نعود الى الاهم : أنا أقول واكرر هنا حتى لا تزعل كلمه طُزّ زززززززز !
لكنني اقولها وأكررها على الامور التي لا تستحق مضيعه الوقت فيها لأن هناك ما هو أهم !! يعني سآعطي مثال قبل آن تُهاجم : إذا رغبت آن أبحث عن أصول اللغة التي أتكلم فيها سأحتاج الى العودة لآلاف السنوات للوراء والى عقود طويله وإنا واثق بإنني في النهاية سوف لا أصل الى الحقيقة الكامله لأنها متوغلة في اعماق التاريخ التنازلي وصولاً لنقطه الصفر الأولية ! يعني ملايين السنوات فلماذا كل هذا الضياع والجهد المهدور ومن أجل ماذا ! وماذا سأفعل او استفاد عندما أعلم إن اصل لغتي جذورها كونفوشيه مخلوطة بتواصل هنديه !
السيد نيسان
ما هي مشكلتك مع رقم ستة الف؟
انا لا اعرف ماذا تريد أن تقول بهكذا أرقام، ستة الالاف سنة هي ليست شئ في العلم. في أن هل أرقام ما كبيرة ام لا، هي تعتمد على الشخص الذي ينظر اليها، فهناك مثلا في قبائل الأمازون، اي شئ يكون أكثر من ثلاثة يسمونه "كثير" وكثير عندهم تعني "ما لانهاية" عندنا. فهناك علماء يتحدثون بأن اصل قبائل معينة في أفريقيا عمرها اكثر من 100000 سنة مثل قبائل "سان" . ونظريات العلم بشكل عام مليئة بأرقام مثل" قبل مليون ونصف سنة". هذه كلها لك اضاعة جهود. ماذا تريد مني أن أفعل اذا كان عندك مشكلة مع الأرقام؟ انت في العبثية التي هي مسيطرة عليك، فأنت لا تحتاج اكثر من رقم ثلاثة، مثلا ثلاث صمون، ثلاث سمكات.
انا لا أرى محاربة من أجل اللغة، ولا أرى معارك، أين هي هذه الحروب الطاحنة التي تتحدث عنها، والتي تشير بأنك شاركت فيها كطيار انتحاري وقمت بأكثر من عشرين عملية انتحارية؟
الموضوع ببساطة هناك من يكتب في موقع انترنت رأيه ويقول بأن اللغة هي اشورية، والثاني يقول كلا هي كلدانية، والثالث يقول لا هي ارامية، ما هي المشكلة يعني؟ اضاعة جهود؟ منذ متى كانت الكتابة في الانترنت عبارة عن بذل جهد؟ مشكلتك انت وآخرين مثلك هي انكم عشتم في مجتمع عراقي ديكتاتوري كان فيه رأي واحد فقط، وهذا الرأي الواحد والوحيد كان مريح لاعصابكم. الان وفجاءة اندحرت الديكتاتورية ورافقها انتشار الانترنت، ففجاءة رأيتم عدة أراء مختلفة، وهكذا أراء مختلفة ترونها كحروب لان دماغكم لم يتعود على رؤية اكثر من رأى، فدماغكم يستقبل ذلك بشكل غير مريح له وبالتالي يتعب، ولهذا تظهر هكذا أحكام بأن هناك حروب ومحاربة وصراع.
المثير هنا، ان اي شخص يستعمل صفات مثل محاربة وحروب واقتتال وصراع الخ فإنه في نفس الوقت يريد أن يشير لنفسه بأنه خوش ولد. ولكن النتيجة هي ليست خوش نتيجة، لأن المجتمعات الناضجة هي تلك التي تتعلم التعايش مع اختلاف الاراء، وتسميها أراء مختلفة وليس صراع، وهي تستطيع أن تتفق على مواقف محددة بالرغم من وجود اختلاف في الاراء. لذلك موقف هؤلاء الذين يصفون أنفسهم بخوش ولد، هو في الحقيقة موقف ليس فقط غير مفيد. في النقاشات حول مواضيع مختلفة هناك نعم في عدة مرات أساليب ليست مرغوبة، ولكن هذه صفة المرحلة الانتقالية من الديكتاتورية إلى الديمقراطية ، إذ لا أحد يمكنه توقع بأن يصبح الكل والجميع فجاءة متحضرين ومتطورين في كل شئ.
