المحرر موضوع: ماهي الامة؟ تعقيب منفصل على ترجمة الكاتب" بولص ادم" عن " ارنست رينان"  (زيارة 2419 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د.عبدالله رابي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1269
  • د.عبدالله مرقس رابي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                                   ما هي الامة؟
                       تعقيب منفصل على ترجمة الكاتب "بولص ادم"
                                عن " ارنست رينان"
د. عبدالله مرقس رابي
تحية في البدء اقدر الجهود التي يبذلها الكاتب المبدع " بولص ادم " في ترجمة مقالات فكرية للمفكرين لتكون بمتناول ايدينا لقرائتها ،واليوم قدم لنا ترجمة مقال المفكر الاجتماعي "ارنست رينان أو رينه " 1823- 1892 من الالمانية والى العربية  "ما هي الامة" ليطلع القارىء عليها لاهمية محتواها الفكري الذي أثر في افكار العديد من علماء الاجتماع الحديثين بخصوص تحديد مفاهيم أشغلت المهتمين في عالم اليوم ،الاثنية والعرق والامة والقومية . وما ينطبق هنا على الامة فهو ينطبق على القومية والاثنية . بالاضافة الى انه موضوع يهم المتابعين والسياسيين من ابناء شعبنا الكلداني والاشوري والسرياني .وان كان قد مضى على المقال فترة طويلة الا كما ذكرت اثرت في افكار الاجتماعيين والانثروبولوجيين ومن بين الذين تاثروا عالم الاجتماع " روبرت برايم " الذي انطلقت من تعريفه لمصطلح الاثنية وتكوينها في دراسة اهم ما شغل سياسي ومفكري شعبنا فيه ولا يزال موضوع " التسمية القومية  " اثناء تاليفي لكتابي الاخير " الكلدان والاشوريون والسريان وصراع التسمية،تحليل سوسيولوجي" في تطبيقه لدراسة التغير الحضاري لبلاد النهرين وما نتج عنه عبر العصور وصولا الى يومنا هذا .
االمفكر رينان توصل لتحديد مفهوم الامة من خلال دراسته للتطورات والاحداث التاريخية للحضارات الاوربية منذ القدم والى زمانه في القرن التاسع عشر ولخصه في مقالته هذه ،ان ما جرى من الاحداث قد يكون غريباً على القارىء غير الملم بالتاريخ الاوربي القديم وفي القرون الوسطى.الا  انه يمكن الاستنتاج ما يخص فكره عن مفهوم الامة من متابعة المقال.ويمكن مقارنة ما جرى في التاريخ الحضاري لاوربا مع ما جرى في تاريخ الحضارات في بلاد النهرين على مر العصور.وهذه بعض الامثلة :
يؤكد : " ان تقسيم اوربا عميق جداً"  وكذلك ما حدث في بلاد النهرين عميق جداً .
" الامم التي نفهمها هي شيء جديد الى حد ما في التاريخ لايعرفون العالم القديم" أي الامم الاوربية .من هم في بلاد النهرين اليوم بما فيهم الاشوريون والكلدان والسريان المعاصرين هم شيء جديد الى حد ما في التاريخ لا يعرفون العالم القديم " لا ياتي احد ويقول نقرأ تاريخ اجدادنا" المسالة اعمق وما يقصد رينان اعمق بكثير من قراءة الكتب التاريخية .المقصود هنا " روح العصر"
"لم تكن الامبراطوريات القديمة وطنية كالاشورية والفارسية والرومانية" فعلا من قراءة مدونات الملوك لتلك الامبراطوريات وغيرها توضح تماما ان ولاء الانسان فيها كان للملك ،ولم تكن كل الاحداث والوقائع في الامبراطورية تحدث الا لاجل الملك وتمجيده ولارضاء الالهة .ولم يحدث لاجل الانتماء الوطني او القومي لان الامبراطورية لاحدود لها ولا حس مشترك لافراها الا واحد هو الخضوع لقوة بطلهم.
" اللغة تتغير بحسب امتزاج الحضارات " فعلا ما حدث في اوربا.وهذا الذي ايضا حدث في بلاد النهرين منذ السومرية والى يومنا هذا الذي نرى انفسنا نتحدث بلغة تخصنا نحن وتقدم لنا وظيفة الاتصال والتواصل الفكري.
" تمتزج العادات والقيم عند غزو حضارة لاخرى" وهذا ما حدث في بلاد النهرين  لتلاقح عدة حضارات متعاقبة تاريخياً.
" الامة توجد بدون مبدأ السلالة" وهذه بالطبع توصل اليها من دراسته للتاريخ ،واصبحت الفكرة علمية واقرها علماء الاجتماع والانثروبولوجية وتوصلوا الى القول ان وجود عرق بشري نقي في العالم ضرب من الخيال وبل اسطورة طالما حدث التداخل جراء الغزوات المستمرة للشعوب على بعضها وحدث التلاقح البايولوجي. وعليه الامة تتجدد .
يؤكد ان : العرق، اللغة ، الدين ، الجغرافية، متغيرات لا يمكن اعتمادها لبناء امة.
فالعرق كما اشرنا ضرب من الخيال وقد جاء بامثلة متعددة على عدم نقاوته.
واللغة ، يقول عنها لا يعني ان مجموعة بشرية تتحدث بلغة واحدة مرتبطة بعرق واحد او سلالة واحدة فهم من اعراق مختلفة وجاء بامثلة متعددة عن اوربا ،وبين كيف ان البلدان الحديثة تشكلت كامم وابناؤها يتحدثون اكثر من لغة.وهذا ما نلاحظه اليوم في العراق ومصر وسورية ولبنان هم من اعراق واثنيات مختلفة انما توحدهم لغة واحدة او بالعكس لغات متعددة يتكلمون بها افراد المجتمع انما توحدهم مشاعر الانتماء الى الامة الواحدة مثل كندا والولايات المتحدة الامريكية والهند وروسيا والكثير من البلدان الاوربية.
واما الدين ، فهو الاخر متغير ضعيف في رايه لاعتماده لفرز الامة، بدليل وجود امم يعتقد افرادها مختلف الاديان الا ان عيشهم المشترك يربطهم .
وياتي الى الجغرافية ، فيقول لا الانهار ولا الجبال ولا اي مظهر جغرافي طبيعي او جغرافي سياسي بامكانه تشتيت المشاعر الانتمائية للامة الواحدة قديماً وحديثاً. وهذا ما نلاحظه اليوم فمثلا بالرغم من تشتت الاكراد او العرب او البرتغاليين او الاسبانيين او الاشوريين او الكلدان او السريان في بقاع العالم المختلفة الا ان هذا التباعد الجغرافي لا يمنع من توحيد مشاعرهم للانتماء الى امتهم.
يقول رينان " " ان الاعتبار الحصري للغة بالاضافة الى التركيز المفرط على السلالة له مخاطره وعدم تتحمله اذا ركزت كثيرا على اللغة فانك تُحاصر نفسك في ثقافة معينة تعتبر وطنية ،انت تحد نفسك وتترك الهواء الحر الذي تتنفسه في اتساع الانسانية للتراجع الى اديرة مواطنيك" أي انه يخطو خطوات نحو الانسانية وليس التقوقع على اثنية او قومية معينة.ويستطرد ويقول: " دعونا لا نتخلى عن المبدأ الاساسي القائل بان الانسان كائن معقول واخلاقي قبل ان يتم حصره في لغة أو اخرى.أو في هذا العرق أو ذاك ". وهكذا لايمكن حصرها في جغرافية معينة او ارض أو دين .أنما الامة عنده هي :" مبدأ روحي ينتج عن التشابك العميق في التاريخ والذكريات والاسرة الروحية وليس مجموعة يحددها تصميم ارض،ويشكل التراث المشترك والاتفاق الحالي على اسلوب الحياة روح الامة ،اي الشعور بالانتماء اليها والرغبة في العيش معاً، الرغبة الحقيقية في العيش معاً والاتفاق."يؤكد على الاتفاق على اسلوب للحياة يكون طريقهم للعمل والاداء اي نعمل وفق المستجدات الحضارية مع الاعتزاز بالتراث لا التشبث فيه كما يذكر في حواراته الفكرية بل ان يكون عامل وحدة الشعور .
 ويختم فكرته عن الامة بقوله:" هناك شيء متفوق على اللغة  والعرق،هي الارادة ،فهي توحد مشاعرهم وافكارهم. بمعنى التضامن  والتماسك بين افراد الامة والعمل معاً من اجل الامة والاتفاق على اسلوب الحياة والرغبة الحقيقية وتوحيد الفكر والمواقف هي الكفيلة في استمرار وجود الامة.فاين الاثنيات الثلاث لشعبنا من هذه المشاعر.؟
وكل ما ذكره عن الامة وتكوينها يقول اخيراً: ان وجود الامة استفتاء يومي" اي ان الامم تتشكل بارادة الفرد نفسه لا بالقسر والقوة كما يحدث عند البعض في المجتمعات النامية. فالامة تتغير زمانياً ولا ثبوت لها وهذا ما يؤكده الاتجاه الحديث في علم الاجتماع في دراسته للاثنية او القومية والامة .فيقول " برايم " وغيره، الكندي المهاجر كانت مشاعره الانتمائية الى خلفيته الاثنية الا انه تدريجياً وعند الاجيال الحديثة من ابناء اولئك المهاجرين يعدون امتهم " كندية " وهذا ما يحصل بزيادة نسبة من يُسجل في حقل الانتماء في استمارات الاحصاءات الرسمية  الاثنية هي " كندا" وهذا ما يحصل في امريكا واستراليا وغيرها من البلدان. فالانتماء الاثني يتغير وفقاً لمستجدات الحياة المجتمعية وطرق العيش المشترك والمصير المشترك.
بعد هذا العرض اود  الاشارة الى بعض من افكار " ارنست رينان" الاخرى استخلصتها من افكاره في حوارته المعروفة لدى الاختصاصيين لمزيد من المعرفة .
له كتابات في اللغة والفلسفة والتاريخ ،  وقد تأثر بفلسفة هيكل.يُعد مفكراً اجتماعياً استفاد علماء الاجتماع من افكاره .
كانت معظم افكاره يعبر عنها بالسخرية والفكاهة . واستكثر من الالاعيب اللفظية وكان يتغنى بكل لحن ويتفنن وذلك لحرصه على جذب الجمهور ويترضاه ، كان حافلا بالافكار بالرغم من تناقضاته.( يعني انه صديق نيسان سمو الساخر والفكاهي في التعبير عن افكاره).
لا يُعادي مذهب من المذاهب ،يعطف على كل شيء من بعيد ، لان كل شيء مايبرر وجوده في هذا الكون الذي تجتمع فيه المتناقضات..فهو يسلم بكل المعتقدات لا على انها حقائق ،بل لانها تعبر عن حالات للروح يستطيع ان يتذوقها ويستمتع بها .وعليه كان يؤكد على التسامح والاعتدال ويدعو الى المصافاة بين الاديان.
ولم يكن له موقف سلبي تجاه اي ظاهرة. حيث يؤكد انه يتذوق الوجود قاطبة بمثل الشعور العام فهو مع المدينة الحزينة والمدينة الفرحة .ويرى الجمال في كل شيء .
درس الحضارات العالمية ومنها حضارات بلاد النهرين القديمة ودرس الديانات وقدم تحليلات عنها ومنها الاسلامية وله نقد للاسلامية باعتبارها مُقيدة لفكرة التقدم وانها وسيلة لاحباط العلم والعلماء كما له كتابات عن المسيحية وحياة يسوع ونقد رجال الدين في اوربا.
يرى ان الحضارة شيء متحرك. ويؤكد على التخلص من التقاليد التي لا تخدم المجتمع طالما ان الحضارة متجددة لتلائم الحياة.
يؤكد على ان خلاص البشرية يكون في حكم فئة العلماء .فيؤكد سياتي اليوم الذي ستكون السلطة بيد العلماء بحيث لا تقوم ضدها ثورة ،ولا يمكن الانسان ان يستغني عن العلم  فقوتهم العلماء هي في حكم العقل دون الركون الى الاكاذيب ،فالكذب سلاح العاجز يصطنعه في مكان القوة .بمعنى ان السياسة الحالية التي تحكم المجتمعات، الكذب سلاحها .والخوف ينشأ من وعيد حقيقي او خيالي ،فالقوة والمخادعة من هذه الوجهة نظيران.
يقول: حاولت الكنيسة في العصور الوسطى ان تحقق القوة الروحية ، ولكن لم يكن بيدها القوة الكافية وكان سلاحها بدلا من الجيوش التخويف بالجهنم ،وعليه ظلت ضعيفة مُكرهة على الاستعانة بالقوة الدنيوية التي أملت عليها شروطها نظير ذلك انقاص الحقوق الاكليروسية ،وفي رايه القوة الروحية لا تكون قوية الا اذا كانت بيدها قوة مادية لاتخضع الا لها.فهو يؤكد هنا على دور العلم في الفكر الديني وادارة المؤسسة الدينية.
من ارائه: الديمقراطية لا تعمل على اعلاء الشعب وانما ترمي الى الاسفاف به وهي لا تريد العظماء.
يؤكد على ان المادة هي حالة الوجود ، لا سببه ،وعلة الاشياء مصدرها الفكر ،فالعقل يحرك كل شيء.ويؤكد ان الفكرة هي التي تحمي  كل شيء والفكر لا يتحقق الا بالتراكيب المادية فيقول مثلا لا فائدة من الحان " بتهوفن" ما لم هناك اهتزاز الاوتار الموسيقية.
يقول" العمل على رفعة الناس قاطبة هو اول واجبات المجتمع ولكن رفع الناس كلهم الى مستوى واحد امر مستحيل.
بالرغم من انتقاده للاكليروس الكنسي الا انه يؤكد: الدنيا بدون الله شديد الفظاعة والنكر. ويقول:اتصور في بعض الاحيان ان الله هو العيد الداخلي العظيم للكون وانه ذلك الشعور المترامي الفياض الذي تعكس فيه كل الاشياء ويتجاوب صداها.
ويستطرد في حواراته ويقول: لا يزال يسوع حياً وشخصيته لا تزال باقية ،بل هي اعظم مما كانت .
تعرض رينان الى الانتقادات لكثرة التناقضات في افكاره وحتى انه كان يشك بما يقوله ،وكان مترددا .وهذا ناشيء عن الصراع النفسي الداخلي الذي كان الكثير يعاني منه ولا يزال ،والناجم عن التناقض بين ما يتلقاه الفرد من افكار دينية وقيمية في اسرته وثم ما يفكر به هو شخصياً .
اكتفي بهذا القدر لعله قد يستفيد القراء من افكاره،والمقال هو عبارة عن تعقيب لمقال المترجم من قبل الكاتب " بولص ادم " الا لطوله وضعته منفصلا فاعتذر من الاخ بولص.
من : كتاب محاورات رينان الفلسفية.
رابط مقال المترجم
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,976656.new.html#new

غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
رابي عبدالله المحترم : صادقاً وانا جالس على مائدة الطعام بعد يوم عمل متعب بدأت مع الطعام بالفتح المنبر فوجدت كلمتك هذه وانا اقرأها بعجالة وبعد عد من الأسطر قلت لنفسي يا رينيه يا بطيخ ( لما أكون جوعان لا استطيع لا القراءة ولا التفكير ) ! الأمة هي المجموعة التي تستطيع ان تتناغم وتتعايش وتتعاون مع بعضها دون المنازعات الحقيقية ! وانا اكمل القراءة اتضح بأن رينيه أيضاً يقول ذلك ومتفق معي ( ولكن قبلي بقليل ) وبعدين طلع سخري وبعدها تأكدت بأنه ابن عمي !ههههه
سيدي لي كلمة جاهزة ولكن تحتاج الى بعض الإضافات السخرية وستنشر الجمعه بعونه تعالى . ألغي فيها كل شيء ! كل شيء ! وعندما يلغي الانسان كل شيء ومع هذا يتعايش مع الاخرين فبرأي الشخصي هذه شخصية الأمة الحقيقية .
بالمناسبة انا أيضاً انتقد مثله وايضاً أقول بأن روح المسيح داخلة في كل مسيحي ومتواجدة دوماً رآنا أيضاً انتقد الاديان ووووو فوالله كان هذا رينيه يشبهني بأفكاره . المشكلة قرأت الكثير من الكتب وعن رينيه أيضاً ولكن والله يمكنني ان اتذكر جملة واحدة من كل الكتب التي قرأتها ( هذا مرض انا مصاب به والله يستر من القادم من الأيام ) . عندما لا يربطني شيء بك وليس لي مصالح مذهبية او سياسية او غيرها ومع هذا أتعايش معك بكل الاحترام والتفاهم فيمكن لي ولَك ان نشكل أمة ( حلوة هاي الأمة من شخصين ). بس اهم شيء يكون فلكلورنا ورقصنا ودبجتنا متشابه . تحية سيدي الكريم

