المحرر موضوع: مذكرات بيشمركة / 95 ( أ ) ! من ( ده راو ) الى بارزان ..  (زيارة 542 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سعيد الياس شابو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 253
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مذكرات بيشمركة / 95 ( أ ) !
من ( ده راو ) الى بارزان ..
سعيد الياس شابو / كامران
2020.07.20
جائني  الرفيق سامان .. بلا مقدمات  ( يلا .. خلي نروح ! ) دون الأوليات ! جهزت حالي مودعا  الأخوة رفاقي في الثورة والكفاح المسلح وفي الجبال من ( خنيرة ) البرادوستية  الحدودية ومتوجهين الى وادي ( ده راو ) في منطقة برادوست  الحدودية ،.. كانت ليلتنا البقاء والمكوث في المقر ولقاء الرفاق والتهيئة للصباح الباكر في النهوض ! وتناول الفطور الصباحي  واستلام البريد .. حيث جرى الحديث عن  وجود رفيق معكم ووجهته الى بارزان وهو قادم من الخارج .
ورسالة خاصة الى الرفيق أبو حبيب من رفيق  .. والرسالة  مرسلة  من أربيل .. وأكد من إيصالها اليه بدون تأخير أو ضياعها  !!
الرفاق أبو حسن القامشلي ، سامان أبو ريبين، وكاتب السطور ، والطريق التموزي و العليجة تسع  .. للخبزات والبعض من المعلبات  وأدوات الحلاقة وألبومات الصور والبعض من  الأقراص حبوب مسكنة وضد الأسهال  للطواريء  ، وفي الزمزمية ماء نقي من الينبوع الصافي ، وبدا المسير الثلاثي كمفرزة صغيرة بعددها وكبيرة بمعنويات رفاقها وأصرارهم على تجاوز الصعوبات والمواقع الخطيرة .. المهم .. كان المسير إعتيادي وبيننا مسافات أكثر من الأعتيادية أحيانا ، وأحيانا أخرى نسير كمجموعة وحسب المناطق ! كانت ( دشت هيرت ) سهل هيرت مصفرا  نتيجة القيض الحار وتغير  لون الحشيش منقلبا الى لون  القش الذهبي وعبور نهر الحياة الى ( دشت برازكر ) سهل الخنازير وهو الآخر مصفرا ، لكون الصيف والشمس قد أيبستا الحشائش وأحيانا الحرائق تلتهم الأخضر واليابس ، وتسود المنطقة لكي يبرز للعيان الطريق السالك أكثر فأكثر وتلك القرى المهدمة!! والجدير ذكره لتلك السهول مناظر خلابة برافديهما الجميلان والنابعان  من الحدود العراقية الأيرانية التركية !!! دول الجوار!!! ، ونسير بخطى فيها اليقظة والحذر اللازمان والمطلوبتان  وها نحن نبلغ منطقة وجسر العبور النقطة الحاسمة والصعبة ( عادل بيك )  المسطحة ، وتعتبر هذه المنطقة من اخطر المناطق المحصورة في حال  وجود الكمين للجندرمة التركية ، لكون منطقة مطلة ومسيطرة ومحمية بجبل ومواقع حصينة جدا  من الجانب التركي كوردستانيا ، والرفيق أبو هادي والرفاق الآخرين كتبوا بخصوص هذا الموقع عندما وقعت أحدى مفارز الجزب في كمين فيما بعد  .
تجاوزنا وعبرنا  تلك النقطة الساخنة شتاءا وكيف بها بالصيف ؟! الداخلة في العراق كوردستانيا ! جبال مشتركة وسهول مشتركة ومياه مشتركة والشعب مشترك وحدود فاصل الى الدولتان !! وعن بعد مسافة ..  كان صوت الرصاص مسموع في الجبال المطلة على منطقة شيروان مزن وتوابعها مما أنتبهنا للحسابات وفي الكثير من الأحيان يكونوا الصيادين في مواقع مهمة لأجل الصيد ،  وفي المساء وصلنا الى قرية ( سبينداره  ) والمبيت فيها لتلك الليلة ونحن في حالة يقظة لكون القرية قريبة من الحكومة والربايا بين الحين والآخر يحمون بنادقهم وأسلحتهم من الدوشكات والرباعيات والهاونات  لكون شمس تموز لا تكفي ولا تفي لأحماء تلك البنادق والأسلحة  !!!!!!!!.
