المحرر موضوع: في أوّل بادرة صلح مجتمعية، الموصل تحضن قريتي الكبّة والشريخان  (زيارة 893 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بناء السلام

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 204
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
في أوّل بادرة صلح مجتمعية، الموصل تحضن قريتي الكبّة والشريخان

متابعة وتصوير / جميل الجميل


تحت شعار "نتضامن لنحيا معاً" أقامت منظمة UPP الإيطالية ضمن مشروعها مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى حملة "قلب على قلب" لتوزيع السلّات الغذائية على العوائل المتعففة في قريتي الكبة والشريخان وحي الزهراء والنبي شيت بتبادل شعور التآخي بين المكونيين صباح هذا اليوم الأربعاء الموافق 17 حزيران 2020 بمشاركة متطوعين من الموصل.

-   رسالة العرب والتركمان سوية في هذه المناسبة
                   
أيّها الإخوة الأعزاء الذين ستقرأون هذه الرسالة :

كتبنا هذه الرسالة ونحن أتذكّر بأنّ دجلة الذي ملأ عروقنا بخيراته دون أن ينظر لإنتمائنا أو معتقدنا قد علّمنا بأنّ العيش في هذه المدينة يتطلب التضامن والتآخي والتعايش، يتطلّب التسامح والعودة إلى الجذور الأصيلة التي علّمتنا أن نهدّم جدران الخلافات وأن نكون يدا واحدة تبني نينوى لتنهض من هذا الركام، لا زال أمامنا الكثير من التقاويم لنوثّقها بأسمى عبارات الحب ونبيّن بأننا نهضنا وتعافينا من الحرب ولا زال بوسعنا أن نمدّ جسور التواصل والمحبة بيننا وبينكم ونروّج لهذه الثقافات التي جمعتنا تحت الحدباء ومنارتها وتحت ألوان نينوى المتعددة.

تضمّنت الحملة رسائل مهمة لتعزيز العلاقات بين مكوّنات الموصل بعد مرحلة تحرير محافظة نينوى من سيطرة داعش، وجاءت هذه الحملة في سلسلة من حملات المشروع لتعزيز المصالحة المجتمعية والترويج لمفاهيم التضامن والتعاون بين هذه المكونات، حيث إنطلقت الحملة من قبل أهالي حيّ الزهراء والنبي شيت بعد أن كتبوا رسائل سلام للتركمان وذهبوا ليوزّعون هذه السلّات الغذائية لأهالي الكبّة والشريخان ومن ثمّ إنضّم مجموعة من المتطوعين من أهالي قرية الكبّة والشريخان بعد أن كتبوا رسائل سلام وتآخي ليذهبوا ويوزّعوا سلّات غذائية لأهالي حي الزهراء والنبي شيت حاملين معهم قلوب تنبض بالأمل والسلام في أعظم مبادرة جسّدت ملاحم التعايش السلمي.

قال الشيخ مطصفى جمعة الموصلي من التوجيه العقائدي عن هذه المبادرة " بأنّها من أعظم وأجمل المبادرات التي حصلت إطلاقا في محافظة نينوى كونها ساهمت في تعزيز مفاهيم التاخي والتعاون والتضامن المجتمعي، وهذه المبادرة من القلب إلى القلب هي التي بيّنت أنّ المحبة هي الرابط الأقوى الذي يعزّز عراقيتنا وهويتنا الإنسانية، نشكر منظمة UPP الإيطالية على هذه المبادرة التي قرّبتنا أكثر، وجعلتنا نعمل على المشاركة مع الطرفين في توزيع المساعدات الغذائية على العوائل المتعففة في هذا الزمن الصعب زمن الكورونا".
وأكّد الناشط المدني باسم أحمد " بأنّنا اليوم نحتفل بالمحبة بالرّغم من كلّ خطابات الكراهية المحيطة بنا ومن جميع الجهات ، نحن هنا لنبيّن بأنّنا شعب واحد يودّ أن يتعايش ويتصالح ويسامح ويبدأ بصفحة جديدة من أجل العودة إلى الجذور الرافدينية، حملة قلب على قلب من الحملات المهمة التي جسدت التعايش والمصالحة المجتمعية بين التركمان والعرب في هذه المحنة التي يمرّ بها العالم والعراق بصورة عامة وخاصة خلال أزمة كورونا".

