المحرر موضوع: إقالة مدعي عام منهاتن تعجل بانكشاف مساومات ترامب وأردوغان  (زيارة 446 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31477
    • مشاهدة الملف الشخصي
إقالة مدعي عام منهاتن تعجل بانكشاف مساومات ترامب وأردوغان
إدارة دونالد ترامب تعزز ما أثاره مستشار الأمن القومي الأميركي السابق حول المساومات التي عقدها الرئيس الأميركي مع نظيره التركي لسحب قضية بنك "خلق" التركي بعد إقالتها المدعي العام الذي يحقق فيها وفي قضايا أخرى تخص حلفاء الرئيس الأميركي.
ميدل ايست أونلاين/ عنكاوا كوم

فضائح أردوغان تنكشف في الولايات المتحدة
واشنطن/أنقرة - بدأت خيوط التفاهمات المبهمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في الفترة الأخيرة خصوصا حول التدخلات التركية في أكثر من بلد عربي وسكوت الإدارة الأميركية عنها، تتضح شيئا فشيئا خصوصا بعد إعلان إقالة المدعي العام الفدرالي في مانهاتن أمس السبت لارباطه بالتحقيق في قضية بنك "خلق" المتورطة فيها أنقرة.

وأعلنت إدارة دونالد ترامب السبت إقالة جيفري بيرمان المدعي العام الفدرالي في مانهاتن الذي حقق بشأن مقربين من الرئيس الأميركي، بعد رفضه الاستقالة، في آخر خطوة مدوية تقوم بها إدارة الرئيس الجمهوري وأثارت تنديد الديمقراطيين.

وعينت إدارة ترامب عام 2018 بيرمان مدعياً فدرالياً في مانهاتن، وهو أشرف خصوصاً على توجيه الاتهام لمايكل كوهين، محامي ترامب الشخصي السابق.

وكان وزير العدل وليام بار أعلن مساء الجمعة عن استقالة بيرمان، ما أثار احتجاج منتقدي ترامب، بل أيضاً استياء بعض حلفائه.

وبعد ذلك الإعلان بقليل، أعلن بيرمان أن ليس لديه "أي نية" بمغادرة منصبه، وأنه لم يعلم بذلك إلا من خلال بيان الوزير، مشدداً أنه لم يستقل.

وأجابه بار في رسالة السبت "لأنك أعلنت أن ليس لديك نية بالاستقالة، طلبت من الرئيس طردك اعتباراً من اليوم، وفعل". وعقب ذلك، أكد بيرمان في بيان أنه سيغادر منصبه "على الفور".

وأضاف بار مخاطباً بيرمان "ببيانك الصحافي الليلة الماضية، اخترت الاستعراض العام على الخدمة العامة". وتابع "من الواضح أن بإمكان الرئيس أن يقيل مدّعياً عاماً فدرالياً معيّناً من جانب محكمة".

وصرح بيرمان لاحقا إنه سيستقيل عن منصبه قائلا إنه "في ضوء قرار وزير العدل وليام بار باحترام العمل الطبيعي للقانون" وتكليف "أودري شتراوس لتصبح ممثلة للإدعاء العام الاتحادي بالإنابة، سأترك مكتب المدعي العام الأميركي للمنطقة الجنوبية في نيويورك، على الفور".

وخلف بيرمان المدعي العام السابق، بريت بهرارا، الذي حقق في دعوى فضائية بحق رجل الأعمال التركي الإيراني الأصل رضا ضراب ونائب رئيس بنك "خلق" التركي محمد هاكان عطاء الله وهي قضية تمس أردوغان بشكل خاص.

وأطلق واشنطن في يوليو 2019 هاكان عطاء الله بشكل مفاجئ بعد مكوثه ما يقرب من 32 شهرًا في سجون الولايات المتحدة وذلك بالرغم أنه كان متهما رئيسيا في القضية التي اتهم فيها بغسيل أموال والتحايل على إجراءات وزارة الخزانة الأميركية.

ويُتهم بنك "خلق" بخرق العقوبات الأميركية المفروضة على النظام الإيراني بتحويله نحو 20 مليار دولار إلى طهران، إضافة إلى تهديد التحقيقات التي جرت بشأن البنك أردوغان وصهره وزير المالية بيرات البيرق بسبب اتهامات بأنهما استخدما البنك الحكومي لتحقيق أهداف شخصية.

وعززت إقالة بيرمان الاتهامات التي وجهت إلى ترامب بالعمل على تغيير مسار قضية البنك التركي القائمة أمام القضاء الأميركي وذلك استجابة لطب تركي ضمن صفقة عقدت بينه وبين أردوغان.

