الاخ جاك المحترم, تحية وسلام
في البداية ذكرت أن علينا توخي الدقة في اختيار الكلمات والآن اضيف ان علينا التمعن بالقراءة قبل كتابة الرد (من الحكمة أن تكون قارئ متمكن لكي تكون كاتب متمكن) لاحظ انني تطرقت الى اختلاق البدع التي لها تأثيرات سلبية على حركة الحياة. وتقول (من المعروف وخصوصا للغويين) إذا عليك تحديد ما هو معروف على أرض الواقع: هل اسم اللغة التي نتحدث بها سريانية أم سوريث؟ وتنصحني أن اسأل القاطنين في الشرق الاوسط! كوني واحد منهم نظرت في المرأة وسألت الذي أراه فأجابني بأنه سورايا ويتحدث السورث وليس السوريث
الان, قولك خصوصا للغويين اي انك تدعي بأنك احدهم, جميل جدا: من (المعروف) أن ذوي الاختصاص عندما يكون هنالك حالة متفق عليها من قبل الاغلبية ثم يأتي شخص بأطروحة أو نظرية تخالف هذه القناعة فإن أول من يحاججها هم أهل الاختصاص قبل العامة. بل هذه مشكلة اهل الاختصاص وعليهم اشباعها فحصا قبل الاعتراف بها لتنال المقبولية وليتم اعتبارها مصادر موثوقة. هل ان كتاب روبين بيث شموئيل يقول ان لغتنا ليس اسمها السريانية؟ اذا قلب الطاولة على رأس اللغة السريانية ومنح لها اسم جديد وانت تعتمده كمصدر لك وانت من ذوي الاختصاص. لن اطيل معك, يكفي ان تسأله لماذا يدير اذا دائرة اسمها السريانية. وإن كان قصده السورث وليس السوريث فهذا صحيح لأن السورث تشمل كل اللهجات المنبثقة من السريانية المكتوبة في التراث الكنسي لجميع طوائف شعبنا والمنقولة الينا من عبق الزمان الى يومنا هذا - هذا ما هو (معروف) لدى العامة ولا ادري ان كان العامة في واد وأهل الاختصاص باللغة في واد آخر.
لن اتدخل في تلاقح اللغات فهذا ليس من اختصاصي ربما تستطيع أنت, ولكن بكل تأكيد هناك تلاقح كما في جميع مناحي الحياة وخصوصا بين الشعوب المتجاورة
قولك "كلمة سورايا لا تعني المسيحي او السوري ابدأ ، ولكنها تعني الاشوري مختصرا"!!! اعترف انك اتعبتني! لا تعليق اذا كنت جادا. اما اذا كان هذا هزل مثل القول هذا الاسم أصله كذا ثم كان هنالك ملك بأسنان مكسورة ولفظه كذا فتغير اسم شعب بأكمله فذلك لطيف منك لتقليل التوتر أثناء النقاش
انت وهنالك أيضا بعض من الناس لقلة المصادر الموثوقة يرتكز على فلان وفلان لتمرير آراء لغايات ايديولوجية سياسية. فارجو الانتباه الى التأثير الأيديولوجي على الكاتب وحتى الباحث, وإن كان من غير الإمكان التخلص من هذا التأثير فليعمل لما هو في مصلحة شعبنا (واقعه ومصيره). شكرا
الاخ العزيز قشو ابراهيم المحترم. تحية ومودة
تسميها اللغة الاشورية معتمدا على حجة من الصعب الوثوق بها وهذا رأيك ورأي البعض لكن هذا لن يغير من الواقع شيء. ورغم احترامي لتاريخ ملوك الحضارة الاشورية العظيمة والتي قرأنا الكثير عنها في كتب التاريخ ولكن لا اذكر انني قرأت ان كان لهم لغة اسمها اشورية فكل معلوماتي تقول انهم تحدثوا الارامية التي انبثقت منها لهجات بعضها اصبح لغات مستقلة مثل العبرية والعربية.
