوع: الزواج عند الآشَوريين القدماء.... كتابة :فهد عنتر الدوخي  (زيارة 2010 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فهد عنتر الدوخي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 750
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الزواج عند الآشوريين القدماء...
نستطيع أن نحدد فترة انتعاش الدولة الآشورية بثلاثة آلاف عام قبل ميلاد سيدنا المسيح عليه السلام، وقد ازدهرت حياة المواطن الآشوري وقد بانت عليه مظاهر الترف والمدنية التي عكستها على حياته، قوة سلطة الدولة، والازدهار الاقتصادي المتين، و ضخامة المؤسسة العسكرية التي كانت أولى مهامها القتال والدفاع عن الدولة في الحروب والمنازعات، والتي كانت حدودها تمتد إلى آلاف الأميال شرقا وغربا، وعندما يستتب الأمن تقوم هذه المؤسسة بأعمال مدنية، كصناعة العربات، وشق الأنهر والجدول واستصلاح الأراضي والقيام بصناعات يدوية استهلاكية تخص حاجة المواطن، وحتى لانبتعد عن الموضوع الرئيس وهو تقاليد الزواج لدى أجدادنا الكرام، فهي لاتختلف عن عادات وتقاليدنا هذا اليوم، لكون المرأة ظلت مهابة، عفيفة، ينظر لها نظرة الفخر والاعتزاز، ويشمخ أهلها بها عندما تبدع في فن النسيج وترتيب أوضاع المنزل مع والدتها، فهي محكومة باعراف حضارية وأخلاقيات اجتماعية ولديها هامش من التحرر في مشاركة الرجل في الحياة الاجتماعية والسياسية، ولم يؤشر التاريخ أية شبهات اجتماعية تخص علاقتها بأخيها الرجل في العمل، بل كانت مصانة وقورة، والقوانين الآشورية قد قدست حياة المرأة، واعطتها استحقاقها وتضمنت حياتها وعلاقتها بالمجتمع، وتمضي أعراف الزواج بعد التعرف على المرأة عن كثب، تجري العادة أن يستعين بكبار القوم، كالمقربين من الآلهة، أو رجال الحكم المحليين، لغرض إعطاء أهمية للخطيبة، و يفخر بها أهلها ولضمان مصداقية الرجل لها، وبعد الموافقة يقدم المهر، على شكل قطع من الفضة مصاغة بشكل جميل، أو مسكوكات نقدية (1)...وهذه تقتصر على التجار والأغنياء، ومن ثم يوثق العقد وفيه التزامات الزوجين على عدم الإخلال ببيت الزوجية، ثم بعد مدة لاتتجاوز الأسابيع، تجري مراسيم الزواج في بيت أهل الزوج في غرفة تتبرع بها العائلة، ولكن المجتمع الآشوري منظم من ناحية تحديد النسل وشكل الأسرة تلافيا للصعاب التي قد تواجه العائلة، كذلك تقوم عائلة العروس بمساعدة إبنتهم، بماتيسر للعائلة من مستلزمات العيش، كالصوف، أو القطن، أو  جزء من الفراش التي تستعمله العائلة الآشورية، أو جلود المواشي كالغزال، و الماعز والأغنام، أو الدهن الحر، زيت الزيتون، التمر، ثم تجري مراسيم الزواج كالعادة التي درجت عليها الأمم الأخرى، بحضور أهل العريسين، والأقارب والأصدقاء من طرفيهما، وكانت هنالك حرمة، وأستار، تعزل بيت الزوجية عن الاهل وعامة الناس اكراما لعفاف المرأة وصيانة للتقاليد والقيم الآشورية الحضارية التي وقرت المرأة وقدست دورها التربوي والأسري.
فهد عنتر الدوخي
19/4/2020