كيف نقيم علاقات اجتماعية صحيحة مع الاخرين
وليد حنا بيداويد
كوبنهاكن
02/05/2019
المقدمة:-
ضوء الشمس ودفئها يعطيان للانسان الفرح والابتسامة والاستجمام والاستقرار والراحة والفرح والابتسامة والنشاط البدني وبهما ايضا تخضر المزارع وتنبت الازهار والورود وتعطي المزروعات طعمها الطبيعي واللذيذ، ولكن هنا في الدول الاسكندنافية الوضع يختلف كليا فلا تشرق الشمس كثيرا كالعادة، خلا ذلك فصل الصيف فيكون قصيرا، لذا ان معظم ايام السنة تكون الشمس محجوبة بالغيوم الكثيفة والبرد القارص وبالاضافة الى الرياح ولا تصل الحرارة الى الارض الا ما ندر الا عندما يكون الجو صحوا وتظهر الشمس كالمصباح من فئة 5 خمسة واط وباللون البرتقالي البعيد ، الضوء من دون الحرارة هذا بسبب بعد الدول الاسكندنافية عن الخط الاستواء حيث الحرارة اكثر قوة في هذه المنطقة ، فيكون اتجاه الضوء المصاحب لحرارة خفيفة جدا مائلين بالكاد يصلان الى هذه الاماكن البعيدة والمحيطة من القطب وحواليه، فترى الانسان هنا كئيبا ،منطويا، حزينا، منعزلا ومعقدا، متوترا، منفصما في الشخصية ، مزاجيا، عصبيا حتى عدم التركيز في الكلام مشتت الافكار، العزلة والامراض النفسية الاخرى المختلفة تؤدي احيانا كثيرة الى حالات الانتحار وهي شائعة بكثرة ناتجة الانعزال والوحدة والجلوس في البيت طويلا لساعات تصل الى نهار بكامله خاصة عندما لا يكون مرتبطا بعمل او بموعد او مشاركة في نشاط اجتماعي.
مقدمة تاريخية تعريفية بسيطة:-
منذ القدم ومنذ العصور الفخارية وقبل الزراعية بكثير عندما كان الانسان يعيش في الكهوف وقبل ان يعرف الزراعة، عاش الانسان في علاقات اجتماعية بتجمعات بسيطة عندما كان يشعر انه لايتمكن من العيش وحيدا وانما الحاجة تدفعه ان يعيش ضمن الجماعة لانه كائن اجتماعي لاينفصل عن محيطه الاجتماعي.
فكان الانسان يتنقل بجماعات من مكان الى اخر بغية الصيد والاستقرار او وجود ثروات غذائية وحيوانية ولحاجته الى حمايتهم وبالعكس ايضا فكلما زاد عدد افراد الجماعة زاد معه الامن والطمانينة من الحيوانات المفترسة والفهم وتبادل الحاجة.
لم تكن القوة البدنية وشجاعة الرجل الواحد تكفي للوقوف امام قوة الحيوانات لاصطيادها وبما ان الحاجة الى لحومها وجلودها ضروري فلابد من وجود عدة افراد او جماعة تساند وتقف معا صفا واحدا لصيد الحيوانات وحملها الى المساكن، وكانت النساء ينشغلن بمهمات جمع الغذاء النباتي الذي لا يحتاج الى القوة البدنية الكبيرة.
كانت ادوات الصيد المستخدمة تحتاج من يصنعها رغم بدائيتها وتلك الحاجة تتطلب ان يسكن صانع تلك الادوات بالقرب من الصياد والصياد يحتاج الى قصاب لينزع اللحم من الجلد ومن العظم، والجلد يحتاج الى تنظيف ومعاملة لازالة الشوائب لاستخدامه في التدفئة والملابس في الشتاء والزارع يحتاج الى صانع لتصنيع الادوات الزراعة و هؤلاء الكل يحتاجون الى نقار الكهوف وتعديله اوالبناء لاحقا ان يسكن قريبا منهم والواحد ترتبط مصلحته ويحمي الاخر ويكونون قوة وهذا اربتط الانسان بعلاقة اجتماعية وتطورت الى التصاهر والحماية والعيش ضمن تجمعات بدائية .
