في الذكرى السادسة لرحيله ..نخب ادبية تؤكد ان رحيل سعدي المالح خسارة للثقافة السريانية
عنكاوا كوم-سامر الياس سعيدتمر في الـ30 من الشهر الحالي الذكرى السادسة لرحيل مدير عام الثقافة السريانية في اقليم كردستان الدكتور سعدي المالح وبالرغم من توالي الاعوام فان رحيله بحسب ادباء واكاديميين عد خسارة للثقافة السريانية خصوصا مع اختفاء المؤتمرات الثقافية التي كان يرعاها ليستقطب من خلالها ابرز ادباء ومؤرخي العراق في استذكارات ابرز النخب المسيحية ممن كانت لها بصمات راسخة في المشهد الادبي والثقافي العراقي .
واحتفاءا من موقع عنكاوا كوم بالذكرى العطرة التي تركها المالح فقد استقطب عددا من الادباء والمثقفين ليتحدثوا في حضرة ذكرى الرحيل عن ابرز ما جمعهم بالمالح حيث استهل الاديب والكاتب هيثم بهنام بردى حديثه بالاشارة الى ان المالح يعد المؤثث بالإبداع الثر حيث اصبح كالمرسى الدافق بالحياة ووالساحل المشرق بالنوارس واشار بردى الى انه في حياته فقد الكثير من الاحبة لكنه لم يكتب فيهم حرف رثاء لأن الوجع مهما حاولت ترجمته لن ولن يفصح عن جمار الحزن والأسى إلاك يا صنوي وأخي وتوأم روحي سامح هذه الخلجات التي أهرقتها ذائقتي لأنها لن تفي حق سعدي بويا المالح
فعمكا تتزين بانتظار ابنها البار.
اما الشاعر والاعلامي الدكتور بهنام عطا الله فتحدث عن رحيل الدكتور سعدي المالح حيث قال تمر علينا هذه الأيام ذكرى أليمة علينا نحن معشر الادباء والكتاب..ذكرى رحيل الكاتب والروائي والإعلامي المبدع الدكتور سعدي المالح تلك الشخصية المثقفة والمناضلة التي بدأت الكتابة والنشر منذ مطلع الشباب وإستطاع بجدارة من حفر حروف إسمه بين سفر الأدباء والكتاب المبدعين وترك بصماته الكبيرة في المشهد الثقافي العراقي. بغيابه خسر العراق شخصية مبدعة عمل بجد ونشاط وخاصة عندما عمل مديرا عاما في مديرية الثقافة السريانية في إقليم كوردستان وسخر كل جهوده وعمله في نشر تاريخ ولغة وثقافة السريان وبخاصة عند إقامته ولسنوات متتالية مؤتمرات أدبية وثقافية ضمن دورات تحمل اسماء لامعة في التاريخ والثقافة السريانية وترؤسه لمجلة بانيبال وإصداره العديد من الكتب وخاصة روايته عنكاباد وانتهى عطا الله بالقول برحيل الدكتور سعدي المالح خسر الثقافة العراقية عموما والمثقفين خصوصا مبدعا قل نظيره فلتبقى ذكراه ماثلة أمامنا نستلهم منها العمل والجهد والصبر والعطاء
اما الاكاديمي والاثاري المعروف عامر عبد الله الجميلي فاستذكر بعض محطاته التي جمعته بالمالح حيث قال تعود علاقتي بالمرحوم الدكتور الأديب سعدي المالح إلى بداية عام ٢٠١٠ ، عندما كنت اتردد وأحرص على حضور المحاضرات والندوات والنشاطات والفعاليات الثقافية والفنية في عنكاوا ، في ( المركز الثقافي المندائي ) و ( متحف و مديرية الثقافة والفنون السريانية ) وغيرها ، ولما علم أنني موصلي السكن لكن بالأصل من منطقة الشرقاط حدثني عن أجمل ذكرياته ومحطات حياته ونضاله السياسي كيساري الإيديولوجيا في مقارعة نظام البعث المستبد يوم كان يعمل معلماً في إحدى قرى و أرياف قضاء الشرقاط الذي كان عائداً حينها لمحافظة نينوى ، وأنه بعد خدمة ٣ سنوات هناك تمكن من الهروب خارج العراق بسبب ملاحقة أجهزة ومخابرات السلطة آنذاك والتضييق عليه ، وأنه بعد عودته من المهجر بعد ٣٠ عاماً فقد إضبارة وسجل خدمته تلك ، فما كان مني إلا الاتصال بابن عم لي كان يعمل يومها معه معلما وهو في عام ٢٠١٠ مدير تربية قضاء الشرقاط في محافظة صلاح الدين ، وبالفعل إتصل بي بعد فترة ليزف لي خبر و بشرى العثور على سجل ووثائق خدمته تلك وأرسلوها له بالبريد الرسمي ، وبعد عام أبلغني أنه يفكر في التخطيط لإقامة حلقات نقاشية تسهم في حفظ التراث والذاكرة السريانية بعنوان ( دور السريان في الثقافة العراقية ) ينعقد ويلتئم كل خريف من كل عام ، وبالفعل تحقق ما كان يصبو ويحلم به ونجح في عقد ثلاث دورات في أعوام ٢٠١١ و ٢٠١٢ و ٢٠١٣ ، وكان لي شرف المشاركة بجميعها ببحوث تأريخية وآثارية ولغوية ، وتطورت العلاقة بيننا ، ففي عام ٢٠١٣ أصدر روايته ( عمكا ) وفيها ضمن شخصيتي وكتابي الموسوم ( المعارف الجغرافية عند العراقيين القدماء ) بين ثنايا شخصيات الرواية ومواقفها ، وشرفني بذلك التوظيف الأدبي بإسلوب سلس وشيق وراقي .
رحل عنا مبكراً في أوج عطائه الأدبي والثقافي ، لكن ذكراه لن ترحل ، فهو حاضر بيننا وخالد فينا خلود الدهر .
رحم الله صديقي ( أبا شربل ) وأسكنه فسيح جناته ، آمين "