مشاغب من الدانمارك
وليد حنا بيداويد
كوبنهاكن
14/05/2020
لايمكننا ان نصل الى قداسة السيد يسوع المسيح ابدا مهما سامحنا وغفرنا وحاولنا ان نطبق مسيحيتنا تجاه الذين يسيئون الينا ويسببون لنا جروحا، فنبقى بشرا ويبقى الجرح مفتوحا ولكن بالاعتذار يطيب ويلتئم.
لمؤسف جدا ان اطلق مصطلحات قد لا تليق بالانسان، لكنني ارى انها لابد منها لوجه المقارنة وليس لاجل التجريح ابدا. لذا ارفض بالمطلق ان اطلق عليهم بالكلاب السائبة، فالكلب في طبعه حيوان اليف وفي خاصة اذا ما عومل بالقليل من الحنان والعطف، هكذا يعامل الغرب حيوان الكلب صاحب الاربعة ، لذا من الخطأ الجسيم الفادح ان نقول ان الكلب نجس ويجب التخلص منه او قتله كما هو شائع في الثقافة العربية والاسلامية (او ان نقول تكرم مثل الكلب) انه اوفى الحيوانات للبشر من الخليقة، هذا حتى السائبة منها يمكن ان يتحول الى حيوان اليف جدا اذا ما تم معاملته بلطف وعطف والقليل من الحنان فيتحول هذا المخلوق المزروع في قلبه الخوف من الانسان الى حيوان مدافع عن صاحبه وعن البيت الذي ياويه وتجاه الذي يعامله بلطف وشتان بين وفاء الكلب صاحب الاربعة والكلب صاحب الاثنان واكل للحوم البشر من جنسه.
لا تطلق لسانك ولا تتهم الاخرين قبل التاكد من كلامك
فمن كان بلا خطيئة فليرجمها بحجر.علمتني حياة الغربة الكثير الكثير وصقلت ثقافتي بالكثير خاصة عندما درست اللاهوت مفصلا وتعرفت على ثقافة هذا المجتمع الغربي واخذت الكثير منها التي تختلف كليا عن ثقافتنا الشرقية الموروثة التي يغلب عليها طابع الثقافة الاسلامية البدوية العدوانية.
لايحق لاي احد ايا كان ان يكون رقيبا على الاخرين ويسلب حرياتهم ويخول نفسه بمحاسبة الاخرين فاقول من كان بلا خطيئة فليرجمها بحجر فاخرج الخشبة التي في عينك قبل ان ترى القذي في عين الاخرين.
الحادث واسباب المقالة:-قبل الحديث لابد من تقديم نبذة تاريخية عن تصوراتي الشخصية عن الوضع.
منذ ان وعييت وانا طالب في الابتدائية كان الوالد رحمه الله شغوفا بمطالعة الصحف والمجلات والكتب والقصص التي كانت تصدر في العراق وفي الاتحاد السوفيتي والمانيا الشرقية وكانت توزع في العراق مجانا وكذلك البعض من الاصدارات من اللبنانية وكل ما يصل الى العراق من الصحف والمجلات والاصدارات كان يوجد نسخة منها في بيتنا تتجدد اسبوعيا وشهريا وكانت في كل مكان خاصة صور الحسناوات الالمانيات، كنت اطالع من يمكنني وكانت الاخبار السياسية التي تشغل العالم حينها تركز على الحرب في فيتنام وكنت اسمع ان طائرات (بي 52) تقصف وترمي الكيمياوي على الغابات وتقتل الناس في القرى والمدن وتدمر كل شئ وبلا هوادة وكيف ان المقاومة الفيتنامية كانت تسقط الطائرات الاميركية المعتدية ، لذا لم تكن تلك الصحف في صفحاتها تخلو من هذه الاخبار المروعة والمخيفة ، كنت مولعا بمطالعة ومتابعة هذا الصحف وبعدها شقيقاتي واشقائي
في الحقيقة تلك الاخبار الصادمة والمخيفة في تلك الايام، زرعت في نفسي الكثير من الخوف والرعب والانزعاج والصورة السوداء عن اميركا وبقيت هكذا.
قبل ثمانية عشر عاماقبل الغزو الاميركي للعراق وسقوظ النظام العراقي في 2003 زار السيد يونادم كنا الدانمارك وعقد ندوة في بيت احد الاصدقاء ممثل الحركة الديمقراطية الاشورية في العاصمة كوبنهاكن.
كنت ضمن المدعويين الى الاجتماع الذي طال ساعتتين نقل السيد يونادم كنا رسالة عن اصرار الولايات المتحدة الاميريكية الاطاحة بنظام صدام حسين والاتيان بما يسمى بنظام ديمقراطي تعددي وتحدث السيد يونادم كنا عن الشخصيات المعارضة لاسيما نحن في اربيل كنا على اطلاع اكبر وعن قرب ببعض عن هذه الشخصيات وعمالتها وخدمتها للاميركان وتاريخها الاجرامي وهدفها السرقة وفي المقدمة من هؤلاء احمد الجلبي وكذلك البعض من اصحاب العمائم (ساخت ايران) الذين تربوا فيها وفي احضان نظامها وحاملين لجنسيتها وفي الاجتماع ذاته وقام السيد يونادم كنا بتوزيع الادوار على البعض من الحاضرين واشر الى (الفلان من الناس اتحفظ عن اسمه) قائلا له ساعيينك قائدا عسكريا كبيرا في منطقة سهل نينوي والجيش العراقي منهار معنويا.
