المحرر موضوع: لماذا ينـتـقـدون قـوانين الكـنيسة ورجالاتها ؟  (زيارة 1073 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الشماس الأنجيلي قيس سيبي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 232
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


لماذا ينـتـقـدون قـوانين الكـنيسة ورجالاتها ؟
المشكلة :
كـثر الحـديث في الـفـترة الأخـيرة بالمقالات وردودها حـول أمور تخـص الكـنيسة بشكل عام وكـنيستـنا الكـلدانية بشكل خاص ، فـمنها ما يتـناول الطقـوس وأخـرى اللغة وغـيرها من الـقـوانين الكـنسية والليتورجـيا . وقـد يتطرق بعـضهم إلى أمور إيمانية ومبدئية أساسية للكـنيسة . والمتابع يلاحـظ بأن هـنالك هجمة وكأنها مرتبة عـلى الكـنائس الرسولية ومتابعة كل صغـيرة وكـبـيرة تصدر عـن قـيادات الكـنيسة وأقـصد هـنا الإكـليروس ، وبالأحـرى هـذه كلها تجـري ضمن حـرية التعـبـير بعـد التساهل الذي وَفّـرتها التكـنولوجـيا الحـديثة للجـميع .
 
مبدأ وإيمان :
قـبل الخـوض في إنعكاسات هـذه الإنـتـقادات عـلى عامة الناس ، أودُّ أن أُقـدِّم رأيي في الكـنيسة التي أنـتمي إليها والتي كـثر الحـديث عـنها ، وهي اِحـدى الكـنائس الرسولية ، والمقـصود بها : الكـنائس الشرقـية بكـل فـروعها والكـنيسة الأورثودوكسية بكـل فـروعها بالإضافة إلى الكـنيسة الكاثوليكـية بكـل فـروعها  . هـذه الكـنائس الرسولية بدون تميـيز أو الخـوض في الإخـتلافات بـينها ، لا يُـنكـر بأن مصدرها واحـد وهـو الرب المخـلص يسوع المسيح والـذي أرسلَ الرسُل لـتَـلمذة وتبشير العالم وهم الذين بَـنوا الأسرار الكـنسية ، والرسل بدورهم أسّسوا الـقـواعـد والـقـوانين و عـرّفـوا الأسرار ليتميزوا عـن غـيرهم فـيما بعـد ، بالإضافة إلى ما نـقـلـته للرسل مريم العـذراء أم ربنا ومخـلصنا يسوع المسيح ( لوقا ١٩:٢ وَأَمَّا مَـرْيَـمُ فَـكَانَـتْ تَحْـفَـظُ جَـمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُـتَـفَـكِّـرَةً بِهِ فِي قَـلْـبِـهَا ) . وبواسطة هذه المصادر بالإضافة إلى الـقـديسين الأوائل وصلـتـنا الرسالة المسيحـية وأُسس الكـنيسة ، وهم الـذين كـتبـوا الإنجـيـل ايضاً ، والكـنائس الرسولية توارثـتها عـن جـيل إلى جـيل . ولا يُخـفى أثـر اللمسات التي إرتأتها الجـماعات المسيحـية بعـد توسعها بأعـداد كـبـيرة مما جـعـلها بحاجة إلى تـنظـيم وسيطرة من الضياع والهـرطقة فأصدرت التعـليمات والـقـوانين كأُسُس لـتـثبـيت الإيمان وتـوزيع المسؤوليات وممارسة الحـقـوق والتمتع بالواجـبات حسب متطلبات المرحلة وقـناعة الآباء حـيـنـئـذٍ .
 
الحـرف يقـتـل :
ولكـن تبقى الأسرار الكـنسية وبناء وتوزيع هـيكـلة الكـنيسة بالإضافة إلى المبادئ الإيمانية من مرحـلة الرسل والـقـوانين المبنية عـلى غـرارها ، هي ما يميز الكـنيسة الرسولية . أما الرجـوع إلى نصوص الإنجـيل فـقـط ، أو الإعـتماد عـلى فـقـرة من هـنا وأخـرى من هـناك لا يكـفي ، لأن مَن كـتب الإنجـيل أسّس تلك الأسرار والمبادئ ، إذا إستـثـنـينا إرشاد الروح القـدس في أمور أخـرى قـد لا تكـون سبـبا لإنـقسامات أو إلغاء ما إتـفـق عـليه الرسل في الـقـرون الأولى للمسيحـية .
 
