لكي ينجح نداء غبطة الباطريارك (الموجه لأبناء شعبنا المسيحي العراقي) في أقامة تنظيم جديد تكون له مصداقية ويحظى بتأييد ومباركة كل أبناء شعبنا، لابد أن تكون هناك جهة مستقلة ومحايدة مهمتها الأولى والأخيرة هي الأعداد والتحضير أي تكوين لجنة تحضيرية ووضع مسودة نظام داخلي يناقشه مفكرين وأختصاصيين واساتذة جامعات وأدباء وكتاب كبار وحتى علماء تكون أعدادهم بالعشرات يتم دعوتهم من قبل اللجنة التحضيرية من داخل وخارج العراق يقومون بمناقشة النظام الداخلي الموضوع من قبل اللجنة التحضيرية - المسودة -، وأن يحدث هذا في ظروف لا يؤثر عليهم أحد ولا تفرض عليهم أجندة أحد، حتى يتوصلوا في النهاية الى قناعة تامة ويشكلوا تنظيمهم الموعود، وينال ثقة الجمعية العامة (الحضور بجميع أختصاصاتهم وأهتماماتهم)، ويصادقوا عليه ويعلن أمام الملأ، ومن ثم يسجل رسميا في المحافل الرسمية، وبعدها ليبدأوا بتمثيل أبناء شعبنا في المحافل الوطنية والدولية.
السيد كوركيس اوراها منصور
انا بالطبع اتفهم ما تقوله ، ولكن يبقى ما تقوله محصور ضمن مجال التمنيات، بمعنى ان تتمنى ان يحدث ما تقوله. حيث ارى ما تقوله عمليا غير قابل ليتحقق فعلا.
فمن جانب اخر اسمح لي بان اعطي الملاحظات التالية: لو قارنا بين طريقة تحدث الغربيين والشرقيين فماذا سنرى من فروقات؟ نحن سنرى الغربيين يدخلون في الموضوع بشكل مباشر، وبانهم يمتلكون غرض واضح، بحيث لو سالهم احد فسيعطون جواب بشكل محدد ومفهوم. اما الشرقي فسيدخل في مصطلحات عامة وانشاء عام بحيث لا احد سيفهم حول ماذا يدور الموضوع وما هو المطلوب.
لاعطي امثلة: ستجد بين الغربيين تصاريح مثل "اجتماع من اجل خفض الضرائب.... اجتماع من اجل رفع الرواتب ...اجتماع للتحضير للاحتجاج من اجل موضوع كذا امام البرلمان يوم السبت القادم... اجتماع من اجل التحضير للتوقيع على وثيقة احتجاج مقدمة للاتحاد الاوربي لكي يتدخل لايقاف الاضطرابات في المكان الفلاني....(انظر الغرض من كل هذه التصريحات محدد وواضح ومفهوم).
امثلة من الشرق: اجتماع من اجل النهوض....اجتماع من اجل تعزيز روح التعاون....نداء من اجل اجتماع....قررت الاطراف المشاركة على مسك يد بيد في تطوير المسيرة...( انظر الان، ما معنى النهوض؟ ماذا تعني روح التعاون؟تعاون حول ماذا بالضبط؟وكيف يبدو تعزيز الروح؟ ماذا نفعل بمسك يد بيد والى متى نسير والى اين؟ ماهو الموضوع؟
الاعلام العربي والثقافة العربية هي مليئة من هكذا امثلة، وهذه طبعا انتقلت الى ابناء شعبنا بسبب التاثر بالثقافة...
القضية الاخرى: عندما فشل الموتمر الكلداني، قالوا لاننا بحاجة الى رابطة، وعندما تحدثوا عن جمود الرابطة كتبوا بان يكون هناك حزب تدعمه البطريركية، اي ان المشكلة يجدونها في اسم ما يتم تاسيسه، بمعنى ان المؤتمر فشل بسبب اسمه، ولهذا فان تاسيس اخر باسم الرابطة سينجح، وعندما لم ينجح قالوا تاسيس اخر باسم حزب سيكون افضل.
وبنفس الطريقة وجدت البطريركية التي هي بنفسها مرجعية بان سبب الفشل انه ليس هناك مرجعية عليا، بعد ذلك رات بان اسم المرجعية العليا قد يفشل هو الاخر، نحن سننجح اذا تم اطلاق نداء لتاسيس تشكيل باسم اخر وهو المجلس الاعلى، ولكن هذا بعد فترة ايضا تم التخلي عنه لان الاسم قد لا يكون كافي، فوجدت البطريركية بان حل مفتاح الازمة يقع في اختيار اسم اخر وهو اختيار اسم خلية ازمة، وفي كل مرة كان مجرد اطلاق اسم ، الان جاء نداء من اجل التجمع؟تجمع من اجل ماذا ؟ ما هو الغرض من التجمع؟لا يوجد شرح ، فالتجمع هو من اجل المناقشة، ان يناقش مسيحي مع مسيحي ليقوم المسيحي الاول بان يقول للمسيحي الثاني ما يلي " ترى اخوي اوضاع المسيحين مو زينة بالعراق...." ويرد عليه الثاني "اها..." ومن ثم يقومون بالتمثيل بانهم لا يعرفون عن اوضاع المسيحين.
لناتي الى الملاحظة الاخرى في هذا المنتدى: كم مرة تمت مناقشة النظام الداخلي لمؤوسسات واسماء تاسيسات اخرى ؟ الجواب مرات كثيرة جدا، اذ حتى قبل فترة قصيرة كان هناك مرة اخرى نقاش حول النظام الداخلي للرابطة وقبلها امثلة اخرى....
