المحرر موضوع: في يوم اللغة الأم .. لغتنا الاشورية .. هوية وأنتماء وأصرار على الوجود . السيرة الذاتية والأدبية والتعليمية للمعلم الكبير رابي يوارش هيدو .  (زيارة 1642 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Edison Haidow

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 651
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ܝܲܘܡܵܐ ܕܠܸܫܵܢܵܐ ܝܸܡܵܝܵܐ  

كتابة / أديسون هيدو

يحتفل الاشوريون في دول العالم يوم غد الحادي والعشرين من نيسان 2020 بيوم اللغة الأم , في تقليد وأحتفال يقام كل عام في مثل هذا اليوم , بعد أن اطلق رابي ميخايل ممو الشخصية الاشورية الأكاديمية المعروفة ومن منطلق حرصه على أحياء اللغة الاشورية وتطويرها  مبادرته ومشروعه الثقافي في تخصيص يوما للغتنا الأم , فتم الأتفاق عام 2008 وبدعم واسناد وإقرار المجلس القومي الآشوري بمدينة شيكاغو في ولاية أيلينوي الأمريكية ليكون ( يوم 21 نيسان من كل عام ) يوم اللغة الآشورية رسميا . وأتخذ مكانته في التقويم الآشوري السنوي وشاع الإحتفال به في عدد من الدول ألتي يقيم فيها اعدادا كبيرة من شعبنا الاشوري مثل مدينة كراسنادار في روسيا ، وكذلك في أرمينيا وفي جورجيا ، وكلية اللغة الاشورية في سدني , ومدرسة مار كوركيس في مدينة ملبورن الإسترالية, اضافة الى المجلس القومي الآشوري في مدينة شيكاغو / ولاية أيلينوي الأميركية الذي يقوم كل عام بتكريم مجموعة من الأدباء والكتاب ومختصي اللغة الاشورية .

واللغة كما هو معروف هي مرآة المجتمع والاداة الأقوى التي تحافظ على حماية وتطوير التراث والأرث الحضاري القومي لأي شعب , ونحن كأشوريين نعيش حالة التبعثر والأنقسام , ونقيم في دول المهاجر وألشتات , فأننا بتنا نتخلى شيئا فشيئاَ عن لغتنا الأم الاشورية أو السريانية ألتي كانت يوماَ ما لغة بلاد مابين النهرين وأمتداداتها , أرتقت بها الأقوام التي استوطنتها قمة الحضارة والمدنية ، فنمت لغتهم وازدهرت وصارت مرنة سلسة غنية بالألفاظ والتعابير, وظلّت أجيالاً عديدة اللغة الرسمية للدولة التي حكمت بلاد الشرق الأدنى ، وامتدّ سلطانها إلى مصر وآسيا الصغرى وشمال بلاد العرب والهند والصين وبلدان أخرى , وبقيت خالدة بتراثها الأدبي الثمين رغم الصعوبات التي جابهتها، وتعنت الدهر وتقلبات العصور, لذلك فان من الواجب ومن منطلق عدم وجود دولة اشورية أو مؤسسات رسمية تحافظ على لغتنا الام يجب علينا الاستمرار بتعليم اللغة الاشورية الام لأولادنا لأهميتها في بناء شخصيتهم قبل الشروع في تعلمه لغة البلد التي يعيش فيه , أو على الاقل التحدث بها في المنزل معهم لنحافظ على الشيء الوحيد الذي يحمينا من الزوال والأندثار , والذي يربطنا ببعض ويربط ماضينا مع حاضرنا ويحافظ على هويتنا ووجودنا القومي , لأنها ( كالشجرة فان رعيتها بالسقي والتقليم تتفرع أغصانها لتعطيك دوماً الثمر اليانع وجذورها مصدر قوة لإحياء ذلك العطاء ) ( وهي عماد الثقافة ، طالما شكلت ظاهرة اكتساب معرفة جديدة لبناء الشخصية المعطاءة المتسمة بروح التفاؤل في الأخذ والعطاء ) .
 
