المحرر موضوع: جدولة الوجود .....  (زيارة 843 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سركون القس بطرس جيلو

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 35
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
جدولة الوجود .....
« في: 03:36 24/06/2020 »
أن نظرية الحياة دائما مبنية على نقيضين :
الحياة والموت ، الوجود والعدم ، الخير والشر ، الصح والخطأ ، البدن والقرين، الجسد والروح، الليل والنهار .
ففي أغلب الأحيان عندما نرغب في تقييم مسيرة حياة اي فرد كان ام مؤسسة فأكيد انه سنسترجع الماضي العابر لنصل إلى القناعة بالحاضر الأني ومن خلاله سنتمكن نوعا ما من قراءة المستقبل القادم وما تخفيه الأيام، وهذه العملية بحد ذاتها تنطبق على الكل سواء أفراد كانت ام مؤسسات او منظمات أو حكومات ،
وبما أنه كل شيء في الوجود يجب أن يكون له ماضي فاكيد سيكون له حاضر ومستقبل، وهذه باعتقادي هي نظرية نستطيع أن نطلق عليها تسمية جدولة الوجود وهي عبارة عن ربط الماضي بالحاضر  لاستقراء ألمستقبل، ومن خلال الرسوم البيانية المستنتجة نستطيع معرفة ماهية ألاسباب التي تسيطر على انحرافات الرسم البياني صعودا ونزولا أو استقرارا.
وعادة أن الإنسان منذ ولادته يحمل الذات الإيجابية ولكن مع مرور الزمن سيتطور الإدراك والوعي الشخصي ليبدأ الإنسان يتأثر بالمغريات الموجودة في محيطه وخاصة السلبية منها ليتحول كيانه الشخصي تدريجيا نحو الذات السلبية .
وهنا دعونا نقول أن اي مخطط كتلوي او اي رسم بياني دائما يبدأ من الصفر اي العدم ودائما يتحول العدم إلى الوجود عند التفكير فيه لأنك بمجرد أن تفكر في شيء فإذا هو موجود ، اي بمعنى آخر انه يبدأ من العدم لينطلق الى الوجود وهذه الانطلاقة منذ بدايتها وحتى نهايتها هي من تحدد مسارات المخطط البياني.
وكما أسلفنا سابقا هناك نقيضين اساسيين ولكل منهم له ميزاته الخاصة وهي من تؤثر على مسار المخطط البياني :
اولها الذات الإيجابية والتي تعني بالمنظور الديني (الخيرة )ومن ميزاتها الحب ، التضحية ، التسامح ، الامل ، الضمير الحي ، الاحساس بالغير ، الطبيعة الرحيمة، الواقع المفروض ، احترام القانون والشرع، الشعور بالانتماء الحقيقي للمباديء والقيم الحميدة.
وما يخالفها تماما هي الذات السلبية والتي تعني بالمنظور الديني (الشريرة) ومنها الكراهية ، الاستغلال ، الحقد ، الامل ، انعدام الضمير، الأنا وحب الذات، الطبيعة الرديئة، الواقع المفروض، التلاعب بالقانون والشرع، الخيانة
فإذا نلاحظ ان هناك ميزتان مشتركتان في كلا الحالتين المتضادتين وهي الأمل والواقع المفروض، صحيح أنها مشابهة في المفهوم في كلا الحالتين ولكنها مختلفة في المضمون وحسب كل حالة ، فلو تمعنا في مضمون الأمل في الحالة الأولى اي الخيرة فالأمل يعني هنا هو انتصار الحق على الباطل اي الأمل في تفوق الخير على الشر لتسود المحبة على بني البشر ومتأثرين بالواقع المفروض عليهم نتيجة الترسبات المرتبطة بالتربية المتوارثة والإيمان بالمحبة الخالصة ، واما مضمونه بالنسبة للحالة الثانية اي الشريرة فهذا يعني انه هناك مجموعة من البشر يبنون آمالهم في انتصار الشر على الخير وذلك لتحقيق مأربهم الدنيئة فهم من يستعملون كل الطرق الملتوية في تحقيق غاياتهم ومستغلين الواقع المفروض عليهم الممتليء بالحقد والكراهية للغير وحب الذات فقط .
فإذا بات معلوما لدينا بان كل فرد يحمل في داخله نزعة خيرة ونزعة شريرة وتتفاوت درجاتها من شخص لآخر متأثرة بالاسباب التي ذكرناها سابقا ولذلك الرسم البياني لمرحلة حياة كل شخص يختلف عن الاخر وهو ما يمثل تأريخ الإنسان بماضيه وحاضره وكيف سيكون مستقبله .
وكما هو معروف ان الاعتراف بالخطأ صعب جدا فهناك القلة القليلة التي تعترف بأخطائها وتحاول معالجتها اما الأكثرية فهي من تدعي هي الأصح ولا تقبل الاعتراف بأخطائها اطلاقا ، صحيح أنها تحس بالفعل الخاطيء وتعترف بفعله داخليا ولكنها تصر عليه أمام الاخر وتعتبره هو الصح بل وتقدم كل التبريرات بأحقيته ، وأحيانا وعندما تتازم الامور تحاول نكران فعله أساسا ، وهذه هي القناعة بالوجود اي القناعة الكاملة بالأفعال التي قاموا يفعلها ولا زالوا مقتنعين بها ولا وجود للتوبة في قاموسهم اطلاقا ، واكيد ستكون نقطة النهاية للمخطط البياني اي مستقبلهم معلوم ومعروف .
فأذا وحسب نظرية جدولة الوجود يستطيع كل منا مراقبة الخطوط البيانية للاخرين سواء أفراد ام مؤسسات والاستفادة منها في تقويم الذات والسيطرة على مسار الخط البياني لوضعه في الطريق السليم وبذلك سيكون المستقبل مضمون .
وكما قال الكاتب الاب جان بول اليسوعي :
إن أطول رحلة فى الحياة تلك التى تؤدى بنا إلى داخل الذات.
رافقتنا السلامة........