انت مشكلتك هي كما شرحت لك، بأنك لا تجد معنى في اي شئ. وانت سابقا كنت تكرر ذلك كثيرا، وإذا أردت ساقتبسها لك، فأنت كنت دائما تشير بأن الإنسان سيموت لا محالة، وبالتالي لماذا يتعب نفسه او يجهد نفسه، فطز باللغة وطز بالقوميات والاديان الخ. الاغلبية الساحقة من مواضيعك تشير إلى انك ترى الحياة بانها عبث لا معنى لها، بما فيها موضوعك هذا. اذهب واحسب اعداد كلمة "طز" في مداخلات. عندما لا يجد شخص ما معنى في ائ شئ فإنني ساتوقع بأن يرى كل شئ مثير للسخرية وبالتالي يلتجئ للسخرية.
ولانك لا تجد معنى لا في اللغة ولا الهوية ولا اي انتماء فأنت تريد ايضا ان تقول بأنك خوش ولد اذن، ولد حباب وطيب القلب، ولكن وكما شرحت أعلاه، هناك فرق بين شخص يؤمن بحقيقته الخاصة به ومع ذلك يحترم حقائق الآخرين، فيكون شخص طيب، وبين شخص لا يجد معنى لأي شئ.
اذا كنت تريد أن تعيش بدون تاريخ، بدون تاريخ يعني بدون زمن الماضي وزمن المستقبل، فأنت لست بحاجة لنقطة صفرك، فالكرة الأرضية تحوي عدة نماذج مختلفة من الحياة، فهناك مثلا في قبائل الأمازون يمتلكون لغة لا تحوي لا حالة الزمن الماضي ولا المستقبل، فهم يتحدثون دائما في حالة الحاضر فقط. بمعنى لو قال لهم أحدهم " لقد كان هناك في الماضي..." او "قبل فترة حدث كذا وكذا..." فإنهم لن يفهموا اي شئ، لأن لغتهم ببساطة لا تحوي حالة الماضي. وهم لذلك يعيشون بشكل متناسق مع الطبيعة، فهم يعتبرون حياتهم مثل ورق شجرة التي تكون خضراء وبعدها تسقط وتنتهي. ولهذا فهم ايضا لا يعرفون ما معنى التاريخ.
اما في مناطق أخرى من العالم فهناك حقائق لان هناك زمن ماضي، بمعنى لان هناك تاريخ.
الحقيقة = فصل الإيمان بشئ ما عن التاريخ
وهذا لان الحقيقة هكذا تصبح مستقلة عن التاريخ، بمعنى لو انتهت البشرية فإن الحقيقة ستبقى كما هي، فهي ستكون موجودة بمعزل عن التاريخ. وهذه عملية الفصل جاءت لان الدين يقول بأن الرب خلق الكون ثم البشر، فهناك فصل بين الكون والبشر، بمعنى البشر لا يعيشون كما في الأمازون بتناسق مع الطبيعة، وإنما هناك انفصال، ولهذا فإن الإنسان أصبح يمتلك مشاهدة وملاحظة عن الطبيعة ولهذا وضع نظريات وفرضيات التي قسم منها فصلها عن التاريخ ليجعلها مستقلة عن التاريخ ولتصبح حقيقة. وعندما تستقل عن التاريخ فإن عمر الحقيقة هو أكثر من أي رقم ستتصوره.
ثم إن كل لغات العالم تملك زمن طويل، فليس هناك لغات تشتريها في سوبرماركت، وحول العالم هناك الملايين من المهتمين باصل اللغات واصل وتاريخ عدة اشياء أخرى.
ثم اللغة مع مرور الوقت ستصبح اقدم وأقدم، انت لن تعرف ذلك، فأنت كنت في سباق مع الوقت، انت وصلت والوقت لا يزال يسير.