فكتوريا تعيد هيبة الدولة التي أفسدها الرجال؟
أوشــانا نيســانفي ردّ مفاجئ وهو الاول من نوعه في تاريخ الدولة العراقية وتحديدا في تاريخ البنوك العراقية، تكتب فكتوريا جرجيس وكيل مديرعام في مصرف الرافدين/ الادارة العامة، رسالة جريئة الى رئيس الوزراء العراقي السيد مصطفى الكاظمي وتقترح، رؤية أستراتيجية وخطة ذات معالم واضحة هدفها وقف الفساد المالي وأعادة الاموال العراقية المنهوبة الى خزينة الدولة العراقية. في الوقت الذي كان ولايزال يتسابق مسؤولين سياسيين من الوزن الثقيل، بحجم رؤساء الوزراء والوزراء والمدراء العامين مع الشركات العالمية في نهب أموال العراق وسرقة كنوز ومعالم المتحف الوطني العراقي الذي كان يضم معالم أقدم حضارة رافدينية أنسانية وجدت على سطح الارض.
أذ على سبيل المثال لا الحصر" رئيس الدولة العميقة نوري المالكي يطالب بأعادة هيبة الدولة العراقية"، شبكة أخبار العراق بتاريخ 14 مايو 2020، في الوقت الذي سرق ونهب مئات المليارات من البنك المركزي العراقي/ ميدل أيست أونلاين بتاريخ 23/2/2020.
" أذا كان الفاسدون المتغلغلون في مؤسسات الدولة يخفون عنكم أيرادات الدولة..فنحن كشعب أثرنا مساعدتكم وكنا لهم بالمرصاد"، تدون الكلدوأشورية فكتوريا جرجيس مفرداتها الجريئة والعقلانية على صدر رسالتها الموجهة الى السيد رئيس الوزراء.
أعتقد معالي رئيس الوزراء، أن مفردات رسالة فكتوريا جرجيس بأمكانها أن تكون درسا في نهج التربية الوطنية في عراق ما بعد قرن من الدكتاتورية بهدف تعزيز القيم الوطنية والاخلاقية لدى العديد من رجالات الدولة العراقية الجديدة. هذا من جهة ومن الجهة الثانية، فأن الخلل الاساسي وراء تفاقم أزمة ظاهرة الفساد المالي والاداري بأعتقادي، هو أنهيار نهج التعليم المنهجي الحكومي والاهلي في العراق، غياب الثقة بين المواطن والدولة وبالتالي غياب المفردات الحقيقية والنزيهة ضمن خطاب وطني موحد، بالتالي تهميش وأبعاد المكونات العرقية العراقية الاصيلة وعلى رأسها أبناء الشعب الكلدوأشوري من الدوائر والمؤسسات العراقية قدر الامكان. هذا النهج العنصري الذي نجح وبأمتياز في أفشال الدولة العراقية رغم مرور أكثر من 99 عام على تأسيسها، وبالتالي أجبار معظم أعضاء النخبة العراقية المثقفة عموما والنخبة المثقفة للمكونات العراقية وعلى رأسها النخبة الكلدوأشورية المثقفة على الهجرة وترك الوطن.
ولكي لا يبقى الرد محصورا في خانة ردود النخبة المثقفة للمكونات العرقية وأقلياتها، سنعيد نشرتعليق سجّله مواطن عراقي يحب وطنه وتاريخ بلده بقوله " هاي امراه مسيحية عراقية اشرف من المعمم السياسي الشيعي والسني الذين يتسترون بالعمائم والدين".
أما " الحلول الواقعية والمنصفة لحل الازمة الاقتصادية والمالية في العراق وأغراق العراق في ديون لاسبيل له للفكاك منه.. عليكم تصحيح مسار السياسات المالية وتلاعب مسؤوليها بمقدرات الوطن وعائدات الدولة"، تكتب السيدة فكتوريا جرجيس في رسالتها.
حيث يعرف القاصي والداني أن العراق:
- البلد الوحيد الذي يباع فيه مقاعد البرلمان، مقاعد وزارية، الفوز في الانتخابات حتى قبل أجراء الانتخابات البرلمانية / النيابية
- البلد الوحيد الذي يعصف بتاريخه ويضع حضارته وتاريخ أجداده في قفص الاتهام
- البلد الوحيد الذي يطلق انتخابات برلمانية مكلفة بهدف قياس وتحديد الراي العام الجماهيري ثم يرجع الى المرجعيات الدينية في سبيل تقدير شرعيتها
- البلد الوحيد الذي رفع سياج الاحزاب فوق قدسية الوطن
- البلد الوحيد الذي يقاس فيه الرفاهية وفق ميزانية الاحزاب ولا ميزانية الدولة/ ارتفاع نسبة البطالة
- البلد الوحيد الذي يحتكر فيه الثروات الطبيعية والموارد الاحتياطية بأسم القيادات الحزبية والميليشيات
- البلد من أغنى عشر بلدان في العالم من حيث الثروات الطبيعية وأحتياطي النفط والغاز، لكنه يخفق في توزيع الرواتب الشهرية للمواطنين العراقين
- البلد موجود منذ 99 عام ولا توجد فيه موازنة أتحادية منتظمة، ولا التوزيع بعدالة ولا التعيينات الادارية التي ترتكز على ألية تعتمد الكفاءة والجدارة والخبرة في سياسة التعيين
- صرف نسبة عالية من ميزانية الدولة على مشاريع وهمية بدلا من صرفها على أصلاح أو تطوير مؤسسات سلك التعليم والتعليم العالي والاقتصاد العراقي والصحة
- وأخيرا العراق البلد الوحيد في العالم يهمش المعرفة والعلم والعقل ويراهن على أجندة ثورات فاشلة من خلال أختطاف مؤسسات الدولة وتوظيفها لصالح أجندات مشبوهة