في العام الماضي وفي احتفالية يوم اللغة الأم تحدثنا وبأسهاب عن مسيرة رابي ميخايل ممو الأدبية والتعليمية ودوره الكبير في تطوير مسار تعليم اللغة الأم في المدارس السويدية الرسمية , اليوم وبهذه المناسبة العظيمة نتابع عن كثب شخصية أدبية وثقافية معروفة أخرى , ونموذجا خلاقاَ من النخبة المثقفة في شعبنا  ساهم بشكل كبير في تطوير مسار تعليم اللغة الاشورية , وكان له دور كبير في المجال الأدبي باللغتين العربية والأنكَليزية والآشورية منذ منتصف ستينيات القرن الماضي ولحد اليوم , أنه الأستاذ يوآرش هيدو احد كبار الأدباء والمفكرين والباحثين الاشوريين , الذي اتحف المكتبة الاشورية بالعديد من النتاجات الأدبية والمناهج التعليمية والكتب بلغتنا المعاصرة .
     
وللحديث عن مسيرته الأدبية وأبداعاته في حقول الأعلام والكتابة وتعليم اللغة نحتاج الى صفحات وصفحات لكي نعطي حقه بأعتباره أحد ألشخصيات  ألأكاديمية الاشورية ألمعروفة ، الذي قدم خدمات تعليمية حسنة وتوجيهات تربوية صائبة وأثبت كفاءة عالية في مجال عمله في خدمة التلاميذ وتعاونه مع زملائه في الحقل المدرسي ، اضافة لحرصه على إيجاد السبل الكفيلة لتطوير مسار تعليم اللغة الأم في مؤسسات شعبنا الاشوري الثقافية والكنسية في العراق , ومواكبة عمله وتواصله الدائم منذ أن وطأت أقدامه بلاد الهجرة في أميركا وذلك في بداية الألفية الثالثة ولحد اليوم ، حيث رافق المسيرة الأدبية في حقل الكتابة ، وأمتهن التعليم فيها . وهو من الأوائل الذين أقتحموا ميدان العمل ألأدبي والتعليمي منذ ستينات القرن الماضي من خلال المؤسسات الثقافية والحقل الأعلامي في وطننا الحبيب ( العراق ) , بمساهماته المتنوعة في مجال الصحافة العراقية والاشورية واشهرها مجلة ( ألمثقف الاثوري ) التي كانت تصدر عن النادي الثقافي الاثوري , و (سبرا سوريايا ) الأديب السرياني , و ( كنارا دروخا ) قيثارة الروح عن مطرانية كنيسة المشرق الاشورية في بغداد وغيرها من المجلات .

ولد الأديب يوارش هيدو عام 1943 في قرية عين نوني برواري بالا وفيها أكمل دراسته الأبتدائية , درس كتب المزامير على يد خال أمه القس شمعون عوديشو كاهن كنيسة مار ساوا في القرية , وحفظ العديد منها عن ظهر قلب , ومنذئذ احب اللغة الاشورية وشغف يها وسعى الى تعلمها والتعمق بها حتى أتقنها , كان مولعا بأكتساب العلم والمعرفة منذ نعومة أظفاره , حيث طالع عددا من الكتب المتيسرة وهو في الصف السادس الأبتدائي , وكان من بين تلك الكتب ( كليلة ودمنة ) للفيلسوف الهندي بيديا , وعرائس المروج لجبران خليل جبران , وكانت تلك خطوته الأولى ورحلته الطويلة في دنيا الأدب والثقافة . انهى دراسته المتوسطة في متوسطة الحبانية للبنين , ودخل الفرع الأدبي وأنهى الرابع الأعدادي في ثانوية الرمادي للبنين عام 1958 , والسنة الأخيرة أي الصف الخامس الأعدادي في الأعداية الشرقية للبنين في الموصل عام 1959 . عين معلماَ للأبتدائية في أحدى قرى برواري بالا حيث عهد اليه ندريس اللغتين العربية والأنكليزية لطلبة الصف السادس . لم يرق له التعليم الأبتدائي وكان يطمح للحصول على شهادة جامعية لكن ظروفا خاصة حالت دون ذهابه الى بغداد لدخول الجامعة فأضطر للبقاء في قريته سنة أخرى , وأنصرف للدراسة والبحث والمطالعة , وكان قد أقتنى عددا من الكتب في الفلسفة والأقتصاد والسياسة والأدب وعلم النفس والتأريخ ولا سيما تأريخ الاشورين وأكتسب معرفة واسعة . كما تفرغ لدراسة الكتب الطقسية المتداولة في كنيسة المشرق الاشورية التي يربو عددها على العشرين وجميعها مكتوبة او منظومة باللغة الاشورية الكلاسيكية ( الفصحى ) . والعديد من هذه الكتب تحوي قطعا ادبية رائعة تتميز بالفصاحة والبلاغة وقوة التعبير  والصور الشعرية الآسرة . وقد أثرت دراسته هذه الكتب الرائعة لغته السريانية أثراءَ كبيراَ , ويعتبر الأستاذ يوارش هيدو تلك السنة واحدة من أخصب سنوات عمره . عام 1965 تخرج من كلية التربية / فرع اللغات الأجنبية , وعين مدرساَ للغة الأنكليزية في ثانوية دهوك , عام 1968 اي يعد ثلاث سنوات نقل الى العاصمة بغداد وعين في ثانوية أبن حيان وبعدها الى الأعدادية الشرقية للبنين , في عام 1990 رشح للتدريس في ثانوية المتميزين حيث درس ست سنوات , واحيل بعدها في عام 1996 على التقاعد بناء على طلبه . وطوال هذه السنين لم يتوقف الأستاذ هيدو قط عن القراءة وطلب العلم والمعرفة .
   
