كنيسة القديسة صوفيا وباللغة اليونانية (اغيا صوفيا)
خلال مراقبتنا للاوضاع التي تمر بها كنيسة اغيا صوفيا التاريخية في اسطنبول والتلاعب بقدسيتها وكذلك المتاجرة باسمها من اجل كسب المال من خلال البحث عن صفقات مشبوهة , و كل المحاولات التي يقوم بها الاخونجي اردوغان تنم عن رغبته باهانة المسيحية بشكل عام وليس للكنيسة الارثوذوكسية فقط لكونها تعود لهذه الكنيسة ,لان المجرم اردوغان يحمل في طياته وعقلة الفاسد والعفن نيات ابعد مما يقوم به , وكالعادة لم نلمس موقف ناري من رؤوساء الكنائس في العالم وخاصة الشرقية منها وكانهم نائمين في سبات عميق كنوم السكارى لم نسمع منهم اي احتجاج او استنكار او اي تحرك بالمستوى المطلوب لا في المحافل المحلية والا في المحافل الدولية , وحتى لو كان هناك استنكار او حتجاج بدون عمل , فهذا لايكفي ولا يعبر عن الطموح . بدون طرح الموضوع وبشكل رسمي على الامم المتحده بهدف اتخاذ القرار المناسب واعتبار اي مس بقدسية هذه الكنيسة هو خط احمر بالنسية الى الكنيسة المسيحية بشكل عام ولا يخص الموضوع بالكنيسة الارثوذوكسية فقط ومن يعتقد هذا فهو على خطأ وعلى وهم وانما يهم المسيحيين بصورة عامة . هذه الكنيسة وما تحتل موقعا مقدسا في الوسط المسيحي لا يختلف عن بقية الاماكن المقدسة للاديان الاخرى والتي نالت قرارات عديدة من الامم المتحدة حول عدم المس بها . عندما نقول بان هذه الكنيسة هي رمزا للمسيحية بمعنى انها لا تخص الارثوذوكس فقط بل كل الكنائس وخاصة الكاثوليكية والارمنية بشقيها والاثوذوكسية بشقيها والاشورية بشقيها , وكل هذه الكنائس يجب ان تنتفض معا وصوتها يجب ان يدوي في كل بقاع العالم من خلال اجهزتها الاعلامية كافة وفي عظاتها في الكنائس وفي مؤتمراتها واجتماعاتها الدورية واخص هنا بالذات في القنوات التلفزيونية التي تمتلكها وفي كل اجهزة التواصل الاجتماعي وبغير هذا التحرك لا احد يتحرك للوقوف الى جانبنا اذا بقينا ساكتين وصاغرين .
لنجعل من كنيسة اغيا صوفيا وما تتعرض لها من اهانة بجعلها مسجد على يد العفن اردوغان عنوانا لتوحدنا لمواجهة هذه المخطط الارهابي الذي يقوده اردوغان لاهانة المسيحية في العالم بتفكيره العفن , ولا نجعل من هذا المخطط ان يمر بسهولة لكي يفرح اردوغان بما يقوم به دون اي مقاومة او صد منيع او رد عنيف على تصرفاته الصبيانية ,هذا الرجل العفن يفكر مثل الصبيان بسلوكه واخلاقه .
قبل ان تكون كنيسة اغيا صوفيا كانت قبلها ايظا كنيسة وقد بنيت كنيسة اغيا صوفيا على انقاض تلك الكنيسة ,اي ان هذه الكنائس كانت قائمة وموجودة قبل مجئ اجداد جداد اردوغان الى هذه الدنيا عندما كانوا يتمسحون في العراء وياكلون الخبز اليابس في الصحاري وهم حفاة وعراة . بدأ الامبراطور جوستيان في بناء كنيسة اغيا صوفيا سنة 532م واستغرق بناءها خمسة سنوات وتم افتتاحها سنة 537 م . وقد استمرت الكنيسة في الاستخدام كمركز للدين المسيحي ككتدرائية ارثوذوكسية شرقية لفترة طويلة حتى دخول الدين الاسلامي سنة 1453م للقسطنطينية وفي حينها كان لايوجد مسجد للمسلمين في المدينة لكي يصلوا فيه يوم الجمعة بعد الفتح فلم يسعف الوقت في تشييد جامع جديد في هذه الفترة الزمنية الضئيلة فامر السلطان محمد (الفاتح) ابن السلطان مراد الثاني بتحويل اغيا صوفيا الى جامع ثم قام بشرائها بالمال . كانت هذه الكنيسة على مدار 916 سنة كتدرائية ولمدة 481 سنة مسجدا ومنذ 1935 اصبحت متحفا .لقد تعرضت هذه الكنيسة والكنيسة التي قبلها الى حرق من قبل الحركات التمردية الا انها قامت مرة اخرى لان الرب يسوع معها وهو حجر الزاوية فيهاوابواب الجحيم لاتقدر عليها وهي بيت الله . والان يريد العفن اردوغان ان يتبع نفس الاسلوب الذي اتبعه السلطان بشراءها وهي محاولاته المتاجرة باسمها من اجل اغراضه ونياته السيئة .
نحث كل شخص مسيحي مهما اختلف انتمائه المذهبي ان يقوم ويؤدي دوره في ايصال صوته الى اية جهة يستطيع وبصورة خاصة المنظمات الدولية يبدي فيه استنكاره واحتجاجه لما يقوم به هذا العفن اردوغان باستغلال الكنيسة من اجل ماّربه وطموحاته العفنة وعدم السماح له بتحويلها الى جامع انتهاكا لكل الاعراف الدينية . وهنا اريد ان ابرز مثالا انسانيا رائعا في التاريخ وهو وجود كنيسة الخضراء في تكريت وكانت هذه الكنيسة مركز للديانة المسيحية في الشرق وعمرها اكثر من 900 سنة لازالت موجودة اثارها ولم تتحول الى جامع او مسجد واحتفظ الاشداء التكارته لحد الان على وجودها كما هي منذ تأسيسها في التاريخ القديم ولم تتعرض الى اي اعتداء او محاولة السيطرة عليها لتحويلها الى مسجد بالرغم من عدم وجود رعية مسيحية في تكريت , نبارك اهل تكريت النشامى على مواقفهم الانسانية و الجبارة باحترام مشاعر المسيحيين بعدم تخريب الكنيسة او هدمها وابقائها كصرح مسيحي تاريخي . وهنا نوجه النداء الى كل مسلم شريف لا يقبل الاعتداء على المقدسات المسيحية ان يصرخ مع المسيحيين للاحتفاظ بهذا الصرح التاريخي كمعلم ديني مسيحي .
نحن نؤمن بان بيت الرب لا يدافع عنه سوى الرب نفسه ولكن علينا ان لا نسكت صاغرين على ممارسات الحاقدين على المسيحية واذا سكتنا نحن فالحجر سوف يصرخ .