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 اخي العزيز د. عبدالله رابي المحترم
 تحية طيبة
 اجده تعاوناً مُثمرا بيننا دون إتفاق مسبق، حول نص مطول كتبه مفكر شامل متعدد المواهب، هذ التعاون الفكري، له وجه تلقائي لأول وهلة، لكنه أعمق من ذلك بكثير. حضرتك وجد للفكرة أرضاً خصبة تتمثل في ( شعبنا ) وأشتغلتَ على تنميتها فالشكر لك ليس مني فقط بل من كٌل شخص يدرك أن هناك آفاق أوسع من السير على مبدأ وجهي العملة  ومبدأ العرق والسلالة.
 قدمت هذا المقال المهم  والذي يٌعرف رينان به وخاصة مع بدء الفكرة والمشاورات الأولى بصددها و على يد عرابها هلموت كول وبعد قرن من الزمان تحققت نبؤة رينان حول الأتحاد الأوربي . وأعيد نشره عدة مرات ومناقشته بوفرة في العقود الثلاثة الأخيرة.. ما هي الأمة؟ هو  خطابه في السوربون في 11 مارس 1882 وتم الترحيب بالخطاب ( الخطبة المشهورة ). ينتقد بعض المؤلفين غموض "الاستفتاء اليومي". يجادلون بأن رينان طرح ما لا يتماشى مع أفكاره  (تأثر تعريفه بسقوط الألزاس في الحرب الفرنسية البروسية).
   يمكن العثور على تأثيرات رينان في فكر هنري بيرجسون وفي الأدب الروسي في القرن التاسع عشر.
 
 لمعرفة رينان بشكل لايعرض المرء الى إلتباسات هو قراءة المحاورات الثلاث في محاورات رينان الفلسفية. والتمعن في مقدمة المؤلف وتوجيهها ككلمة الى من أعتبره صنوه ومكمل له فكرياً ( مرسلان برتلو ) .
قد يقرأ احد ما هذه الفقرة فيأخذ فكرة معينة: ( الحقيقة انني لا أعرف قديساً قد حملَ إنكار النفس الى الحد الذي حمله إليه عالم من علماء عصرنا تعده العقول السطحية كافراً مادياً) .
ثم يقرأ نفس الشخص فقرة أخرى لرينان في المحاورات يكون له إنطباع ثانٍ ( إن المثل الأعلى هو مبدأ تطور الله ونشوئه، وإنه هو الخالق بطبيعته وأنه غاية الوجود والمحرك الأول له ).

هو إرنست رينان الذي كتب:ـ ... وإنما علة الأشياء ومصدرها هي الفكرة( العقل يحرك الأشياء كلها) .

 أصعب مهمة هي تلخيص فكر مفكر مر بمراحل و لم يترك شيئا الا وتطرق اليه، ارى انك رابي د. عبدالله قد كتبت مقدمة شارحة وافية، فيها مفاتيح أساسية.. أستطيع تخمين جهدك المبذول، فشكري الجزيل لك مع التقدير.
 بولص آدم

غير متصل د.عبدالله رابي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1269
  • د.عبدالله مرقس رابي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الكاتب الساخر نيسان سمو الهوزي المحترم
تحية
شكرا على تعقيبك الجميل بمحتوياته الساخرة.
بالتاكيد بعد الاستمرار بالقراءة وانت على مائدة الطعام وتبين ان رينيه هو من ابطال السخرية الهادفة وتتطابقت افكارك معه زادت شهيتك والله يُستر ما خليت شيءللاعزاء المشاركين معك.
اخي نيسان ،هكذا افكار تفيدنا لعله يتعض قادة شعبنا ،ولكن لا اظن ذلك لانهم ملتهين مثل غيرهم باللهف من خيرات العراق ولا مهتمين بالفكر ولا بالسخرية ،بل علينا ان لاتُصيبنا خيبة امل نكتب ونكتب.
ولا تظن انهم ما يستفيدون من مقترحاتك التي تعبت اياما على التفكير بها وصياغتها ،هناك مسالة لا ادري تعرفها ام لا عند المسؤولين وهي: عندما يقدم احدا مقترحات لا يرد او يشكر او يعطيك رايه بل يخليها سكتة وبعد مرور فترة سيطبق تلك المقترحات او يعلن عنها وكانما هو بطلها ،هذه لقفتها من خبرتي الميدانية ومع زملاء لي في الوزارات العراقية اثناء عملي كخبير الى جانب التدريس في دوائر الدولة،نقدم مقترحات ونتعب ولكن الوزير ساكت بكل تفاصيله ولا يحرك ساكن،وبعد مرور فترة قد تطول سنة والا تلك المقترحات اعلنت باسم الوزير وتُرجمت للواقع الميداني وتبدا تعيش سيد الوزير تعيش.
فلا يهمك اكتب كما كان رينيه ابن عمك يكتب وبجدارة بالرغم من الانتقادات التي تلقاها في حياته .هناك تطابق فكري بينكما يعني تطابق عقلي وثم معناه تطابق جيني ،وقد يكون من الاعمام هههه ابحث عن ممتلكاته ،ولكن لا اعتقد انه امتلك شيئا سوى العقل .
قل لي شنو مسالة تكرار والله في ردودك هذه جديدة ،احنا مصدقينك يا رجل الفكر والعطاء.
تقبل تحياتي

غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
نعم سيديالكريم رابي عبدالله : نعم انهم وكما تفضلت خبثاء لا يقرون بالأفكار المطروحة في آنيتها لعدم إعطاء الأهمية للآخرين ومن ثم شخصنتها بإسمهم . هذا قول صحيح وبصراحة كان غائب عني . عادي سيدي الكريم ليش أي فقير حتى اذا كان ( قلت حتى ) عالماً او فناناً او عبقرياً تم الاعتراف به قبل ان تصبح عظامه مكاحيل ! هكذا كان وهو كذلك العالم . واقصد كل التغيرات والتحسينات والطفرات تم تسجيلها بأسماء الحاكمين وليس بأسماء الفقراء الكحلانين . الفرق الان هو ان الفقير من امثالك وأمثال الأساتذة الاخرين يستطيعون ان يعبروا عن رأيهم بدون الخوف او المقصلة ! وهذا أيضاً جزء بسيط من التطور العالمي الذي وصلكم وهذا لم يحصل عليه الذين سبقونكم مثل رينيه وغيره . مو طلع هذا رينيه كلداني ومتزوج من آشورية !!!! اي والله .
بالمناسبة عندما اذكر كلمة الله في حديثي او كتاباتي يعني في اغلب الأحيان أكون كذاباً في هذا الجزء . شوف الشيطنة !!!!!ههههه
رابي عبدالله : لقد رأيت حتى مقترح التبرع بدولار واحد لكل شهر لم يتطرق إليه احد ! يا رجل ولا مسيحي تحدث عن هذا الدولار لا من قريب ولا من بعيد ! حتى ولا واحد منهم رفض الفكرة ! هسة لو واحد رافضها كنا نقول المهم جابوا اسمه ، بس ولا واحد !!!!
كان لي صديق في بغداد كلما يشاهد التمثيليات والإغراء في التلفزيون العالم الاسلامي ( العربي ) كان يقول : نيجو ( بفتح النُّون ) نيجو يا عباد الله ! بدأت اتذكر هذه المقولة كل ربع ساعة وانا في الموقع هذا . انت دكتور ولا تحتاج الإشارة .
بس اشكرك هواية لكل هذا التشجيع والدفع المعنوي . مو عبالك غشيم ! الف تحية سيدي العزيز .

