المحرر موضوع: تعدد الاحزاب السياسية المسيحية حالة ايجابية  (زيارة 2085 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نذار عناي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 607
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تعدد الاحزاب السياسية المسيحية حالة ايجابية
قد يسأل سائل, من هم مسيحيي العراق؟ انهم شعب وقضية! انهم حاضر وماض, تاريخ وارض وحجر وسماء وفكر وتراث وثقافة. وان فرضت عليهم الازمنة والظروف ان ينتشروا في جميع اصقاع الارض, فأن بقي منهم 10% فتلك خميرة كافية للملمتهم من الشتات عاجلا ام اجلا.
ما يحزنني هو أنه يجهل هذه الحقيقة جزء كبير من ابناء شعبنا الذين لا يهتمون ولا تعنيهم الحالة السياسية لشعبنا وكأن هذه القضية (ان وجدت في ضمائرهم وفكرهم) تلاشت ولم يعد لها وجود. ولكن ليس لي الحق في لومهم - انه ضعف الوعي السياسي.

لا يؤطر علاقة التنظيمات الحزبية بالشعب حدود العلاقة بين الناخب والمرشحون للمناصب السياسية فقط وإن كان هذا داخل هذه الأطر, الا ان العلاقة أوسع من ذلك بكثير. أن العلاقة بينهما تبدأ في المهمة الملقاة على كاهل التنظيمات السياسية في نشر الوعي السياسي لدى عامة الشعب وهذا الوعي هو الذي يثير الاهتمام لدى الفرد للتأثر والتأثير في الحالة السياسية للشعب. فتحصل أثر ذلك  التنظيمات السياسية على القاعدة الجماهيرية التي تتغذى هذه التنظيمات عليها على مدى حياتها ووجودها. وكلما زاد عدد النشطاء والمتفاعلين بين أبناء الشعب وضمن الحزب كلما تترسخ قوة القرار لذلك الحزب.

في كل مجتمع, هناك من الأفراد من لا يهتم بالشأن السياسي وهنالك من يهتم ومن بين هؤلاء المهتمين هنالك مجموعة فاعلة ولها نشاط سياسي وليس فقط الاهتمام. فبحسب هذا التقسيم, في الجانب الديني سنجد أن هنالك فقط نسبة ضئيلة جدا لا يهمها الشأن الديني وهنالك نسبة كبيرة جدا تهتم به حتى لو بالحضور الى الكنيسة وهنالك نسبة لا بأس بها تتفاعل معه ولها نشاطات فيه من اكليروس وشمامسة وخدام ولجان كنسية ومعلمين وناشطين في المناسبات الدينية وغيرها. أما في الجانب السياسي فأن المتفاعلين والنشطاء هم نسبة ضئيلة أما المهتمين فهم نسبة صغيرة قياسا بمثيلاتها في الجانب الديني و هناك نسبة كبيرة من غير المهتمين بالجانب السياسي أساسا

من اهم الجهات المسؤولة عن رفع مستوى الوعي السياسي لدى الشعب هو المؤسسات السياسية سواء على شكل احزاب او مؤسسات أكاديمية استشارية مختصة بالمجال السياسي والإعلام والمناهج التربوية. وحيث ان شعبنا لا يمتلك إمكانات تربوية كمدارس خاصة وكذلك مؤسسات إعلامية مهنية لتحمل دورها في نشر الوعي السياسي. ولكون الوضع الديمغرافي لشعبنا لا يساعد ولا يشجع على تعدد المؤسسات الاكاديمية بسبب التوزع الجغرافي ومصادر التمويل إلا أن تأسيس وتعدد الاحزاب السياسية ممكن التحقيق لأنها يمكن تأسيسها في الوطن وتحصل على الدعم البشري من الخارج والدعم المادي من الداخل وأهمها الدعم الحكومي.

ولكي نعطي مثالا حسابي (تخمينات غير محصاة ولكن لا اعتقد انها تبتعد عن الواقع كثيرا) فإن كان هناك حزب واحد وقد تمكن من نشر الوعي السياسي لدى 30% من أبناء الشعب وحصل على 20% من المهتمين و5% من النشطاء الفاعلين (أي القاعدة الشعبية الخاصة بهذا الحزب) فأن تأسيس حزب آخر لتثبيت وجوده عليه نشر الوعي السياسي لدى ما لايقل من 20% ويحصل على اهتمام 10% وقاعدة حزبية خاصة به 5%. وهكذا حزب آخر حسب هذه التقديرات. هكذا فقد لا نبتعد عن الواقع إذا قلنا بوجود اربعة احزاب فقد نتمكن من نشر الوعي السياسي لدى نصف الشعب وتحرك المشاعر السياسية أي (المهتمين) لدى 40% وقد نحصل على نشطاء ومتفاعلين و مؤازرين ومؤيدين ما يعادل ربع الشعب وهذه قاعدة جماهيرية عظيمة بالنظر لما لدى الشعوب الاخرى.

اذا هل تعدد الأحزاب السياسية المسيحية في العراق حالة إيجابية أم سلبية؟ بكل تأكيد, في سباق الماراثون لا نستطيع كلنا أن نجري بنفس الزخم والوتيرة فبعضنا يستطيع حصد الكثير من الجوائز باستحقاق وبعضنا بأساليب ملتوية وبعضنا لا يستطيع أن يحصد شيئا. ولكن هذا ليس سبب أو مدعاة للابتعاد عن الماراثون.
إن لزيادة عدد الأحزاب أهمية كبرى, فعدى عن الغاية من نشر الوعي السياسي والاهتمام الشعبي وزيادة الخبرات ورصانة القرار. وبعيدا عن الشعارات والمصطلحات المستعملة في الخطابات السياسية مثل الممارسات الديمقراطية وغيرها. فإن الناحية الاعلامية والدعائية لا تقل اهمية. فمثلا لو كان الحزب الواحد له تصريح واحد في الاعلام كل اسبوع يكون لأربعة أحزاب 16 تصريح في الشهر وهكذا يرتفع صوت شعبنا في الساحة السياسية في البلاد.