لـدينا دُرّة ثمينة :
فإعـتـزازنا بكـنيستـنا الرسولية أشـبّـهُهُ بما جاء في الكـتاب المقـدس ( متى ٤٦:١٣  فَـلَمَّا وَجَـدَ لُـؤْلُـؤةً وَاحِـدَةً كَـثِـيرَةَ الـثَّـمَنِ ، مَضَى وَبَاعَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ وَإشْـتَـرَاهَا ) . نعـم يجـب أن نبـيع كل ما نملك من أفكار وإجـتهادات وخـبرة وذكاء ونـشتري هـذه الجـوهـرة التي لا تـقـدّر بثمن ، بتواضع ومحـبة وإفـتخار وإيمان ، فلا نضحّي بها بسبب تـفسير جـملة إخـتارها المجـرِّب لـيهـزَّ ما بناهُ الرسُل كاتـبوا تلك الجملة .
 
الكُتّاب أحبابنا :
وأنا متأكـد من أن الـذين يكـتبون حـول ما يخـص كـنيستـنا هم ضمن هـذا الإعـتـزاز والإنـتماء فـيجـعـلهم ينـدفعـون بغـيرة قـد تـقـودهم مرات إلى وديان الـتُهَـم والـتـشهـير وسوء النيات من كـثرة إنـدفاعهم وحـرارة حـبهم للكـنيسة الذي يجعـلهم يُسَخِّـرون أقلامهم في متابعة الكـثير مما يمس الكـنيسة محاولين تجسيمها ووضعها في قالب للمناقـشة وإسـتـقـطاب آراء الـقـراء والمتابعـين طالـبـين الـتـدخل مِن قِـبَـل المسؤولين وإتخاذ مواقـف حـول تلك الأمور .
 
خدمة لإبليس :
وأخشى ما أخشاه ، هـو أن تصل هـذه الكـتابات إلى قـراء يفسرون الكـتابات وكأنها نـقـطة ضعـف في الكـنيسة التي ينـتمون إليها فـيأخـذ الشيطان دوره في زعـزعة إيمانهم والـبحـث عـن بـديل قـد يكـون إلى كـنيسة منافِسة أخـرى أو اللجـوء إلى أسهل الحـلـول وهـو الإلحاد الـذي يثـبته المجـرِّب في قـلوبهم ويُـزيد من شكـوكهم ويؤكـدها لهم . وبهـذا يكـون الكاتب الـغـيور قـد قـدّم خـدمة مجانية للمُشكِّـك دون عِـلمه في أكـثر الأحـيان .
 
  دور قادة الكـنيسة :
ولكون الكـنيسة تـنظيم حي ممكن أن يتطور ويتغـير مع ظرف الزمان والمكان وتغـير ثـقافة الإنسان ، لذا أتوقع من قادة الكـنيسة أن يتعاملوا مع ما يُطرح من مواضيع وإنـتـقادات على هـذا الأساس ، وإعـتبارها ضمن غـيرة الكاتب عـلى كـنيسته ، خاصةً إن كان أحـد أبنائها . مثلاً إن حـصل أن تـوصّل الكاتب إلى أمور تستحـق إتخاذ قـرار أو موقـف أو تـفسير رسمي لـتـثبـيت الحـقائـق أو إعادة الـنظر في بعـض الـقـوانين التي إتخِـذت في ظروف وأزمنة كان يتطلب إتخاذها وَولّت ، فلا بأس أن تأخـذ الكـنيسة الـيـوم بكـل تواضع دورها حـول تلك المسائل . وإنْ حـصل أن أخـطأ أحـد القادة الكـنسيـين في موقـفٍ ما ، فالإعـتراف بالخـطأ فـضيلة وليس أحـدٌ معـصوماً مِن الخـطأ فالكـنيسة الكاثوليكـية إعـتـذرت والحكـومة الأستـرالية إعـتـذرت  ، وقـد يأتي يوم تركـيا تعـتـذر !!! فـما المانع من أن يعـتـذر رجل دين ، لأنه سوف لن يكـون منصبه أعـلى من منصب البابا الـقـديس يوحـنا بولس الثاني أو رِئاسة دولة . لهـذا فإن قـيادات الكـنيسة مطالبة بتـثـقـيف (الكـشف) لأبنائها عـما يـدور أو ما دار في الكـنيسة من الأمور التي يمكـن أن تصل بأسلـوب مغالط توقع المؤمن في شك ، ومعالجة تلك الأمور قـد لا تحـتاج الى اكثر من توضيح بسيط مع الحـفاظ عـلى لمسة الآباء الأوائل وجـوهـرها .
 
