المحرر موضوع: مادلين وهاويل البوتاني شهادة حية على الابادة الجماعية ( سفر بلك )  (زيارة 2388 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سيزار ميخا هرمز

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1071
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
مادلين وهاويل البوتاني شهادة حية على الابادة الجماعية ( سفر بلك )

131 صوت مقابل 130 صوت وامتناع 88 صوتا هذه هي الحصيلة النهائية للبرلمان السويدي حول قانون الاعتراف بالابادة الجماعية التي طالت شعبنا من الكلدان والسريان والاشوريين والارمن كان ذلك يوم 11 / 03 / 2010 ... أتذكر جيدأ هذا اليوم وأنا متسمرا أمام شاشة التلفزيون مشدود الاعصاب وعندما مرر القانون لما أستطع  حبس الدموع وقلت مع نفسي أستريحوا بسلام يا جدي ويا جدتي ..
منذ أن كنت صغيرأ وتربيت على سماع قصص المأسي والمعاناة التي عاشها أجدادي ( مادلين وهاويل البوتاني ) وهم يحدوثنا عن المعاناة التي عاشها والديهم في سنة السفر بلك ( فرمان ) والهجرة من أرضهم ومسقط رئسهم جزيرة بوتان وكيف وصلوا الى بندوايا – القوش

وهنا أود أن اسلط الضوء على بعض الخطوط العريضة لهذه الشهادة الحية

ان المرحومة جدتي ( والدة والدتي ) مادلين شمعون البوتاني مع زوجها جدي ( والد امي ) المرحوم هاويل اسحق البوتاني حدثوني اكثر من مرة عن الاضطهاد الذي عاشوه . لقبهم بوتاني نسبة لمسقط راسهم وولادتهم ( جزيرة بوتان ) الواقعة في تركيا وهي تتكون من عدة قرى . في سنة السفر بلك 1915 اضطر والديهم لكي يتركوا ارضهم وبيوتهم او يكون مصيرهم السيف . فبدءت قوافل م  منهم بالرحيل نحو الامان في عدة أتجاهات منها ( روسيا – أيران – العراق ) مسيرة طويلة مشيآ على الاقدام حتى وصلوا الى جسر مندان ( كمب مندان – قرب بعقوبة / ديالى )  . وتروي جدتي ( مادلين ) حسب حماتها ( حسينة عيسى ) وكانت تعرف خلتو حزنيه نسبة الى الظلم والجور التي طالها  انها كانت متزوجة وقتل زوجها وكان لديها أبنتان ( كريمة وهيلانة ) وأبن أسمه يوسف الجندرمة أصابوا يوسف بطلق ناري وجرح وكان يبكي من الالم والعطش وكانت تظطر للذهاب الى النهر لتبليل ملابسها وتروي بها يوسف العطشان وكان الجندرمة يمنعونها من ذلك واصيب هي أيضأ ونتيجة للبكاء الشديد ليوسف كانت تضع الدم التي تنزف منه في فم يوسف ولكن بدون أي نتيجة فكان الجندرمة قساة القلب لا رحمة ولا رأفة الى أن توفى يوسف ودفنته تحت شجرة واستمرت قافلة الهجرة بالمسير وكانت القوافل تسير على  نحو الرجال على جانب والنساء في جانب أخر واثناء المسير كانوا ياخذوا الرجال ويقتلوهم والنساء تتعرض للضرب واصيب خلتو حزنية بطلق ناري وسقطت على الارض ووقع عليها بعض النساء قتلى وكان الجندرمة يقوموا بفحص من له نفس فيجهزوا عليه بطلقات أخرى نجت جدتي والمسيرة طويلة كان بعض الجندرمة يبيعوا عليهم الماء فأشرت بعض الماء بقيمة ( مجيدي ) ( يبدوا أنها أسم العملة في ذاك الوقت ) وعندما علم احد الجندرمة بأن لهذه المرأة  المال قام بضربها بحجر على رئسها وسرق المال فأغمي عليها وبعد فترة من الوقت وبعد عودتها للوعي بدأت بالبحث عن أبنتها ويبدو أن الجندرمة قاموا بخطفهم .. تقول أن في القافلة كان هناك سبعة راهبات أريد قتلهم .. وصلت القافلة الى أحد القرى الكردية واريد قتل النساء الأ أن مختار القرية وأسمه ( حمى ) قال أن كل عائلة تأخذ أمرأة وتعمل عندهم كخادمة وكانت هناك محاولات ودعوة لهم لكي يحولوا أيمانهم الى الأسلام .. في أبرشية الموصل كان هناك مطران عمانوئيل الذي كان يرسل الأشخاص لكي يدفعوا الفدية ويجلبوا النساء الى مطرانية الموصل ليبقوا هناك .. الرجال من أبناء شعبنا والذين كان له رغبة بالزواج كانوا ياتون الى المطرانية ويختاروا لهم عروسأ ويتم الزواج وهكذا تزوجت حزنية من احد الرجال البوتانيين وذهبوا الى كمب مندان – جسر مندان قرب بعقوبة بقوا هناك فترة وبعدها هاجروا الى تلكيف – القوش – بندوايا وخلال سنوات أيضأ تعرضوا الى اكثر من مرة للهجرة بين بندوايا والقوش لاسباب حرق القرية من قبل الحكومات والحركة الكردية . في بغداد أتذكر أن أحد خالاتي عليها ان تستخرج شهادة الجنسية العراقية فذهبت معها والدتي (ككفيلة ) لانها تملك الجنسية العراقية وعند مكتب مدير الجنسية رمق والدتي بنظرة قال لها ( وي وي ) على اساس اجيتي كفيلة لاختج .دروحي اخذي صور على السريع نسويلج شهادة جنسية عراقية لانه انت تبعية عثمانية . فاخذت والدتي صور شمسية واستخرجوا لها شهادة جنسية عراقية جديدة وبعدها اصدروا لاختها شهادة جنسية ..

