يقوم كاتب المقال بوصف الاحزاب القومية بعدة اوصاف سيئة، وبعد ذلك يتسال كاتب المقال ويقول "لماذا يرفضون اية دعوة لتشكيل حزب علماني مستقل للمسيحيين ؟"
هذا التساؤل يحتمل احتمالين فقط:
-كاتب المقال يتنازل بشكل مفاجئ عن كل تلك الصفات السيئة ويطلب من نفس الأشخاص ان يعملوا في أحزاب ولكن فقط بأن يسمونها بالمسيحية.
-كاتب المقال يرى بأن هناك اخرين يريدون تاسيس أحزاب علمانية مسيحية ولكن الاحزاب القومية الحالية ترفض ذلك عن طريق قصفها بالطائرات.
المشكلة لي في هذا المنتدى تبقى ان اعرف كيفية عمل عقول العديدين من الكتاب لكوني لا جد سوى هراء وعوق فكري.
هذه الكتابات لا تسمح باخذ اي موضوع بجدية ومنها أيضا موضوع انتقاد الاحزاب. فهكذا كتابات تهدم الجدية وهي معادية للجدية، وهي مناصرة للتشتت الذهني وفي خدمة الهراء.
وقد يكون هناك احتمال اخر بالنسبة لصاحب المقال، حيث لكونه وكما يبدوا عاش الجزء الأكبر من حياته مع المسلمين فإن دماغه تشبع بالثقافة الإسلاموجية بدون أن يحس هو بنفسه بها. حيث مثلما الإسلاموجين يركزون في أكثر حديثهم باعتبار اي شخص لا يعجبهم بأنه معادي للاسلام وبانه ضد الإسلام، فإن صاحب المقال يفعل ذلك في أغلب ما يكتب، بل هو يكتب فقط لهذا الغرض لا غيره وهو ان يعتبر الشخص الذي لا يعجبه بأنه معادي للمسيحية وضد المسيحية.
الموضوع الاخر هو طريقة انتقاد الاحزاب، حيث تجري بشكل عام بشكل هزلي لم أرى مثله في حياتي.
الطريقة الهزلية هي: من ينتقد الاحزاب فإنه يعتبر نفسه خوش ولد وبانه طيب وبانه من من يستحق أن نعتبره بأنه يريد مصلحة أبناء شعبنا، لماذا يكتبون هكذا؟ لأن هكذا منتقدين للاحزاب يشعرون بانهم لا يمتلكون أخطاء. والمشكلة في ذلك أيضا ان كل هؤلاء المنتقدين يعيشون في الخارج، بينما الاحزاب هي في الداخل، ولن يفكر احد من هكذا منتقدين بأن يقوم بنفسه باقناع أربعة أشخاص اخرين بفكرة ما اذا كان يمتلك فكرة ليقوموا في كل يوم احد مثلا بالوقوف وقفة احتجاج مع لافتات أمام باب الكنيسة في الخارج.
في انتقادي لهذا الهزل وهكذا تهريج كنت قد كتبت ما يلي:
الشخص الذكي والحكيم هو الشخص الذي يفعل أخطاء جديدة، فليس هناك شخص يعمل ولا يرتكب مطلقا أخطاء، ولكن الذكي والحكيم هو الذي لا يكرر نفس الأخطاء . أما الشخص الغبي فهو الذي يكرر نفس الأخطاء. أما الشخص العبثي والكسلان او الجبان فهو شخص لا أخطاء له مطلقا وهذا لكونه شخص لا يعمل، فبكل تأكيد الشخص الذي لا يعمل اطلاقا سيكون شخص لا يرتكب اية اخطاء تذكر.
نحن ضمن أبناء شعبنا لا نملك صنف الذكي الحكيم.
اما وصف الغبي فينطبق على الحركات القومية لأنها تملك نفس الأخطاء.
اما وصف العبثي والكسلان او الجبان فهي تنطبق على كل منتقدي الحركات القومية. وهذا لان هؤلاء لا عمل لهم يذكر.
المشكلة الان ان الأشخاص الذين لا أخطاء لهم اطلاقا يشعرون بانهم طيبون جدا وبانهم خوش ناس وبانهم من يجب اعتبارهم بانهم يريدون مصلحة أبناء شعبنا، لماذا يشعرون هكذا؟ لأنهم وكما شرحت اعلاه لا يملكون اخطاء. ولكن خيبة امال هؤلاء في ظنهم هذا في أنفسهم يكمن في انهم لا يعرفون بانهم لا يملكون أخطاء وذلك لسبب واحد وهو انهم عبثين وكسالى او جبناء لأنهم لا عمل لهم يذكر.
انا كشخص محب لوضع مناقشة تعتمد على اساس يمتلك حقيقة فإنني أضيف أيضا بأننا لا نملك اختيار بين غباء وبين اخرين خيرين يركزون على مصلحة أبناء شعبنا، وإنما نحن نمتلك اختيار بين الغباء وبين العبثين والكسالى والجبناء الذين لا عمل لهم يذكر.
القراء اذن أمام اختيارين:
- اختيار أحزاب تفعل دائما أخطاء.
-اختيار عبثين وكسالى وجبناء أمثال منتقدي الاحزاب كما في الطريقة التي نراها في النموذج الذي نراه في هذه المقالة.
هكذا حقيقة هي ضرورية حتى يكون النقاش مبنى على الحقيقة وليس على هراء او هزل او تهريج.
والان وبما انها عطلة نهاية الأسبوع فإنني ساكل الشيبس واتفرج عليكم.