كان الاجتماع بمثابة قنبلة وقلت للسيد يونادم كنا وامام الحضور جميعا لو حصل هذا واطيح بنظام صدام حسين سنكون نحن المسيحين اول الضحايا وسنضرب ( بتضميم النون) من قبل الاسلاميين على مختلف تنظيماتهم وسيتصالحون وسيحلون مشاكلهم فيما بينهم وسيتفقون لاجل قتلنا وتهجيرنا نحن المسيحين.
لقد بنيت وجهة نظري في الحقيقة من خلال معايشتي وترعرعي في العراق وفي المدرسة مع الكورد والعرب في اربيل واطرافها واحتكاكي مع الاصدقاء في الوظيفة الذين كانوا لو سمحت لهم الظروف لنهشوا لحم المسيحيين خاصة عندما انسحبت الادارات المدنية التابعة للحكومة المركزية من منطقة كوردستان وكيف تم الاعتداء على المسيحين في عنكاوا وشقلاوا و زاخو ودهوك وسميل مناطق اخرى وسلبوا دورهم واراضيهم ولاتزال الكثير من هذه القضايا لم تحل في كوردستان رغم تدخل البرلمان الكوردستاني كذلك القتل والتهجير والابادة الجماعية بحق الارمن والكلدان الاشورين السريان في تركيا تلك الابادة المروعة، كذلك اخبار جبهات القتال ايام الحرب مع ايران وكيف كان المسيحي المدافع عن وطنه يقتل من الخلف بنيران زملائه الشيعة في ذات الموضع الدفاعي وكذلك معايشتي في الجيش الشعبي واحتكاكي يالكثير من الشخصيات الحزبية والعسكرية.
كذلك معرفتي باهل الموصل عن قرب وتشددهم وكرههم للمسيحين بشكل لا يوصف ابدا وهم من يتعمد ان يسمى المسيحين بالنصارى
كذلك استفساري من المسيحين الذين بقوا في سوريا وعاشوا فيها وتزوجوا من بناتها ، كنت استفسر عن احوال المسيحين وعلاقتهم مع الحكومة ونظرة المسلمين في سوريا الى المسيحين وكان الكثير منهم يقول ان المسيحين بخير مادام الحكومة بخير.
اما عن كتب التاريخ الاسلامي فحدث ولا حرج عن كره الدولة الاسلامية للمسيحين واليهود.
اذا ان الكره موجود وليس وليد ساعته ولا اليوم ولا يوجد هناك مسيحي واحد لا يعرف ان الاخر يكرهه بشكل او باخر
بعد الاجتماع مع السيد يونادم كنا :-خرجنا من الاجتماع الى البيت ولم اسمع اي تعليق سوى بعض الانزعاجات البادية على بعض الوجوه، في الحقيقة لم اسال ابدا ولا يهمني ان اسال فانا ابديت وجهة نظري بشكل ديمقراطي بالرسالة الاميركية التي حملها السيد يونادم كنا والافرازات التي ستنتج لاحقا في حالة اقدام اميركا على احتلال العراق.
وطيلة السنيين الماضية اي قبل العام 2003 و لا ازال ان علاقاتي طيبة جدا مع جميع الاطراف ومع من اعرفهم وكونت علاقات اكثر من ممتازة ولم اسئ الى اي شخص او حزب او تنظيم سياسي ولكن كنت الاحظ ان شخصا ما السيد (ي) يتجنبني ولايزال لحد يومنا هذا رغم انني القي بالسلام واحاول ان اصافحه بحرارة وطيبة قلب ولكنه يتهرب ولم اقدر ان افسر اسباب تهربه حتى ان جلسنا بالقرب من بعصنا البعض فيحاول تهميشى وكانه لا يراني او يضع راسه في الاوراق او يهمس مع الذي جالس بجانبه وكانه لا يراني، لكن انا لا اسال ابدا فالعلاقات الاجتماعية هي علاقات اختيارية ولا تكون اجبارية ابدا.
في بداية سنة 2020زارني شخص في البيت يحمل بيده كتابا يطلب مني مطالعته وابداء وجهة نظري فيه ، وعلى جلسة الغداء معا قال لي اريد ان اقول لك سرا مضيفا انه لم يسمع عنى بسوء كما ادعى السيد (ي) ولا يرى ولم يلمس اي شئ مما سبق وان قاله عنكم، انتم الرافضين لمشروع الاحتلال الاميركي للعراق، [(فقال الزائر ان السيد (ي) حذرنا نحن منكم مرارا وضرورة تجنبنا لكم لانكم من المخابرات العراقية)].العراق الدولة العميقةمن المعلوم ان العراق قبل سنة 2003 كان محسوبا ضمن الدول العميقة رغم عدم اكاديمية هذا المصطلح لكنني اختصر شرحا به، مؤسسات امنية واستخباراتية ومخابراتية واجهزة سرية وعديدة كلها تعمل لصالح السلطة والحزب وتحمي النظام، جهة لا تعرف بالاخرى، ليس كالذي حاصل الان فايران تخترق الاجهزة الامنية العراقية ، ليس هذا لا بل هي تقودها وكذلك السعودية ولربما اسرائيل ، اما اميركا لا احد يعترض بالاضافة الى داعش واولاده واخوانه.
