الأخ الدكتور الكبير عبد الله رابي
اليوم تعود و تتحفنا بمقال اخر يهم كل فرد من المسيحيين و دعوة غبطة البطريرك ساكو و كما تعلم ان دعوة غبطته ليست الأولى و لن تكون الأخيرة فقد دعا غبطته للمكون المسيحي و أيضا هاجمه البعض و اعتبر هذا البعض الدعوة طائفية و ثم دعوته لتكوين " خلية ازمة " و من المسيحين الاخيار و من جميع المكونات و قالها غبطته بكل صراحة الخلية مستقلة و لا علاقة الكنيسة بها و أعضاء هذه الخلية هي تتولى امورها و الغاية و الهدف من خلقها لجمع المكونات المسيحية في صوت واحد و أيضا لم تلق الاذن الصاغية و أخيرا صرخة غبطة البطريرك ساكو التي اشرت عليها و قدمت الشرح الوافي . يا اخوان القضية قضيتنا , قضية كل مسيحي و ماسيه و ما ذاق و يذوق وعلى كل فرد من أصحاب – النون – و اليوم على كل فرد ان يتحمل المسؤوليه في تكوين كيان يتحسس الام شعبنا و يثمن دماء شهدائنا و يدافع عن شعبنا و يطالب بحقوقه المشروعة بعد فشل الأحزاب الفاسدة في اسماع صوتنا و كان الواجب التحرك بهذا الاتجاه و عدم الانتظار للان و لصرخة غبطة البطيرك ساكو فالقضية قضية الشعب المسيحي قاطبة .
يتردد البعض المعروفون بموقفهم من غبطة البطريرك ساكو . اعط ما لقيصر لقيصر و ما لله لله , فاليوم نسال اين جماعة ما لقيصر لقيصر , اليوم الكرة بملعبهم و الان هو دورهم , و الحمد الله عندنا من أصحاب الكفات و خاصة في مجال المحاماة و القوانين و الساحة كانت خالية لهم و لا زالت و هذه فرصتهم و بجهودهم تنشا خلية ازمة لتدافع عن حقنا ما دام الكل متفق وجود غبن لحقوقنا كمسيحيين جميعا دون استثناء او تميز و سيكون العمل الأساسي و الجوهري لخلية الازمة هي للدفاع عن حقوق جميع المسيحين لإنقاذ شعبنا , فخلق الاعذار و ربط القضية باختلاف أصحاب السيادة بطاركة كنائسنا . الامر لا يتطلب اتفاق الكنائس و أصحاب السيادة البطاركة , و نامل ان يتم ذلك قريبا
غانم كني - مونتريال - كندا
السيد غانم كني
هناك بعض الاسئلة لك وللقراء ايضا حتى احرك التفكير. الانتقادات التي اكتبها انا شخصيا هي ليست غرضها الانتقاد فقط وانما هي دائما تحوي اسئلة كمحاولة لاعرفكم بطريق اخر وثقافة اخرى، واذا اصر احدهم بانها انتقاد، فاني ساصر بانها صراع بين الثقافات، وهذا لان الثقافة التي تتبعونها انا شخصيا لا افهم حرف واحد منها. هنا ساشرح لك كيف افهم انا جمل معينة وكيف يترجمها دماغي. شرحي هذه المرة هدفه تعريفكم بثقافة اخرى، تعريفكم بكيف يعمل دماغي وهذا حتى تعرفون لماذا اكتب بطريقة معينة.
النقطة الاولى: في كل مرة اقراء نداء او شخص يكتب باننا بحاجة الى
اخيار ومخلصين ومستقلين سواء لتحقيق النداء او فقرات اخرى مثل كتابة النظام الداخلي ، فانت تستطيع ان تسال كيف يترجم دماغي ذلك؟
كيف يترجم دماغي جملة مثل نداء نحتاج فيه للاخيار والمخلصين والمستقلين؟
دماغي يترجمها هكذا : نداء نحن نحتاج فيه لخمسين مليون سنة، وعشرين مليون سنة ، ومئة مليون سنة.
انا شخصيا تعبت كثيرا لاشرح بانه لا يوجد مقياس لقياس من هم الاخيار والمخلصين والمستقلين، لا يوجد مقياس ضمن العلم والثقافة التي يعتمد عليها دماغي. وحتى لو شرحت انت كيف يمكن ذلك بتقديمك شرح معين، فسيكون عليك ان تقنع كل الاخرين بما شرحته والا فانه ليس هناك مقياس.
