رغم جهود الباحثين
الحل يكمن في احترام منطق الطبيعه الام
ازمه خانقه تولد فكرا ومعرفه
د.خالد اندريا عيسى
هولندهفيما تتفرّغ مختبرات البحث العلمي في العالم لمهمة ايجاد لقاح وعلاج ناجع ومؤثر ودائم ضدّ فيروس كورونا المستجدّ، وفيما يواصل السياسيون والمهتمون نقاشاتهم حول أنجع السبل للحدّ من الخسائر البشرية التي يسببها هذا الوباء، هل بتطبيق التباعد الاجتماعي بصرامة أكثر، ومواصلة الاغلاق، أم بـ"الفتح" وترك الحبل على الغارب، وانتظار تطبيق نظرية "مناعة القطع" والسماح باصابة 60 بالمائة من سكان الأرض لضمان هزيمة هذا الفيروس.
وفيما يتواصل كل ذلك الجدل، يخرج باحث امريكي بنظرية "طريفة" على صحيفه يوميه امريكيه، مفادها أنّ التصدي لكورونا يحتاج الانحناء لمنطق الطبيعة الأم، والتكيّف مع ارادتها لا غير.
فما الذي يعنيه هذا ؟ أحاول أن أرسي واجمع كل أفكاري حول كيفية التعامل مع هذا الوباء بمنطق الطبيعة الأم وفي إطار قوانين ونظم الطبيعة المعروفه.
وإذا لم نفعل ذلك - إذا بنينا تحليلاتنا على السياسة أو الأيديولوجيا، أو على حقيقة أننا سئمنا الحجْر ولا نتائج مفرحه- فنحن في الواقع نتحدى الطبيعة الأم.
لا يبدو أن هناك من يفعل ذلك هذه الأيام أكثر من الرئيس الامريكي. أتفهّم حجم توق الناس إلى إنقاذ أعمالهم واستعادة حياتهم الطبيعيه".الانتقاء الطبيعي يقول الباحث: دعونا نتذكرالانتقاء الطبيعي.
هذا هو سعي جميع الكائنات الحية من أجل البقاء والازدهار في بعض البيئات، وهي تنخرط في النضال من أجل تمرير الحمض النووي إلى جيلها التالي.
وهذا ما تفعله الفيروسات أيضاً: محاولة البقاء والتكاثر.ففيروس كورونا، على سبيل المثال، تطور مع الخفافيش في البرية.
ولكن يبدو أنه انتقل إلى البشرعندما أكل شخص لحم أحد الحيوانات الثديية المصاب بالفيروس في مدينة ووهان وعندما فعل ذلك، توطّن في الخلايا والأنسجة البشرية بطرق تضرّ بنا و تقتلنا.
وهكذا، أصبح الفيروس كرة سريعة جدا مؤثره بالطبيعة لتكتشف انها الاكثرقوة في الطبيعة : الطبيعة الأم الاساس وهي قوية جدا وصلبه، فاذا أخبرتها أنك قد سئمت من الإغلاق، وبأن هذا يكفي بالفعل، لا يعني لها شيئاً، ولا يدخل في سجلاتها.ما تسجله (الطبيعة) وما تكافئ عليه هو شيء واحد: هوالتكيف معها. وهي لا تكافئ الأكثر ثراء أو الأقوى سلطة أوالأذكى عقلا من الأنواع. إنها تكافئ الأكثر تكيفاً واحتراما. وهم الذين يثبتون قدرتهم على البقاء وتمرير حمضهم النووي.
وهذا يعني في حالة الوباء أنها تكافئ الرئيس أو الحاكم أو العمدة أو المواطن الذي يحترم سلطتها أولاً وقبل كل شيء.
إذا كنت لا تحترم فيروساتها وحرائق الغابات والجفاف والأعاصير والفيضانات وما إلى ذلك، فستؤذيك أنت وكل جيرانك و مواطنيك.
يؤكد الباحث في مقاله أنّ الرئيس ترمب لا يحترم الطبيعة الأم، لأنه يقيس كل شيء بمنظور اقتصادي. ليس لديه إحساس ام معرفه اساسيه بالنظم الطبيعية، باستثناء ملاعب الغولف، وطوّر وهماً بأنه قادر على ترويض الطبيعة.
وتكافئ الطبيعة الأم القادة الذين تكون استجاباتهم التكيفية هي الأكثر إبداعاً وتنسيقاً.
لقد طورت فيروساتها خبرة في العثورعلى أي ضعف في جهاز المناعة الشخصي أو الجماعي.لذا، إذا لم تكن عائلتك أو مجتمعك منسقاً تماماً في الاستجابة لفيروساتها، فإنها ستجد أصغرالشقوق للنفاذ منها وتجعلك تدفع الثمن غاليا ومؤلما.
