المحرر موضوع: الحوار الأستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية  (زيارة 1322 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الحوار الأستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية
في ضوء إتفاقية الأطار الأستراتيجي التي تم التوقيع عليها بين البلدين في سنة 2008 م تم الأعلان منذ مدة بأنه سيتم عقد إجتماعات بين البلدين لأجراء حوارات إستراتيجية شاملة في كل مجالات التعاون الوارد ذكرها في هذه الأتفاقية في ضوء ما حصل من مستجدات وتغيرات سياسية وأمنية وعسكرية وإقتصادية وعلمية وغيرها من المجالات الأخرى خلال الفترة المنصرمة وتقييم المخرجات لأعادة وضع خارطة الطريق للعمل في أستكمال ما تم الأتفاق عليه في الأتفاقية المشار إليها أعلاه .
وفي 11 / حزيران / 2020 بدأت الأجتماعات تحت عنوان " الحوار الأستراتيجي " عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة بين وفدي البلدين حيث كان الوفد الأمريكي برآسة نائب وزير الخارجية الأمريكية ومجموعة من المساعدين الأختصاصيين في محاور جدول الأجتماع ورأس الوفد العراقي وكيل وزارة الخارجية هشام عبدالكريم وضم بالتناظر مع الوفد الأمريكي مجموعة من الخبراء المختصين بشؤون محاور جدول الأجتماع المتفق عليه قبل بدأ الحوار ، وكانت هيكلية الوفدين تتضمن لجان تخصصية من الخبراء لكل محور من محاور جدول الاجتماع .
وقد إنتهت الجلسة الأولى من الحوار بإصدار بيان مشترك وكانت نتائج هذه الجلسة المعلنة بموجب البيان المشترك للجانبين إيجابية بحسب تقييم المراقبين والمحللين السياسيين وتقرر إستئناف الجلسة الثانية في شهر تموز يوليو المقبل . ومن خلال إستقرائنا ومتابعاتنا لمجريات هذا الحوار في ضوء الصراع المستفحل بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران  وإشكالياته المنعكسة على الواقع العراقي وأثارها السلبية على وحدة الموقف والقرار السياسي العراقي بحكم الولاءآت المتناقضة بين الكتل والقوى السياسية العراقية مما تزيد في موقف الحكومة والوفد العراقي في الحوار ضعفاً وتردداً وتشتتاً بشأن محاور هذا الحوار .
مما ورد ذكره أعلاه يستوجب أن نضع بعض النقاط على الحروف ونسلط بعض الضوء على ما يتطلب توضيحه للشعب العراقي بحسب رؤيتنا المتواضعة بخصوص الظروف الموضوعية والذاتية للعراق وتأثير مخرجات هذا الحوار لتحسين الوضع العراقي المتأزم من جميع النواحي ونوجزها بما يلي : - 
أولاً : ما كان معروفاً للطرفين العراقي والأمريكي منذ البداية هو أن الأجتماعات لهذا الحوار الأستراتيجي المهم سوف لا تنتهي في جلسة واحدة أو جلستين أو في أيامٍ معدودات كما كان يتصور البعض وإنما ستستمر الجلسات الحوارية لأمد أطول لربما تأخذ أشهر من الوقت لأنضاج الرؤية المشتركة بين الطرفين بما يخدم مصلحة البلدين وذلك حتماً يعتمد على مدى شفافية الطرفين وتجاوبهما الأيجابي لأنجاز محاور الحوار ، وأن هذه الحوارات ستكون صعبة وحساسة للغاية للوفدين بسبب ظروف العراق المعقدة لإعادة صياغة علاقة صداقة إستراتيجية منتجة بين البلدين في كل المجالات الواردة أصلاً في إتفاقية الأطار الأستراتيجي .