تجربتي-
عشت في بلاد الغربة هنا في دولة الدانمارك احدى الدول الاسكندنافية لاكثر من ثلاثة وعشرون عاما والتقيت بالكثير من الناس والعوائل من مختلف الاديان والقوميات ومختلف العقليات والمستويات الثقافية، ورغم ادراكي الجيد ان لتاثير الاجواء الغير المشمسة في هذه الدول على نفسية الانسان هو اكبر تاثيرا تحديدا على الجاليات المهاجرة الاتية من بلاد الشمس المشرقة التي تعاني من هذه الاجواء القاسية وليكون واحدا من الاسباب العديدة التي تؤدي الى لصعوبة تاقلمها مع شعوب في هذه الدول ويكون لربما السبب الاكبر في حصول الانعزالية وعدم تكوين علاقات اجتماعية صحيحة متينة مع الاطراف الاخرى مبنية على الثقة والتوازن .
فالبرغم من محدودية علاقاتي الاجتماعية التي لا ارغب في اقامتها مع كل من كان اومن يكون، ولكن رغم هذا كله كان لي البعض من تلك العلاقات الاجتماعية المحدودة التي كان لابد منها كتجربة واللقاء السلام والتحية والزيارة احيانا اخرى.
الاجانب والاطباء النفسانيين:-
ليس خافيا ابدا ان نسبة عالية جدا يمكنني ان اقول قد تصل الى 70% سبعون بالمئة او لربما اكثر من الاجانب في هذه الدول يشكون من الاعراض النفسية وتظهر عليهم بصورة او اخرى ناهيك عن الذين يقدمون للحصول على التقاعد المبكر عن طريق الاطباء النفسانيين فاعداد هؤلاء كبيرة جدا ايضا هؤلاء لربما لم يعد بامكانهم العمل بسبب اوضاعهم النفسية الصعبة ويمكن لاي واحد ان يلمسها في تصرفاتهم وعلاقاتهم كما سبق الاشارة اليها انفا.
لذا لايمكن الحصول على الطبيب النفسي المعالج بسهولة لربما على المريض النفسي الذي يروم المعالجة ان ينتظر دوره تصل احيانا الى ستة اشهر عند الاطباء الجيديين
عوائل تقضي ساعاتها في اتهام الاخرين:-
لا يقدر ان يتهم الاخرين قبل يلمس ما يستوجب اتخاذ خطوة مضادة والابتعاد وعدم التقارب عندما يلمس يصبح ذلك خطرا يؤثر بالعلاقة الاجتماعية و يكون مردودها سلبيا عل الشخص فيكون قرار الابتعاد ضروريا وصحيحا لا بد منه وبلا تردد بغبة الابتعاد عن المشاكل وعدم السماح بالتدخل في حياة الناس وحياة الاخرين، فيكون اتخاذ هكذا قرار بالابتعاد واجبا مقدسا بغية الاحتفاظ بالاحترام وما يبقي من سلام وتحية لا اكثر من هذا.
هناك عوائل واشخاص كثيرون في هذه الدول يعانون الكابة ووالانفصام في الشخصية والهلوسة والامراض النفسية المختلفة فيقضون ساعات نهارهم في الحديث بسؤء عن هذا وذلك واتهام الاخرين لمجرد الاختلاف معهم، ليس هذا فحسب بل يحاولون زج وجرالاخرين لمشاكلهم الشخصية لا علاقة لهم بها لا من بعيد ولا من قريب، لذا يكون من الضروري اخذ الحيطة والحذر من عدم الانزلاق ومشاركة هؤلاء في اي حديث يمكنه الاساءة الى اي واحد اخر وبالاحرى الابتعاد عن هؤلاء.
قرار:-
بعيد وسعيد
الباب الذي يجيلك منه ريح سده واستريح واحتفظ بالاحترام من بعيد ويستمر السلام