بلا رحمة إذا كانت إستراتيجيتك للتكيف قائمة على الإيديولوجيا أو السياسات الانتخابية، فإن الطبيعة ستضر بك بلا رحمة.
صحيح أن الفيروس يصيب مناطق مختلفة في اجسام الكائنات الحيه، ومناخات وسكاناً مختلفين، وبالتالي يجب أن يكون كل فرد قادراً على التكيف بشكل مختلف قليلاً.
ولكن كما قال عالم الأوبئة في جامعة مينيسوتا مايكل أوسترهولم لصحيفة «يو إس أيه توداي» أخيراً، فإن «هذا الفيروس سيواصل نشاطه إلى أن يُصيب أكبر عدد ممكن، إلى أن نكتشف اللقاح أو نكتسب المناعة الجماعيّة بشكل طبيعي».ويستنتج الباحث انه ولكل هذه الأسباب، من الواضح، أو ينبغي أن يكون واضحاً، أن على كل دولة أن تبحث عما طالب به الدكتور ديفيد كاتس خبير الصحة العامة منذ بداية هذه الأزمة وهو «إستراتيجية مستدامة لتقليل الضرر الكلي الى الحد الأدنى».
وهذا يعني إستراتيجية من شأنها إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح ومن سبل العيش بسلام في آن معاً. علينا أن نبذل قصارى جهدنا للقيام بالأمرين معاً، ويمكننا ذلك. مخاطر متنوعة ويرى كاتس أنه «لم يكن أبداً خيارنا موت الملايين بسبب الفيروس أو بسبب خراب الاقتصاد».
كان بإمكاننا، وما زال، الاعتراف بأن أفراداً مختلفين من مواطنينا يواجهون مخاطر متنوعة من مرض كوفيد - 19. وبالتالي، فإن بلورة إستراتيجيات تحمي الفئات الأكثر ضعفاً في سكاننا وتسمح لأقل الفئات ضعفاً بالعودة إلى العمل، وبالتالي تحقق أفضل ما في «الإغلاق» وأفضل ما في «الفتح».استراتيجيات مختلفة بحسب الباحث، اتبعت الصين وألمانيا وكوريا الجنوبية والسويد وغيرها إستراتيجيات مختلفة لإنقاذ الأرواح وسبل العيش بشكل مستدام ومضاعف. من السابق لأوانه القول إن أياً منهم وجد الإستراتيجية المثالية لتحقيق ذلك.
ولكن ليس من السابق لأوانه أن نقول إنها تعيد الفتح بطرق تحترم الطبيعة الأم، وتقدر الحاجة إلى التنسيق وترتكز على البحث العلمي فقط . لذلك لا تزال تلك الدول
*تطلب درجة معينة من ارتداء الأقنعة في الأماكن العامة،
*وممارسة التباعد الاجتماعي،
*وتحديد وتقليل عدد الأشخاص الذين يتجمعون في أي مكان مغلق،
*وحماية الأشخاص الأكثر ضعفاً والحد من العدوى عن طريق الاختبارات الواسعة النطاق،
*والتتبع والحجر الصحي لاحتواء انتشار الفيروس،
*حتى الوصول الى المناعة والسلامه الجماعيّة.
عن الحرية والخوف
فيصف الباحث
الوضع في بلاده بأنه " في حالة من الفوضى" فيقول
*في بعض الأماكن ترى عمليات إعادة فتح بطريقة تحترم قوة الطبيعة الأم،
*عملية فتح منسَّقة ومرتكزة على العلم والسلوك السليم،
وفي أماكن أخرى
*ترى مطاعم مزدحمة أو صاحب صالة ألعاب رياضية يتحدى إرشادات المحافظة،
ويهتف المتظاهرون ويرفعون لافتات تقول:
«حريتي لا تنتهي حيث يبدأ خوفك».
الأشخاص الذين يضعون هذه الإشارات،
والذين يظهرون على الاعلام لدعمهم لتلك الفكره،
*لا يفهمون الأمر جيداً.
*فنحن، بذلك، لسنا ضد بعضنا.
* نحن جميعاً ضد الطبيعة الأم.
* نحن بحاجة إلى إعادة الفتح
ونحتاج إلى فقط
التكيف،
ولكن بطرق تحترم منطق الطبيعة الأم،
وليس بطرق تجذب موجة ثانية، وليس بطرق تتحدى الطبيعة.
هذا ليس ذكاء.
لأن الطبيعة لم تخسرأياً من معاركها منذ بدء الخليقة قبل 4.5 مليارات سنة.