قطعنا تلك المسافات والمناطق والوعرة والجبال العديدة  ( زيتئ ، ئيدلبئ ، كاني بؤت ، بيديال ، هوستان وآخرهما بارزان ، وقبل بلوغنا بارزان ونحن في الطريق بين بيديال  وكاني بؤت وهوستان  ..  غدرنا العطش والحرمان من الماء لكون المنطقة تخلو من الينابيع إلا ما ندر  ، وخاصة الرفيق العزيز أبو حسن قامشلي لكونه الضيف الجديد في مثل هذه المفارز .. والعرق الذي يصب من مسامات جلده ليست كعرقنا ( النافث ) والنافذ  من أجسادنا !! وما منا الأ  أن نلجيء الى التفكير بضرب رصاصة الى الأنبوب الذي نازل من الجبل والى القرية لكي نثقبه و يرتوي عطشنا اللامحدود في تلك اللحظات القاتلة ، وبالرغم من وجود الرافد القادم من كيلة شين ، جامه  ، ومن ثم جسر ريزان وبارزان ، إلا أن الرافد في وادي سحقيق ليس بالأمكان من النزول اليه  ..  أي من الطريق و الى الرافد من تلك المناطق !
بارزان وحواليها كانت مكتظة بالمقرات ، الأشتراكي الكوردستاني ( السوسيالست / حسك ) ومن ثم زحمتكيشان ، الديمقراطي الكوردستاني ( البارتي / حدك )  ، والشيوعي العراقي ( حشع ) وأقليم كوردستان .
ونحن منهمكين بلغنا الى قرية بارزان ولقاء الرفاق في الموقع وكان الوقت بين العصر والمغرب ، وإذ بالرفاق الهلكانين والتعبانين والمبعثرين الرفاق الأبطال واللذين خاضوا معارك وقدموا الشهداء نتيجة المعارك التي دارت بين الأتحاد الوطني الكوردستاني ( أوك ) وقوات حزبنا في مناطق جبل سفين  ....  و ( قلاسنج ) والمناطق الأخرى ، وذلك على أثر نصب كمائن محكمة من قبل ( أوك ) في كل الطرق والينابيع التي يمكن أن يسلوكها أنصار الحزب ، ويرتووا من مياهها أولئك الأنصار  الشجعان والمصممين لمقارعة النظام الدكتاتوري !
وإذ بالرفاق يصلون الى بارزان  ..  يلهثون وهم قاطعين تلك المسافات وفقدان الرفاق وبعثرتهم في تلك الجبال والوديان والشهداء  الشباب ، والرفيق أبو سليم النفط .. الذي أرتوا من مجرى مياه القرية  .. وفي عتمة الليل من مجرى مياه قرية ( آموكان ) والعليقة ( زه رؤ ) التي تشبثت بزردومه وبلعومه لكي تمتص دمه .. وتسمن تصبح بقدر حباية حمص .. وتؤثر على مجمل حياته .. من حيث أمتصاص دمه ، ومن ثم الدم السايل من حنجرته وقطع أنفاسه وضيقها .. والأطباء كلهم في حيرة من أمره !! ماذا حصل للرفيق أبو سليم نفط ؟! لا أحد يعلم من أن زيرو اللعين أستقر في البلعوم وفعل فعلته !