وهنا لابد لي ان اسال السيد (ي) مباشرة نيابة عن المجموعة التي يتهمها، كيف توصلت الى هذا الاكتشاف المذهل الذي لربما هو اكتشاف يخدم البشرية جمعاء يا عيني عليك يا السيد (ي) ورحت تتهمنا اننا من المخابرات العراقية لمجرد اننا عارضنا الغزو الاميركي للعراق. فهل كنت تعمل عميلا مزدوجا؟وتعرف مسؤلنا المخابراتي واعضاء المرتبطين به؟
انت تعلم جيدا ان المخابرات العراقية عملت لصالح العراق ومنعت احتلاله من قبل اميركا فاذا انها لم تكن عميلة بل عملت لصالح بلدها وانت تعيش في الدانمارك كان الاجدر بك ان لاتخون الدانمارك البلد الذي فتح لك ذراعيه و اواك مع عائلتك، ان تبلغ الشرطة الدانماركية فورا بوجود هكذا اشخاص وهكذا مجموعة على ارض هذا البلد، لكنك لم تفعل لانك على ما يبدو متعود على الخيانة والجبن واعلم جيدا انني لم ابلغ الشرطة لانه قد مر على اتهامك الباطل اكثر من ثمانية عشر عاما واعطيت كلام الشرف لاحد الاشخاص الوقرين (ش) الذي اعزه واحترمه ان لا اثير هذا الموضوع اكثر من هذه المقالة ولا اتصل بالشرطة.
لو انا اؤيد خططك الفاشلة ونظريتك الميتافيزيقية اكون انسانا وطنيا بحسب تقييمك، اما لو عارضت خطط احتلال العراق او وقفت بالضد منها فاكون بعثيا ومخابراتيا، هذا هو المنطق الاعوج الذي تتبعه في حساباتك الخاطئة ونظرتك غير السليمة تجاه الاخرين.
[جيد جدا اذا انك تعترف بعظم لسانك على الملأ ان البعثيين وحدهم هم الوطنيين المدافعين عن كرامة وشرف العراق وحدوده ( فانت قلت هذا ولم اقول انا شئ)] ماذا اكثر من هذا يا سيد (ي) من لا يؤيد خطط احتلال العراق تحسبونه بعثيا ومخابراتيا! لا والف لا، سوف لا ابيع وطني واحسبوني كما تريدون. احسبوني عميلا للعراق فهو شرف لي ومخابراتيا واطلقوا من التسميات ما شئتم فلا تقصروا
مشاكلك مع نظام صدام كان يفترض بك ان تدعها جانبا وليس ان تبارك احتلال بلدك وتهلهل للمحتل وتبتسم ابتسامة صفراء انم تخلصت من هذا النظام الدموى، لا يا سيد (ي) الوطن اولا وشعبك المضطهد منذ 1400 سنة اولى ان تدافع عنه وتحمل السلاح ولا تسمح بمجئ نظام اسلامي مقيت وخونة وماجورين.
العملاء الاقزام يتحملون المسؤلية الاخلاقية والوطنية ودماء الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن ارض العراق نتيجة لاحتلال العراق من قبل اميركا وايران وما وصلت اليه الامور من حالة التدهور وسرقة قوت المواطنين هؤلاء الاقزام العملاء من باعوا الشرف وهم شلة من الحمير يديرون هذا البلد المعطاء في ثرواته وشعبه وتاريخه فباعوه وافقروه، لذا من هو العميل يا سيد (ي)
فانا اقول لك يا سيد ان الذي يؤيد احتلال بلده من قبل اميركا او ايران او اية جهة اخرى فهو عميل من الدرجة الاولى وتكون انت احد العملاء.
الدفاع عن سهل نينوى الاجدر ان تترجم اقوالك الى افعال حقيقية على ارض الواقع وكان الافرض بك ان تدافع عن ارضك في سهل نينوي وتحمل السلاح ضد القتلة السلفين والافكار المتشددة المحتلين الدواعش الذين ارتكبوا افضع الجرائم بحق شعبنا منذ جريمة الاتراك في الحرب العالمية الاولي
اين انت من الدفاع عن شعبك كفى الكلام في غياب الناس وعتابات مع من لا تعرفهم ومحاولة فرض ارائك، انشغل بامورك الخاصة واهتم بحل مشاكلك العائلية التي سببتها لهم.
ليس كل من تعلم الحروف اتقن الكلام.
وللكلام بقية.لعل هذا الفيديو يختصر المعنى
https://www.facebook.com/Chaplinlaughingworld/videos/457288435189561/