حصادٌ قبل آوانِه
إنهاء الياس سيفو
أستيقظ الصباح
في غرفة الأمل المؤجل
فتدوّرتْ الشمس على نافذة الشفاء
وبإطلالتها تساءلتْ
أين بهجة العراقيين؟
بقيتْ النافذة خرساء
وأصطفَ طابور طويل من الألم
يتكئ على الباب تارةً
ويلتفُ حول سريرٍ فارغٍ تارةً أخرى ..
فاضَ على الوسادةِ أنينٌ
وهو يشكو رحيلا مفاجئا ...
فزعتْ الأخبار
وتمزقتْ شِباك القلوب
ليس فرَحا بهدف
بل حزناً على صاحب الهدف ..
لا تعلنوه موتا
فالموتُ غيابٌ عن العين
لكنه في الذاكرةِ بقاءٌ
والموتُ إنفصال عن الأرضِ
لكنه أتحادٌ بالروح ..
فكيف أذن ..
والموتُ أيّقنَ لُعبَته ..
وتركَ أكداسَ غيمٍ على المقل ..
وتضرعاتٍ برجوعه تبتهل ..
والشِباكُ بعدُك سلالٌ دون ثمر..
أَن يرحلَ الموتُ
قبل أَن يرحل البشر ..
أمنيةٌ عمرُ ها آلاف السنين ..
من يقاضيك أيّها الزمن ؟!
وانت تشاطرنا الحياة
نهديك العمر
فتهبُنا الموت ...!!
أستيقظ الصباح
ولم يستيقظ أحمد ..
فإنطفأتْ الشمس ..
وتدوّر الحزن على خدود العراق ..