أن تعدد الأحزاب وزيادة عددها في الساحة:  ايديولوجيتها - سياساتها - هيكلتها - نشاطاتها كل هذه قد تكون (صحيحة, خاطئة, ايجابية, سلبية) كل لا يتفق مع الكل وكل يعتقد أنه الأصوب والاكثرية نفعا والأحق بأن يكون القائد……. ولم لا….. حالة إيجابية رائعة…. لا تكتسب فكرة درجة المقبولية إلا بعد مناقشتها من زوايا متضادة (مازال ابناء شعبنا يختلفون في تفسير الكثير من المصطلحات السياسية والفكرية)
تباين منظور الزاوية والنقد يكشف أمور قد تكون غير منظورة او غائبة عن البال…… ولم لا….. حالة إيجابية رائعة….. لايمكن التعرف على كل اقسام البناء دون النظر اليه من جميع الزوايا

نقد النفس! السلبيات - تشتت الافكار, تباين الخطاب السياسي, اضاعة الجهود.
في البدء أقول إن السياسي المتمرس يجب ان يجيد التفكير الاحتجاجي اي يجب ان يناقش أفكاره وآراءه الشخصية للتأكد من صحة الخلاصات قبل أن يعتبرها صحيحة ويطلقها للعلن.  فتشتت الأفكار هو حالة طبيعية لعدم وجود رؤى استراتيجية مدروسة ومتفق عليها من قبل الاغلبية  والتي لا يمكن التوصل اليها بالخبرات السياسية الموجودة في هذه المرحلة ولذلك نشر الوعي السياسي سوف يرفع من كفاءة الخبرات السياسية لنتمكن لاحقا من توضيح هذه الرؤى. وهكذا بالنسبة للخطاب السياسي لنفس الاسباب السابقة فهي حالة طبيعية. ان شعبنا لم يصل الى مرحلة النضج السياسي ليقوم النقاد السلبيين المتشائمين بإلقاء اللوم على الأحزاب والشخصيات السياسية وخلق شماعات نعلق عليها الاخفاقات لذلك فأن تعدد الاحزاب او اي عوامل اخرى ترفع من نشر الوعي السياسي لدى ابناء الشعب هو الضرورة الأساسية المطلوبة في هذه المرحلة وكل المراحل من عمر الشعوب.
اضاعة الجهود هو الجانب الاخر والذي هو اسهل للحل في حالة تمكين المؤسسات السياسية من الناحية الادارية وهذه ايضا بحاجة الى مؤسسات اكاديمية لذلك هي ايضا في طور النمو

الخلاصة
تعدد الاحزاب حالة إيجابية وضرورية
نشر الوعي السياسي لدى العامة ضرورة في هذه المرحلة وكل المراحل في حياة الشعوب عامة وشعبنا خاصة
تحريك بعض الجهود باتجاه إيجاد مراكز بحثية وأكاديمية لتقريب الرؤى ومحاولة الخروج بأهداف استراتيجية تساعد الأحزاب العاملة لتنسيق سياساتها ونشاطاتها في ذلك الاتجاه غاية اساسية في هذه المرحلة.




غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
في هذا الزمن وبعد كل ما حدث يأتي من يكتب ((قد يسأل سائل, من هم مسيحيي العراق؟ انهم شعب وقضية! انهم حاضر وماض, تاريخ وارض وحجر وسماء وفكر وتراث وثقافة. وان فرضت عليهم الازمنة والظروف ان ينتشروا في جميع اصقاع الارض, فأن بقي منهم 10% فتلك خميرة كافية للملمتهم من الشتات عاجلا ام اجلا.)) انها زراعة الامل بعد كل القحط الذي شاهدناه، فهل سيحصد شعبنا المنتوج، وعيا سياسيا، وقدرة على ترجمة ذلك الى برامج واهداف يمكن تحقيقها؟ شكرا استاذ نذار عناي
ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

 الأخ نذار عناي المحترم
 تحية طيبة
 وجهة نظر صحيحة وقائمة على رؤية سياسية للممارسة السياسية التعددية في المجتمع الواحد، وهي في نفس الوقت مكملة للقراءة السابقة التي تضمنت نقاط واقتراحات، كانت إجمالا بسند من العلوم السياسية والأقتصادية، وقبل هذه الثانية كان لك مبادرة في الشهر الأول من ثورة الشباب العراقي البطل، تلك رُكِنت من قبلهم على الرف. كررت أكثر من مرة. لو فكّر السياسي بما يكتبه كتابنا لكانت سياساتهم ذات وعي أكثر فعالية. شكراً مع التقدير.
 بولص آدم

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ الأستاذ نذار عناي
سلام المحبة
ما هو المقصود بالوعي السياسي؟ هل يعني الوعي الوطني, ألقومي, الديني, ألثقافي , ألتراثي ؟ هل يعني بعضها أو كلها مجتمعة؟
 من خلال قراءتي وملاحظتي لعجلة التاريخ الحديث للبلد الام خصوصاً وللبلدان الشرق أوسطية عموماً , استطيع أن أستشف بأن المسيحيين هم من يمثل باكورة النهضة الوطنية ومشعل الوعي السياسي. كم من ابناء شعبنا من اعتلى المشانق؟ وكم من ذاب في سجون الإضطهاد؟ وكم من تعذب بين جدران المعتقلات؟ ألكل من اجل وعيه السياسي بغض النظر عن إتجاهه شرقاً أو غرباً, شمالاً أو جنوباً؟ كم وكم؟.
 ألم يصل الوعي السياسي إلى قرى وقصبات مسيحية كانت الانظمة السابقة تحسب لها ألف حساب, وكان كل من أصله من بعض تلك الضواحي يثير الريبة والشك عند الدوائر الامنية؟
 لم يفتقر ابناء شعبنا يوماً ما إلى وعيهم السياسي, بل على العكس هم من أسسوا أو ساهموا في إرساء دعائم الوعي السياسي التي ضللته اليوم الاحزاب الدينية والمذهبية والقومية المهجنة.
أستطيع أن أقولها بكل ثقة, بأن معظم أبناء الشعب المسيحي بكافة أطيافه ينفر في الوقت الحاضر من الاحزاب من جهة ولا يثق بقياداتها من جهة اخرى. ذلك, بلا شك, نتاج الوعي السياسي,  والذي ربما قد وصل الامر به, وأرجو أن اكون واهماً" بعدم الثقة حتى بقياداته الدينية والروحية.
 ألمعضلة ليست الوعي السياسي بل ضياع المواطن المسيحي بين ضبابية المصير عند التشبث بالبقاء والهاجس من الضياع عند شد الرحال إلى بلدان الشتات. وفي خضم هذه المعاناة وما يغلفها تظل أهمية الهدف من نشر الوعي السياسي المقصود هامشية.
تحياتي


غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
اخي نذار : انا اتفق معك فيما طرحته تماماً ( حتى لا تتهمني بكسر  الخواطر وحبس الهمة والحماس ووووالخ ) انا اتفق معك تماماً .
ولكن : اعتقد إن ما طرحته في كلمتك اليوم صحياً ومهماً في الحالات الطبيعية ، اما حال المسيحي العراقي وظروف التي مرت وستمر عليه يكون الوعي السياسي غير ذو أهمية . هل تعتقد إن البقاء لعشرة بالمائة الباقية معتمد في بقاءه على الرعي السياسي ! وماذا لو كان الوعي السياسي هو المؤثر الكبير للهروب من تلك الساحة ! ألم تكن نتائجه عكسية وليست إيجابية على حال المسيحي العراقي ! انا أميل الى ما جاء في تعليق الاستاذ صباح قيا في هذا الشأن ! يقول قائل : لا تسأل عن الشخص بل اسأل عن ظروفه ! كانت الظروف قاسية  جداً ولا إختلاف على ذلك ولكنني اعتقد بأن للوعي السياسي دور إيجابي على صب النار وتهييج تلك الظروف .  واعتقد لو كان هم وفكر والوعي السياسي للسياسي المسيحي نفسه واعياً لكان قد خفف كثيراً من الوطئة ولكن اعتد بأن العكس هو الذي كان حاضراً ! ( هسة آني شنو  داخل بين دهاليز السياسة ، شنو ها شغلتي ) !!!! لا والله . ولكن على ضوء العشرة بالمائة التي ذكرتها محضر او خطر لي سؤال ، وهو سؤال إفتراضي او حتى سخري ، يعني لا تقف أمامه .
بما إن التسعون بالمائة في الشتات ومشتتين فعلاً ، أليس من الأفضل ان ينتقل الوعي السياسي الى وعي هذه النسبة الكبيرة والمشتتة فعلاً للحفاظ على ذلك الوعي من التشدد الكامل ! يعني أليس من الفرض والواجب  ان يتم الان وبعد كل الذي وصلنا اليه ان يتم او على الأقل يزداد التوعية السياسية لهده النسبة الكبيرة ! صادقاً هو سؤال خطر ببالي وأتمنى ان يكون لك الوقت للكتابة في هذا الموضوع إن كان وجيهاً  ( انا لا اجيد الكتابة واللغة والسرد والفكر السياسي كما انت حضرتك ) طبعاً صادق معك هنا . اما اذا كان في غير محله وغير  دقيق فسلات الورق كثيرة عندنا ! شخصياً وللظروف التي كانت تسبح في سماء العراق بعد السقوط والظروف التي كانت المسيحية تمر بها طالبت ومنذ اليوم الاول بتطبيق التجربة او الوعي الاسرائيلي في العراق ولكن وكما تعودنا فلا وعي سياسي للسياسي المسيحي نفسه وتم رمي الطلب في السلة ! والله الشغلة صارت هيسة وبيصة يا اخي ، ما عّم بنعرف رجلنا من رأسنا ! الله يساعد الباقي من القادم ومن الفقر والجوع والضمأ واكثر لا اعرف . تحية اخي الكريم .

غير متصل نذار عناي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 607
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
استاذنا السياسي المقتدر تيري بطرس, تحية واحترام
وانت الكريم! كيف لك أن تبخل علينا بمداخلة قصيرة في الوقت الذي نأمل أن ننهل من خبرتكم السياسية بالكثير منها.
لقد ثبت بحكم التجربة أن (الأساليب التقليدية) التي اتبعها سياسيينا لم تأتي بالنتائج المرجوة, فهل يجب علينا الاستسلام؟
طرحت مقارنة بسيطة بين اهتمام ابناء شعبنا في الشأن الديني والسياسي, هل يرى سياسي محنك مثل حضرتك أسباب لا تخطر على البال لضعف الاهتمام بالشأن السياسي قياسا بالشأن الديني؟ وهل ترى انني على خطأ في القول أن مستوى الوعي السياسي لدى العامة من أبناء شعبنا بحاجة الى تنشيط وتحفيز.
شكرا لطلتكم المشرفة.

غير متصل د.عبدالله رابي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1273
  • د.عبدالله مرقس رابي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ العزيز نذار عناي المحترم
تحية
اتفق معك بان تعدد الاحزاب السياسية حالة ايجابية
الا ان ما استوقفني هو مفهوم" ضعف الوعي السياسي عند شعبنا المسيحي" أتفاقاً مع زميلي الدكتور صباح قيا المحترم ،من متابعة تاريخية نلاحظ بوضوح ان الوعي السياسي لدى المسيحيين في العراق اكثر انتشارا من المكونات الاخرى لو كان قياسك له الانخراط في الاحزاب السياسية ،اذ انخرطوا في الاحزاب الوطنية التي شُكلت سواء ابان النظام الملكي او الجمهوري .وبعد 1992 انخرطوا في تشكيلات لاحزاب اثنية بعد توفر فرصة حرية الفكر والراي في كوردستان وبعد 2003 في عموم العراق.
انما ارى هناك مؤشرات اخرى لقياس الوعي السياسي في المجتمع غير الانخراط ومنها على سبيل المثال، مدى المشاركة في الانتخابات، قبول الاخر المختلف اثنيا او طائفيا او سياسيا،او دينيا،مدى تنشيط التراث والفلكلور الشعبي الذي يحفز للانتماء ،الكتابة في الموضوع السياسي كما حضرتك تمارسه وغيرك من الكتاب ،والمهم هو مدى تقبل الاحزاب السياسية والمجتمع توجيهات البحث الاكاديمي المقنن في عالم السياسة وهذا برايي هو المفقود عند المسيحيين وهذه حالة عامة في البلدان النامية.
ارى اخي نذار ان الوعي السياسي قائم انما التحفيز له مفقود عند شعبنا المسيحي وهذا التحفيز تجابهه تحديات نفسية وسياسية واجتماعية واقتصادية وديمغرافية تحول دون تحقيقه والحديث عنها طويل.
شكرا تقبل تحياتي 