 
غـيرتي عـلى كـنيستي جعـلـتـني أكـتب هذه السطور.
 
الشماس الإنجـيلي قـيس سـيپي / كالـيـفـورنيا / أميركا



غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5234
    • مشاهدة الملف الشخصي
أخي .... مـقالك شـيـق
وقبل الخـوض في محـتـواه عـنـدي إستـفـسارات عـن أمور مألـوفة أنا لا أعـرفـها
لمّا كان الـزواج عـلنياً أمام الـناس ، لماذا يكـون إسمه أو صفـته ( سـراً ) ؟؟؟
العـماذ يتم أمام الناس فـلماذا يـوصف بأنه ( سـر ) ؟
مسحة المرضى ليست سـرية فـلماذا تسمى ( سـراً ) ؟
وهـكـذا باقي الأسـرار
ثم ربما أعـلـق أكـثر

غير متصل الشماس الأنجيلي قيس سيبي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 232
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


أخي العزيز مايكل

اعتذر عن تأخر الاجابة.

لو تمكنتُ ان اشرح لكم الاسرار بالأسلوب الذي سألتم سوف لن تكون اسراراً بعدُ. لهذا سميت اسرار.
ولكن انا اسال لماذا لا يكون الأيمان والرجاء والمحبة أسراراّ؟
السّرّ: فهو لا يعني ما هو خفيّ ومحجوب عنا، أو ما يصعب فهمه، فالسّرّ هنا يعني العلامة الخارجيّة والمنظورة، والتي تهب بدورها نعمة غير منظورة. إنّه حضور المسيح الخلاصيّ بقوّة الرّوح القدس من خلال الكنيسة. وكما أشار الكتاب المقدس، أن هذه النّعمة هي نعمة الخلاص، إذ بدونها يصبح الإنسان مفتقرًا لينابيع الخلاص، أيّ لحضور المسيح بشكل عميق وحقيقيّ. "موقع البابا فرنسيس"
السر: المقصود بها هو "نوال نعمة سرية (غير منظورة) بواسطة مادة منظورة" وذلك بفعل روح الله القدوس الذي حل بمواهبه في يوم الخمسين على التلاميذ القديسين ورسل السيد المسيح الأطهار، وبحسب ما أسسه السيد المسيح نفسه وسلَّمه  للرسل الأطهار وهم بدورهم سلَّموه للكهنة بوضع اليد الرسولية. (1كو 23:11 ) موقع الأتبا تكلا

ارجو ان يكون قلمكم مسخرا في الفئة التي قلت عنهم (ضمن هـذا الإعـتـزاز والإنـتماء فـيجـعـلهم ينـدفعـون بغـيرة ). لأنكم خير متابع ومقارن مجريات الامور في كنيستنا من تعاليم وقوانين وكذلك تصريحات رجالها التي قد تنعكس بشكل سلبي على الكنيسة . لذا اتمنى ان تلقى كتاباتكم وكتابات غيورين آخرين آذانا صاغية.
تحياتي.