قديس من جمهورية موريتانيا الإسلامية في الشمال الأفريقي
د. صباح قيّاولد القديس فيكتور ماوروس، المعروف أيضًا باسم فيكتور مور وفيكتور ميلان، في موريتانيا (شمال إفريقيا) في أسرة مسيحية. انتقل لاحقًا إلى ميلانو، إيطاليا، ليخدم كجندي في الحرس الإمبراطوري للإمبراطور الروماني ماكسيميان المعروف باضطهاده للمسيحيين.
على الرغم من أن فيكتور كان مسيحيًا منذ الطفولة، إلا أن هذه الحقيقة لم تكن معروفة على نطاق واسع حتى دمر مذبحًا لإله وثني. غضب الإمبراطور من فيكتور وسجنه لمدة ستة أيام. ثم منحه الفرصة للتراجع عن إيمانه وتقديم التضحية للآلهة، واعداً بتقديم ثروات سخية له، لكن فيكتور رفض كل محاولة, فتعرض للتعذيب بلا رحمة. بقي فيكتور ثابتًا وأعلن بجرأة إيمانه بالمسيح، معلناً أن الآلهة الرومانية شيطانية. وأخيرًا، قُطعت رأس القديس في 8 آيار عام 303 م.
أقيمت كنيسة لاحقًا فوق قبر فيكتور وحدثت العديد من المعجزات هناك. يوم عيد القديس فيكتور هو 8 آيار.
ماذا تعرف عن موريتانيا اليوم؟موريتانيا هي واحدة من أفقر دول العالم وواحدة من أكثر الدول المحظورة فيها حرية الأديان, ويهيمن الإسلام السني عليها لأكثر من 1000 عام. يتم الحكم على المسائل الاجتماعية والأسرية بموجب الشريعة الإسلامية.
إن الإسلام هو الدين المعلن دستوريا للشعب ولللدولة. تحظر الحكومة توزيع المواد الدينية غير الإسلامية والوعظ او التبشير بالإيمان المسيحي بين المسلمين. كما أن دخول المواطنين المسلمين إلى دور أسر غير مسلمة ممنوع بموجب القانون، وأي شخص يتحول إلى المسيحية ويعترف بالمسيح يواجه عقوبة الإعدام.
بحسب الإحصائيات المعترف بها، فإن 99.2٪ من مجموع السكان الموريتانيين الذي يتجاوز الاربع ملايين هم مسلمون، وهذا الواقع تعززه التسمية الرسمية للبلاد "جمهورية موريتانيا الإسلامية". يشكل المسيحيون الذي يُقدر عددهم ب 10000 نسمة نسبة قليلة للغاية من السكان (0.2٪). على الرغم من أن الإسلام في موريتانيا تقليديًا قد تأثر بشدة بالصوفية، فقد أصبح تأثير الجماعات الإسلامية المتطرفة بارزًا جدًا على مدى العقود القليلة الماضية.
غالبية المسيحيين في موريتانيا هم من الروم الكاثوليك. هناك بضع مئات من المسيحيين الأوائل من أصول إسلامية وعادة ما يتجمعون في الكنائس السرية, بحسب ما جاء في قاعدة البيانات المسيحية العالمية.
هناك أبرشية كاثوليكية في نواكشوط عاصمة موريتانيا وأكبر مدنها.
لا يُسمح للكنيسة الكاثوليكية بفتح مدارس كاثوليكية، ولكن فقط رياض الأطفال، التي يحضرها أيضًا أطفال الآباء المسلمين الذين يندمون في كثير من الأحيان على عدم السماح لهم بمواصلة إرسال أطفالهم إلى مدرسة كاثوليكية.
خلاصة القول أن المسيحيين في موريتانيا يواجهون تحديات وضغوط اجتماعية وحكومية مختلفة, وأهمها:* نمو التطرف الإسلامي في المنطقة مما يخلق الخوف والقلق الدائم بين المسيحيين في البلاد.
* يفرض قانون البلاد قيوداً هائلة على الوعظ والتبشير بالإيمان المسيحي, وقد يصل إلى الإعدام.
* يعاقب قانون الدولة على التحول من الإسلام بالموت حتى لو تراجع الشخص عن قرار التحول.
يتبادر الأن السؤال المشروع: متى تمنح موريتانيا الحرية الدينية للمسيحيين كما منحها ويمنحها الغرب المسيحي للمسلمين؟
ومتى يتعلم الإسلام هناك أن يتقبّل باحترام بقية الأديان؟
متى ومتى؟؟؟