ووضّح أحمد العبّاسي أحّد موظفي مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى عن هذه الحملة " لقد بدأنا بالترتيبات لتكون مفاجئة جميلة تعكس التضامن والمحبة على وجوه المواطنين بصورة عامة ومن أجل تعزيز السلام بين مكونات مدينة الموصل ، حيث قمنا باليوم الأول توزيع رسائل للمواطنين ليتم كتابتها بأسمائهم وتوزيعها على العوائل المتعففة، وكانت الحملة متبادلة بين الطرفين متطوّعون من التركمان يوزّعون المواد الغذائية على العوائل العربية ومتطوّعون عرب يوزّعون المواد الغذائية على العوائل التركمانية بدعم من منظمة UPP ".

وأشار عمر السالم منسّق مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى " لقد إستطعنا أن ننتصر على العنف بالحب والتسامح والعودة إلى الروابط والمشتركات الإنسانية التي أصبحت هي التاريخ الحقيقي الذي يجمعنا، هذه الحملة هي من الحملات الأولى التي جعلت منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال بناء السلام وتعزيز المصالحة أن تكون منظمتنا الأولى التي تدخل إلى هاتين القريتين من أجل العمل على تعزيز المصالحة بطريقة مختلفة تختلف عن المبادرات الأخرى، لتكون أوّل مبادرة تضم المكونات وتحضنها بإبتسامة وتضامن شديديين،
وأضاف السالم ، من الكبة (قره قوين)  والشريخان ، حيث تم تهجير ومن ثم نهب وسلب كل ممتلكات أهالي هاتين المنطقتين ذات الأغلبية التركمانية الشيعية إبان سيطرة الجماعات الإرهابية على الموصل في سنة ٢٠١٤.
اليوم تنطلق منظمتنا من هذه المناطق التي عانت التهجير والاقصاء والتهميش تنطلق منها حملة تكافل اجتماعي تمتزج بها سواعد أهالي حي الزهراء في الموصل وأهالي هذه المنطقة.
ليعلنوا أننا لن نخيب ظن دجلة الذي يحتضننا منذ سننين..
عدنا اليوم لنبرهن للعالم أن شعب الموصل بكل مكوناته متأزر متصالح متعاون ومتاخي وأنّنا قلب على قلب وهكذا كنّا ولم نزل".

تعتبر هذه الحملة الرابعة التي تنظّمها منظمة "جسر إلى" ضمن مشروعها مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى، توزيع السلّات الغذائية بهدف تعزيز المصالحة المجتمعية بين مكونات نينوى، إنطلقت الحملة الأولى بين بعشيقة والفاضلية وإنطلقت الحملة الثانية بين بلاوات وقره شور وإنطلقت حملة اليوم بين برطلة والموفقية وأختتمت حملة التكافل الإجتماعي لتعزيز المصالحة المجتمعية بين المجتمعات التي كانت تعاني من مشاكل متعلقة بأمور سابقة لتشمل قريتي الكبة والشريخان مع أهالي مدينة الموصل.

جدير ذكره بأنّ مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى هو مشروع تأسس مطلع كانون الثاني عام 2018 ضمن مشاريع منظمة UPP الإيطالية، وإرتأت المنظمة أن تعمل على هذا الجانب كون محافظة نينوى كانت تحتاج إلى هكذا أنشطة لتعزيز روح التسامح بين مكونات نينوى، إستمرّ لمدّة أشهر في مناطق سهل نينوى وبعد أن لاقى نجاحاً وتعزيزا للتغييرات الإيجابية شمل محافظة نينوى ككل وإنطلق مطلع تموز عام 2018 وشمل إنشاء مراكز الشباب في كلّ من مدينة الموصل وناحيتي بعشيقة وبرطلة وقضاء الحمدانية، حيث تضمّن المشروع عدّة فعاليات وأنشطة ضخمة لتعزيز التقارب والتشابك المجتمعي بين كافة مكونات نينوى وحملات ومبادرات تهدف للسلام ، وأيضا شمل إعادة بناء وإعمار وتأهيل سبعة مدارس وتأثيثها بالكامل وبرامج تعليم السلام في المدارس للعديد من الطلاب، والمشروع تموّله الوزارة الفدرالية للتعاون الإقتصادي والتنمية وتنفيذ منظمة جسر إلى (UPPالإيطالية).