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2492
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اخي د عبد الله
تحية
هذه فقرة من مقالي المنفصل كان تعقيبا على مقالكم

 هناك حقيقة مهمة يجب ان نذكرها هنا، اليوم الفرد لا زال مهمشا، وان قرارات الدول الكبيرة اصبح بأيادي مخفية اصحاب الشركات العملاقة، وان مبدا حماية حقوق وحرية الفرد وأفكار الليبرالية تحولت الى مرض في جسد الإنسانية (البشرية جمعاه)!!، لأن تطبيق هذه المبادئ عبرت حدود العقلانية او المنطق، بسبب الانفلات الذي حصل من جراء التركيز على معاداة الفكر الديني على اساس انه رجعي يعيق الحياة
لقراءة بقية مقال
يرجى فتح الرابط
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,976992.0.html


غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
الدكتور عبد الله رابي

سأكتب مداخلة سريعة:

- انا برأي انك تقع في تناقض كبير جدا، حيث من جانب تقول:
" وكل ما ذكره عن الامة وتكوينها يقول اخيراً: ان وجود الامة استفتاء يومي" اي ان الامم تتشكل بارادة الفرد نفسه"

ومن جانب اخر تقول:

" يؤكد على ان خلاص البشرية يكون في حكم فئة العلماء .فيؤكد سياتي اليوم الذي ستكون السلطة بيد العلماء بحيث لا تقوم ضدها ثورة"

تشكيل الامة، أو تشكيل المجتمع او الخلاص للبشرية في مجتمع افضل المفترض اما يكون عن طريق  1 او 2 من ادناه:

1- أستفتاء كل أفراد المجتمع. حيث شكل المجتمع تقرره مجموع قرارت الافراد
2-شكل المجتمع تقرره سلطة العلماء.

عليك أن تختار اما رقم واحد أو رقم اثنين، لا يمكن اختيار الخيارين معا.

بالنسبة للاختيار رقم واحد: انا أمتلك مئات المداخلات حول قدرة وقوة ومسؤولية الفرد، وتظاهرات العراق الأخيرة أظهرت قوة الفرد ومسؤولية الفرد بوضوح.

بالنسبة للاختيار الثاني سلطة العلماء: انا ارى انك اخترت اسوء فترة للتحدث هكذا، لماذا؟ لأن ما يسمى بفيروس الكورونا أظهر الفوضى العارمة المتواجدة في العلم حاليا، حيث الالاف من الدراسات المتناقضة وآراء غير ثابتة وتتغير بسرعة البرق، وآراء مختلفة جدا بين العلماء، ولكن يبقى المثير خروج الالاف في دول العالم المختلفة في مظاهرات ضد القوانين الجديدة، وهي تظاهرات موجهة ضدة سلطة العلماء ايضا.

- النقطة الأخرى انك تعتبر الارتقاء ان يكون هناك سرد لافكار المفكرين ومن ثم عرضها هنا. هذه النقطة انا بشكل شخصي افضل تجاوزها، بالنسبة لي الارتقاء يكون بالاتيان بافكار المفكرين ومن ثم نقدها بالدرجة الأولى وليس فقط عرضها ومن ثم القول" يا له من مفكر عظيم".

-النقطة الثالثة التي اختلف معها هي اشارتك إلى هذا المفكر  ودعمك له بأن الامم والمجتمعات هي دائما في تغيير. انا شخصيا لا اتفق مع هكذا فكرة، لا يمكن تصور عدد لا نهائي من أشكال المجتمعات، لأن اللانهائي متواجد فقط في دماغ الإنسان وليس خارجه. هناك تغيرات نعم تحدث ولكن هناك العديد من التشابهات، بحيث ان التشابهات تكون في عدة امثلة أكثر بروزا.

ولكي اعطي مثال فإنني ساختار بأن أجد تشابهات بين الأفكار حول التغييرات المحتملة في المجتمع الان وبين المجتمعات التي ذكرها هذا المفكر.

لننظر مثلا إلى التغيرات المستقبلية بمجتمعنا هذا، هل يمكن توقع شكلها؟ نعم يمكن اذا نظرنا الي المصطلحات الجديدة المستعملة والقوانين التي يتم اتخاذها تدريجيا. فهناك مثلا قضية  ال gender وايجاد الجنس الثالث وعدم الابقاء التقسيم بين ذكر وأنثى، نحن نرى مناقشات كبيرة حول إنهاء العائلة وإنهاء الابوة والامومة،  والان هناك كتب عديدة أصبحت تظهر تتحدث عن البدائل ومن هذه المصطلحات والمفاهيم الجديدة نرى مثلا parentless society ، مجتمع بدون أسرة وبدون عائلة كمجتمع بديل للمجتمع الابوي والراسمالي، ومصطلحات مثل family abolition ، و pregancey communism ساترجمها ولكن بشكل غير دقيق إلى " الحمل الشيوعي " وبدائل مثل surrogate mother الام البديلة.... العديد من هكذا مفاهيم ومصطلحات جديدة يمكن قرأتها في كتب مثل full Surrogacy now للكاتبة Sophie Lewis.

بشكل مختصر ولكي يفهم ابسط قارئ: المجتمع الجديد يريدون ان يكون خالي من العائلة وخالي من الاب والام، سيكون هناك انجاب أطفال، وهؤلاء الأطفال لن يمتلكوا لا اب ولا ام وإنما سيكونون ملك المجتمع والمجتمع سيكون مسؤولا عنهم....

والان هذا كشكل للمجتمع الجديد القادم، وهذا بحد ذاته سيكون تغيير، ولكن هل فعلا لا يوجد مثله في التاريخ لكي نقول هناك دائما تغيير؟ كلا بالتأكيد، فهناك من ضمن المجتمعات التي ذكرها هذا المفكر ما يطابق هكذا افكار. مثلا حديث المفكر عن مجتمع َامة سبارتا. ففي مجتمع سبارتا كان الأطفال ملك للأمة وملك للمجتمع، وكانت أمة سبارتا او مجتمع سبارتا مسؤولا عن تربية الأطفال. الفرق هو أن سبارتا كانوا يدربون الأطفال ليصبحوا مقاتلين اشداء، ام الأطفال المعاقين والمرضى فكانوا يتخلصون منهم. في المجتمع الجديد فإن المجتمع سيكون مسؤولا عن تربية الأطفال، وهؤلاء بعدها سيتم تربيتهم ليصبحوا منتجين في المجتمع. وربما المعوقين والمرضى سيتم ايضا التخلص منهم كما يوصي الان في قضية الإجهاض واعتبار انجاب الأطفال مضر للبيئة.  نحن نرى اذن تشابه اكثر من ما نجد اختلافات اذا قمنا بمقارنة.

بالطبع لدي أمثلة أخرى، ولكني اخترت أعلاه لان المفكر ردد بعض الأسماء كثيرا مثل أمة سبارتا.