عام 1972 وبعد صدور قرار ( منح الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية من الاشوريين والكلدان والسريان ) كما سماهم القرار بادرت نخبة من المثقفين الاشوريين الى تقديم طلب بتأسيس نادِ ثقافي , أنظم الاستاذ يوارش الى النادي وأختير عضوا في هيئة تحرير مجلة ( المثقف الأثوري ) لسان حال النادي الثقافي الصادرة باللغتين العربية والاشورية . لم يبقى في هيئة التحرير الا لفترة قصيرة لأختلافه مع رئيس التحرير فأستقال لكنه ظل يرفد المجلة بالمقالات وبمواضيع وبقصائد  مترجمة باللغتين الاشورية والعربية , بعد تأسيس مجمع اللغة السريانية عين خبيرا في لجنة القاموس والمصطلحات لمدة سنة واحدة , ثم خبيرا ( لهيئة اللغة السريانية لمجمع العلمي العراقي ) بعد ألغاء مجمع اللغة السريانية . بعدها أنظم الى الجمعية الثقافية للناطقين بالسريانية وأنتخب عضوا في هيأتها الأدارية أكثر من ثلاث سنوات كان خلالها ايضا عضوا في هيئة تحرير مجلة ( الصوت السرياني ) قالا سوريايا التي تصدرها الجمعية ونشر فيها العديد من المقالات باللغتين الاشورية والعربية . قام بتدريس اللغة الاشورية في دورة رسمية مركزة  أعدتها وزارة التربية والتعليم لأعداد معلمين ومعلمات لتدريس اللغة الاشورية تطبيقا لأحد بنود  بيان ( منح الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية ) في الوقت الذي كان عضوا  في أتحاد الأدباء العراقيين , وجمعية المترجمين العراقيين . وعضو ( أتحاد ألأدباء والكتاب الناطقين بالسريانية ) وعضوا في هيئة تحرير مجلة ( الكاتب السرياني ) , ومن ثم رئيسا للتحرير  لمدة عام . أختير نائبا لرئيس تحرير مجلة ( قيثارة الروح  ) التي اصدرتها مطرانية كنيسة المشرق الاشورية بثلاث لغات , ومديرا لأدارتها منذ صدورها عام 1998 .

بعد سقوط نظام الطاغية والتغيير الذي حصل في العراق في عام 2003  عين نائبا لرئيس ديوان أوقاف المسيحيين بدرجة مدير عام ممثلا لكنيسة المشرق الاشورية , وقد أصدر الديوان مجلة ( صدى النهرين ) كان الأستاذ يوارش عضوا في هيئة تحريرها حتى مغادرته الوطن  الى الولايات المتحدة الأميركية عام 2005 ليستقر في مدينة شيكاغو ولاية أيلينوي , حيث يدرس اللغة الاشورية للمبتدئين وغيرهم من البالغين ويكتب بأستمرار في مجلة المسيرة ( ميزلتا ) لسان حال المجلس القومي الاشوري في أيلينوي .

