المحرر موضوع: "آيا صوفيا" من كاتدرائيةٍ إلى مسجدٍ كبوةٌ أم صحوةٌ؟  (زيارة 2247 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1900
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

"آيا صوفيا" من كاتدرائيةٍ إلى مسجدٍ كبوةٌ أم صحوةٌ؟
د. صباح قيّا
سبق وأن تناول العديد من الكتاب والمهتمين موضوع كاتدرائية "آيا صوفيا" من جوانب تاريخية متعددة, فلا أعتقد هنالك الحاجة لإعادة ما نُشر بل سأكتفي بالتأكيد على بعض التواريخ المهمة لأهميتها في تحديد الحدث الزمني الذي ساهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالوصول إلى الواقع المؤلم لكنيسة "أيا صوفيا" اليوم. 
في عام 537م  تم إكمال بناء الكنيسة على عهد الإمبراطور الروماني جستينيان الأول
في عام 1054م إنشقت الكنيسة الشرقية عن الغربية وانبثق المذهب الأرثذوكسي في الشرق. حصل الإنشقاق الكبير في عهد بابا روما "ليو التاسع", وبطريرك القسطنطينية "مايكل سيرولاريوس", حيث قام كل طرف بتحريم الطرف الآخر. للاسف الشديد, بعد 517 سنة من تشييدها لم تعد "آيا صوفيا" كنيسة جامعة شمولية.
في عام 1182م حدثت "مذبحة اللاتين الكاثوليك" في القسطنطينية حيث اضطر خلالها 60000  كاثوليكي من القاطنين في القسطنطينية لمغادرتها هرباً من الإبادة التي ألمّت بهم على يد أهالي القسطنطينية الآخرين ولم يحرك الإمبراطور ساكناً آنذاك. زاد شرخ الإنشقاق عمقاً بين الغرب والشرق نتيجة هذه المذبحة التي حصلت في عهد الإمبراطور "أندرونيكوس الاول". ربما كانت هذه المذبحة نقطة البداية في تفكك قوة الإمبراطورية البيزنطية.
في عام 1204م تم الإستيلاء على القسطنطينية خلال  الحملة الصليبية الرابعة في عهد البابا  " إننوسينت الثالث" وإنقسمت الإمبراطورية البيزنطية إلى دويلات متعددة ونتج عن ذلك تأسيس مقر الإمبراطورية البيزنطية في "نيقية".
في عام 1261م إستطاعت إمبراطورية نيقية من إعادة القسطنطينية بعد 57 عام من الحكم الروماني الغربي. ساهم القتال الاخير في ازدياد ضعف الإمبراطورية البيزنطية رغم انتصارها في المعركة.
خلال الفترة 1347م –1353 م أصاب الإمبراطورية البيزنطية مرض الطاعون المعروف بالموت الاسود والذي حصد ما يقارب ثلثي سكان أوربا آنذاك. زاد هذا الداء الوبيل من وهن الإمبراطورية التي لم تكتمل معافاتها من النكبات السابقة بعد.
في عام 1439م تم الإتحاد بين كنيسة روما والقسطنطينية. لكن للأسف الشديد رُفض الإتحاد بشدة من قبل غالبية الإكليروس والشعب البيزنطي برمته.
في عام 1452م تم إعادة إعلان الإتحاد بين الكنيستين في عهد البابا نيقولا الخامس. إلا أن الرجل الثاني في الإمبراطورية البيزنطية أطلق أمنيته الشهيرة قائلاً " إنني أفضل أن أشاهد في ديار البيزنط عمائم الترك على أن أشاهد القبعة اللاتينية". وبالفعل تحقق ما أوحت له غطرسته فسقطت القسطنطينية بيد المسلمين من آل عثمان عام 1453م وتحولت كنيسة "آيا صوفيا" إلى مسجدٍ بأمر قائد غزوتها محمد العثماني. بذلك أُسدِل الستار على 916 سنة من الإيمان المسيحي الذي توّج عروس المسيح في الشرق.
في عام 1935م أمر "أتاتورك" مؤسس تركيا الفتاة بتحويل "آيا صوفيا" إلى متحف بعد 482 سنة من استعباد الكنيسة كمسجد.