صهر أردوغان استقبل نائب رئيس بنك "خلق" في المطار فور اطلاقه سراحه وعودته لتركيا
وتأتي هذه الإقالة بالتزامن مع الجدل الذي أثاره مستشار الأمن السابق للرئيس الأميريكي، جون بولتون، هذا الأسبوع بسبب نشره كتابا يحمل عنوان “الغرفة التي شهدت الأحداث" والذي يكشف فيه كواليس عمل إدارة ترامب خلال توليه منصبه الذي أقيل منه هو الآخر في سبتمبر الماضي على إثر خلافات تتعلق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة.

ويقول بولتون، الذي واكب لقاءات ترامب بزعماء وقادة دول العالم لأكثر من العام ونصف العام في منصبه، في كتابه إن الرئيس الأميركي وعد نظيره التركي بالمساعدة في قضية بنك خلق خلال اجتماع جرى بينهما في الأرجنتين في الأول من ديسمبر 2018.

ويشير بولتون في كتابه إلى أن أردوغان قدم خلال هذا الاجتماع مذكرة من مكتب محاماة بنك "خلق" والتي لم يفعل ترامب أكثر من تقليبها بين يديه قبل أن يعلن أنه يعتقد أن البنك التركي كان بريئا تماما من انتهاك العقوبات الأميركية على إيران.

وأضاف أن الرئيس التركي طالب نظيره الأميركي في مايو من عام 2018 بإغلاق قضية بنك "خلق" من الاتهامات المسندة إليه.

ويوضح مستشار الأمن القومي الأميركي السابق أن “ترامب سأل عما إذا كان بالإمكان الوصول إلى القائم بأعمال المدعي العام الأميركي مات ويتاكر. ثم أخبر ترامب أردوغان أنه سيهتم بالأمور، موضحا أن المدعين العامين في المنطقة الجنوبية ليسوا من أتباعه، ولكنهم من أتباع الرئيس السابق باراك أوباما، وهي مشكلة يمكن حلها عندما يتم استبدالهم بأتباعنا”.

ويصف بولتون هذا التصرف من الرئيس الأميركي بـ”الهراء” لأن “المدّعين هم مجرد موظفين مهنيين في وزارة العدل، وكانوا سينتهجون نفس الطريقة بشأن تحقيق بنك خلق في العام الثامن من رئاسة ترامب، كما كان الحال في العام الثامن من رئاسة أوباما”.

وبالفعل تم لاحقا سحب ملف قضية بنك "خلق" من بيرمان.

وتفضح القضية التي عادت لتطفو للسطح من جديد بفضل كتاب بولتون مساعي أردوغان المحمومة لتحقيق مساومات مع ترامب من خلال عدة ملفات مثل بنك "خلق" وملف الداعية التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن والقس الأميركي أندرو برونسون، الذي أطلقت سراحه أنقرة بعد تزايد الضغوط الاقتصادية الكبيرة على الاقتصاد التركي.

وتميط محاولات الرئيس التركي لعقد صفقات مع نظيره الأميركي اللثام عن موقف واشنطن المثير للاستغراب والغامض بشأن تدخلات تركيا العسكرية في شمال سوريا ضد الأكراد حلفاء واشنطن ومؤخرا في ليبيا ضد الجيش الوطني الليبي، حيث تظهر إدارة البيت الأبيض كانها تستخدم الرئيس التركي للقيام بالمهام "القذرة" في اكثر من قضية للضغط على حلفائها كما خصومها وذلك خدمة لمصالحها حتى لا تبدو في الواجهة.

ويقايض أردوغان تلك المواقف الأميركية المتذبذبة بمصالح يحتاجها لدعم سياساته الخارجية المثيرة للانتقادات الدولية وخاصة الداخلية من المعارضة التركية في موقف لا يعكس الهجمات الإعلامية التي يطلقها من وقت لآخر ضد واشنطن.

إقالة جديدة تشير التساؤلات أكثر حول سيطرة ترامب على وزارة العدل
يذكر ان ترامب توعد بولتون بانه "سيدفع الثمن باهظا" لنشره كتابه الذي يشكل إحراجا للرئيس الجمهوري قبل بضعة أشهر من الانتخابات باعتبار أن نشره يمثل خرقا للقانون.

وأشار بولتون في كتابه الذي من المتوقع أن يصدر خلال الأسبوع المقبل إلى وجود علاقة بين صهر أردوغان ووزير الخزانة والمالية، برات ألبيراق، وصهر ترامب، جراند كوشنار، سهلت حل بعض الأمور العالقة، وأطلق على هذه العلاقة بين الطرفين اسم "قناة الصهر".

وفي فصل بعنوان "المستبدون المفضلون لترامب" كتب بولتون أنه كان يجري الترتيب للقاء بين البيرق وكوشنر لمتابعة تطورات قضية بنك خلق، مؤكدًا على تدخل صهري الرئيس الأمريكي والتركي في قضايا دولية ليست من اختصاصهما.

