انشودة المحبة
يظهر بان هناك بعض الشخصيات المسيحية من الذين يحملون صفة كهنوتية معينة لم يستوعبوا او لم يفهموا او لم يطلعواعلى توجيهات الرسول القديس بولص في رسالته الاولى الى طيماطيوس الاصحاح الثالث والاية 8 "وليكن الشمامسة كذلك من اهل الصلاح, لا ذوي لسانين" وفي الاية 13 "وان يحسنوا رعاية ابنائهم وبيوتهم". هذه التوجيهات هي دستور دائم لكل من يحمل صفة كهنوتية مختلفة, وكذلك اشبه بالخط الاحمر لا يمكن تجاوزها وعدم الالتزام بها يعتبر خروج عن الرسالة الروحية التي جاء من اجلها هؤلاء المرسومين لخدمة الكنيسة وبتعبير اخر هو اقترافهم الزنا.
هنا اريد ان اعلق على الاية 13 وهي على "الشمامسة ان يحسنوا رعاية ابنائهم وبيوتهم"من اساسيات التربية البيتية من دون ان يكون كاهن او شماس او اية صفة دينية اخرى ان يقوم رب البيت على تربية ابنائه تربية صالحة اي بمعنى ان يعلمهم ويهذبهم على حب الاخر وان يزرع فيهم الاحترام لاي شخص كان مهما كان انتمائه لانه بشر وان يتجنب زرع الكراهية والحقد في اطفاله لانهم سوف يكبرون ويكبر هذا الحقد والكراهية معهم وبالتالي سوف تتكون لديهم شخصية ناقصة لانها انبت على سلوك خاطئ والطفل لا ذنب له لانه تربى بهذه الطريق الخاطئة ولا لوم عليه لتلقيه تربية سلبية من الوالدين .
هذا السلوك ليس صعب ولا يحتاج الى فلسفة لكي يمارسها الشخص لانها من اساسيات الحياة حتى الاشخاص الاميين الذين لا يجيدون القراءة والكتابة ولم تسنح الفرصة لهم ان يذهبوا الى المدارس لكي يتعلموا , ولكن تربية الاطفال هي من الفطرة تمارس ضمن العائلة الواحدة بين الاخوة والاخوات والوالد والوالدة من اجل بناء عائلة قوية متماسكة ولا لهذا السلوك اي علاقة بالشهادة او غير الشهادة المدرسية لكي يفهم الشخص تفاصيل الحياة . عندما تكون هذه المهمة من واجبات الوالدين اتجاه تعليم اطفالهم السلوك الصحيح والمبني على الحب والاحترام اذا كيف يجب ان واجب او مهمة الشخص المكرس حياته لخدمة الدين؟ لخدمة الشعب او خدمة الرعية حسب المفهوم الكنسي . عندما يكون شخص ما كاسقف اوقس او شماس عليه واجبات اكثر من الشخص العادي في زرع التربية الحسنة بين افراد عائلته اي ان تكون مهمته مضاعفة لخلق ابناء جيدين يتصفون بالصفات الحميدة والقائمة على المحبة والاحترام وعلى الوالدين ان يبتعدوا كليا عن زرع الكراهية في نفوسهم . مثال على ذلك لوان شخص ما اراد ان يتزوج بنت ما وهي لا تنتمي الى نفس المذهب او الطائفة او القومية التي ينتمي اليها الولد وهل في هذه الحاله سوف يقول للولد لا يصح ان تتزوج هذه البنت لانها عدوة لنا . انا اعتبر هذا اسوأ تفكير لدى لدى الشخص الذي يبني اطفاله على هكذا سلوك واخلاق وليس هذا فقط بل هذا التوجه هو ضد ارادة الرب الاله الذي علمنا الحب .
الاستغراب هو كيف يفكر شخص يحمل صفة كهنوتية ويحمل في داخله حقد وكراهية على شخص اخر لانه يختلف معه في الانتماء القومي , كيف يتجرأ ان يعلم اطفاله على الحقد والكراهية , هذا ذنب كبير على الاب الذي يزرع الحقد في نفوس اطفاله لان الحقد يؤدي الى الانحراف القاتل مما يبعد الشخص عن محبة المسيح الذي اسمه المحبة وهذه المحبة هي ليست طبيعية وغير ممكنة الا بمعونة خارقة من الله لنطرح كل رغباتنا وشهواتنا جانبا فنستطيع ان نعطي المحبة دون انتظار شئ مقابلها وهكذا كلما اقتربنا اكثر من المسيح تظهر محبة اكثر للاخرين . المحبة هي اعظم السجايا البشرية وهذه المحبة يجب زرعها في العائلة اولا وخاصة تهذيب الاطفال عليها ليمارسوها مع الكل لانها هي طبيعة الله نفسه. نتمنى من الاخوة الذين يحملون اية صف كهنوتية ان يراجعوا انفسهم ويتوبوا الى الرب اذا كانت في نفوسهم مثل هذه العقلية في بناء العائلة وان يتخلوا عنها لانها مكرهة عند الرب . في رسالة القديس بولس الاولى الى اهل كورنثوس الاصحاح الثالث عشر والاية 13 يقول " اما الان, فهذه الثلاثة باقية , الايمان ,والرجاء والمحبة , ولكن اعظمها المحبة ".