فمثلا خذا الحركة الديمقراطية الاشورية كان لها تواجد في زمن تُمنع النشاطات القومية ومعها احزاب كوردية ايضا فلجأ عناصرها الى الاحتماء في المناطق النائية ولم تتمكن اي من تلك الاحزاب ان تحقق شيئا ملموسا مباشرا حينها لتقييد حركتها على الارض بينما بعد عام 1992 استطاعت ان تحقق بقدر الامكان بعض الشيء وعلى الاقل علنية وزال الخوف وشعر اعضائها بالامان
الدكتور عبد الله رابي
هذا المثال عبارة عن مثال جيد، ولكنه مثال يخدم ما قلته انا في مداخلتي.
الحركة الاشورية لم تاتي فقط في ظل ظروف صعبة وإنما هي جاءت في أشرس منطقة وفي أشرس مرحلة زمنية في تاريخ العالم كله وليس فقط في تاريخ العراق. حيث أن أشرس دكتاتورية في العالم ظهرت في العراق. القوميين الاشورين رأوا بأن هناك محاولات كبيرة في عملية التعريب من أجل تعريب كل شئ وطمس كل الهويات الغير العربية مما ادخل الهوية الاشورية في ظروف صعبة جدا، ولهذا وبسبب هذه الظروف الصعبة جاءت الحاجة لتأسيس الحركة الاشورية والتي تاسيسها في أشرس منطقة في العالم وفي المنطقة التي حكمها أشرس دكتاتور في العالم هو شئ مبهر جدا قلما نجد أمثلة مثله في تاريخ العالم في أن تتمكن اقلية من هكذا تاسيس ويكون لديها هكذا اصرار واستعداد للتضحية. وهذا التاسيس اعتبره بأنه كان ناجح للغاية، فاكتسبت الحركة الاشورية جماهيرية ومنتسبين والذين لم يتخلوا عنها بالرغم من وقوع شهداء، فانتقل بعدها التنظيم ليعمل في المنفى. والحركة الاشورية هي الحركة العراقية الوحيدة التي تأسست بشكل مستقل واعتمدت على تبرعات جماهيرها في الخارج، فالاحزاب الشيعية اسستها ودعمتها إيران، الاحزاب الكردية دعمتها أيضا إيران وبعدها امريكا، الشيوعين دعمهم السوفيت وأوروبا الشرقية، أحزاب السنة دعمها الخليج، وحتى صدام دعمه الغرب في بيع أسلحة له... اذن عراقيا كانت الحركة الاشورية الحركة المستقلة الوحيدة.
بعد عام 1992 رجعت الحركة الاشورية إلى العراق وعملت بعدها على تاسيس مدارس باللغة الام. وهذه الظروف في العراق بعد 1992 تسميها انت فجاءة بالمستقرة والأمنة. ولكن سابقا أعلاه كنت تتحدث عن الظروف الصعبة.
انا قلت بانني كنت اعتقد بأن الرابطة الكلدانية تم تاسيسها لان الظروف هي صعبة ولان هناك مشاكل سياسية اجتماعية اقتصادية ديموغرافية التي تحتاج إلى مواجهتها، والمواجهة تحتاج إلى تضامن وتعاضد، والتضامن والتعاضد يحتاجان الى تجمع وتجمهر، والتجمع والتجمهر يحتاجان إلى مؤوسسة حزبية او رابطة.... ولكن يبدوا ان اعتقادي كان خاطئ، فكما يبدوا فإن هذا ليس سبب تاسيس الرابطة.
انا اذا تحدثت عن منظمات المجتمع المدني فإنني أرى بأنها يتم أيضا تاسيسها عندما تكون الظروف صعبة ويكون هناك مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية. لناخذ مثلا مؤسسات المجتمع المدني التي تدافع عن حقوق المراءة، فهذه تعمل أيضا في ظروف صعبة، حيث المراءة لا حقوق لها وهناك تهديد لعملهم، حيث هم مهددين من قبل رجال الدين المسلمين... وهناك مؤسسات المجتمع المدني التي تنشر افكار الحقوق الفردية وهي تعمل أيضا في أماكن تحوي مشاكل. لا تحوي حريات فردية.
ربما المشكلة تبدوا في ان لا أحد يعرف لماذا تأسست الرابطة الكلدانية؟ هذا السؤال ربما سيحتاج إلى مشاركة من قبل العديدين حتى نرى التصورات عن السؤال. من أجل ماذا تأسست الرابطة الكلدانية؟ هو سؤال لا يعرفه احد بالرغم من مرور خمسة سنوات.
وفي كل الأحوال فسيبقى هدف اخر، في أن يكون السبب ما قد يقول أحدهم " تجميع الكلدان في العالم"، ولكن هذا الهدف لن يكون له علاقة باية معوقات تم التحدث عنها أعلاه، ففي الخارج ليس هناك ظروف صعبة ولا مشاكل سياسية او اقتصادية او اجتماعية...