وهذه ليست الفضيحة القضائية الأولى لترامب وفريق عمله في البيت الأبيض التي يثيرها المدعي العام الفدرالي في مانهاتن الذي أقيل السبت، حيث حكم على محامي الرئيس الأميركي الشخصي كوهين بالسجن ثلاث سنوات في كانون الأول/ديسمبر 2018، بعد اعترافات مدوية وإدانته بتهم عدة بينها دفعه أموالاً خلال الحملة الانتخابية لترامب في 2016 لشراء صمت امرأتين قالتا إنهما أقامتا علاقات غرامية مع الملياردير الجمهوري، في انتهاك لقوانين الانتخابات، إضافة إلى الاحتيال الضريبي والكذب على الكونغرس.

كما قاد بيرمان التحقيق في مساعي رودي جولياني، المحامي الشخصي الحالي للرئيس، واثنين من زملائه لتشويه سمعة جو بايدن، الذي أصبح المنافس الديمقراطي لترامب في الانتخابات الرئاسية المقرّرة في تشرين الثاني/نوفمبر.

وهو حقق أيضاً بقضايا مرتبطة بجولياني شخصياً.

وكان أيضاً مسؤولاً عن التحقيق في قضية جيفري إبستين، إذ اتهم بيرمان علنًا الأمير أندرو في أوائل حزيران/يونيو بالتظاهر بالتعاون في ملف الاستغلال الجنسي لقاصرات.

وتريد إدارة ترامب استبدال بيرمان بالمدعي العام جاي كلايتون، المدير الحالي لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية.

واعتبر زعيم المعارضة الديمقراطية في مجلس الشيوخ شاك شومر أن الإعلان المفاجئ عن إقالة برمان "في وقت متأخر الجمعة تفوح منه رائحة عرقلة محتملة" للعدالة.

وأضاف "ما الذي أغضب الرئيس ترامب؟ خطوة سابقة قام بها هذا المدعي العام أم عمل كان بصدد القيام به؟".

كما دعا كلايتون إلى سحب ترشيحه للمنصب.

ترامب يتوعد مستشار الأمن القوي السابق بسبب كتابه
وفي مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، اتهم رئيس اللجنة القضائية جيري نادلر وزير العدل بأنه سبق بالفعل أن عرقل أكثر من مرة "تحقيقات جنائية لصالح ترامب".

وفي بيان أعلنت اللجنة أنها "ستفتح فوراً تحقيقاً في الحادثة، في إطار تحقيقات أوسع حول تسييس بار غير المقبول لوزارة العدل".

وأضافت أن مخبرين سيشهدان الأربعاء حول هذا الموضوع.

وأقالت إدارة ترامب العديد من المسؤولين المكلفين بمراقبة عمل الحكومة.

وتساءل سلف بيرمان، بريت بهارارا، الذي أقيل أيضاً بعد رفضه الاستقالة بناء على طلب ترامب، على تويتر "لماذا يتخلص رئيس من مدع عام اختاره بنفسه لمنطقة جنوب نيويورك... قبل خمسة أشهر" من الانتخابات الرئاسية.

وكان الاستياء من هذه المسألة واضحاً أيضاً لدى حلفاء ترامب.

وأعلن السناتور الجمهوري ليندزي غراهام الذي يرأس اللجنة القضائية التي ستكلف التحقق من تعيين جاي كلايتون، أنه لم يبلغ أيضاً بهذا التعديل، مشيراً إلى أن تعيين كلايتون يحتاج أيضاً إلى موافقة السناتورين الديمقراطيين من نيويورك.

وقال جوناثان تورلي، المحامي الذي شهد في الكونغرس ضد إقالة ترامب إن على بار "أن يفسر بوضوح" لماذا أراد التخلص من المدعي العام.

وأضاف هذا الأستاذ في جامعة جورج واشنطن أن الإعلان الجمعة "شكل خطأ جدياً زاد من المخاوف حول الدوافع السياسية خلف هذا القرار".

وشهر في فبراير/ شباط الماضي شن السيناتور رون ويدين حملة ضد كلا من ترامب وأردوغان، متهما الرئيس الأميركي بمساعدة الأخير في سحب قضية بنك "خلق"  ودعا وزير العدل إلى الانسحاب من القضية وتقديم بأجوبة حول مشاركته في الفضيحة.

وتثير إقالة المدعي العام في منهاتن الشكوك أكثر حول مساعي إدارة البيت الأبيض لمنع أي تحقيقات قد تمس ترامب قبل خمسة أشهر من الانتخابات الرئاسية التي يشارك فيها كمرشح للحزب الجمهوري، في وقت يواجه فيه انتقادات متزايدة على خلفية إدارته لأزمة كورونا والاحتجاجات التي تشهدها الولايات الأميركية عقب مقتل المواطن من أصل أفريقي جورج فلويد على يد الشرطة.