ولكن كم موضوع نملك حول افكار حول ما ينبغي فعله؟ان يكون هناك غرض واضح ومحدد ومفهوم؟نحن لا نملك ولا موضوع، ولا حتى خارج المنتدى ولا عند الكنائس....
المشكلة هي نحن نملك الالاف من المواضيع والمقالات حول ان يكون هناك تشكيل باسم معين ومناقشات حول الانظمة الداخلية الخ...هذه نحن لسنا بحاجة لها، فسبب الاخفاق هو ليس لاننا لا نملك اسم جيد كأن يكون مرجعية او خلية او حزب باسم معين، المشكلة ليست في اننا لا نملك نظام داخلي جيد...
المشكلة تقع في مكان اخر تماما، المشكلة هي ان يكون هناك افكار ذات غرض واضح. وهذه النقطة ساشرحها ادناه مع امثلة.
ولكن قبلها نقطة اخرى، ان من يكتب عن هكذا مواضيع فانه سيميل الى انتقاد الاحزاب فقط وسيقف مع البطاركة. ولكن البطاركة لا يختلف فشلهم عن الاحزاب، بل البطاركة يتحملون المسؤولية بشكل اكبر عن الفشل لكونهم يمتلكون تاثير اكبر على ابناء شعبنا. الم يخرج ابناء شعبنا بعد تهجيرهم من سهل نينوى في احتجاج في شمال العراق ورفعوا شعار "اما الهجرة او الحماية الدولية"؟ الم تقم البطريركية باعطاء تصريح تم ترجمته الى لغات العالم بانها ترفض التدخل الاجنبي؟
وحول مرجعية عليا: هل هناك مرجعية اعلى من مرجعية مشتركة تمثل بطاركة الشرق الاوسط؟ هم تم دعوتهم الى امريكا للاتقاء باوباما والمسؤوليين الأمريكين، الم يقم احد البطاركة كذمي متطوع بتخريب الاجتماع بدعوة ان احد الامريكين تحدث عن اسرائيل، فقام هذا الذمي البطرك بالصياح وأطلاق الجعير مخربا كل شئ وبالغاء الاجتماع حتى يقوم احمد منصور في قناة الجزيرة بمنحه جائزة افضل ذمي متطوع ..اليس هذا فشل يفوق فشل الاحزاب؟
هل كان سبب فشل لقاء بطاركة الشرق الاوسط في امريكا بسبب الاسم الذي تجمعوا تحته؟ هل كانوا سينجحون اذا كان اسم تجمعهم في امريكا بان يكون تحت اسم المجلس الاعلى؟ او خلية ازمة؟ الم يكن هذا لقاء لمناقشة اوضاع المسيحين مع طرف اجنبي حتى يتم افهامه الصعوبات؟ كيف لاطراف مثل البطاركة التي فشلت في اجتماع لبحث اوصاع المسيحين ان تطلق نداء للاخرين من اجل ان يتجمعوا للمناقشة؟ وهل سبب فشلهم بانه قبل ذهابهم الى امريكا كان عليهم اولا ان يؤووسسوا تشكيل ما ومن ثم يتم البحث لعدة اشهر عن 300 اكاديمي بحيث يكونوا كلهم مستقلين وبشرط ان ينالوا رضا الكل و الجميع حتى يكتبوا نظام داخلي ياخذ اشهر وبحيث يوافق عليه الكل والجميع قبل السفر الى امريكا؟
ما هو شكل مرجعية او مجلس الذي يمكن ان يكون اعلى من التقاء بطاركة الشرق الأوسط ؟
بعد كل هذه الملاحظات والاسئلة قد يتم توجيه السؤال لي، كيف ينبغي اذن ان يجري كل شئ؟
جوابي: ليس هناك احد بحاجة لتاسيس مرجعيات او مجالس عليا ولا خلايا ازمة، حيث هذه الاسماء ربما تاتي تاثر بالافلام. وليس هناك احد بحاجة الى نظام داخلي في قضية ابناء شعبنا. وليس هناك حاجة للقيادة، من يمتلك تاثير على ابناء شعبنا عليه ان لا يفكر بان يلعب دور قيادي بل دور مساعد، دور مساعد بمعنى يقوم بتحفيز الاخرين وتشجيعهم على التحرك وعدم السكوت. امثلة: مارتن لوثر كنج لم يكن قائد وانما دوره كان مساعد ومحفز ، كان يخاطب الاخرين بصيغة المفرد، حتى يشعر كل شخص بانه مسؤول بنفسه ايضا وكان يشجعهم على الخروج في احتجاج للمطالبة بحقوقهم.
وبنفس الطريقة ولان البطاركة عن طريق كرسي البطريركية يمتلكون تاثير كبير على ابناء شعبنا فعلى البطاركة هم بانفسهم ان يخرجوا الى الشارع ليتقدموا مسيرة الاحتجاج وبان يوجهوا نداء ذو غرض واضح وهو ان يشترك بقية ابناء شعبنا في الاحتجاج وبان يطلبوا من الكهنة في الخارج بان يطلبوا من الرعية ايضا التضامن والتعاضد والخروج في احتجاجات ايضا....هذه العملية لا تحتاج لمرجعية ولا لمجلس ولا لخلية ولا نظام داخلي ولا خبراء ولا مختصين.....
لذلك فان الحاجة الى نداء ستعني توجيه نداء للبطاركة ، وفي موضوعنا هذا توجيه نداء لبطرك الكنيسة الكلدانية ليخرج هو والمطارنة في احتجاج ويطلب الرابطة بان تنظم اليه ومن هناك يقوم بتوجيه نداء لابناء شعبنا ومؤوسساته في الداخل والخارج للتضامن والتعاضد والمشاركة. فهل سيلبي البطرك هذا النداء؟