غير متصل نذار عناي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 607
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ الاستاذ بولص ادم المحترم, تحية ومودة
شكرا لقراءة المقال وتأييدك لما جاء فيه. استاذي العزيز, انا مثلك ومثل الكثيرين نكتب بدافع الحرص على شعبنا وليس لنا في ذلك فخر لأنها مسؤولية ملقاة على عاتق الغيارى. واعتقد ان اخواتنا واخوتنا العاملين في الحقل السياسي يقرأون ما نكتب ولكنهم يختارون ما يناسب أهدافهم وغاياتهم. بل عليهم قراءة ما نكتب وننتقد لأن هذه الكتابات والانتقادات تخدم مهام عملهم وتساعدهم على النجاح.
وحتى ان كانوا لا يسمعون فهذا لن يوقفنا من الكتابة, فقد سبقنا في هذا المجال كثيرين وسوف يأتي آخرون بعدنا.
بأعتقادي هكذا تجري الامور….. وتستمر الحياة.
مع الود

غير متصل نذار عناي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 607
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

الاستاذ الدكتور صباح قيا المحترم, تحية وسلام
شكرا لمداخلتك القيمة والتي اسعدتني اذ اتاحت لي الفرصة لتسليط الضوء على أمر مهم جدا وهو التعمق في فلسفة المفاهيم وتفسير المصطلحات لكي تنال المقبولية من غالبية الشعب - ولقد لمحت الى هذا الأمر ضمن المقال لأهميته فوضعته بين قوسين حيث كتبت ((مازال ابناء شعبنا يختلفون في تفسير الكثير من المصطلحات السياسية والفكرية))
 ولكي اوضح الفكرة اكثر سوف اذكر بعض الامثلة اذ كلنا يعلم الصورة المبهمة لمصطلح (العمل القومي) الذي يستعمله السياسيين كثيرا ويفسرونه حسب هواهم, او مفهوم (تدخل رجل الدين بالسياسة) الذي لا اعتقد قد اتفق اثنان على توضيح الحدود لما هو ضمن التدخل او خارجه ولذلك فقد اصبح لكل منا مقياسه الخاص.
بخصوص الوعي السياسي: تتأرجح درجة الوعي لدى الفرد بين نقطتين وهي درجة الغير مهتم (الجاهل وعذرا للكلمة)  والمحترف. وان كنا لا نتوقع ان يكون جميع الأفراد محترفين, إلا أنه بغية الارتقاء بالمجتمع نحو التقدم علينا محاولة رفع المستوى الإدراكي للفرد في جميع المجالات ومنها المجال السياسي من حالة الغير مهتم باتجاه النضوج (النضج السياسي في هذه الحالة). كيف؟ عندما تقوم جهة تربوية وأكاديمية أو منظمة سياسية بتعريف وتفسير وتحديد أطر العلاقة بين رجل الدين والسياسة مثلا سوف تتضح الكثير من الالتباسات لدى الأفراد ومع الوقت سوف نصل الى تعريف او اطر حاصلة على المقبولية من الاغلبية. حينها سوف تتضح أكثر واكثر العلاقة بين الكنيسة والمؤسسات السياسية  والتي بكل تأكيد سوف تكون في خدمة الطرفين والشعب معا (هذا هو التوجه نحو النضج السياسي والذي اعتبره -في حالة شعبنا- مهمة ملقاة على عاتق الاحزاب والتي كانت حجتي في أن تعددها حالة ايجابية) ان غالبية السياسيين يحاولون إبقاء الغموض ملتفا حول الكثير من المصطلحات والمفاهيم لكي يفسروها بالشكل الذي يخدم الحالة والموقف والظروف.
هكذا ايضا, علينا التمييز بين الوعي السياسي (الفكر والعقل والمنطق) والدافع والحس الوطني أو القومي (العاطفة على الأغلب والادراك الداخلي). فالوعي السياسي يمكن تدريسه وتعليمه ضمن المناهج الدراسية ولكن الحس الوطني والقومي لا يمكن تدريسه ولكن يمكن تحفيزه
ابناء شعبنا كانوا دائما الرواد والسابقين في بناء الوطن في جميع مناحي الحياة ومنها السياسية. نعم كان هناك مشاركة كبيرة من قبل ابناء شعبنا في العملية السياسية ولكن كان وقودها الدافع والحس الوطني ولم يكن مصاحبا بالفكر والوعي السياسي ولذلك لم يخدم شعبنا البتة ليستطيع على الأقل المحافظة على بلداته وقراه - حين وصل الاختلاف الى درجة الصراع بين اهالي بغديدا (البعثيين اليساريين واليمينيين) ولولا تدخل الكهنة والاساقفة لوقع بينهم ضحايا بالأرواح, لم يكن ذلك سوى اندفاع وطني غير مصاحب بوعي وإدراك سياسي.
أن نفور ابناء شعبنا من التنظيمات السياسية الحالية ليس بسبب إدراكهم مفاصل العملية السياسية (قوة الوعي السياسي) ولو كان كذلك لتركوا هذه الأحزاب وقاموا بتشكيل أخريات غيرها أو وجدوا البدائل بدل الهروب ولكن السبب الرئيسي هو الإحباط الذي التمسوه وعدم قدرتهم على إيجاد البديل بسبب (ضعف الوعي السياسي) - ارجوا ان لا تعتبر تأسيس احزاب جديدة هو دليل وعي لأن الحقيقة هي ان هذه الاحزاب الجديدة هي مجرد استنساخ لمن سبقها بالفكرة والتكتيك بدلالة عدم تغيير الواقع نحو الاحسن