وبعد بلوغنا المقر التحتي للرفاق علي ره زكة ورفاقه ، حيث كان في أحدى القصور في بارزان ، بحيث  كان المقر وكانه ليس ( مأهول )! وتناولت المكنسة وبعد رش الحوش أي  الحديقة المتروكة وسرعان ما تجمع الرفاق .. حاكم بوتان وغريب وتوانا والرفاق الآخرين في حملة تنظيف لكل المقر ! وإذ شعرت من أنني موجود! ، وكان البعض من الرفاق في طريقهم الى مقر القاطع العلوي في ( شيوي شيخ ) .
وبعد سماع الرفاق مجيئنا وبلوغنا المقر السفلي .. فأسرعوا للنزول للقائنا والأشتياق الينا ! وكانت وجهتنا الى المقر العلوي واللقاء مع الجميع من الرفاق اللذين فقدتهم وأشتقت إليهم لأشهر.
والحديث عن قرية بارزان يقودنا الى الكثير من الأمور منها الجغرافية والتأريخية والسياسية والعادات والتقاليد التي يلتزمون بها أهل القرى والمنطقة ، وتمتاز بارزان بموقع أستراتيجي وحصين لكونها محمية في جبلها الشامخ .. جبل ( شيرين ) وقراه والنهرين الجاريين من حولها أي بارزان القرية وطبيعة أهل قراها والذين لا يتجسسون للحكومات المتعاقبة وهم مقاومين لقساوة الحياة ومطيعين لشيوخهم وملتزمين بالتوجيهات التي تصدر اليهم .. وعلى سبيل المثال وليس الحصر .. أكثرية قرى المنطقة كانوا يتحملون قصف الطائرات والمدفعية وعدم توفر الأرزاق .. المواد التموينية وشحتها وهم متشبثين بقراهم ومعمرينها ، ومن الطرف الآخر بارزان تعتبر محمية لكل أنواع الحيوانات البرية الجميلة وتلك الطيور المتنوعة وحتى الأسماك في الأنهر لا تصتاد بالمواد المتفجرة ! وفي الوقت ذاته أكثرية القرويين من أهالي المنطقة وهم فلاحين ومزارعين وكسبة يعتاشون على قوة عملهم وحبهم لمناطقهم وقراهم ، لذا من النادر ترى من أن القرية خالية من خلايا النحل وتربية المواشي والدواجن وزراعة الكروم وجني الأثمار المتنوعة ومنها العفص والسماق والسسي والعلك الكوردي والقزوان ( حبة الخضرة ) ومن ثم يتقلب الى ( البطم ) بعد عملية نقعه بالماء المغلي وتمليحه  ..  والبلوط ، وزراعة البساتين الموسمية والخضروات وحتى زراعة الشلب في البعض من المناطق تراه موجودا ، هذا ما شاهدته فيما بعد وبمرور الأسابيع  و الأشهر .
والعودة الى الرفاق المتوزعين على المقرات العديدة ومنها قرية بارزان والعديد من البيوت ( القصور ) وقرية آستي ، وقرية ريزان والموقع الجبلي في القسم العلوي من وادي الشيخ ( شيوي شيخ ) وموقع رفاق الأقليم ومواقع أخرى .. وأكثرية الرفاق في كبرات صيفية والمصنوعة من سيقان  الأشجار وغصونها وتلك الأوراق التي تلطف الجو .. وتمنع حرارة الصيف من أن تكون أكثر تأثيرا  على صحة البيشمركة الأنصار وضيوفهم   !!
المئات من الرفاق في المقرات والعشرات كانوا في المفارز والقسم منهم عاد الى المقرات بعد المعارك التي دارت بين  (ألأخوة الأعداء)!.
