...مداخلة الكاتب والناقد المبدع الاستاذ انور دنحا پولص مع شكري الخاص
قصيدة تقتات علی وجع الشاعر ، لاشك تحبس كثير من ملامحها الأنفاس ، و لا يبدو أن هذه الأبيات هي أبيات عارضة بل هي قناعة مترسخة تحيل زمرد القلب الی شمس تشرق في الوجدان ، و تطالعنا بدهشة باذخة و وجع كوني أثير يدخل الی جزر الروح فتسبح بنا عبر لغة الحروف لتجذف في محرابها حيث أسطورة الذات و أميرة الحروف التي تحارب تنين العالم في داخلها وهو يحاول أن ينهش القلب الضاج بالعطر و الجمال !!
المكان أحد أهم المهيمنات في النص ، ولا غرابة في ذلك فعنوان القصيدة مكاني بمعناه الفيزيائي و ببعده الرمزي ، فنری شاعرنا المبدع * Afser * يعمل جاهداً بسلاسة و يُسر و عمق منسجماً مع ذاته و القصيدة ليشكل منها الخطاب في وقفة تأمل عبر ذات الأنثی التي يراها وحيدة منكسرة تبحث في المجهول عن عالمها الصغير و ذاتها السابحة في فضاء العالم ، كل هذا الألق يتجلی في لحظات البوح و هذا الإنسجام الجميل بين نوازع القصيدة ، فالذي يتقطر من هذا النص هو جزء من الحقيقة الوجودية التي لا تنبذها مدراك الناس وإن لم تعبر عنها !!
التعصب الشرقي يری أن المرأة مجرد فتنة جسد و مدخل نار لا آية مقدسة ، إنها طبيعة بشرية مجبولة علی التوحش لا تفرق بين قراءة الجسد و قراءة الورقة ، فمن الصعب علی المرأة أن تسبق الزمن و تصمد أمام عالم كبير و رحب ما لم تكن قوية و عنيدة ، إذ يفصل بين اختيارها و واقعها خيط رفيع يتأرجح بين القوة و الضعف ، فالمرأة حين تكون جاهلة و خاضعة لن تعرف إنها تتعرض للظلم فتذرف دموعها أنهاراً صامتةً علی وجنتيها في جوف الليل الحزين !!
كن بخير أخي الرائع