المحرر موضوع: لا تنتعش حرية النقد وفائدته الا في دغدغة الأفكار  (زيارة 1496 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2243
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 لا تنتعش حرية النقد وفائدته الا في دغدغة الافكار /شوكت توسا
 من منطلق حرية ابداء الرأي,يمنح المرء نفسه احيانا حق محاججة لاهوتيات الديانه لمجرد انه مؤمن,بينما محاججه من هذا القبيل , تتطلب مؤهلات شأنها شأن بقية الاختصاصات التي لها نظرياتها ونواميسها ومصادرها العلميه والعمليه, اذ لولا تباينات رؤى الفقهاء والكهان وتضارب دوافعهم,ما شهدت اديان الإله الواحد انشطارات بهذا الكم الهائل من مرجعيات وتسميات  .
 ان يدعّي أحدنا انه مؤمن, لا يكفي ذلك للخوض والتعمق في اللاهوتيات  وما يتبعها من تفاصيل روحيه وغيبيه وفتاوى تحديد علاقات البشر بربهم وفيما بينهم , مطلوبٌ في اقل تقدير درجه متقدمه من الالمام الذي قلما نجده عند المؤمن,هذا الكلام ينطبق (ايضا)على اللاهوتي الذي يصنع لنفسه او تصادفه اسبابا للاجتهاد في امورخارج واجباته المنصوص عليها بأحرف الدين والايمان, كأن يفتي بامور السياسه التي هي الاخرى تحتاج الى تخصص و المام ,و لو غاب احدهما  فهوبلا شك سيعرض نفسه للنقد.
  اليكم مثالين عساهما يقربان الفكرة أكثر:
 في زياره لصديق مسلم  صادف وجود قريب له ملتحي يرتدي دشداشه سلفيه ,اثناء ما كنا نتنقل في حديثنا من موضوع لاخر, لم ينفك الملتحي من محاولة فرض الشأن الديني على احاديثنا تعبيرا عن شدة تديّنه التي أغرقته في فوبيا امتلاك الانسان حرية و حق التعبيرعن رايه, فما كان منه الا قوله: (يؤسفني وانت بعمر المتعلمين بقاءك على دينك المسيحي).قالها بعد ان كنا للتو قد اتفقنا باننا لم نختار ديانتنا بأنفسنا انما ورثناها. فرديت عليه : أنت محسود اخي, محسود لان الرب انحاز لك فأغدق عليك بعقل كفّاك لاختيارالاسلام ! بينما انا لم احظى الا بالقليل الذي كفّأني لاختيار المسيحيه , فما هو ذنبي ؟.هنيئا لك حظك ,أما حظي فأرجو ان يكون في غلق الموضوع .
في الثامن من ايار الجاري,قرأت تصريحا لغبطة البطريرك ساكو ضمن حديث له لموقع فاتيكان نيوز,أقتبس منه " شدد البطريرك ساكو على أن ما نحتاجه الآن هو وحدة بلدنا..... فنحن بامس الحاجة الى دعم هذه الحكومه الجديده حتى تتمكن من تنفيذ خططها". انتهى الاقتباس.
 نعم حاجة العراقيين لوحدة البلاد, كلام مقبول لا يختلف اثنان على مقبوليته الا الذين احترفوا الهتك بالوطن من اجل منافعهم ,ثم يكمل غبطته بالقول ان حاجتنا الماسه هي  دعم الحكومه الجديده,من وجهة نظري هكذا تصريح يتطلب  توضيح لمسوغاته السياسيه ومن ثم لدواعيه الدينيه, كأي قارئ يجد نفسه  مشمولا بضمير "نحن" الوارد في المقتبس  أعلاه,ساتحدث ولكن ليس بقصد التشكيك بنوايا غبطته اطلاقا,ولامن اجل التكهن  بفشل الحكومه مسبقا لا قدر الله ,إنما لي كلمه وددت قولها بحق متانة التصريح السياسي عندما يصدرمن رجل دين .
 من السهل جدا التحدث عن نوعية الحكومه التي يمكن التعويل عليها في تحقيق  وحدة البلاد واحترام تطلعات الشعب ,ولكن كم هوسهل ٌومقبول اعتماد بريق  الخطه المكتوبه كتبرير لشحذ دعم شعب  شبع هواء من بريق الخطط الورقيه والوعود والعقود الوهميه الكاذبه, حاجة الشعب الى حكومه نزيهه  ليست وليدة مجئ حكومة السيد الكاظمي الجديده,انماقائمه طيلة فترات حكومات ما بعد 2003 الفاشله التي سمعنا جعجعاتها  وأبواق مطبيلها لكننا لم نتلقى منها سوى الحرمان وقتل الانسان. اذن كيف ستقنع الملدوغ كذا مره بالجلوس قرب ذات الجحرمرة اخرى ؟
  العراقيون سيتحفظون على الحكومه الجديده  ما دامت المحاصصه الفئويه والحزبيه ركنا من اركان تشكيلها وهذا من حقهم خاصة وحال البلد قاب قوسين من اعلان شلل الحياة . , سيدعمون الحكومه الجديده من دون حث عندما يتلمسون المصداقيه على الارض, اما مطالبة الجائع بالقاء سنارته مرة اخرى في  نفس البركه الموحله عساه يصطاد هذه المره شبوطاً او لؤلؤه ! تلك مزحه عندما يكون مطلب الشعب  تفكيك المفاقس التي فرخت لنا فاسدين لم يتركوا فايروسا الا واستجلبوه  لقتل العراقيين .
 الدعوه التي يمكن الجزم على صحة وفائدة التشديد عليها, فهي تلك التي يُفترض توجيهها لساسة الكتل كي يثبتوا حسن سلوكهم اولا حتى نتأكد بانهم عندما يرفعون اياديهم  للتأييد, يرفعونها دعماً لحكومه نزيهه وشريفه خدمة ً للشعب وليس لرغباتهم المريضه,هكذا تحضى الحكومه بدعم الشعب .
الوطن والشعب من وراء القصد


غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3064
    • مشاهدة الملف الشخصي
مبقرا رابي شوكت توسا
طاب يومك

عجبني ردك الصاعق على ذلك القشمر بقولك بين القوسيين
(فرديت عليه : أنت محسود اخي, محسود لان الرب انحاز لك فأغدق عليك بعقل كفّاك لاختيارالاسلام ! بينما انا لم احظى الا بالقليل الذي كفّأني لاختيار المسيحيه , فما هو ذنبي ؟.هنيئا لك حظك ,أما حظي فأرجو ان يكون في غلق الموضوع)
الكارثة في هذا الزمن  قد اصبح امثال الملتحي كثيرون بعظهم يحمل اللحية على وجهه والبعض الاخر في فكره دون وجهه وهذا يشبه المثل الذي قاله عنهم السيد المسيح بالمراؤؤن
تصور ان احد الذين يقول عن نفسه انه (شيوعي) تم اعادتهم الى صفوف هذا الحزب ويحضر ندوات واجتماعات الحزب الشيوعي العراقي في الدانمارك ورغم تلقي قيادة الحزب شكاوى من الناس عن تصرفاته فانه اكبر الملتحين الاسلاميين فكرا لكن دون لحية على الوجه.

تقبل تحيتي
نعم لقد كثرت هذه الايام هذه النماذج الساقطة للاسف

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عزيزي رابي شوكت توسا
تحية واحترام
 عنوان المقال مهم جدا، ومنه ارجو أن تسمح لي أن أنقل اليك ماهمست به لنفسي ، لنقرأ مايلي:

«في جدال عن الغذاء يدور أمام جمهورٍ من الأطفال، فإن الحلواني كفيل بأن يهزم الطبيب؛ وفي جدال أمام جمهور من الكبار فإن سياسيًّا تسلح بالقدرة الخطابية وحيل الإقناع كفيل بأن يهزم أي مهندس أو عسكري حتى لو كان موضوع الجدال هو من تخصص هذين الأخيرين، وليكن تشييد الحصون أو الثغور، إن دغدغة عواطف الجمهور ورغباته لأشد إقناعًا من أي احتكام إلى العقل».
 هذا كان إقتباس من محاورة «جورجياس» لأفلاطون.
 نستطيع أن نرصد هذا الفهم في عالم اليوم. عالم ترويج المغالطات المنطقية!

 مع جزيل الشكر والتقدير
 بولص آدم

غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2243
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ وليد حنا المحترم
تحيه طيبه
اشكركم جزيل الشكرعلى مشاركتكم .
 أخي العزيز وليد, جنابكم اثرتم نقطه سلبيه جديرة بالتعليق عليها ونقدها , كونهاتفعل فعلها التخريبي الجسيم في مجتمعاتنا المتعثره, ساحاول التفاعل معها رغم تواضع مادتي .
من ضمن الآفات المربكه لافكار مجتمعاتنا المتعثره او المسماة بالشعوب  الناميه ,هي ظاهرة التقاعس او التراجع الطوعي للشعوب كلمااستبانت  اشارات  تدل على انها بصدد الطرق على ابواب  الانتقال باتجاه النهوض ورفض واقعها,الذي يزيد من زخم خطورة هذا التراجع هو تعاظم تاثير الافه عندما تجد لها حواضن في عقول النخب  ذاتها ,لن ابالغ لو قلت باننا نشهد هذه الايام امثله(نخبويه انتهازيه متقلبه) حيه نذرت نفسها لتكون حواضن طوعيه لتغذية عناصر هذه الآفه ,هذا يؤكد صواب اختياركم لنموذج اهتزاز وازدواجية العقليه الشيوعيه لدى البعض, اما ما يخص عناصر هذه الآفه اخي وليد, فهي موجوده في تراكمات الثقافه التي خلفتها النزعتان الدينيه والقوميه لتحل محل ما كان سائدا قبلها اولتقاوم ما يستجد ضدها, فلو خمدت الآن واحده من هاتين النزعتين لفترة ما انتعشت الاخرى لترد بقوه على  كل ظهور لفكر يدعو للحريه والديمقراطيه, الغريب في  استدامة عملية الكر والفر هذه, هو ان مناشئ تغذية محركات  النزعتين ليست فقط من داخل المجتمع انما هناك مجتمعات وجدت في تطورها وتقدمها دوافع اقتصاديه وسياسيه  وعسكريه  للذهاب الى شعوب اخرى بمقاصد لم تعد مؤتمنه , لهذا السبب نتحسس احيانا بوجود قوه غريبه تمتلك عناصر اتقان عملية  تدوير وتفعيل مزدوج للنزعتين في المجتمع و  في ظرف زمني واحد.
هذا ما وددت اضافته  شاكرا اياك على مساهتمك
تقبلوا خالص تحياتي 

غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2243
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي  بولص آدم  ميوقرا
شلاما اللوخ
  ان أسمح لكم في قول رأيكم ! سوف لن أختلف عن ذلك العطشان الذي يمّن على البئر في ملئ دلوه,جنابكم مشكورعلى مشاركتكم المثريه وهي في نفس الوقت ملفته على الاقل بالنسبة  لي ان لم تكن لغيري كذلك , لذا سوف لن اقول عن مسعى نقلكم للقارئ الى نوع  آخر من الدغدغه بانك فاجأتني  لعدم  توافق جهدكم مع نص العنوان او مع مضمون ما تحته ,انما شاكرا سأعتبرها محاوله نوعيه موفقه أضفتم فيها صنفا من الدغدغه التي يمكنها الاتيان بما لا يمكن  للدغدغه الفكريه الاتيان به.
 ثم دعني لو سمحت ان اضيف بأن هناك فرقاً بين الصنفين تتحدد من خلاله نوعية وقيمة الثمره, دغدغة الافكار بالأفكاريمكن ان تشكّل  بحد ذاتها منهجا واقعيا وفعالا ًواجب الاستخدام لتنظيم  جديّة وسائل أخرى  يمكن  ان تساهم في صناعة وتحديث سمات الفكر الخلاق والمبدع في البناء بخلاف الثمارالتي تأتّى من دغدغة الافكار بالعواطف , فيصعب على العقل استساغة مذاقها ,ان كان في ذلك ما تراه خطأ او مبعث اختلاف في نظركم , سيسعدني تعليقكم على سؤالي المركب  التالي: اي الصنفين  من الدغدغة هو الاجدر والاكثر نفعا لدى الناقد  في نقده للمظاهر والفعاليات الحياتيه , هل يرى جنابكم  بان  في مصطلح المغالطات المنطقيه ما يشفع  ظاهرة دغدغة العواطف ؟ ام لكم في ذلك كلام آخر  .
شكرا لكم مرة اخرى على تحريك المياه.
تقبلوا خالص تحياتي

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


ميوقرا رابي شوكت توسا
شلاما اللوخ
 دغدغتي لعنوان مقالتكم، المهم بنظري، بمعضلة المغالطات المنطقية الشائعة على مر التاريخ والتي أدت الى إبادات في أقصاها و أدت في حدها الأدنى، الى المُداهنة بتبريرات ظاهرها منطقي و فحواها مغالطة للتأثير عاطفيا وفي المحصلة لتسجيل موقف وطني! وهذا يشمل ممارسة تلك المغالطات في العراق، أي  تلبيس الفعل لبوس برئ ومسالم وقريب من سذاجة البعض ويكون عندها مؤثرا، بدليل أنها تنطلي.. مثل عالمي، لنا في التاريخ مغالطة منطقية على يد هتلر. فهو أظهر أن اليهود دمروا إقتصاد ألمانيا وسأل الألمان ( هل تسمحون لهم بسرقتكم؟ )  الكل يعلم بأنه وهو تلميذ في المراحل الدراسية الأولى كان حاقدا على اليهود وكارها لزميله في الصف ، الفيلسوف النمساوي اليهودي فيتغشتاين، حتى أنه وعند دراسته فن الرسم في فيينا في شبابه، كان يشتغل في البناء لتوفير مصروفه، أراد عمال بناء شيوعيون رميه من أعلى، فقد تهجم عليهم وعلى اليهود بنفس المغالطة.
 من المغالطات المنطقية في العراق، مغالطة المظلومية فتبريرها المقابر الجماعية والأضطهاد المذهبي وقد إنطلت أيضاً واستُغلت أبشع إستغلال ومن يبارك لحكوماتهم و يأمل خيراَ منهم فهو يُغالط بإستخدام مُغالطة منطقية ( علينا إطاعة السلطة ومباركتها فهي حكومة، وهذا الموجود )!
 أين قيمة العقل وفعله هُنا؟ إنه في براعة صياغة هذا النوع من المغالطة فقط.
 شكرا لك أخي العزيز رابي شوكت، متمنياً لك كُل الخير.
 بولص آدم
 
 

غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2243
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ بولص آدم المحترم
تحيه طيبه
جزيل الشكر على هذا التوضيح .
تقبلوا تحياتي