مقر قاطع أربيل يعلو كل المقرات من حيث الموقع أي يتوسط الجبل وبمواقع صخرية متنوعة ونادر ما تلقى مساحات مسطحة ولكن فيها مايكفي من الأشجار لصناعة الكبرات ..  وثمة كبرات عديدة لمنام الليلي وراحة النهار .. وبعد أيام قليلة أتفقنا مع الرفاق مام خضر روسي وهيوا وكاتب السطور من القيام بتوسيع الكبرة الى أخرى أكبر .. بحيث تسع الى الينا والضيوف القادمين ، وفعلا هذا ما حصل وبمساعدة الرفاق الطيبين ، وبعد تكملة الكبرة وتعديل الأرضية ورشها بالمياه .. وكانها مصح حقيقي في تلك المنطقة المهملة .  ( غار ) البعض من الرفاق على نوعية الكبرة ومقترحين من الأنظمام الينا .. ونحن مانعين ذلك الطلب ! لكون المزاجات يجب أن تتفق فيما بينها ! كان لنا أواني لحفض المياه للشرب .. ومن تلك الأواني المصنوعة من مادة صناعة  ( الخرج ) لنقل المياه على الحمير ، ومصنوعة خاصة للماء وبالذات عندما تستخدم لتبريد الماء بعد تعليقها على الشجرة ليلا ، ومن ثم ترى في الصباح أن برودة المياه قد تغيرت كثيرا ، لكوننا ليس لدينا لا الكهرباء ولا الثلاجات ولا البرادات والمياه قادمة في الصوندات !
وبعد أيام من تلك الوضعية  التعيسة والمؤذية للرفيق أبو سليم نفط .. خرجت العليقة ( زيرو ) مجبرة لكبر حجمها  وعدم تحملها  .. والضغوطات المتنوعة وصياح الرفاق عليها ! وكانت الفرحة لا توصف ونسينا الشهداء في جبل سفين وقلاسنج  !!.
الرفاق الدكتور صادق والدكتورة ساهرة  والدكتور سعيد  والدكتور نوزاد والآخرين أستخدموا كل الأساليب المتاحة لهم ولديهم ..  ولكن لم يعرفوا من أن العليقة هي السبب في أذية أبو سليم النفط ! والقصف المدفعي لا يمهلنا أيام .... وإلخيارات لأهل الربايا من العساكر والتي تقابلنا جويا وتراقبنا بواسطة الناظور وليس بالعين المجردة ! ومتى ما يشتهون العساكر يرشقوننا بعدة قذائف محترمة ولأكثر من إتجاه .
ويحكوا  ويسردوا الرفاق عن الربيع الذي سبق صيف 1984 ، بحيث كان ربيعا  مخضرا  زاهيا ومفعما بزيارات العوائل الى مناطق بارزان واللقاء الى أعزائهم ، فأما بالشتاء كانت الطائرات الحربية تقصف بارزان وتفرغ حممها المريضة على رؤوس القرويين والأنصار والبيشمركة .
جبل ( بيرس ) المطل على النهر والذي يقابل أراضي شاسعة وواسعة في منطقة قرى ( بلئ ، بارزان ، ريزان  هؤستان ، ئاستئ  ، بازئ ) والقرى الأخرى وجبل شيرين ومنطقة زيبارتي  وقراها ( ميركه ،  هه رنئ ، هؤكئ ،  ئالكان ، سيدان )  والقرى الأخرى .. كلها تحت مرمى الربية المسلطة على رؤوسنا وهي محمية ومجهزة بأدوات وأجهزة  رصدية متطورة وتراقب عن كثب كل التحركات في المنطقة وتوابعها  وتعاقب من تريد ومتى ما شائت أهوائها !.
وتمر الأسابيع والأشهر والرفاق البيشمركة الأنصار يتمرضون ويتمارضون ويخرجون وقادمون ويستشهدون ويختلفون ويقاومون كل الأساليب الحياتية الصعبة من أجل القضية وقاطعين مسافات ومسافات من أجل الوصول الى الهدف المرجو ، ألا وهو أسقاط النظام !
