المحرر موضوع: رأي : الأمــة العراقية وحقوق الجميع (3)  (زيارة 1598 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل دانيال سليفو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 117
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
واجه العراقيون إشكالاً عديدة من إنظمة حكم وسيطرة احزاب وتيارات فكرية متباينة وجلبت أغلبها الكوارث والمأسي, دفع ثمنها العراقي البسيط . وافظع ما عملته تلك الأحزاب من كوارث هو تغريب وتشويه ذاكرة العراقي وإبعاده عن هويته وأصالته , من خلال الطروحات الجزئية عن الصورة الكاملة والإطار التاريخي , فالاحزاب العربية إنسلخت عن هويتها وإنتماءها الوطني العراقي , بتفضيلها مصالح العرب والعلاقات مع الدول العربية على حساب مصالح العراقيين , كما نفضت الأحزاب الإسلامية أيديها عن عراقيتها ومن خلال مرجعياتها , وأصبحت موالية بكل ما تحملة الكلمة من معنى الى خارج الحدود , سواءاً أكانت طهران أو الرياض أو إسطنبول !. كما لم ( تُقصر) التنظيمات اليسارية والشيوعية في تقديسها لموسكو وهافانا , مع أطنان من التبريرات والشعارات المعُلبة حول الوطنية وحق الشعوب في التحرر وغير ذلك !.
وظل أبن العراق شريداً في العراء وطريداً ومهجراً ونازحاً ومسلوباً , كما نُزعت عنه الكرامة والتعليم والحقوق الإنسانية البسيطة كحق السكن والتعليم والعمل والتعبير الحر. والأقسى والأمّر وكنيجة لما سبق , إنتمى الكثير ممن فقدوا إنتمائهم الحضاري الأصيل من المقهورين نتيجة سياسات التعسف والتشريد , ومن الذين لم تحضنهم كياناتهم المذهبية بالشكل اللائق والمُقنع الى الإنحدار وترك شيخ الدين الى شيخ العشيرة , ليضمنوا بقاءهم وإستمرار  حياتهم وحياة أُسرهم وأحفادهم !. ولكن ظلت ( جذوة العراقية ) تشتعل في دواخلهم وتحتاج فقط الى المؤمنين بها من القادة والسياسيين والمفكرين لأعادة تلك الجذور ورفعها فوق منارة الوعي لتنير طريق الجميع  , وما هو حاصل في المظاهرات الا دليل على إن العراقي ( يمُهل ولا يهمل !. ) . 
يتفاعل تراث سومر وبابل وآشور الساكن في ( جينات العراقيين ) , أيجابياً مع المكان والزمان، حيث يحفظ سير الأحداث وتاريخ الابطال اللذين أصبحوا يعيشون في الذاكرة كأيقونات ومصادر مُلهمة وإن دون القداسة والعصمة, لتوضع في المستوى المساوي لوعي الفرد العادي, ولا تتضاد مع الحاضر ولا مع المستقبل مهما كان شكله , والا سنعود لماضي من الدوامات والانكسارات والقيود التي تكبل طاقاتنا والتي نكاد نخاف من الانطلاق والتحرر منها بسبب طغيان اليأس والنكوص. فكل عمليات العودة والاستفادة من الماضي الحضاري تنشد وتصب في عملية بناء الانسان العراقي الجديد . وأحياء النفوس في الآن ذاته، ومن هنا فإن للأمة العراقية سموَّاً على مختلف التصنيفات الأخرى، كما أن لها قدسيتها في نفوس أبنائها، فهي جامعة لهم ، وهي التي تعطي لأبنائها شعوراً بالفخر بأن لهم ماضياً عريقاً ، وظهراً قوياً يحميهم إذا ما نزلت بهم نوازل الدهر والأيام المؤدية الى الفوضى والضياع كما هو حاصل حالياً، وهذا لا ينتقص بأي حال من الأحوال من مكانة المواطنة النمطية الكلاسيكية الانشائية المعاشة ، بل تحّول الشعارات الى واقع فأرض العراق وبمدنيتها وحضارتها المؤسسة, تستوعب حضارتها وخيراتها أُناس من شتى الثقافات ، ومن مختلف الملل والديانات، وهي التي بصون حقوقها وخصوصياتها وحفظها يستتب الأمن، ويعم الخير والأمان والاستقرار بين الناس , وذلك بالتوكيد على أهمية الانتماء إلى الأمة العراقية وإعتبارها فوق كل الإنتماءات الأخرى, كالعشائرية والمذهبية والمناطقية والقومية والطبقية. العراقيون جماعة متواصلة ومتجانسة, ترتبط بالتاريخ المشترك والحضارة ( الكونية ) المؤسسة للإنسان فوق الإرض 
                                              العراق للعراقيين
والعراق هو حصيلة الفترات التاريخية والحضارية المتعاقبة عليها منذ قرون .. ومن هذا لا ينبغي وضع صيغة محددة مستلة من فترة معينه ومن سياقها لتطويعها لمزاج وقريحة من لا حظ لهم الا بزرع الضغينة والفتنة من اجل ترسيخ الفساد ، لان ذلك سيمثل جزء من المحتوى وليس مجمله وحتماً ستتناقض مع المفردات الحضارية الأخرى, وحتماً ليس من الجائز إطلاق الجزء على الكل! ، وهكذا ستجد كل الفئات العراقية وبكل مرجعياتها الاجتماعية والحضارية تجد شيئاً من صورتها وجزءاً من تاريخها لتندمج مع الكل الباقي .. كما إن مرور هذه الفترة الطويلة منذ تشكيل كيان دولة العراق سياسياً ، وتفاعل القوميات والاديان الممثلة للشعب العراقي ايجابياً مع هذا الاسم يجعله يحمل الصفات التي تجمع ابناء العراق مع الاحتفاظ بالخصوصيات القومية والدينية والاجتماعية والتي ينبغي ان تصب في مصلحة العراق ووحدته، والتجارب الماضية أثبتت ان العراقيين تواصلوا بالعيش معاً دون تفريق ، وتشهد الكثير من المدن العراقية هذا التواصل قبل مجئ الطبقات الحاكمة بعقلية القبائل والصحراء والتي أخذت تطبق سياسة القتل والتشتبث بالسلطة وتعاملها مع العراق كغنيمة حرب وإستحواذ ، وبهذا العمل ارادت السلطة القضاء على الهوية الوطنية العراقية  وحولته من شعب الى ( جمهور ) والنتيجة لم تكن كما أرادت, إذ إنطلقت العنقاء العراقية من الرماد, وعاد الإبن ( الضال ) الى حضن الآب نادماً. على الأقل من خلال الوعي والتجربة ! وبعد أن يتم رسم خارطة للطريق لمستقبل واضح المعالم , سيشعر الجميع بالأمان والإنتماء الحقيقي وسينبذ الأبناء من مخيلتهم عقلية الأمة المهزومة والمقهورة والتي لا رجاء فيها, الى أمة موعودة وخالدة بخلود حضارتها وتاريخها, من خلال جهود الخيرين الوطنيين التنويرين.