واخيرا, اشكر تطرقك الى مصطلح (ضبابية المصير) هذا هو الغاية الكبرى التي طالما ترن الجرس في رأسي واحاول (مثل اخرين) البحث عن الطرق التي قد توصلنا الى فك طلاسمها وما كل محاولاتي الكتابية المتواضعة ومحاولات الخيرين من ابناء شعبنا سوى حجارة لتعبيد هذه الطرق - متفائلا, لأ اعتقد انني الحالم الوحيد الذي يرى في الأفق هجرة عكسية يقودها العقل والتخطيط المدروس.
شكرا ودمت لنا بالعز

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


الاستاذ نذار  عناي ما دونته في تعليقي الاول هو رد فعلي الايجابي لا بل سعادتي بالمضمون الايجابي لما سطرتموه.  وخصوصا هناك ‏وانا منهم مجموعة ما عادت تتأمل، بل اخذهم التشأم نحو منحدر، قد يكون النهائي مع الاسف. النهائي بمعنى انهم لا يرون خيرا كثيرا ‏في تنظيماتنا او احزابنا التي سميتموها بالمسيحية. وهي تسمية ملتبسة رغم ادراكي المعنى المراد اي احزاب شعبنا الكلداني السرياني ‏الاشوري بالاخص، ولا اعتقد بوجود احزاب ارمنية او كوردية مسيحية تمثل الكورد المسيحيين.  اي انكم لا تعنون احزاب ذات ‏ايديولوجية مستمدة من المبادي والقيم المسيحية.  ‏
لا اعلم هل حقا ان احزابنا تقوم بمهامها الاساسية ومنها نشر الوعي السياسي،  الذي يعني  القدرة على استنباط النتائج من خطوات ‏معينة،  فقديما قال المرحوم نوري السعيد، حتى الحمال في العراق يحجي بالسياسية. فهل الحجي بالسياسية هو الوعي، حقا؟ لنقل نعم ‏من ناحية ان الحجي هو اهتمام بهذا الشأن والادراك ان السياسية تؤثر ايجابا وسلبا على الحياة ومستواها.  ومن هذا المنطلق اعتقد ان ‏الكل يهتم بالسياسة.  ولكن الكثيرين لا يمكنهم استنباط نتائج معينة من ممارسات سياسية محددة. وهذا باعتقادي عائد الى امور كثيرة ‏واهمها تاريخنا وكيف عشناه، في ظل اي قوانين وتحت اي راية. لنأتي بامثلة محددة وسريعة، فتاريخيا ولمدة اكثر من الف واربعمائة ‏سنة كنا نعيش كاهل ذمة، كان الوطن وما فيه ملكية لدين معين ونحن ذمة لديهم. وهذا الامر وبالرغم من عدم مشروعيته وكونه ظلما ‏كبيرا ، الا انه كان الواقع، وقد اعتدنا عليه مع الاسف، فالكثيرين وحتى من العاملين في السياسية، من خلال تصرفهم وتعاملهم، ‏يعتقدون بهذا الامر، لان روح المواطنة غير موجودة في الثقافة السياسية لدى الجميع، الاكثريات ونحن ابناء الاقليات .لا اعتقد ان ‏الامر تم توضيحيه من قبل الكوادر السياسية، لاعضاء احزابهم، الذين يمكن ان ينقلوه للجماهير، لكي تخرج الجماهير من تحت هذا ‏النير، وتدرك ان هذا وطنها ولها فيه حقوق يجب ان تتساوي مع الجميع وتعمل من اجل ذلك. وهذا العمل يجب ان يكون بمختلف ‏الطرق وليس عن طريق العمل السياسي المجرد فقط.  والمثال الثاني وهو ينبع من الاول، ان السلطات التي حكمتنا وبالاخص خلال ‏خمسمائة سنة الماضية، قامت بتقسيم المسيحيين الى طوائف وتعاملت مع كل طائفة على حدة وبصورة مستقلة. وكان بطريرك الطائفة ‏هو الواسطة للتعامل، وكل هذه السنين خلقت مصالح واليات وحتى جدران بين المسيحيين.  هل ناضلت احزابنا لهدم هذه الجدران  من ‏خلال النشاط التبشيري او التثقيفي، مع الاسف القليل ولم يؤخذ مداه الحقيقي. ‏
انا معكم في ان تعدد الاحزاب السياسية قد تكون حالة ايجابية، ولكن هذا التعدد قياسا الى  عددنا ، اعتقده كثير وكثير جدا.  والجدال ‏الحاصل بين احزابنا والاتهامات المتبادلة حول ان وجودها في المحافل التشريعية كان نتيجة لدعمم من خارج المسيحيين، يدل على ان ‏كثرة الاحزاب قد تكون عائق امام التقدم والتطوير . من اهم عمل الاحزاب في الدول الديمقراطية، بالاضافة الى تحليل الوضع القائم . ‏هو العمل من اجل ترسيخ حقوق قاعدتها الجماهيرية، سواء بالدعاية الاعلامية او من خلال مشاريع قوانين تقدم لكي يتم سنها من هنا ‏يأتي تنشيط الوعي السياسي، اي سحب الناس للاهتمام في ما يخصهم وهنا يمكن حتى الموقف من البيئة او غابات الامازون ان يتم ‏تحويله الى قضية تخصنا، بمعنى ان ما يخصنا ليس شرطا ان يكون مرتبطا بشكل مباشر بالهوية او بالمصالح المادية الانية، بل ‏بالمستقبل وكيفية العيش فيه. ولكن مع الاسف لم نجد التركيز على اي منهم، هناك تركيز على التاريخ وعلى مواقف الدول الاجنبية  ‏وما يحدث فيها. وخصوصا تلك التي لا يمكن ان تأتينا من اخبارها او من تخليلاتنا لها باي وجع دماغ. ‏
بالعودة الى  ما طرحتموه علي،  اقول ،ان ما اعجبني في مقالكم هو موقف الا استسلام، موقف الباحث او الذي يدير الزواية لكي ينظر ‏للوضع من خلالها لعله يجد مخرج، وهذا بالضبط ما حاولت ان اناقشه مع بعض القيادات الحزبية التي التقيتها في زيارتي للوطن قبل ‏سنتين.  ولكن بالطبع من منظار اخر اي من خلال العلاقات الوطنية او في الاقليم بالتحديد.‏
اعتقد ومن ما قلته اعلاه، ان الشرنقة الطائفية التي حاصرنا انفسنا بها والتي اعتبرناها لفترة طويلة سياج الحماية الوحيد للهوية، وبروز ‏الهوية الدينية في المنطقة هو الذي يدفعنا للاهتمام بالدين وشأنه وخصوصا انه لا يجلب الكثير من المتاعب. اكثر مما نهتم بالعمل ‏السياسي الذي يدخلنا في متاهات ومصاعب قد لا نتمكن من الخروج منها. نعم اعتقد لا بل اؤمن اننا بحاجة الى تنشيط الوعي السياسي ‏بشكل دائم، وخصوصا ان المتغييرات في العمل السياسي تحدث بشكل يومي لاعتماده على موازين القوى والمصالح.‏
وتقبلوا مروري ومرة اخرى شكرا لكل من يشعل شمعة. والمعذرة ان كنت لم اقدر على ايصال تفاعلي معكم في تعليقي الاول.‏
ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ

غير متصل نذار عناي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 607
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ الطيب نيسان الهوزي المحترم, تحية وارقها
بكل تأكيد كلنا نستمتع باسلوبك الساخر اللطيف فشكرا لك
وبعد, استاذي العزيز, المقصودين بالمقال هم ابناء شعبنا سواء في الداخل او الخارج كما هو واضح والمسؤولية ملقاة على الجميع بالتساوي. وبكل تأكيد أن الوعي السياسي يتطلب رفع مستواه لدى ابناء شعبنا الموجودين في الخارج أكثر وذلك لأنهم مشروع المستقبل.
انظر, انت ايضا تطرقت الى مصطلح ومفهوم غامض أو غير معرف في قولك (ولكن : اعتقد إن ما طرحته في كلمتك اليوم صحياً ومهماً في الحالات الطبيعية ) كيف يكون شكل الحالات الطبيعية للشعب, هل المقصود عندما يبني الشعب المدينة الفاضلة. وان كنت تقصد (حالة الاستقرار المجتمعي) فهذه لا يصل اليها المجتمع إلا إذا كان الوعي السياسي وغيره في حالة من النضج النسبي. ظروف شعبنا لم تكن يوما مستقرة ولكن كل جيل يتحمل المسؤولية بحسب وعيه وإدراكه وإمكاناته, لذلك اعتقد ان لدى جيلنا أدوات المعرفة والانفتاح على الشعوب والتعلم من تجاربها وهذه لم تكن متوفرة لابائنا واجدادنا. وإن كنا نعذر أجدادنا لجهلهم القراءة والكتابة إلا أن جيلنا يلام إذا كان فيه من يجهل ذلك لأن اجدادنا لم يكن لديهم مدارس أما نحن فلدينا الكثير وفي كل مكان.
وأخيرا, ذكرت انك سبق وان قدمت (طلبات ولكن مصيرها سلة المهملات) لا يا اخي نحن نكتب طوعيا ونعبر رأينا وان لم نرى تجاوب فهذا ليس معناه ان مانكتبه يلقى في سلة المهملات.
تقبل تحياتي الأخوية

غير متصل نذار عناي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 607
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


الأستاذ الدكتور عبدالله رابي المحترم, تحية احترام واعتزاز لكم لمشاركتكم الرائعة
وها هي قدرتكم الاكاديمية في علوم الاجتماع تلقي بظلها على موضوع المقال بتشخيص المعالم التي تحدد مفهوم الوعي السياسي, بل وزادت عليها بالتطرق الى بعض المؤشرات لقياس مستوى الوعي السياسي.
نعم استاذنا القدير, من العوامل المؤثرة في رفع مستوى الوعي السياسي هي تقوية الموروثات الثقافية للحفاظ على الهوية وتقوية رابطة الانتماء الجمعي. وبعد, فإن الانخراط في العمل السياسي هو نتاج الوعي السياسي المتقدم, على أن يصاحبه الفكر والمنهج والمنطق. فعلى سبيل المثال, في العراق في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية معروفة غالبا ما كان انخراط أبناء شعبنا في العمل السياسي (مسايرة لخط الثورة والسير في الظل - صراع من أجل البقاء) بل كان في ظل الانظمة الاستبدادية كصك تبرئة من أية اتهامات ذات نزعة وانتماءات خارجية - باستثناء القلة القليلة التي كانت تعمل في الخفاء والتي تبنت أفكار ومناهج خاصة بها وبحسب ثقافتها وقناعتها بما يخدم أبناء جلدتها.
أما عن المؤشرات لقياس مستوى الوعي السياسي والتي تفضلت حضرتك بالتطرق الى بعضها: ان المعضلة الرئيسية في العلاقة بين منظماتنا السياسية فيما بينها من جهة ومع العامة من جهة أخرى  والتي قد أوصلت الحال بالوصف "كأن السياسيين في واد والشعب في واد آخر" هي في التواصل والتفاهم. عرض الرؤى والأفكار والمناهج السياسية يتم عبر الخطاب السياسي, والخطاب السياسي الحالي على العموم يتضمن في مفرداته مصطلحات ومفاهيم لم تتفق العامة على تفسيراتها ومدلولاتها. لذلك تقوم كل جهة وفرد بتفسيرها حسب القناعة الشخصية (لنضع في الحسبان توزع أبناء شعبنا الداخل والخارج وحتى السياسيين العاملين في الداخل اغلبهم لهم خلفيات لامست ثقافات مختلفة) لذلك فبرأيي أن ارهاصات لغة التفاهم والتوافق قد ضللت الأهداف والغايات وجعل من الصعب الاتفاق والقبول بأراء الآخرين وتوجهاتهم وغاياتهم وهذا هو أهم المؤشرات على تدني مستوى الوعي السياسي. هكذا اذن, إذا تم الانتباه إلى هذا الامر ومعالجته يمكننا بعدها تشخيص المؤشرات الاخرى والعمل على معالجتها لرفع مستوى الوعي لدى العامة لأنها هي الأساس لتطوير العمل السياسي- إسناده ودعمه ماديا وبشريا.
واخيرا, بسبب غياب المؤسسات الاكاديمية والتربوية المختصة لدى شعبنا, فإن مهمة رفع مستوى الوعي السياسي في هذا الوقت تقع على عاتق المؤسسات السياسية العاملة والتي كما قلت ان تنوعها هو حالة ايجابية لخدمة هذه المهمة.
لي قناعة مطلقة بأنه لو وجدت لدينا مراكز ومؤسسات اكاديمية مختصة واثبتت كفاءتها وحصلت على الدعم المطلوب, فإن القائمين على العمل السياسي والعامة سوف يعتمدون عليها ويستنيرون بأرائها وتفسيراتها وقد تكون ايضا مصباح الهدى لنهار سياسي مشرق.
عذرا على الاطالة واتمنى ان اكون وفقت في تقديم توضيح يتناسب مع مكانتكم العلمية.
مع الاحترام