غير متصل د.عبدالله رابي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1269
  • د.عبدالله مرقس رابي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ لوسيان المحترم
شكرا على مداخلتك وابداء رايك في موضوع المقال
بخصوص ما تفضلت به اود الاشارة والتعقيب لضرورة الموضوع المطروح.
اسف لعدم وضع مقتبسات من كلمتك والتعقيب عليها لاني لا اجيد فن الاقتباس في الكومبيوتر حالياً .
المقال هو عبارة عن تعريف القارىء باهمية الكلمة المترجمة من قبل الكاتب بولص ادم لمفكر اجتماعي له تاثيره في الدراسات الاجتماعية التي اجريت فيما بعد شأنه شأن كل المفكرين.وهذا ما اشرت اليه .
وهذا الاهتمام من قبلي كان انعكاس لما رايته من افكار طبقتها في دراستي عن موضوع مهم أشغل السياسيين وبعض المهتمين هو موضوع التسمية ،وليس من افكاره مباشرة بل من افكار علماء الاجتماع. وهذه النقطة مهمة أي متابعة ما يُكتب .ارجو مراجعة تعريف العلم ،سترى من خصائصه ،التراكمية المعرفية ،اي الفكرة تكون في ذهن الباحث وعند الرجوع الى ما أخترع واكتشف وكتب عنها ستكون مساعدة لتحقيق نتائج افضل .
وعليه الاهم احدى خطوات البحث العلمي الاساسية والمعروفة لدى الاكادميين ومن درس طرق البحث العلمي هي ،" مراجعة الدراسات السابقة عن الموضوع" ليس الغاية منها تقليدها بل تطويرها والاستفادة منها في وضع الخطة والتحليل. فهذا هو سر الاهتمام بما يُكتب من قبل الاخرين .
تقول من ينقل افكار غيره ان ينقدها.
اخي لوسيان المحترم ارجو ان تُميز بين الثلاث : الترجمة ،التي هي نقل الافكار من لغة الى اخرى دون المساس فيها.والثاني عرض وتقديم الافكار كأن يكون بحث اوكتاب دون المساس بما هو مكتوب وغرض الحالتين استفادة القارىء الذي لم تتهيأ الفرصة له للاطلاع على الافكار المترجمة او المعروضة .وثالثا عرض وتحليل ،فهي حالة نقد ما يقدمه الكاتب من افكار او كتاب او بحث غيره.
هنا في كلمتي جئت بالافكار المترجمة، ولو تمعنت بدقة سترى اني كتبت ما مقتبس من المترجم وضعته بين قوسين ومباشرة تعقيب قصير لي عن كل فقرة هي التي تعبر عن وجهة نظري, وهذا هو الجزء الاول من الكلمة ،اما الثاني لخبرتي المتواضعة عن ما اعرفه عن المفكر رينان ،انتهزت الفرصة لتقديم مقتطفات من افكاره لغرض الاستفادة منها من لم تمر عليه دون تعقيب وهذا الجزء يقع ضمن سياق التقديم فقط.
ترى تناقض بين فكرتين وهما" وجود الامة استفتاء يومي" و" خلاص البشرية في حكم العلماء" .
اولا الفكرتين ليست لي ونسبت التناقض لي.الفكرتين للمفكر رينان. ومع هذا اود التوضيح عن الفكرتين انهما غير متناقضتين .
لا اريد اعادة ما وضحته في تعقيبي عن تشكيل الامة او الاثنية او بالمفهوم السياسي القومية والاستزادة عن ما كتبته .فتمعن فيها رجاءا وهذه مستخلصة من دراسات معمقة عن الظواهر هذه واعتقد خلافها ليس الا لترسيخ التعصب وتحقيق الطموحات السياسية لدى مروجي نقاوة السلالة او العنصر البشري كما يعمل متعصبوا الكلدان اولا والاشوريين ثانية والسريان ثالثة والكورد والعرب وغيرهم في البلدان النامية.هذه الظواهر تتغير وفقا للمستجدات وهي تعبير عن ارادة الفرد اي عدم فرض الانتماء الى مجموعة بشرية يختارها ووضحت ذلك في تعقيبي في الجزء الاول والاتفاق مع رينان ومع من جاء بعده .
اما سلطة العلماء كانما تدركها انهم اذا حوصرت بيدهم سوف لن يحصل تغيير ،عجيب هذا الراي !
 سيد لوسيان ،عندما نقول مراجعة ما كُتب عن موضوع يطرحه الفرد اي كان ،ليس اعتباطي وانما مسالة منطقية في المنطق الحديث الاستقرائي وليس ذلك المنطق الاستنباطي التاملي الذي تستخدمه او غيرك ،ولو راجعت ما كتب عن التغير سيكون لك رؤية واضحة كيف ومتى وسرعة التغير يحدث. التغير من عوامله ،الابداع الفكري ،المخترعات الاكتشافات سوى في العلوم الطبيعية والصرفة والاجتماعية والانسانية ، هذا الابداع الناتج عن تطور العقل البشري تدريجياً مع الاستفادة من افكار من سبقوه.وعامل الاحتكاك الحضاري والاقتباس ومسالة كيف يحدث التغير بتاثيرها يحتاج الى  فصول لتوضيحها. الثورات ،سواء ثورات سياسية او دينية، وهي تشكل عاملا للتغيير الحضاري والاجتماعي ،وعامل البيئة الطبيعية ،اي موضع وموقع المجتمع الجغرافي بحيث يساعده للاحتكاك من عدمه .وهذا يرتبط بعامل مدى تجانس المجتمع وعزلته من عدمه.وعامل اخر الذي هو مدى قوة ومعارضة اصحاب المصالح في المجتمع مثل مصالح رجال الدين اصحاب رؤس الاموال او السياسيين الايديولوجين .
فلا يعني ان وجود العلماء في السلطة لادارة المجتمع سيكون عائقا للتغير ، حتمية التغير الاجتماعي والحضاري هو قانون علمي أُقر من قبل علماء الاجتماع ولا توجد اية افكار متفق عليها لدحضه.
اذا اسلمنا بفكرة رينان وهي نفسها فكرة افلاطون  في سلطة العلماء العقلية ، سوف لن تكون كما هي سلطة السياسيين او الدينيين متوشحة ومرتبطة رسوخاً بالعاطفة التي تحرك هذه السلطات وفقا الاهواء والمصالح والانتماءات المختلفة، بل سلطة عقلانية نابعة من العقل وهي التي تُعد  وتسند الفرد ان يعبر عن ارادته ويقرر ما يرغب الانتماء اليه لانهم يدركون ما هي النفس البشرية وكيف تعمل قوانين الطبيعة بعقلانية . وليس سلطة السياسيين والدينيين العاطفية..ولا تنسى كل السلطات قديما وحديثا في المجتمع البشري ما عملت ولم  تعمل دون وجود سلطة من العلماء يعملون لمساندة السلطة القائمة الا ما ندر حتى صدام حسين ومن هو مثله كان لهم سلطة من العلماء.فالنظام الراسمالي واللبرالية والاشتراكية والسلطات الدينية وراء وجودها السلطة العلمية . والحديث طويل عن الموضوع .
اما عن توقيت عرض الفكرة وعدم تناسبها في الوقت الراهن المرتبط بفايروس كورونا وعدم تمكن العلماء من السيطرة.شخصيا ارى الموضوع من زاوية اخرى وهكذا التاييد والتصفيق وتقدير الناس اينما كانوا يعبرون عن امتنانهم للجهود التي تُبذل من قبل علماء الطب والصحة العامة في مكافحة الفايروس،ظهرت سلطتهم العقلية بوضوح تماما عكس ما تقوله ،خضعت السلطة السياسية نفسها لما تُقره واقرته سلطة العلماء عن الظاهرة بدليل الاخذ بنصائحهم وارشاداتهم بل هم الذين يقرون  قبل السلطة القائمة في مختلف البلدان .وهذا دليل واضح على تفوق سلطتهم وحاجة المجتمع اليها، فكيف سيكون المجتمع لو كانت السلطة بيدهم ووفقا لعقليتهم.؟ واذا تقصد عدم التمكن للسيطرة على الفايروس ،انك ذكي لا تخلط الامور، الفايروس ظهر في المجتمع والعلماء ليس لهم قوة خارقة في اللاشعور كما يقول الوردي وغيره ليعرفوا ما هو نوع الفيروس الذي سيظهر وباية طريقة كانت لكي يستعدوا مسبقا لوضع تدابير القضاء عليه ،انما ظهر وهم يبذلون جهود مضنية وفائقة وعظيمة في كل المجتمعات للسيطرة عليه وهم قد انكبوا على وضع خطط الوقاية واخرون لاكتشاف المصل الرادع له.
نقطتك الثالثة ،بصراحة غير واضحة عندي عن التغير.على كل حال ساوضح الاتي عن التغير قد تكون مرتبطة بما تقصده:
التغير كما اشرت اعلاه له عوامل متعددة .والمجتمع البشري مستمر في التغير منذ نشاته على الارض.وتحكمه عوامل التسارع او التباطؤ بحسب قوة العوامل التغييرية وتجانس المجتمع من عدمه .
نعم سيتكرر التغير في عناصره في المجتمع الواحد، منها تلك التي تفضلت بامثلتك، وهذا يُسمى التغير العمودي الدائري، وستتكرر عناصره في اكثر من مجتمعين وهذا يسمى التغير الافقي الذي يظهر في اكثر من مجتمع على التوازي.والتغير العمودي في ذات المجتمع يحدث جراء وجود النقيض في الفكر، وهذا النقيض يُكبت لحين ان تتهيأ فرصة لتمكنه من التغيير في الحياة.وهكذا دواليك  تحدث افكار متناقضة اخرى ويستمر التغيير .وعليه ثانية اقول مراجعة ما يُكتب سابقا يقود المتابع للتعرف عن الموضوع اكثر ،وعليه ارجو مراجعة ما كُتب عن الوظيفية الاجتماعية والصراعية الاجتماعية كنظريات وقوانين علمية اجتماعية نفسية حضارية سترى كيف يعمل المجتمع ولهذا ياتي التاكيد على عرض الافكار والنظريات لكي تُسهل عملية ادراك ما الذي يجري في المجتمع تباعا والمجتمع ليس كالمادة.
تحياتي

غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
اقتباس
اما عن توقيت عرض الفكرة وعدم تناسبها في الوقت الراهن المرتبط بفايروس كورونا وعدم تمكن العلماء من السيطرة.شخصيا ارى الموضوع من زاوية اخرى وهكذا التاييد والتصفيق وتقدير الناس اينما كانوا يعبرون عن امتنانهم للجهود التي تُبذل من قبل علماء الطب والصحة العامة في مكافحة الفايروس،ظهرت سلطتهم العقلية بوضوح تماما عكس ما تقوله ،خضعت السلطة السياسية نفسها لما تُقره واقرته سلطة العلماء عن الظاهرة بدليل الاخذ بنصائحهم وارشاداتهم

الدكتور عبد لله رابي

شكرا لجوابك وردك.