                                         


غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ميوقرا رابي دانيال سليفو
 تحية طيبة
 شكرا على تسليط الضؤ بصفاء ونقاء وطني على القضية العراقية التي ولدت من مآسيها ثورة شعبية شبابية، وأعادت إلينا ذلك الشعور، بأن الوطنية لم تمت تماما والمخزون يشفع ذوي الضمائر الحية، نتمنى أن يكون التغيير قريبا ويجنب أهلينا هناك شر الفيروس، خاصة وان البنية الصحية متهالكة والفقر نسبته عالية والنقص الكبير في الحاجات والخدمات الأساسية التي يشعر المواطن فيها بأن هناك دولة ترعاه وحكومة تعمل من أجله فقط. مع الشكر والتقدير.
  بولص آدم

غير متصل قيصر شهباز

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 412
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي دانيال سليفو ألمحترم،

تحية وتقدير لشخصكم لما أتيتم بمقالة قيمة، على ألرغم من ألنكسات ومرارة حياة ألشعب ألعراقي ألذي مر في ظروف هالكة منذ سقوط ٱشور وبابل، وبألرغم من وقوعه تحت ألإحتلٱل ألأجنبي ألإقليمي، سواء من قبل ألفرس أو ألعثمانيين، أو تعرضه لقطعه من أصوله ألسومرية ألبابلية وألٱشورية من قبل ألمستبد، فإن ألشعب ألعراقي بقيادة شبابه وشاباته قادر على تحويل دفة ألمسار بإتجاه أهله وأجداده ألقدامى ألأصل، هذه حقيقة واقعة بأن إختلٱف ألأديان ليست عاملاً مسبباً في فصل ألأسرة ولا تغير ألدم ألذي يجري في عروق أبنائه، إنها مسألة وقت لرجوع ألشعب ألعراقي إلى منبعه ألسومري ألبابلي ألٱشوري، لقد ظل ألشعب ألعراقي مقطوعاً بألمعرفه ألعالمية ولعقود طويلة تحت قمع ألمستبد، ولكن ألقيود ألمعرفية قد زالت وبات ألإنسان ألعراقي يميز موقعه ويرى بوضوح ألسبل ألكفيلة لتقدمه نحو ألحرية وكسر ألقيود من حوله، وأصبح يرى بأن ألذي يسرق قوت ألشعب ألعراقي هو ليس من أصول عراقية بألتأكيد، لقد أثبت ألشاب وألشابة وألإنسان ألعراقي ألحي في ثورته لإسترجاع وطنه وضحي بأكثر من ٦٠٠ شهيد في مدة لا تتجوز ألأربعة أشهر، وبشجاعة متناهية٠

إن رجوع ألشعب ألعراقي إلى ٱبائه وأجداده هو بحد ذاته ألعامل ألقوي ألذي يوجهه نحو هدف إستيلٱئه على وطنه وإستلٱم دفة قيادة ألبلد نحو ألرقي وألسؤدد٠

نشكركم جزيلاً على مقالكم ألغني وألذي ينصب في مصلحة ألشعب ألعراقي بكل مكوناته ألحالية، ودمت موفقاً٠

قيصر

غير متصل دانيال سليفو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 117
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
عزيزي الحبيب قيصر شهباز المحترم
نعم انها مسألة وقت وزمن الشعوب أطول من الحكام .. ولا يصح الا الصحيح ولن تذهب دماء أبناء سدى
دمتم بصحة وعافية

غير متصل دانيال سليفو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 117
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
عزيزي الكاتب المحترم بولص ادم
سلطت الضوء باختصار معبر عن وضعنا, وأضم صوتي الى دعاءك بعراق معافى , واتمنى الوصول الى عراق خالي من كافة الفيروسات.
تحية وتقدير