ثانياً : العراق سيكون حتماً وبحكم واقعه الحالي المتردي حيث يواجه تحديات كبيرة وعديدة وعلى أكثر من صعيد سيكون بلا شك هو الطرف الأضعف في هذا الحوار الأستراتيجي لأنه لا يمتلك أية ورقة ضغط لتقوية موقفه في الحوار بينما والولايات المتحدة الأمريكية ستكون هي الطرف الأقوى والأقدر في الحوار لأنها تمتلك كل أوراق الضغظ والتأثير ، مما يجعل موقف العراق حرج وصعب للغاية لا يُحسد عليه .
ثالثاً : العراق بوضعه الحالي هذا هو بأمس الحاجة إلى كل أشكال المساعدات والدعم الدولي ليتمكن من الخروج من تحت ضغط التحديات التي يواجهها الآن ، وإلا سيكون مصيره الأنهيار التام وما لا يحمد عقباه من تداعيات ، وهذا وضع لا يستطيع أن يتحمل مسؤوليته الوفد العراقي المتحاور ولا حتى الحكومة العراقية الحالية لوحدهما ، وهنا يتطلب الموقف من الجميع ، الحكومة وكل القوى السياسية العراقية الحريصة على مصلحة العراق وشعبه بمختلف إنتماءآتها وولاءآتها إنتهاج نهج العقلانية والواقعية البرغماتية للتوافق على صياغة القرار السياسي العراقي الوطني الموحد أزاء هذا الحوار الأستراتيجي المهم للخروج بموقف منتج لينقذ العراق من محنته العصيبة ، وأن تضع مصلحة العراق فوق كل شئ من الأعتبارات الأخرى ، وأن تتخلى كل القوي السياسية عن سياساتها الندية ومؤآمراتها الكيدية تجاه بعضها البعض على خلفية طائفية وعِرقية وحزبية في مثل هذا الظرف العصيب وأن تعيد النظر بكل القرارات والأحكام الصادرة على أساس ذلك وتحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية بين مكونات الشعب وإنجاز قانون العفو العام للسجناء وحل كافة الأشكالات المعلقة بين بغداد وأربيل لغرض توحيد ورص وتقوية الصف الوطني ، هذا هو ما يتطلبه الواقع الموضوعي للعراق اليوم من كل القوى الوطنية التي تحسب نفسها على العراق أن تعمل من أجله بإخلاص وإيمان وتفاني لكي يكون العراق قوياً ومقتدراً لخوض هذا الحوار المهم ليخرج منه منتصراً وإلا سيغرق مركب العراق وسيغرق معه الجميع .
رابعاً : ليعلم الجميع ممن يعتبرون أنفسهم سياسيين بأن الجهة الوحيدة في العالم التي بإستطاعتها وبإمكانها من خلال ما تمتلكه من الأمكانيات والقدرات والتأثيرات الدولية لحشد الدعم الدولي لمساعدة العراق لإنتشاله من براثن هذا الواقع المزري أمنياً وإقتصادياً ومالياً وعسكرياً وعلمياً وتكنولوجياً وغيرها من مستلزمات النهوض هي الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وأصدقائها في العالم والمنطقة وتحديداً دول الخليج العربي .
عليه ومن باب ضمان وحماية مصالح العراق الوطنية ليس أمامه خياراً أفضل ولا بديلاً آخر أقدر وأقل مرارة غير التعاون الايجابي مع الولايات المتحدة الأمريكية بقدر المستطاع عبر هذا الحوار الأستراتيجي على أساس تبادل المصالح المشتركة وإحترام السيادة الوطنية للعثور على مخرج من هذا النفق المظلم .
وهنا يستوجب على كافة القوى السياسية الوطنية العراقية والكتل البرلمانية لكل المكونات من دون إستثناء أي طرف منها أن يُغلبوا مصلحة العراق الوطنية على مقتضيات مصالح الرؤى السياسية المؤدلجة بمفاهيم ضيقة كالطائفية والعِرقية لأنقاذ العراق من الأنهيار ومن المستقبل المجهول التعاون المثمر مع الحكومة ودعمها بأقصى ما يمكن من الجهد لأنقاذ سفينة العراق من الغرق وإيصالها الى بر الأمان في هذا البحر المتلاطم الأمواج ... وإعلموا إن غَرِق العراق ستغرقون جميعاً .