غير متصل David Barno

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 44
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ نذار عناي.حسب رأي الشخصي إن تعدد الأحزاب السياسية في أي مكون يمكن أن تكون حالة غير صحية.والدليل على ذلك التجربة اللبنانية التي كثيرُ منا مطلع عليها والتي فشلت فشلآ ذريعآ,بسبب تعدد الأحزاب,وأذكر هنا نبذة من التاريخ. في عام ١٩٨٦ قمنا بزيارة الى لبنان بناءَ على دعوى من أحد الأطراف السياسية في لبنان, 
والتقينا مع كافة الفعاليات السياسية المسيحية وفي مقدمتهم جورج سعادة رئيس حزب الكتائب,وداني كميل شمعون رئيس حزب الأحرار, وسمعنا منهم وبإختصار شديد,حول الأحداث الجارية في لبنان منذ بدايتها,ولقد سبب القتال الداخلي فيما بينهم مئات القتلى والجرحى,وخسروا الكثير من المعارك مع عدوهم بسبب خلافاتهم الداخلية.
وهذا ما ينطبق أيضآ على أحزاب الحركة الكردية في العراق.

غير متصل نذار عناي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 607
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ القدير تيري بطرس, تحية عطرة وشكرا لاغنائنا بالمفيد من خبرتكم المهنية
مادمنا نتحدث عن الأمور التي تمس مستوى الوعي السياسي وتساعد على تشخيص المؤثرات فيه والممارسات التي تساعد على رفع مستواه بين ابناء شعبنا. اذا دعنا  نوضح او نضع لمسات من عصارة فكرنا وقناعاتنا على المفاهيم التي تجري في صلب موضوعنا. : التسمية المسيحية: تسمية ملتبسة حسب وصفكم وهذا حق (لقد أصبح موضوع التسمية القومية المناسبة موضع جدل وامر واقع ليس من الحكمة تجاهله ولكن له حديث اوسع من ان يتضمنه هذا المقال). فبعيدا عن التسمية القومية  الصحيحة, ما الكلمة المناسبة لتكون القاسم المشترك الأعظم بين المعنيين بالجانب السياسي لشعبنا عدا المسيحية؟ لا يمكن للمسيحية أن تعطي غطاء أيديولوجي لحزب سياسي أو أي نوع من أنواع النشاطات السياسية ولكنها هنا فقط  تميز مجموعة بشرية من أتباع الديانة المسيحية عن أتباع الديانات الاخرى, وايضا تميز بين المسيحيين من أصول بلدان المشرق والمسيحيين الآخرين. ثم, هل ترى اللغة فنقول (أحزاب الناطقين بالسريانية) أم أية صفة أخرى؟؟؟؟ (الذي يجبرك على المر هو الأمر) على الاقل, المسيحية هي الطارق الذي يحفز الشعور الاخوي بين ابناء شعبنا اينما كانوا ويذكرهم برابطة المحبة, وهي الحاضنة التي تجمعنا بحنان عاطفي كحنان الأم
لا اعتقد ان في مقولة نوري السعيد التي ذكرتها حضرتك حكمة او بداهة. لأن للكل حرية إبداء الرأي في السياسة ولكن المستمع يستطيع بوضوح اكتشاف مستوى الوعي السياسي للمتحدث وتمييز المقتدر في الفكر السياسي عن المستطرق. فالكل يتحدث من قناعته وإدراكه ومنظوره الشخصي. علينا التمييز بين الاجتهادات الشخصية في تفسير مصطلح أو مفهوم معين وبين كيفية تفسيره من قبل الاغلبية ضمن المجموعة البشرية. وهذا التفسير الجماعي هو الذي يجب اعتماده الى حين ان يستطيع شخص ما أو جهة ما من تعديله بحيث يحصل على قناعة الاغلبية. سواء ان كان التفسير أو التعريف المتبع من قبل الاغلبية صحيح او خاطيء فذلك هو ما يميز مستوى الوعي السياسي لدى تلك المجموعة.  فلذلك من الأفضل أن تكون آراء الأغلبية هذه مبنية على أسس علمية وفكرية وموضوعية (أي بعد التوغل في المعرفة السياسية لرفع مستوى الوعي السياسي). هنا يأتي دور الاحزاب السياسية والمؤسسات الاكاديمية والتربوية في دراسة المصطلحات والمفاهيم العامة ومناقشتها وترسيخها في ذهنية العامة. ولكن بغياب مؤسسات تربوية وأكاديمية متخصصة, تقع هذه المسؤولية على الأحزاب السياسية. فعندما يرتفع مستوى الوعي السياسي لدى احزابنا السياسية سوف تعي اهمية هذه المسؤولية وتضعها ضمن جدول أعمالها.

