الأخ عبد الأحد قلو المحترم
تحية طيبة
نجد في لاهوت التحرير كيف يكون الدين ثوريا، وهو ما ولد من مفهوم اللآعنف، دعا قبل أعوام البابا فرنسيس الى عدم فهمه مسيحياً على أنه الأستسلام والركون الى الخوف. كتبت عن مفهوم التسامح و ضرورة تجديد وتحديث تعاملنا معه وتطبيقه على أرض الواقع في مقالة سابقة قبل أشهر وحينها كانت الثورة الشبابية التشرينية قد أصبحت حاضرة بقوة، أتفق معك بأن هذه الثورة كان يُبعدها خطوة عن لاهوت التحرير، وبالعودة الى كتاب يؤرخ لحركات اللآعنف ,,Understanding Nonviolence , Maia Carter Hallward, Julie M. Norman. Cambridge2015،، يتطرق الى لاهوت التحرير بمختلف حركات تشكيلاته وحسب البلدان، وكلنا شاهدنا ممارسة الفنون وأبرزها رسم الجداريات وفعاليات موسيقية وحتى عروض تُنسب الى مسرح الهواء الطلق خلال الثورة الشبابية.. ونجد مقاربة مهمة في كتاب ( لاهوت التحرير: رؤية عربية إسلامية مسيحية، للأب وليم سيدهم اليسوعي). عند دراستنا لتاريخ الفن وفي الجزء الخاص بالفن والثورة، كان طبيعيا أن نأتي الى الفنون التي رافقت لاهوت التحرير في أميركا اللآتينية، ضمن حركة ( العمال الريفيين بلا أرض ) فللكفاح من أجل من لايملكون أرضاً تم تطوير ما يُدعى (مستيكا) أي عرض الكفاح بالكلمات والفن والرمزية والموسيقى، لتعزيز الحشد والتمكين و التضامن.. هذه الحركة كانت نابذة للعنف ولم تلجأ الى الكفاح المسلح طريقا لتحقيق الهدف ولكي لا تخسر مساندة الكنيسة الكاثوليكية لها إذ بالفعل كان من أعضائها كهنة كاثوليك تقدميين، وهذه الحركة استلهمت من جانبها اليساري، تشي جيفارا وحركة الساندينيين في نيكاراغوا..
شكراً لهذه المقالة القيمة، والجهد ليس فقط في تقديمها وأنما ايضاَ ، كيفية إختصار تاريخ مفصل عنها في مقالة تفي بالغرض، فشكرا مع التقدير.
بولص آدم