وكان مركز يونان هوزايا للدراسات والبحوث  قد كرم الأستاذ يوارش هيدو بدرع الأمتياز ( الذي يمنح للكفاءات العلمية والمفكرين، والباحثين، والاكاديميين الاشوريين ) في حفل تكريمي كبير  اقيم في أستراليا , وكذلك نال تكريم المجلس القومي الاشوري في أيلينوي مع مجموعة من الأدباء والكتاب والأعلاميين الاشوريين المعروفين اشاد فيها رابي ميخايل ممو في كلمته عن الاستاذ هيدو قائلا  (  ومن أولئك المعدودين الذين حرصوا على أهمية لغتنا بكتاباته القيمة رغم معاناته الدائمة في الوطن الأم وديار الهجرة نشيد بجهود الأستاذ الفاضل يوآرش هيدو ( بكالوريوس أدب انكليزي ) الذي زاملنا قبل أكثر من ثلاثة عقود في هيئة تحرير مجلة " المثقف الآثوري " الصادرة في وقتها عن أبرز نادٍ آشوري في بغداد والعراق قاطبة ? ليلتقي في شيكاغو بحكم ودافع اهتماماته الأدبية بالسيدة الأكاديمية جؤان يوسف ريحانا التي كانت هي الأخرى تلك الناشطة القومية في الهيئات الإدارية المتتالية للنادي المذكور وعلى مدى سنوات طوال. نعم ليلتقيا من خلال نشاطهما الثقافي والتعليمي في المجلس القومي الآشوري بولاية الينويس ? ويبذلا جهداً كبيراً بإقدامهما على تأليف الجزء الأول من منهج تعليمي رصين للمبتدئين بمحتوىً شامل لعملية تعليم مبادئ اللغة الآشورية والموسوم " براعم اللغة الآثورية " مع شرح وإيضاح باللغة الإنكليزية ? ليتيسر الأمر على المتعلمين المغتربين والأجيال الشبابية من فهم ومعرفة ما يهدف اليه المؤلفان . ومما زاد من موضوعية الكتاب الطريقة الإخراجية في عملية تبويب الموضوعات وطباعة الحروف الألكترونية المقروءة بوضوح إضافة للعديد من الصور التراثية التي تدع المتعلم يتأمل عطاءات أسلافه ,  لا يسعني إلا أن أثني بجهود الأستاذ يؤارش هيدو والإستاذة جؤان على العمل الطوعي الذي أقدما عليه لإتحاف مكتبة المناهج التعليمية النادرة بلغتنا المعاصرة ? آملاً منهما المزيد من النتاجات ليكونا نموذجاً ومثالاً حياً في احياء لغتنا لإستمرارية إثبات وجودنا ? وللذين يكبتون قدراتهم في دهاليز مظلمة دون أن يحركوا ساكناً  ) .
 
من أعماله المنشورة ......
ـــ ترجمة رواية ( The Rogue Registrar  ) للكاتبة الأنكليزية ( Leany Collins ) الى العربية .. بغداد /  1987
ـــ ( كتاب ورود المروج ) باللغة الاشورية .. بغداد / 1988 وقد استخدم الاستاذ يوارش هيدو في كتابه هذا لغة رفيعة في غاية الفصاحة تخلو من الكلمات الدخيلة وقد حاول العديد من الكتاب الاشوريين بعد قرائتهم للكتاب ان يحذوا حذوه في كتاباتهم لتنقية اللغة الكتابية المعاصرة من كل ماهو دخيل غير مستحب .
ـــ ترجمة كتاب ( النبي ) لجبران خليل جبران الى الاشورية ... بغداد 1998 .
كتاب الأشعة / مجموعة مقالات مختارة باللغة الاشورية ... بغداد 2000
كتاب براعم اللغة الاشورية لأشتراك مع الاستاذة جوان يوسف .. شيكاغو / 2009 .
ـــ ترجمة رواية بابنا الموصد ( هاو ترعان خليقا ) للأديب الراحل ميشايل لازار الى الأنكليزية .. شيكاغو عام 2009 .
ـــ كتاب قواعد اللغة الاشورية مع الاستاذة جوان يوسف .. شيكاغو / 2014 .
لمحات من تأريخ الاشوريين .. بغداد / 2016 .


غير متصل دانيال سليفو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 117
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
عزيزي رابي أديسون هيدو المحترم
حسناً فعلت بإحياء يوم لغة الام بهذا المقال, وتحية وتقدير لكل العاملين في حقل لعتنا العريقة.ومن المؤكد ان لعتنا ستظل حية الى الأبد.