هناك حول العالم تحدث يوميا عدة حوادث وأخطاء تؤدي بحياة البشر، والحوادث والأخطاء التي تحدث في الطب (أخطاء في العملية في التشخيص، دواء خاطئ، سحب أدوية لأنها قاتلة الخ) تفوق باضعاف تلك التي تحدث في الشوارع او في الصناعة، ولكني لم انتقد هكذا نقطة، فالعلماء ليسوا بسحرة ليعرفوا كيف سيكون مفعول دواء معين مثلا.

ما تحدثت انا عنه هو عندما يتم استعمال سلطة العلماء لتحديد شكل حياة البشر وليقوموا بتقويضها. هذه ادت إلى مظاهرات في مختلف دول العالم المتحضر، العالم الذي وصل فيه الفرد ليمتلك حريته وحقوقه الفردية. فغاية التاريخ كانت ان يمتلك الفرد حقوقه وحريته، وهذه النقطة اثبتها التاريخ لعدة مرات، ومنها ايضا سقوط الاتحاد السوفيتي وغيرها من أحداث التاريخ التي كلها امتلكت غاية واحدة لا غيرها وهي ان يحقق الفرد حريته وحقوقه. وهذه هي تشبه قانون الطبيعة، حيث رايناها في مظاهرات العراق ايضا. واشارتي إلى المظاهرات التي تحدث في العالم ضد القيود التي وضعها العلماء بسبب كورونا وينفذها السياسيين هي بمثابة ثورة ضد هكذا سلطة (وبالمناسبة انا شخصيا أجد الحديث المتخبط للعلماء عن كورونا بأن هدفه ان يمتلك العلماء سلطة او بأن يشعروا بانهم مهمين اكثر من بقية البشر وبالتالي يحق لهم سلطة ومكانة) . ولهذا فإن ارنست رينان كان  مخطئ في توقعه بأن لا أحد سيثور ضد سلطة العلماء. انت تدافع عنه بقولك انك لا تريد أن تنظر إلى هذه المظاهرات وتريد ان تنظر من زاوية أخرى، ولكنك لو نظرت من زاويتي فأنت ستتحدث بشكل اخر، وفي كل الأحوال فإن المظاهرات في العالم التي انا اتحدث عنها هي حقيقة واقعة ولا يمكن نكرانها. انا شخصيا سعيد جدا بهذه القيود التي تم وضعها، وانا كنت أتوقع هكذا معارضة لهكذا قيود وهكذا سلطة، وانا كنت اعرف بأن الكثيرين من الناس سيدخلون في موقف ينتقد العلماء. انا شخصيا متأكد جدا بأن غاية التاريخ هي واحدة، ففي ان يحقق الفرد حقوقه وحريته تعني ايضا ان غاية التاريخ تعني التخلص من كل أنواع السلطات، سلطة رجال الدين، سلطة الضباط، سلطة المثقفين، سلطة العلماء..

في ردك حول النقطة الأولى فأنت تقوم بايجاد فرق بين سلطة رجال الدين وبين  سلطة العلماء، هنا انت ايضا تنظر من زاوية خاصة حددتها لنفسك، فأنت تنسى بأن الكثير من المآسي في الحياة والكثير من الاعتداءات على حياة الإنسانية والكثير من الجرائم ضد الإنسانية امتلكت خلفية ومرجعية فلسفية وعلمية، منها مثلا التي امتلكت خلفية ماركسية كما في الملايين من الضحايا اللذين وقعوا بسببها ومنها ايضا التي امتلكت خلفية ومرجعية داروينية مع تأثر بنيتشه وهذه أشعلت حرب عالمية كما في حالة النازية الخ....

انا شخصيا وكما شرحت أعلاه متأكد بأن التاريخ يمتلك غاية، ومتاكد بأن كل الأحداث غايتها ان يمتلك الفرد حريته وحقوقه، ومتاكد بأن هذا يشبه قانون الطبيعة فيسمح فقط للافراد بأن يقرروا شكل الحياة وليس اية سلطة. واذا كنا نحن في كتاباتنا نقع في تناقضات، فإن الحياة لا تسمح بتناقضات، وإذا وجدت فانها تعاقب. فالفرد في العالم المتحضر عندما يعلن بأنه مستعد بأن يدافع عن حرية وحقوق الأفراد، فهذا لانه يعلم بأن المجتمع اما كل افراده احرار او كلهم ليسوا احرار، ولهذا عندما يدافع الأفراد عن حرية الأفراد فلانهم لا يريدون ان تعاقبهم قوانين الحياة.

اما حديثك وربطك المقال بما سميته بالتعصب الكلداني والتعصب الاشوري والكردي والعربي، فهذا يجعلني استغرب جدا، طبعا انا لست اسلبك حقوقك لتتحدث عن تعصب ما اذا وجدته، ولكني استغرب في انك تضع هذه الأسماء بشكل متساوي مع الأكراد والعرب بشكل خاص. هذا يعني بأن قومي عربي متطرف مارس التعريب ضدنا لفترة طويلة جدا لا حق لنا بأن نملك رد فعل معه، لنقوم بتسيس قوميتنا ايضا كرد فعل معاكس وكطريقة للدفاع عن ثقافتنا، وهذا لأنك ستنظر إلى هكذا ظالم مثل هكذا عربي والى ضحايا مثلنا بنفس النظرة. فالقومي العربي ظالم ونحن مظلومين، وها انت تضع اسم الظالم والمظلوم جنب إلى جنب لتنتقدهما بنفس الطريقة.

المشكلة الان انك لا تنظر حتى بنظرة متساوية عن الظالم والضحية، وإنما انك توجه كلامك إلى الضحية وتنتقدها قبل الظالم. انا برأي ان ما تقوله سيكون صحيح إذا كتبته في مواقع عربية واذا كتبته للعرب، ولكن ليس لاقليات وقعت ضحية مثلنا. المفترض أن ضحايا مثلنا نمتلك حق الدفاع عن النفس، وحق تسيس أنفسنا وثقافتنا وهويتنا كطريقة للدفاع عنها.


وبالطبع ، عندما يأتي اليوم الذي نملك فيه حقوقنا وحريتنا ونمارس خصوصيتنا بدون اي تهديد او تعريب الخ فإن كل هذا التسيس للقومية سيختفي من تلقاء نفسه حتى دون انتقاد، وهذا لان لا أحد سيكون محتاج إلى هكذا تسيس. ولكن هكذا حياة متحضرة لا يمكن لاقلية ان تحددها، وإنما يجب اولا اقناع الاغلبية كالعرب، الذين بالرغم من كل هذا التعريب الطويل فإنهم لحد الان يسمون العراق ارض عربية. مصطلح المسؤولية عند العرب عبارة عن مصطلح اجنبي لا يخصهم.

في كل الأحوال هذا كان مجرد نقاش وانا عبرت عنه كما أراه من رؤيتي ولا أمتلك إضافة أخرى.

