المحرر موضوع: إخواننا في المهجر ... تظاهراتكم قد لا تجدي نفعا......... !!!!!!!!!!!!  (زيارة 2723 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ehab2005

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 412
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 
إخواننا في المهجر ...  تظاهراتكم قد لا تجدي نفعا......... !!!!!!!!!!!!.
                                                                                                  المحامي افرام فضيل البهرو

من الملاحظ في الآونة الأخيرة , زيادة عدد حالات الاعتداء على المسيحيين العراقيين , حيث ارتفعت نسبة خطف رجال الدين ومواطنين من قبل ثلة من الإرهابيين , ومن ثم المطالبة بفدية مالية مقابل إطلاق سراحهم , وأحيانا يكون مبلغ الفدية خياليا , ومع ذلك كان يعتبر أهون الشرين ,الا ان التطور الخطير الذي ظهر مؤخرا ينذر بكارثة إنسانية تواجه المسيحيين , حيث بدأ الإرهابيون بحملة مسعورة  وخاصة ضد رجال الدين  وذلك بتصفيتهم , وفي نفس الوقت تهجير المسيحيين قسرا من مناطقهم السكنية , او مطالبتهم بالجزية, وهذا الانعطاف الخطير بات يقلق الضمير العالمي , كما وضع المنظمات الداعية لحقوق الإنسان على المحك إزاء ما يحدث في العراق وخاصة للمسيحيين كونهم مواطنون عراقيون بالأصل , وهم أناس مسالمين وبعيدين عن العنف والثار والانتقام , وذلك نابع من إيمانهم بمباديْ  المحبة والسلام التي جاء بها السيد المسيح , ولكونهم  مسالمون , فقد اصبحوا  لقمة سائغة تسيل لها لعاب الإرهابيين الذين اخذوا يتربصون برجال الدين العزل وجعلوا منهم فريسة سهلة وثمينة , هؤلاء الآباء الكهنة الذين نذروا أنفسهم  لخدمة الإنسانية  ونشر  كلمة الله  حيث لا يمضي يوما  دون ان تصدح حناجرهم بنشر مبادئ المحبة والسلام والتسامح , ولم نسمع من احدهم ما يشير إلى التحريض على  العنف كما يفعل البعض , وانما يطالبون بمواجهة العنف بالتسامح والمحبة , ولهو من الظلم ان يتعرضوا لمثل هذه الاعتداءات , وهذه الإحداث جعلت أبناؤنا وإخواننا في المهجر يشعرون بالقلق إزاء ما يحدث لأقاربهم في العراق ونظموا المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية للتنديد بما يحصل , وهذا مؤشر جيد على الأقل يؤكد لنا  بان أقاربنا في المهجر رغم بعدهم عنا , الا ان عيونهم ساهرة علينا , وقلوبهم معنا وهم مشكورين لهذه المشاعر الجياشة, والجهود المبذولة في تدويلهم لقضية معاناة المسيحيين العراقيين وتوجيه أنظار العالم الى الخطر الذي يحدق بهم , الا اننا نعتقد بان هذه التظاهرات غير كافية لإبعاد الخطر , ما لم تتوحد الجهود في الضغط على الحكومات التي تتبنى الديمقراطية نهجا لها , وذلك من خلال ممثلي ابناء شعبنا في برلماناتها ومجالسها البلدية والإدارية , بالتحرك الجاد لمعالجة وضع المسيحيين قبل فوات الأوان , وان تنظيم المسيرات ومطالبة الحكومة العراقية بتوفير الحماية للمسيحيين لا يجدي نفعا  في هذه الظروف التي يصعب فيها على الحكومة حماية نفسها ومؤسساتها , ورغم قناعتنا التامة بان ما يحدث في العراق ليس موجها ضد المسيحيين فقط , وانما ضد العراقيين عامة , ولكن كون المسيحيين مواطنون مسالمون بعيدين كل البعد عن الصراعات الطائفية والعرقية والسياسية  التى تعصف بالعراق منذ امد بعيد ,, ولأنهم كانوا دائما حمامة السلام في أحلك الظروف التي مر بها العراق , ولهذا يشعرون بأنهم مظلومين ومضطهدين  اكثر من غيرهم , وان المعطيات كافة تشير إلى زيادة حدة الهجمات ضدهم  خاصة بعد ان اعتقد الإرهابيون بان مسيحيي العراق هم موالون لأمريكا والغرب ولهذا بدءوا  يستعملونهم كورقة ضغط  ضد حكومة الولايات المتحدة الامريكية والدول الأوربية التى ساندتها في احتلال العراق , وعليه فان هذه الدول لابد ان تتحمل مسؤولية إيجاد حل مناسب لإنقاذ المسيحيين في العراق من براثن الإرهابيين  ,, كأن تمنحهم حق اللجوء والاستقرار في منطقة امنة  خارج العراق , ويجب ان نتذكر بان السيد المسيح له المجد كان يعلم بان أتباعه سوف يتعرضون للقتل والاضطهاد بسبب اسمه ولهذا طلب منهم  في حالة تعرضهم للاضطهاد في بلد ما ان يتركوا هذا البلد ويرحلوا الى غيره .