وفي  نهاية شهر الثامن وأوائل شهر أيلول  سيبتمبر / 1984 ميلادية من القرن المنصرم .. كنا محموعة أنصار مرضى متنوعون .. منهم من أتعبته ساقيه  وسوفان ركبتيه ،  عيناه ، أسنانه  ،  وكليتاه ..  وما الى ذلك من الحالات المتنوعة ,, والرفاق أبو جنان  وشوان من الكوادر المحلية ، ملا عثمان وخيري من الكوادر العسكرية ورفاق أخرين وكاتب السطور التحقنا بمفرزة الرفيق القيادي عبدالرزاق الصافي ( أبو مخلص ) وآمر مفرزته الرفيق مخلص ألقوشي الشاب المتحمس والنشط (وقليل التجربة)  ، ونحن للعلاج ومفرزة مخلص قادمة من قاطع بهدينان  ويعتقدون أن المرضى ليسوا بحاجة الى الراحة .. فنحن أنظمينا الى مفرزتهم .. بحيث  شكلنا مفرزة بأمرة العزيز مخلص ، وكالعادة تحركنا من مقر القاطع في بارزان مترجلين والبعض الآخر يمتطئون البغال !! دون أن يعرق جبينهم ، وأخيرا  سلكنا نفس الطريق الى المناطق الحدودية ومقر ( ده راو ) بحيث صارت أشكاليات في الطريق نتيجة عدم أستيعاب الرفيق آمر المفرزة لوضعية المرضى وتقدير وضعهم الصحي وكنا له بالمرصاد الرفاقي ، وعندما ننادي الرفيق أبو مخلص .. أبو مخلص .. !! متعصبا أبو مخلص بالرد ... منو قالكم ( كالكم ) أنا أبو مخلص .. ؟! أنا أبو سامي ! يا رفيق صارلنا سنوات نناديك بأبو مخلص !! مو ننسى الأسم المستحدث وهكذا يبقى سوء الفهم بالذاكرة وتتبنى عليه ( مردودات ) سلبية !
بلغنا مقر القيادة ومن ثم في اليوم التالي الى مدينة أشنوية ورضائية .. بالطبع المرضى فقط !!!!! ، وفندق الحافظ وأكثر نزلائه من البيشمركة والأنصار ومراجعة الأطباء والدردشات والمزح الذي قل نظيره في العالم ..  شياب محرومين من كل شيء .. وها  الأنصار  تستهلك البعض من أعضائهم الجسدية وهم في عمر الخامس والعشرين عاما وما أقل أو أكبر من هذا السن  وبحاجة الى الأدامة والتعمير والتعديل .
وبعد مكوث  ( زوج ) من الأسابيع في الفندق ( حافظ ) وأخذ العلاج .. تهيئنا للعودة الى مقرات قرية بارزان وتوابعها ، ومتهيئين للقادم من الأيام والتهيئة لبناء المقرات من جديد وحسب الحاجة والأنسجام الرفاقي والأريحية !!
مفرزة ملا عثمان ( توفيق سيدا ) ورفاقه ..
بينما كنا لا نزال في الكبرات والطقس معتدل بالنسبة للصيف الذي تلاشت أيامه القيضية وثعبانه المتنوعة وعقاربه الملونة وحشراته المتنوعة والقصف المدفعي بين الحين والآخر  !!
فقبل نزول أية مفرزة وتحركها  .. ثمة أخبار تشير الى صحة الخبر ، والخبر ينشر ويتداول به والمشاورات ومعرفة المزيد تسمعه من الغير وليس من أفراد المجموعة أو المفرزة !! بينما كنا جالسين وأحاديث تجمعنا نحن من أهالي المنطقة واللغة والديانة والأنسجام ( ...... ) والحديث والضحك والنكات والحرشة جلها مجتمعة فينا دون المساس بما هو غير لائق وغير محبذ ويخلق التشنج والأذية والتفرقة  أو الصراعات اللاخدومة!