وكما يحق لي ولك ابداء رأينا فأن رجال الدين ايضا لهم هذا الحق ولكن الحقيقة هي أن أتباع الطائفة الواحدة لا يتفقون على رأي ثابت وهذه طبيعة الجنس البشري. اذا الحقيقة هي ما يصبح عرفا على ارض الواقع, ويبقى رأي هذا الاسقف او ذاك البطريرك رأيه الشخصي وليس من الممكن اعتماد آراءهم فيما ليس اختصاصهم لأن اختصاصه هو اللاهوت فقط ولم يرفع أحد الى درجة القداسة إلا لتمسكهم بالروحانيات وليس لدفاعهم عن اللغة أو القومية او الاختصاصات العلمانية
انا اتيت لك بمثال رائع عن شماس من بغديدا لكي لا يرتفع بنا الاعتزاز بالالمام باللغة السريانية نحو الترفع على اخوتنا الاخرين, وكذلك لاستعمالك لكلمة البطريرك بصفة التبعية ( ܕܦܛܪܝܪܟܘܟ ܡܪܝ ܢܨܪܠܠܐ)
انا اتفق معك بأنه هنالك كتابات مشينة وتنبعث منها رائحة الكراهية. بل اشدد على محاربتها لذلك علينا الرجوع وفحص بداياتها ومسبباتها وثم وضع الحلول والخطط المناسبة لمعالجتها. برأيي ان من اهم اسباب اختلاف وجهات النظر هو تفسير المفاهيم والمصطلحات المشتركة كل حسب قناعته والتأثيرات الايديولوجية عليه وخصوصا في الجانب السياسي. وهذا ما اؤكد عليه دائما, انظر الحوار عن توضيح المفاهيم والمصطلحات المشتركة ضمن مقالي هذاhttps://ankawa.com/forum/index.php/topic,974722.msg7700939.html#msg7700939
اخي قشو, لو كنا نتحلى برجاحة العقل لكنا وضعنا أنفسنا في الجهة المقابلة اثناء الكتابة او النقاش لكي نراقب أنفسنا ولانقع نحن ايضا في بوتقة خطاب الكراهية, اتمنى من الجميع مراقبة النفس وتدقيق كتاباتهم قبل الضغط على زر الإرسال. وإن كنت ترى البعض من طائفة السريان يكتبون بكراهية فأنا لا اتفق معهم كما لا أتفق مع من يكتب بهذا الأسلوب من الطائفة الكلدانية والطائفة الاثورية فكلنا أخوة وشعب واحد. اذا اخي من المهم الانتباه الى مسألة إن كان ما نكتبه قد يترك اثر سيء لدى المقابل ولكن الأهم هو الاهتمام ان كان فعلا يصب في مصلحة شعبنا (حاضره ومستقبله). لي سؤال لك: هل تعتقد مصطلح امتا اشوريتا مقبول من كل ابناء شعبنا؟ ثم هل من الممكن أن يكون فيه عزلا لطائفة عن الطوائف الاخرى؟ وهل يحق للآخرين أن يعتبرونه خطاب كراهية؟ انا دائما اقرأ اسم مارافرام السرياني ولم اقرأ يوما مار افرام الاشوري الا قبل عدة سنوات من أحد (دعاة القومية وليس رجل دين او مؤرخ موثوق) اعتقد يسكن لبنان, وقد أضحكني كثيرا - ربما يأتي يوما شخص ما ويقتبس مقولته ويبني قصصا عن مار افرام الاشوري!! هل فكر هذا الداعية بأن بدعته هذه قد يعتبرها الاخرين خطاب كراهية؟ بل هل ان هذه البدع تعمل خيرا لواقع ومستقبل شعبنا؟
كثيره هي المصطلحات والمفاهيم التي علينا توضيحها ودراستها للخروج برؤى جماعية وهذا ايضا في مقالي المذكور اعلاه.
تسألني عن (الحقيقة) في الماضي: انا اعتز بالتاريخ عاطفيا ولكن عقليا (لكوني احاجج الاشياء كثيرا قبل ان اعتبرها مسلمات لدي) فأنا لا اعتبر نفسي مؤهلا لإطلاق الاحكام والفصل بين الصحيح من المخالف في الأمور التي تخص الماضي.
عذرا لاختلاف زوايا النظر إلى الأمور ولكن الشيء الرائع هو اتفاقنا بأن الكتابات التي لا تخدم مبدأ الاخوة والمصير المشترك يجب الانتباه إلى مخاطرها.
مع المحبة