غير متصل متي اسو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 926
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: جدولة الوجود .....
« رد #1 في: 20:49 24/06/2020 »
السيد سركون القس بطرس جيلو المحترم

اشكرك على المقال الجيد..
لكن ، دعني ابدي ملاحظة صغيرة ربما تعني الكثير...
اقتباس : " ففي أغلب الأحيان عندما نرغب في تقييم مسيرة حياة اي فرد كان ام مؤسسة فأكيد انه سنسترجع الماضي العابر لنصل إلى القناعة بالحاضر الأني ومن خلاله سنتمكن نوعا ما من قراءة المستقبل القادم وما تخفيه الأيام، وهذه العملية بحد ذاتها تنطبق على الكل سواء أفراد كانت ام مؤسسات او منظمات أو حكومات "... انتهى الاقتباس ...
لا يمكن الاستفادة من " استرجاع الماضي " دون اخضاعه لدراسة " نقدية " ايجابية واتخاذ موقف شجاع في تحليله.... لذا فشل الشرق ( افرادا ، مؤسسات ، حكومات ) لانها عمدت الى استرجاع الماضي والاكتفاء بالقاء نظرة سطحية عليه ، بل ربما تبريره وحتى تجميله !!!
كان توضيح ذلك امرا ضروريا هنا ، رغم ان حضرتك تقر بذلك ضمنا عندما تقول عن الافراد : " وكما هو معروف ان الاعتراف بالخطأ صعب جدا... الخ " ...
تحياتي

متي اسو





غير متصل سركون القس بطرس جيلو

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 35
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: جدولة الوجود .....
« رد #2 في: 21:41 24/06/2020 »
شكرا رابي متي اسو لمداخلتكم القيمة التي اغنت جوهر الموضوع
محبتنا وتقديرنا لكم