مئة سنة والتأريخ يعيد نفسه
مادلين شمعون البوتاني  1928 – 2016


أخر مرة التقيت بجدتي مادلين كانت سنة 2013 في القوش لأشارك في حفل زواج أخي  وكانت نفسها التي لم تتغير ,, بيدها الكتاب المقدس الذي لم يفارقها وتسأل عنا جميعا وتطلب لنا الخير ,, وتتسأل حول نفس الاسئلة التي كانت غالبأ تدور في ذهنها عنما حل ببلدنا وبنا ,, فأصبحنا مشتتين في أصقاع المعمورة ,, جدتي كانت ترفض كل طلبات الهجرة او السفر ,, وكانت تفضل البقاء في البلدة التي احتضنتها فديمومة أنفاسها كانت مرتبطة بجدران بيتها في القوش ما أن أبتعدت عنه حتى بدات حالتها بالتدهور ,, ان أرادة الله على المرحومة جدتي كانت نفس تلك الارادة التي لحقت بوالديها واجدادها عندما تركوا جزيرة بوتان في تركيا ,,, فالذي قتل وظلم أهلها وطالبهم بتغير أيمانهم ها هم اليوم على أبواب قريتها والسيوف بأيدهم فقد تركت جدتي القوش مع عشرات العوائل هاربة بعد أن أحتل داعش القرى المسيحية ووصل الى أبواب القوش  وقصدت معا عائلة أبنها عادل  قرية برور بسبب هجمة داعش والخطر الذي كان يدق ابوابهم ,,  ثم هاجروا مرة أخرى واخيرة الى تركيا وينتهي بها المطاف في  مسقط رأس والديها .. أنتقلت الى الاخدار السماوية يوم 17 / 01/ 2016 في أحدى مستشفيات تركيا بعد أن حاطها الالالم والامراض من كل صوب ..

حفيدهم سيزار ميخا هرمز

الصورة الأولى مع جدتي في القوش 2013
الصورة الثانية شاهد قبر جدتي - تركيا

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3447
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ليرقدا بسلام
قصص الأجداد ملؤها الألم...دول الشرق الأوسط هي هي لا تتغير
بين الحين والآخر يقتل شعبنا ويضطهد... والحال من سيء إلى اسوء
مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية

غير متصل يوسف الموسوي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1150
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كل عراقي محاط قلبه وكل تاريخه با الاسلاك الشائكه ومتهم بلا تهمه

غير متصل Eddie Beth Benyamin

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1627
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الكاتب القدير سيزار ميخا هرمز

المآسي وويلات ابائنا وامهاتنا واجدادنا اثناء الحرب العالمية الاولى لا تعد ولا تحصى . فاسمح لي اتابع في الخارطة المرفقة طريق نزوح عائلة والدي ووالدتي وعامري منطقة هكاري جنوب شرق تركيا لمخيم بعقوبة شرق العراق .