وهذا يشمل حتى الاكاديمين، فحتى الدكتور رابي اكد على ما شرحته انا مرارا وتكرارا وهذا ايضا في شريطه السابق، حيث يقول "جمعية حدياب للكفاءات صحيح معظمهم اساتذة جامعيين ، ولكن معظمهم موالين لاحزاب سياسية". اي هم ليسوا مستقلين.
المطلوب منكم: اما ان تشرحوا ما هي الالية التي نستطيع ان نقيس فيها من هم الاخيار والمخلصين والمستقلين وكيف نقنع الكل والجميع بان مجموعة ما هم فعلا اخيار ومخلصين ومستقلين لا يملكون اية ميول، او ان تتوقفوا عن كتابة مقولات لا قيمة لها وهي فقط مضرة لا فائدة منها تذكر.
النقطة الثانية: كل هذه النداءات "خلية وتجمع الخ"، ماذا عليها ان تفعل؟ لحد الان لا احد يعرف اي شئ .
وهذه تشمل ايضا الصراع بين الثقافات، حيث ثقافتكم القديمة للاسف لا معنى لها، وانا شخصيا لست انتقدها وانما لا افمهما، وقد حاولت اقصى جهدي بان افهمها ولكني لم انجح. فالانسان في الزمن الجديد لم يعد حتى يمتلك صبر على اشعال المصباح عن طريق المفتاح الموجود على الحائط وانما يريد ان يشعله ويطفيه عن طريق الموبايل. ما اقصده الآن هو: عندما يكتب شخص ما نداء او مقترح فعليه ان يقوم بشرح الغرض منه بنفسه، واذا استعمل مصطلحات معينة ان يقوم هو بنفسه بان ينتقدها، بهل يملك مقياس عنها ام لا. وايضا ان يشرح لماذا يستثني نفسه من البدء بالمقترح والنداء الذي وضعه؟ ما هي الاسباب؟
اعيطك مثال عام: هناك شخص سيمتلك فكرة، مثل صنع شئ جديد غير متوفر في الاسواق، ليكن مثلا ، بلاستيك يتم تركيبه على زجاج السيارة ليضع السائق المناظر الشمسية عليه. هنا الشخص يمتلك غرض وفكرة محددة، ولكونه لا يملك المال الكافي فانه يكتب لاخرين فكرته وبالتالي يدعوهم للتجمع في قاعة معينة ليشرحها اكثر وليرى من سيتفق معه ويعمل معه.
تصور الان طريقة اخرى: شخص لا يملك اي فكرة، ولكنه يرسل رسائل للاخرين لغرض الاستثمار، فيقول لهم انا ادعوكم للتجمع في القاعة التالية في اليوم الثلاثاء الساعة الثامنة عصرا. فيقول له الاخرين وما هو الموضوع؟ ماذا نناقش؟ . فيرد عليهم نحن سسنناقش موضوع الاستثمار والاوضاع الاقتصادية. ثم يسالونه، اوكي ، طيب ولكن ما هي الفكرة؟وما هو الغرض؟ فيرد عليهم : انا لا اعرف.
السؤال لك: هل انت ستذهب وتؤمن بالطريقة الثانية وهل ستكون متحفز لها وتستثمر اموالك ووقتك فيها؟ الجواب: على الاغلب انت لن تفعل ذلك. بل ستجد هكذا شخص غير جدي، وستتجنبه في المرة القادمة عندما يرسل رسالة لك. ولهذا السبب فلا تتصور نفسك مدافع عن البطرك، فانتم تسيؤن له في حقيقة الواقع. انتقاداتي السابقة كانت من اجله ، من اجل خلق جدية.
في شريط لي سميته : النداء الاخير للبطاركة ...(الرابط في الاسفل)..
فانني تحدثت عن الفكرة وقلت بان يخرج البطاركة في مسيرة احتجاجية يدعون فيها كل المسيحين في الداخل والخارج اليها.
وهنا لكي لا احد يتسال ماذا يفعلوا في الاحتجاج؟ رقص؟دبكة؟ لعب محيبس؟ دومينة؟ فانني وضحت الغرض من الاحتجاج بدقة ، حيث قلت بان الغرض من الاحتجاج هو تفعيل مبداء للامم المتحدة وهو مبداء المسؤولية عن الحماية ووضعت نقاطه ورابط عنه.