الرفيق ملا عثمان ( مه لا عوسمان ) مخاطبني بضحكته الجميلة .. هاورئ كامران .. تجي ويانة .. ؟ وين ؟ راح ننزل مفرزة الى عنكاوا ! ومهمتنا كذا وكيت !! مجاوبا كاتب السطور .. هذا من كل عقلك تنزلون مفرزة ؟! أي سوف ننزل وو ......... إلخ ، شرحت له بالتفصيل الوضعية السياسية  والعسكرية والجغرافية  ( والأشكاليات )  للمنطقة والطرق الشائكة وموضحا  له من أن مفارزنا  كانوا هناك وطوقوا من كل الأتجاهات وحدث الوضع المأساوي لرفاقنا بايادي ..قوات  الأتحاد الوطني الكوردستاني في معارك غير متوقعة وغير متكافئة !! فهذا من طرف .. فاما من الطرف الآخر فقوات النظام المتنوعة ومخابراته والمختارية وأجهزتهم اللاسلكية والكمائن للعساكر والجيش الشعبي .. هذا يعني الدخول في أطواق غير حميدة  وغير سليمة عسكريا وبارتيزانيا  والدخول في فكي الكماشة  وسيكون الثمن غالي !!  وبمناطق متشابكة  ليس لنا  اليد الطولى فيها  .. فأين المفر في الدخول والخروج ؟؟!!
ويبدوا لم يكن لكلامي وتوضيحي .. أذن صاغية ، وحتما الرفاق الآخرين  والرفيق خيري العراقي وضحوا بالأمر والنصيحة .. ولكن دون جدوى !. وتحدثت مع الرفيق ابو حكمت من باب الحرص ..  بصفته العضو القيادي في الحزب وفي القاطع  ، وموضحا له الوضعية  ومعانات مفرزتنا عندما دخلت عنكاوا في 1979 .. وكان الرد هم يرغبوا ومصرين على النزول الى العمق !
تدريجيا والطقس يميل الى الخريف الجميل ،، حيث  تصفر و تحمر أوراق الأشجار وتتساقط ببطء ونحن في المقر الصيفي العلوي وقررت قيادة القاطع والسرايا من أختيار المواقع الجديدة للمقرات المستحدثة . والشروع بتقطيع الأشجار المتنوعة وخاصة السبيندار من ضفاف النهر وقرية ( بلئ ) وهي قريبة من بارزان ، وتم أختيار  ( شيوي شيخ ) وادي الشيخ  الموقع السفلي مقرا جديدا  وهو يبتعد عن القرى لمئات الأمتار عن القرى ، وبقايا البيوت  القرية القديمة  وذلك الصرح التأريخي للبناء وبأحجار كبيرة ومتناسقة يفوق كثيرا الحجم الطبيعي لأحجار البناء الأعتيادية  ،، والبناء الذي يشبه مقر الضيافة أو جامع القرية وربما  الكنيست  أو الكنيسة القديمة  لليهود أو للمسيحيين ، وبالمناسبة في الأربعينيات من القرن الماضي كانت تسكن بارزان القرية ..( اليهود ، المسيحيين والمسلمين  )  ولكل من تلك الديانات بخمسون عائلة وبالتعايش السلمي وقبول الآخر . وموضوعنا هو البناء ومتاعبه وأشكالياته وتخرصاته !!!! وكاتب السطور بخصوص مقر القاطع والذي يتكون من الشقين .. كما الوادي مقسم الى شقين .. تم بناء غرفتان  ومدخل أو غرفتين لمكتب القاطع ومقر السرية في الجانب ، وفي الجانب الآخر قاعة كبيرة  أو قاعتان للرفاق الأنصار ومن ضمنم الطبابة  والأعلام .. وبعد أتمام بناء الرئيسيات ومخزن الأرزاق والمطبخ والتنور .. فكر الرفاق ( مام نعمان ، مام رؤستم ، مام زرار ، وفاخر ) من بناء غرفة بعيدة عن الضوضاء ( والثقافات )! وبما أننا بنينا الرئيسيات للقطاع العام .. فعلينا من أن نفكر بذواتنا .. دردشنا مع رفاق القاطع ( أبو حكمت  ، أبو سيروان ، أبو ربيع والدكتور صادق ) بالحصول على الأوكي ببناء غرفة لنا ( الرفيق هيوا أبو شوقي ، الرفيق دكتور زكي وكاتب السطور ) !!!