كانت والدتي آنذاك اربعة سنوات بعمر الزهور ووالدي شابا ذو خمسة عشر عاما حينما تركوا بيوتهم وومتلكاتهم في منطقة هكاري في يوم 15 من شهر حزيران عام 1915 قبل ان يصل غزاة الاتراك والاكراد قراهم , بعدها التجؤوا فوق الجبال العالية بين تياري العليا وتخوما في منطقة هكاري . بقوا في تلك الجبال الوعرة وعاشوا حياة قاسية لا تطاق لمدة ثلاثة اشهر محاطين باعدائهم الى ان استطاعوا الخروج من ذلك الحصار . في يوم 18 من شهر آب عام 1915 دخلوا الحدود الايرانية واستقروا في بلدة اورميا وضواحيها لمدة حوالي ثلاثة سنوات .

في اوائل ايام شهر تموز عام 1918 نزحوا  ثانية عامري اورميا وضواحيها بعد فتوة اسماعيل اغا بابادة مسيحيي اورميا . بعدها اتجهوا شرقا لبلدة سعين قلعة وبعد حوالي ثلاثة اشهر وصلوا لمدينة همدان الواقعة في وسط صحراء ايران . وبعدها اتجهوا غربا بعد ان مروا بمدينة كرمنشاه والى ان وصلوا مخيم بعقوبة بعد ان مشوا مسافة ما يقارب 1000 كيلومتر. يذكر المرحوم والدي في كتاب سيرة حياته بانه مشي مسافة 200 كيلومتر حافي القدمين من كرمنشاه لمخيم بعقوبة .

رسم والدي شماسا في مخيم بعقوبة بعد ان وصل سن الثامنة عشر ووالدتي بلغت السن السابعة من عمرها حينما وصلت مع عائلتها لمخيم بعقوبة .

وشكرا .

غير متصل جوليت فرنسيـس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 271
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ سيزار المحترم
شكرا لاهتمامك والكتابة عن هذه الابادة الجماعية  مع عدد قليل جدا يكلفون انفسهم عن التحدث عن هذه الجرائم التي لازالت تحدث في تركيا حين خطفوا والدين الاب الكلداني الذي يخدم في تركيا قبل فترة قصيرة ,الام لقوا جثتها واما الاب مجهول.
من أجل أرواح تلك النفوس البريئة اكتب واشهد على ما سمعت منهم قد نكون آخر من يتكلم عنهم لان أولادنا لا يعرفون شيئا عنهم,وانما رأوا ماسي اخرى داعش  وتهديد ووعيد وطرد من مدنهم الامنة والهجرة وغيرها .
الله يرحم اجدادك واجدادنا جميعا وما ضاع حق وراءه مطالب
اجدادنا كانوا فلاحين اغنياء بالخير والخيرات والعنابر الكبيرة كانت جدتي تقول ان ضيفا وقف عالباب يوما ما  ونادى على جدي, كل قطيع القرية من الغنم والبقر دخلوا بالخطا الى بيتك  فكان جوابه انها ملك لله وملكي.  وكل اهل تلك المنطقة تقريبا اغنياء بدرجات.
الاكراد كانوا يسمونهم فلّلاه وهذه احسن تسمية لان الكثير منهم لايملك ما كانوا يملكونه اولئك المباركين ,
دخلت في هذه السنة احدى المسابقات بالكنيسة تذكرت هؤلاء الطيبون حين اتى السؤال من هو اول فلاح بالكتاب المقدس فكان الجواب( النبي نوح) واستمرت الزراعة في تلك السهول الجميلة  عدة قرون اعتقد انهم هم  واجيالهم من بعدهم وهم الارمن والكلدان والاشوريين والسريان .
اتمنى ان يعترف المجرمين وتركيا  بجرائمهم لكي ترتاح اولئك النفوس البريئة  وكل برئ يظلم  يعود اليه الحق والعدل والرحمة  وان لاتتكرر .
شهدت  لقاء محزن ومبكي ومفرح وحضن وقبلات وذكريات ودموع  ولا اروع بين جدتي واخوها المسلم بعد ان لقوه في سوريا بعد البحث من الطرفين بعد ثلاثين سنة واكثر , افترقوا بنفس الروحية والى الابد نظرا لظروفهم  الدينية تعرفون ,سمعت قصصا منهم مؤلمة جدا جدا  ,اي واحد يسالهم كان جوابهم بسرعة نحن كلدان فالكلدان كثير تضرروا بتلك الابادة وبشهادة الشهود
نعم  جلست مع الكثيرين  منهم نحن وسطايي يقال انها قريبة من سلوبي  ولكن من اصول عراقية من  الدورناخ والازخ . هناك الابرخ و اسناخ ودششتتاخ وغيرها  ,كانوا يملكون اراضي في تلك الاماكن استفادوا منها عند المذبحة والفرار ,جاءت هذه  الاسماء حسب نوح وسفينته يقال انها استقرت بهذه البقعة الجميلة .