خوشـــــابا ســــولاقا
بغداد في 24 / حزيران/ 2020   

     
                                                                                                                                                                     


غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3064
    • مشاهدة الملف الشخصي
ميقرا رابي خوشابا سولاقا

تحية وبعد

ارحب بعودتك مجددا
تحليل سياسي واقعي جدا ان العراق اليوم بحاجة كبيرة الى جهود الولايات المتحدة الاميركية للحد من التمساح الايراني المدعوم من قادة الشيعة الذي يريد التهام ما تبقى من استقلالية هذا الوطن الذي مزقته الاحزاب الشيعية وافقرته.
ستخسر كوردستان استقرارها الامنى ايضا فيما لو خضعت للضغوطات الاحزاب الشيعية الموالية لايران لاخراج القوات الاميركية من العراق فكوردستان تتعرض اليوم الى ضغوطات كبيرة جدا والى مساومات من قبل قادة الاحزاب الشيعة هدفها اللحاق العراق بايران ان يكون الساحة الامامية لها
ظنا منهم انهم سيكونون قريبين من اسرائيل وسيحررونها من خلال العراق

 
تحيتي

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ وليد حنا بيداويد المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا القلبية
شكراً على ترحيبكم بعودتنا من جديد وهذا شعور طيب من حضرتكم ، كما ونشكر مروركم الكريم بمقالنا وعلى تقييمكم الأروع له ، هذا المقال يتناول ما يجب أن تتخذه الحكومة العراقية من الأجراءآت والمواقف للخروج بالعراق من مأزقه ولكن الطريق الى ذلك الهدف شائك وصعب للغاية بسبب تشدد الفصائل الموالية لحكومة طهران وكأنه لا تعنيهم مصلحة العراق بشئ وهمهم الأهم هو إرضاء إيران وتنفيذ أجنداتها ، ونأمل منهم أن يكون إنحيازهم وولائهم للعراق قبل غيره . .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلامة ....... تحياتي

                             أخوكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

غير متصل متي اسو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 926
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ خوشابا سولاقا المحترم
تحية عطرة
مقال تحليلي رائع تُشكر عليه.
الولاءات في العراق كانت دائما قومية او مذهبية ...يغلب على ولاء معظم القوميين الطابع التكتيكي ، في حين ان ولاء المذهبيين ستراتيجي وخياني بكل ما للكلمة من معنى... صحيح ، ان في بعض الاحيان كان يتفق القومييون والمذهبيون على خيانة الوطن كالولاء الذين قدّموه لعبد الناصر وهو يحاول تقويض الحكم الوطني في العراق في عهد المرحوم عبد الكريم قاسم...
المذهبيون اليوم في العراق لا ينكرون ، بل يفتخرون بولاءهم لايران ، وفي ذات الوقت يتهمون كل من يقف ضد مشروعهم الخياني بالعمالة لامريكا واسرائيل ... ومن الصعب جدا ، بل من المستحيل ، ازاحتهم دون الاعتماد على قوة اعظم مثل امريكا ... لنا مثال في حزب الله اللبناني الذي لا تجاوره ايران!!!
انها فرصة للعراق لا يجب اضاعتها ..
شيء واحد لم افهمه في المقال وهو المطالبة باطلاق سراح المساجين ... عن اي مساجين نتحدث ؟
تحياتي
متي اسو






غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ متي أسو المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا هذا وتقييكم الرائع له ... أما بشأن سؤآلك عن السجناء طبعاً أقصد السجناء المتهمين بتهم كيدية سياسية على خلفيات مختلفة ولا أقصد المجرمين من الأرهابيين والمتعاونين مع داعش ممن ثبُت تعاونهم مع داعش قانوناً وكذلك أقصد المغيبين والمخطوفين من قبل الميليشيات أثناء حرب التحرير من داعش وهؤلاء ما أكثرهم ، لأن مثل هكذا إجراء سيقوي الجبهة الداخلية المؤيدة للأصلاح السياسي الشامل حسب مطالب الثورة الشبابية والمصالحة الوطنية الشاملة لأستعادة الوطن ويقوض في ذات الوقت جبهة الموالين لغير العراق جبهة الذيول والفاسدين والحرامية المعادين للأصلاح ... لذلك من الضروري جداً تمرير قانون العفو العام وتطبيقه وفقاً للقانون والدستور لينال كل مجرم جزائه وكل برئ يرجع الى حضن عائلته بسلامة وهذا ما يصب في النهاية في مجرى إستتباب الأمن وخلق بيئة للأستقرار السياسي في العراق نرجو أن يكون جوابنا هذا موضع رضاكم........ ودمتم والعائلة بخير وسلامة .

                          محبكم أخوكم : خوشــــابا ســــولاقا - بغــــداد   

غير متصل قيصر شهباز

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 412
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألأستاذ ألأخ ألعزيز خوشابا ألمحترم،

أود إلقاء تحية أخوية لكم بمناسبة رجوعكم بضخ ألمعلومات وألتحليلات ألقيمة، صدقتم إن ألوقت يتحتم على ألسياسي ألعراقي إلتزام ألحكمة في حماية وصيانة ألمصلحة ألعليا للشعب ألعراقي، وترك وإغفال ألضغوط ألإقليمية ألتي تتقاطع مع أماني وأحلام ألشعب ألعراقي في ألحياة ألكريمة، إن ألتأريخ ألقريب مليئ بألتجارب في هذا ألمضمار يتوجب عدم تكرار ألأخطاء ألتي جلبت ألكوارث للشعب ألعراقي.

متمنياً لكم دوام ألصحة وألسلامة أخي خوشابا ألورد.

أخوكم قيصر

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ والصديق والزميل العزيز الأستاذ قيصر شهباز المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا المعطرة
شكراً على مروركم الكريم بمداخلتكم الرائعة بمقالنا وعلى كل ملاحظاتكم القيمة والتي بدورنا نعتبرها إثراءً للمقال ... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلامة

                          محبكم أخوكم وزميلكم : خوشــــابا ســــولاقا - بغــــداد