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3448
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الدكتور العزيز عبدالله رابي
عندما قرأت مقال السيد بولص آدم لم أستطع استيعابه واعتقد الخلل مشترك بين ترجمته الحرفية للأصل وقابليتي في الاستيعاب. لذا اعتبر مقالك السلس ترجمة مفصلة وبتصرف للمقال المترجم مع نبذة جميلة عن الكاتب اضافة الى رايك المهم
حقيقة لم ارغب بالرد كونك فتحت الأفق لكتابة مقال منفصل يستمد من مقالك ومن وحي الفيلسوف
لكني اريد ان اشير الى رد الدكتور الأكاديمي الفذ ليون برخو، الذي مدح الفيلسوف بطريقة وكأنهم رفاق درب منذ أيام النضال العشوائي، وتبين من انه لم يقرأ شيئا له واعتقد بأنه قد عرف به لأول مرة من مقال السيد بولص والا لما بجله ووصفه بالفيلسوف الكبير والأغرب بان ما يطرحه العالم الاجتماعي ارنست رينان أو رينه بعيد كل البعد عن الأفكار الرجعية حول الأمة التي يطرحها اللا أكاديمي سيد ليون برخو
شكرا لك د. رابي وردي سيكون بمقال بعد المداولة معك
ملاحظة: المتخصص مثلك قال عن الكاتب عالم اجتماع لانك صادق
احترامي
مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية

غير متصل د.عبدالله رابي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1269
  • د.عبدالله مرقس رابي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ لوسيان المحترم
تحية
شكرا على تعقيبك الثاني الذي يبدو فيه هناك غموض في معرفة ما أقصده وعليه اود توضيح الاتي باختصار.
النقطة الاولى عن السلطة:
يبدو هناك خلط عندك بين مفهومين هما سلطة العلماء ،والسلطة السياسية من الناس العاديين الذين يستغلون ما يتوصل اليه العلماء في ابحاثهم سواء في العلوم الطبيعية والاجتماعية والصرفة.
العلماء يبحثون وغايتهم هي لاجل تنمية المجتمع في كل المجالات الا احيانا يوجهون من قبل السلطة لتحقيق ما يصبو اليه السياسيون تحت ضغوط تعسفية. بعض النتائج التي يحققونها يمكن االاستفادة منها ايجابيا في تمنية المجتمع او في تدمير المجتمع ،فما توصل اليه علماء الفيزياء وعلماء الكوانتم من قوانين القوة والسرعة ورد الفعل والكتلة وغيرها معروفة عندك بالطبع ، كما ايضا نتائج الكيميائيين في التفاعلات واستخدامات النووية سلميا وعسكريا . هذه أستغلت في التصنيع لخدمة البشرية لتوفير حاجاته المختلفة ،وأستغلت من قبل السلطات في التصنيع العسكري لاستخدامها في الحروب  وتدمير البشرية.
وهكذا الحال في العلوم الاجتماعية، اذ توصل العلماء الى قوانين اجتماعية واقتصادية ونفسية علمية أُستغلت هي الاخرى من قبل السلطات السياسية،فمثلا نتائج النظرية الوظيفية استفادت الحكومات الغربية من نتائجها وبالذات نظرية تالكوت بارسونز في توجيه برامج التنمية واستقرار المجتمع والحفاظ على استاتيكيته وتوجيه الجانب الداينميكي من البناء الاجتماعي في الراسمالية ،وكما استخدمت نتائج نظرية التبادل الاجتماعي وحورت الى الاقتصادية لرسم في ضوئها السياسية الخارجية للبلدان الراسمالية وعلى نتائجها تعتمد حروبهم الخارجية ،واستغلت نتايج نظريات علم النفس والاجتماع في صياغة وبلورة طرق وبرامج للحرب النفسية لكي تستخدمها الجيوش للايقاع بالعدو نفسيا وتحطيم معنوياته، وهكذا استغلت نتائج النظرية الصراعية في علم الاجتماع لتحقيق برامج واهداف الثورة البلشفية في روسيا وظهور نظام سياسي والامثلة كثيرة . وليست فقط نظرية ماركس التي تاتي اليها في كل مناسبة.انما نظريات متعددة .كما هناك نتاجات للادباء في تحفيز الجوانب الايجابية في المجتمع مثل المعنويات لترسيخ الانتماء للتشجيع لافعال مثمرة للجمال والمتعة، وبالمقابل يمكن استغلال الشعر في تحفيز العدوان مثلا والتعصب.
هذه اخي لوسيان ليست سلطة العلماء واراك تكررها في كل ردودك .هذه واضحة لكل واحد يدركها انها استغلال نتائج العلم في تحقيق السلطة لاهدافها.
اما سلطة العلماء يتمناها كل عاقل لانها سلطة مبنية على العقل الوضعي وتسعى لتنمية المجتمع، لا مصالح شخصية فيها  ولا كذب وتزوير واختلاس وووو وليست فئوية حزبية ولا طائفية دينية ولا طبقية ولا اشتراكية ولا راسمالية فاحزر ما هي؟ وتفاصيلها كثيرة.
يبدو من كلامك ان المجتمع ليس بحاجة لاية سلطة ،فمن الذي يُنظم المجتمع ، هل تريد الاباحية والفوضى العارمة ، تقول حرية الافراد يقررون السلطة .طيب ما هي نوع السلطة التي يقررونها؟ لم تحدد لنا؟ اعتقد مراجعة نظرية الفرد والمجتمع في علم الاجتماع ستوفر لك جهداً لمعرفة ما طبيعة العلاقة والتاثير المتبادل بين الفرد والمجتمع.ثلاث او اربعة مجاميع حزبية لا يتفقون فكيف تريد ان يتفق ملايين الافراد في المجتمع؟ والا هل لك طريقة اخرى لاتفاقهم؟ لاادري .فلابد من سلطة معينة لتنظيم المجتمع.
اما النقطة الثانية هي عن التعصب:
عندما قلت المتعصب الكلداني والاشوري والسرياني والكوردي والعربي في سياق كلامي السابق .
اخي لوسيان المحترم
هنا ايضا يبدو هناك غموض في التمييز بين المفاهيم ،التعصب لمجموعة هو غير الاعتزاز وحب ورغبة الانتماء الى مجموعة معينة,التعصب هو مرض نفسي ينتاب الفرد ويصاب به ويجعله نفسيا اعمى لا يرى الا ما في عقله وتربى عليه ولا يرى من حوله الا نفسه او جماعته وهو الغائي للكل المختلفين.
اما حب الانتماء والاعتزاز الفرد بمجموعته فهي غريزة ايجابية تعبر عن الانتماء الى مجموعة بشرية سميها الاثنية القومية الوطنية الطبقية الدينية وما شئت هذه حالة طبيعية عند كل الافراد لان الفرد كائن اجتماعي بالطبع لابد ان ينتمي الى مجموعة بشرية لكي يواصل الحياة .انما اذا وصلت غريزة الانتماء لدرجة في نهاية المقياس وهي التعصب ففي هذه الحالة يتحول الفرد من حب الانتماء الى التعصب للانتماء وهذا له انعكاساته وتداعياته . والمتعصب في اية مجموعة هو نفسه مريض وله نفس الخصائص سواء كلداني او اشوري او عربي او كوردي او الماني والى اخره .او مسيحي او مسلم او بوذي او ايزيدي ،او طبقة متعلمة او غير متعلمة ، اناث ،او ذكور .
تقبل تحياتي 

غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
الدكتور عبد الله رابي

- قولك بأن هناك من استغل النظريات العلمية، هذه الحجة يستطيع اي طرف اخر استعمالها، ويستطيع اي شخص ان يستعملها لشرح الماضي بأنه كان هناك مجرد استغلال للدين او غيره.

- ما اقصده انا بالسلطة هو الاحتكام بها. في العصور السابقة مثلا كانوا يقولون بأن الرجل الديني الفلاني قال كذا وكذا، وكان الناس يقبلون فورا بكل شئ وبدون أي سؤال وجواب وبدون أي رؤية نقدية، وهذا بسبب مكانة رجال الدين انذاك.

اليوم ضمن سلطة العلماء، فإن الأمر لا يختلف، فاذا قال أحدهم بأن احد العلماء قال كذا وكذا، فالموضوع انتهى، فيكون تقبل لكل شئ بدون سؤال وجواب وبدون نظرة نقدية.

فأنا ما اقصده في السلطة هو ليس هل هناك أشخاص يقومون باستغلال الدين او العلم او غيره ام لا، وإنما اقصد بأن الآخرين من عامة الشعب عليهم أن يحرروا أنفسهم من كل أنواع السلطة، وذلك بأن يطرحوا أسئلة ويبحثوا وينظروا إلى كل الأمور بنظرة نقدية.

فسلطة رجال الدين في الغرب كيف انتهت؟ هي لم تنتهي لان الكل والجميع توقف عن استغلال الدين، إذ لا يزال هناك من هو مستمر في استغلال الدين. هذه السلطة توقفت لان البشر تغيروا، فهم قاموا بعدها بالتفكير بانفسهم بعد أن تطورت معرفتهم واستطاعوا ان يقرؤا بانفسهم ويناقشوا وينظروا بشكل نقدي.

وبنفس الطريقة ستنتهي سلطة العلماء، خاصة بعد أن شاهد الجميع ما جرى بسبب الاحتكام بالماركسية  والداروينية وغيرها. ونحن راينا في زمن كورونا بأن الذين يتظاهرون ضد تقويض حرياتهم  هم بالاغلب خريجي الجامعات ويمتلكون معرفة جيدة حيث هؤلاء لا يقبلون بكل شئ بدون أن يفهموا هم بانفسهم ويقتنعوا بانفسهم.

