المحرر موضوع: فشل القنوات العراقية المؤدلجة  (زيارة 423 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31485
    • مشاهدة الملف الشخصي
فشل القنوات العراقية المؤدلجة
يلوم أصحاب الفضائيات الحسينيات الفنانين العراقيين ويريدون حشرهم في خانة البكائيات. لماذ لا يبادرون هم بتطوير برامجهم بدلا من انتقاد الآخرين؟
ميدل ايست أونلاين/ عنكاوا كوم

ما العيب في الكوميديا، أم كتب على العراقيين البكاء فقط؟
عاصفة هوجاء من النقد والاتهام والعتب على الفنانين العراقيين والدراما بشكل عام، واتهام للقنوات المنتجة للأعمال بانها تعمل لأجندات معادية وغير مخلصة للعراق لانها لم تناقش بطولات الحشد أو مجزرة سبايكر، أو بيع النساء أو الأعمال الإرهابية والتفجيرات التي راح ضحيتها المئات من الشباب.

هذه انتقادات لا تمت للواقع بصلة.

ان كان العتب على الفنانين مقبولا باعتبارهم ضمير الشعب وصوته العالي ومشاعره المتفجرة في الحب والحياة والحزن والفرح والحرب والسلام وكل مناحي الحياة، ولكن الفنان والكاتب وكل العاملين في مجال الدراما والفنون هم بشر كباقي الناس لديهم التزاماتهم ومتطلباتهم الحياتية ولهم عوائل تنتظر ان تعيش حياة كريمة.

ماذا يفعل الفنانون وليس أمامهم فرصة غير الـ MBC مثلا، لماذا يراد للفنان ان يضحي لوحده؟

لماذا لا تقدم القنوات الفضائية المؤدلجة او غيرها فرص لإنتاج الدراما، ولماذا لا تتيح هذه القنوات للفنان حرية الاختيار وفرص للعمل، لما اختصت اكثر من 60 قناة عراقية بالبرامج الدينية والسياسية فقط؟ هل من المعقول ان نلوم الشرقية او الـ MBC ولا نفكر بان القنوات التي تحسب على الحشد او المقاومة كما تدعي هي مقصرة؟

لم تقدم القنوات المؤدلجة اي برنامج عن السينما والمسرح والموسيقى ولم تستضيف اي فنان او روائي او قاص او فنان تشكيلي او موسيقي يتحدث عن تجربته الشخصية ومشواره الفني. لم تعر اي اهتمام بالفنانين ولا حتى بجمهورهم.

لذا قصور الرؤية واهمال المثقفين والفنانين من قبل القنوات العراقية المؤدلجة سياسياً ودينيًا هما ما أوصلت الدراما الى الوضع الذي ينتقدوه.

اليوم ثمة العشرات من القنوات الفضائية وجيوش من الموظفين وملايين من الدولارات لا تجني غير الفشل والهزيمة.

قنوات غير ذات تأثير وغير متابعة الا من قبل الموالين لها. قنوات تفتقر للمهنية والمهنيين بأغلبها، ونوعية البرامج والمقدمين لا تشجع على المشاهدة، بل وأحياناً مقرفة، تقابلها قنوات علمانية محترفة مؤثرة ذات خطاب قوي وبرامج ناجحة، فلا مجال للمقارنة ولا مكان للمنافسة بين الجانبين.

 لقد اثبت المؤدلجون وقنواتهم وإعلامهم وأحزابهم بإنهم لا يصلحون للسياسة، لانهم ينظرون بعين واحدة. كما اثبتوا انهم لا يدركون مفهوم الدولة وما زالوا يعيشون في اجواء الثورة.

 لقد أحصيت باقة كبيرة من القنوات الفضائية المؤدلجة التي لا يتجاوز دورها دور اي حسينية او مسجد أو مؤسسة متهرئة قابعة في احدى زوايا الأزقة القديمة، قنوات هزيلة غير قادرة على المنافسة وغير متابعة، فاقدة للبوصلة، لم تتمكن من إثبات وجودها في الساحة الاعلامية، رغم الكم الهائل من الدعم المالي لها والفترة الزمنية الطويلة لوجودها.

انها مضيعة للمال والجهد، تحسب انها تقدم مادة مفيدة للجمهور، فهي تركز على جانب واحد وتترك الجوانب الاخرى.

الاعلام صناعة ورسالة مهمة واداة عظيمة لصناعة رأي عام للمجتمعات. والدراما والفن والسينما والموسيقى عوامل مهمة لهذه الصناعة. وما دامت احزاب الإسلام السياسي لا تفقه التعامل مع هذه الأدوات فلن تنجح في إدارة المجتمع.

فلا يمكن ان تلام القنوات الفضائية العلمانية لانها تعرف ما تريد. بل تلام القنوات الأيديولوجية بانها عبثية وتائهة ولا تعرف ما تريد، فهي تعلق فشلها على الاخرين.