التقطة الثالثة: لماذا انتم تتسلون بابعاد ما تسمونها بالكرة عن ساحة البطاركة؟ فاذا كان السبب وجود تخبط حول فكرة تدخل البطاركة في السياسة، فهذا التخبط موجود فقط عند من يمتلك ثقافة قديمة. ضمن ثقافتي لا يوجد تخبط لكوني امتلك المقياس لقياس ذلك. ففي البداية كل البطاركة هم علمانيون، كلهم مؤمنين بفصل الدين عن تشريعات الدولة. فما هو علماني وما هو غير علماني يخص فقط النظر الى الموقف وليس الى الشخص . لهذا فلا مجال لاي تقسيم بان هذا من واجب العلماني وهذا من واجب رجل الدين.
التدخل السلبي في السياسة لرجل الدين: قيام بطاركة بتشجيع المواطنين لاعطاء صوتهم لحزب دون غيره.
التدخل الايجابي في السياسة لرجل دين: قيام البطاركة في احتجاج للمطالبة بالحقوق.
هذه كانت امثلة سريعة. فضمن هذا المقياس ليس هناك مكان لمقولات مثل اعطي لقيصر ولا تعطي لقيصر.
وعندما اصفه بالايجابي فانني اتحدث عن التدخل فقط ضمن علاقة الدين بالسياسة، ولا اقصد النتيجة. فعندما تدخل بطاركة الشرق للذهاب للاجتماع في الولايات المتحدة في مؤتمر سموه بالدفاع عن مسيحي الشرق بعد هجوم داعش، فهذا كان تدخل ايجابي للدين في السياسة. ولكن قيام البطرك لحام بافشال المؤتمر لكي يظهر كبطل عربي في التفلزيونات العربية، فهذه نتيجة سلبية جدا.
وبسبب نتيجة بطاركة الشرق في اصعب وضع حدث لابناء شعبنا فانا كنت اتمنى من كل قلبي وعقلي لو كان هناك ارتباط شعبي بمؤوسسات اخرى لابناء شعبنا وليس بكرسي البطاركة، وهذا التمني كنت املكه لانقل الكرة من ساحة البطاركة الى مؤوسسات أخرى. ولكني لو قمت بالدعوة لكسر هكذا ارتباط بكرسي البطاركة ، لنقل هكذا ارتباط بمؤوسسات اخرى، فالبطاركة وانت وغيرك ستكونون اول من يقفون ضد ذلك.
فالبطاركة يجب ان يكون ارتباط الشعب بهم، وبان يكونوا كما في كل التاريخ بان يكونوا هم من يملكون التاثير الاكبر على ابناء شعبنا، ولكن ايضا هم لا يتحملون اية مسؤولية ويجب ابعاد الكرة دائما عن ملعبهم.
النقطة الاخيرة والسؤال الاخير: اذا كنت فعلا مسيحي صادق، فقم رجاءا بالاجابة عن السؤال التالي بكل صراحة:
كيف علينا ان نفهم بطاركة يعطون موعظة في الكنيسة ويتحدثون عن ان السيد المسيح يطلب منا ان نحب بعضنا البعض بان نتشارك مع الاخرين ..الخ اذا كان البطاركة لحد الان غير قادرين على عمل قداس مشترك؟ اليس البطاركة من يحتاجون الى دورة تعليم مسيحي؟ اليست هذه دعوة للمسيحين ليتعاملوا مع المسيحية فقط كمظاهر بدون ان يؤمن باي تطبيق لها؟
ساعطيك بعض الامثلة: الكنيسة الكاثوليكية في اوربا والكنيسة الانجيلية كانوا يدقون رؤوس بعضهم البعض بالمطارق، لم يكن هناك في وقتهم كاميرات تصور ولكن كان هناك رسامين رسموها وانا شخصيا امتلك لوحاتهم، ولكنهم اليوم يقومون بعمل قداديس دورية مشتركة . وهناك في اوربا ايضا دعوة للمسلمين ايضا ليقوموا رمضانهم في الكنيسة وهناك من يقوم بتقبيل القران ....كل هذا يحدث ونحن ضمن نفس الثقافة والخصوصية واللغة الخ لا نجد قداس مشترك واحد، واشخاص مثلك لا يزالوا يريدون منا ان نقوم بالتبجيل واطلاق الهلاهل للبطاركة.
كل هذه الثقافة القديمة اعلاه انا لم اعد اطيقها.
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,983711.0.html