من ناحية كوننا اهل ذمة: يحاول أصحاب القوة في دول المشرق (طبعا القرار في الشرق هو بيد الراديكاليين) الإبقاء على الأمور على حالها (لنبقى ذميين) ولكننا نعيش عصر العولمة التي ترتكز على الاقتصاد وتلامس باقي مفاصل الحياة بما فيها السياسية, فهل يجب أن يبقى شعبنا اسير الماضي ام نفكر بروح العصر والمستقبل ونبحث عن المخارج الامنة من هذا المأزق؟؟ ها أنت تتفق معي بقولك (بمختلف الطرق وليس عن طريق العمل السياسي فقط) وانا ايضا احترم قولك  ان على احزابنا أن تهدم جدران الطائفية التي بناها الأقوام المسيطرة على مناطق تواجد ابناء شعبنا وانها لم تتمكن من فعل ذلك, لذلك فأن الواقع السياسي لشعبنا حاليا لا يدعو إلى التفاؤل لأن الطائفية اصبحت  واقع حال يجب التعامل معه كما هو - بل الطائفية اصبحت من صلب شعارات احزابنا لذلك فإن التخلي عن الطائفية بالنسبة لهم يعني العدول عن المباديء وهذه علة تصيب البناء المؤسساتي لتنظيماتهم. إذا فالتخلص من الطائفية عملية مستحيلة وعقيمة, وإن وجدت في الخطابات السياسية فهي لا تعدو اكثر من كونها بروبوغاندا سياسية إلا إذا تمكنت الاحزاب من ايصالها وترسيخها في قناعة القاعدة الجماهيرية. على الإنسان الذي يتحلى بوعي سياسي متطور ان يعبر فوق  هذه المفاهيم والامور الطائفية وينظر الى الامام للبحث عن حلول للواقع بنظرة مستقبلية (سبق وان تحدثنا حضرتك وانا عن النظرة المستقبلية إن كانت موجودة لدى احزابنا)
من ناحية اخرى, في الوضع الحالي قد يبدو أن عدد الأحزاب قياسا بعدد نفوس ابناء شعبنا غير متناسقة هذا لو كانت كل الأحزاب فعالة وذات قاعدة جماهيرية كبيرة. ولكن هذا غير صحيح. ثم قد يبدو أن عدد هذه الاحزاب كبير لو كان هنالك تباين كبير في في الأيديولوجيات والاستراتيجيات. ولكن الحقيقة أنهم على الغالب يستنسخون الأفكار و يستنبطون الأفكار من بعضهم البعض. ان المنافسة بينهم هي للوجاهة والمصالح الخاصة وليس من اجل خدمة الشعب كالاهتمام بمستوى الوعي السياسي لدى العامة جاهلين أن ذلك لو حصل سوف ينتهي الى التقارب والتفاهم المستقبلي فيما بينهم. وكذلك ترسيخ حقوق القاعدة الجماهيرية التي تشترك فيها العامة: واضح أن أتباع كل الأحزاب لها مصير مشترك وطموح مشترك وعوامل الصمود والازدهار المشتركة ولكن الأحزاب نفسها تبحث عن الفروقات بدل المشتركات.
واخيرا, اتفق معك بقولك (إن الشرنقة الطائفية التي حصرنا أنفسنا بها والتي اعتبرناها لفترة طويلة سياج الحماية الوحيد للهوية، وبروز ‏الهوية الدينية في المنطقة هو الذي يدفعنا للاهتمام بالدين وشأنه وخصوصا انه لا يجلب الكثير من المتاعب. اكثر مما نهتم بالعمل ‏السياسي الذي يدخلنا في متاهات ومصاعب قد لا نتمكن من الخروج منها. نعم اعتقد لا بل اؤمن اننا بحاجة الى تنشيط الوعي السياسي ‏بشكل دائم، خصوصا أن المتغيرات في العمل السياسي تحدث بشكل يومي لاعتماده على موازين القوى والمصالح) وبذلك اعتبره هروب من الالتزام بالواجب السياسي الملقى على عاتق الفرد.
عذرا على الاطالة
ارجوا ان تتقبل فائق احترامي وتقديري على تستمر بكرمك علينا من خبرتك وثقافتك الراقية

غير متصل نذار عناي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 607
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ العزيز David Barno المحترم, تحية طيبة

في البدء دعني ارحب بك ترحيبا حارا لدخولك الى هذا المنتدى الكريم (تشرفنا)!
وشكرا لمشاركتنا شيء من تجاربك الشخصية وخبرتك في الشأن السياسي على امل ان تستمر رفدنا بالمزيد من افكارك وخبراتك البناءة على امل ان نتمكن جميعا من تقديم شيء في خدمة شعبنا.
بالتأكيد لايخفى على حضرتكم ان الانسان يفسر الامور بحسب رؤيته الخاصة التي تبنى بفعل عوامل اجتماعية وثقافية وبايولوجية لسنا بصددها الان. وقد تتبلور القناعات وتحدث تغييرات عليها بناءا على المواقف والتجارب التي يمر بها الفرد أثناء حياته. فأحيانا قد نتوصل الى قناعة على ضوء تجربة معينة ولكن إذا مررنا بتجارب اخرى قد تتغير تلك القناعة. لذلك ارى من الحكمة اذا حاولنا الاستفادة من تجارب الشعوب في الشأن السياسي مثلا أن نعتمد مستوى الوعي السياسي والاجتماعي لذلك الشعب مقارنة بمثيلاتها لدى شعبنا والشعوب التي لها تجارب ناجحة في نفس المجال.
بالعودة على التجربة اللبنانية فأن مستوى الوعي السياسي (برأيي الخاص) كان ومازال يتأرجح بين تيارات تقدمية تميل للغرب ودينية اسلامية واشتراكية من موروثات حزب البعث وغيرها غير منظورة ربما. لذلك من الطبيعي أن تولد تناقضات تنعكس على الحالة الاجتماعية والامنية وغيرها من مفاصل الحياة.
لذلك, فأن هذه الحالة تتطلب التركيز على الوعي السياسي, فعندما يصل عامة الشعب الى الاتفاق على المفاهيم الرئيسية سوف تتغير القناعات لدى الكثيرين وتنتج تقارب الرؤى وهذا هو صلب موضوع مقالنا المتواضع.
مع المودة والاحترام