- اما حديثك بأن بدون سلطة سيكون هناك فوضى، فإنني ساعطيك بضعة امثلة:

كل فترات العراق كانت بائسة او كانت فوضى، ماعدا الفترة الأخيرة التي حدثت فيها تظاهرات في المدينة المصغرة المشكلة في ساحة التحرير وحواليها. حيث الأمان كان أفضل من كل الفترات الأخرى، حيث لا تحرش ولا سرقات ولا عركات، بل كان هناك حب المساعدة وتضامن وتعاضد.

السؤال هو : لماذا راينا هكذا فرق؟ هل لان العراقيين في هذه التظاهرات كانت اخلاقهم عالية والعراقيين قبل خمسة سنوات مثلا كانت اخلاقهم سيئة؟

الجواب : كلا بالتأكيد. الفرق هو أن في التظاهرات الأخيرة اضطر الأفراد بالتخلي عن كل الاحزاب الحاكمة بعد أن جربوها كلها طويلا، فهم راوا بانهم ليس أمامهم الان سوى اختيار التخلي عن كل الاحزاب والتخلي عن الحكومة.

عندما قرروا ذلك، فهم راوا أنفسهم فجاءة مسؤولين عن هذه المدينة المصغرة في ساحة التحرير ومسؤولين عن شكل الحياة فيها. لماذا؟ لأنهم بعد أن تخلوا عن كل الاحزاب وعن الحكومة ورفضوهم كلهم، فإنهم لم يعد بإمكانهم ممارسة هوايتهم السابقة في توزيع الاتهامات واللقاء اللوم على الآخرين، كاللقاء اللوم على الحكومة او اتهام الاحزاب. اذن هم أصبحوا في هذه المدينة المصغرة بدون اية جهات يلقون عليها اللوم او يوجهون إليها اتهامات. هذا أعطاهم شعور قوي جدا بانهم اذن مسؤولين بانفسهم عن شكل الحياة في ساحة التحرير وبانه لم يعد أمامهم اختيار اخر، بل أصبح اختيار تحمل المسؤولية بانفسهم الخيار الوحيد المتبقي ولا غيره، وكل فرد منهم شعر بمسؤوليته الفردية عن شكل الحياة في المدينة المصغرة هذه.

النتيجة:  عدم وجود سلطة اذن لا تقود إلى فوضى، بل ان عدم وجود سلطة كانت العامل الحاسم والمهم والشرط الضروري في أن يتولد شعور بالمسؤولية الفردية عند كل فرد من الأفراد في المدينة المصغرة في ساحة التحرير. ولهذا كانت شكل الحياة في هذه المدينة المصغرة ذو شكل رائع ونموذجي وأفضل بكثير من الكثير من دول العالم المتحضر أيضا.


حديثي عن عدم الاعتراف باي سلطة وحديثي عن المسؤولية الفردية وبأن شكل الحياة عبارة عن مجموع القرارت الفردية هو حديث تحدثت عنه سابقا كثيرا واعدته لعدة مرات، بحيث انني استطيع القول بانني كنت قد وضعت تنبوء بما سيحدث لو تم تطبيقها، وصحة التنبوء هذا إثبتته ساحة التحرير. ولكن استطيع الإضافة بأن هناك أمثلة أخرى في العالم عنها، مثلا بقاء بلجيكا لأكثر من سنة بدون حكومة وكانت افضل فترة في تاريخ أوربا، حيث كل شئ سار بشكل أفضل مقارنة بفترات أخرى واماكن أخرى.


- حديثك عن التعصب: حديثك هذا أراه ناقص من ناحية الشرح، إذ انني قلت لك أعلاه بأن التطرف القومي العربي مارس طويلا عمليات التعريب ضدنا، والعرب سواء مثقفين او خريجي جامعات او حاملي الماجستير او الدكتوراه فهم باغلبيتهم الساحقة لا يعرفون معنى المسؤولية وكيفية معالجة ما حدث في الماضي، فهم لا يزالون يعتبرون العراق ارض عربية. 

لماذا أرى شرحك ناقص؟ لأنك كان عليك أن تشرح كيف على اقلية ان تتصرف اذا كان هناك جهات من الاغلبية هي متعصبة ومسيسة وبالتالي تقوم باضطهاد الاقلية، هذا خاصة وان من بين هذه الاغلبية لا يوجد أحد من يشعر بالمسؤولية؟  هل علينا أن نقول ليكن التعصب لقوميتهم العربية فقط من حقهم وليكن تسيس القومية فقط من حق العرب، ونحن لن نتعصب لقوميتنا ولغتنا لان التعصب شئ خاطئ؟ انا اطرح السؤال لك بهذه الطريقة لأنك تضع اسم الاقلية المظلومة واسم الاغلبية العربية الظالمة جنب إلى جنب في انتقادك، وكأنهما متساوين في الانتقاد لأنهما ارتكبا نفس الخطاء. إذ نحن لو كنا نعيش في أرض الأجداد بحرية ونمارس اللغة والخصوصية بحرية لما قام احد باي تسيس للهوية والقومية، انت لا تأخذ هذا الظرف بنظر الاعتبار.

واخيرا انا شخصيا متعجب عندما اقراء عدة مداخلات في عدة أشرطة مختلفة، هناك مثلا في عدة مداخلات وفي عدة أشرطة حديث عن تعصب من أجل اللغة.... يا سلام.... لو ان شخص اجنبي قراء مداخلاتهم فإنه سيتصور فورا بأن هناك نسبة 99,99 % من أبناء شعبنا متعصبين للغة الام..... ولكن إذا عرف هذا الشخص الحقيقة وهي ان الاغلبية الساحقة من أبناء شعبنا غير مهتمين اطلاقا باللغة الام ولن يهتموا اطلاقا لو ماتت اليوم قبل الغد، فإن هذا الشخص سيتعجب عن سبب التحدث عن التعصب من أجل اللغة.






غير متصل د.عبدالله رابي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1269
  • د.عبدالله مرقس رابي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ لوسيان المحترم
تحية
شكرا لمداخلتك الاخيرة
محاولاتك في النقاش يبدو لي هي تشويش على الفكرة مثل التشويش على وسائل الاتصال تقنياً.
لا يزال في رايي مفهوم السلطة غائباً عندك او انك تقوم بالتشويش .الاحتكام بالسلطة من قبل رجال الدين كيف تقارنه باحتكام العلماء بالسلطة ،بمعنى لا تملك معلومات عن كيف سيدير العلماء المجتمع .
اخي رجال الدين باعتقادهم مفوضون من الله لادارة البشرية ولهذا جاءت سلطتهم ثيوقراطية ولا نقاش فيها ،اما سلطة العلماء فهي غير ذلك ،اترك معرفتها لك لتبحث عنها كيف تبدا وماذا تقرر ،اذ ارى من ردودك الاخيرة على مختلف الاشرطة هنا انك بدات تبحث في طيات كتب علم الاجتماع والانثروبولوجية وعلم النفس .ورجعت تقول الاحتكام لسلطة الدارونية والماركسية ونسيت هاتين هما نظرية لعلماء اُستغلت للاحتكام بالسلطة وليس العلماء.
تاكيدك لتحرر الفرد من السلطة ،هذا احدى مبادىء واساسيات سلطة العلماء التي تؤكد على هذا المبدأ وهذا الذي هو قائم ليس كليا بل بدرجة معينة في الغرب ومعروف لدى الجميع .واذا كان هذا قصدك لماذا هذا التعب في النقاش ، هذه مسالة معروفة فمتى ما تتحول السلطة الى ديمقراطية في البلدان النامية ويتحرر الانسان من السلطة البطريركية الابوية العشائرية الوحدوية التسلطية الانانية سيكون تلقائيا متحرر الفرد لكي ينقد ولا يخضع .
اما ما ذكرت عن ما جرى في ساحة التحرير ، حالة خاصة، لماذا ؟ ان هدفهم هو واحد وتصرفاتهم جاءت تحت اساسيات العقل الجمعي اللاشعوري فيتحول السلوك الفردي لهم الى السلوك الجمعي .لا مجال لي لشرح التفاصيل هنا ،راجع كتب متخصصة في تفسير العقل الجمعي في علم الاجتماع وعن الحركات الاجتماعية وسترى كيف ولماذا تصرف من تجمع في ساحة التحرير.
واما التعصب ايضا لا يزال لم تفرق بين الاعتزاز بالانتماء والتعصب .
تقبل تحياتي