في تموز من عام 2020 أعلن الرئيس التركي "أردوغان" بمرسوم صدر عن مخطط مسرحي مُدبّر بإذلال "آيا صوفيا" ثانية لتصبح مسجداً للمسلمين بعد مرور 85 سنة فقط على تحويلها إلى متحف,  رغم عدم الحاجة إليها كمسجد بسبب التخمة الواضحة في عدد المساجد المتوفرة في مدينة إستنبول " ألقسطنطينية" من جهة وشحة عدد المصلين عموماً من جهة اخرى. 
بغض النظر عن الدوافع والنوايا الظاهرة والمخفية, هنالك عوامل مهمة في اتخاذ مثل هذا القرار من قبل من كان إلى عهد قريب يتوسل بل يستجدي هذا وذاك كي يكون فرداً ضمن خيمة العائلة الأوربية.
 أردوغان يعلم جيداً تضعضع الإيمان المسيحي في الغرب, ويعلم أن أغلبية حكام ما يسمّى بالعالم المتحضر ومعظم أفراد شعب هذا العالم تكمن عبادتهم للدولار,  وتحرك مشاعرهم وتغزو عقولهم الحياة الدنيوية سواء السوية منها أو الشاذة. كما هو متيقن جداً بأن الإحتلال الإسلامي السلمي يتغلغل بحسابات مدروسة ومبرمجة ويقرض رويداً رويداً لحين إكمال إلتهام كل القيم والشرائع التي أرست ركائزها الرسالة المسيحية وعبدتها بدماء شهدائها. "أردوغان" جزء مهم من المنظومة التي تخطط لبسط النفوذ الإسلامي في كل أرجاء المعمورة ولكن ليس بالهيئة الملتحية والدشداشة المميزة, بل بربطة العنق والبدلة الإرستقراطية... ربما الكبوة التي غرستها "آيا صوفيا" ستنمو مع الأيام لتصير صحوة.
كما ان "أردوغان" على بينة من أن الكنيسة المسيحية مشتتة, بل بالأحرى لا توجد كنيسة المسيح الواحدة بل هنالك الآلاف من الكنائس التي جميعها تدافع وتدعو للإيمان بالمسيح والإلتزام بتعاليمه من جهة, ولكنها تضمر الضغينة بعضها تجاه البعض الآخرمن جهة أخرى. ،نعم "أردوغان" يعلم جيداً أن السلطة الكنسية ليست سوى كلمات وجمل روحانية, وأن الأنظمة العلمانية لن ولا تتمكن من الإنحياز لموقف الكنيسة. من ذلك يستطيع الإستنباط بسهولة أن الكنيسة والرسالة المسيحية أضعف من أن تتخذ أي موقف مؤثر على أي قرار. هل تغرس هذه الكبوة الدينية شتلة الصحوة؟
لقد أضحى التقارب الكنسي بعد "آيا صوفيا" أمراً لا بد من الأخذ به مأخذ الجد بغية تحقيقه. هنالك العديد من نقاط الإلتقاء وليس صعباً, لو توفرت النيات الصادقة, من سقي نقاط الإلتقاء كي تنمو الوحدة المسيحية المرجوة والتي هي أمل الملايين المؤمنة بالمخلّص يسوع.
 ألرسالة المسيحية بحاجة إلى الصحوة التي حصلت عام 1964م حين التقى البابا القديس الراحل "يوحنا بولس الثاني" مع البطريرك "أثيناغورس الأول" في أورشليم القدس فألغى كل واحد منهما في احتفال متزامن قرار الحرمان المنوه عنه في متن المقال. وبالفعل تم بعد اللقاء التاريخي للقيادتين المسيحيتين رفع الحرمان المشترك في سنة 1965م.
آيا صوفيا- يا كنيسة كلِّ مسيحيٍّ غيورْ

آيا صوفيا
 يا كنيسةَ الحكمةِ المقدّسهْ
صبراً على تلكَ الهجمةِ الشرِسهْ
إيماننا
بعد أن كان في الشرقِ عميقا
يُرَتّلُ في عمومِ آسيا
وأرضِ المغاربةِ في أفريقيا
غاصَ في بحرِ الدماءِ غريقا
تلك البقاع بالأمس عنّا فُقِدَتْ
حتى الصخرةُ الصلدةُ لها حزَنَتْ
أربعُ شقيقاتٍ لكنيستي اغْتُصِبَتْ
أبرشياتٌ لم تعُدْ كما بدأتْ
لا القدسُ ولا أنطاكيهْ
ولا القسطنطينية أو ألإسكندريهْ
كلّها أصابها التأسلمُ أو الطردُ
وسيأتي الغزاةُ على روما مِنْ بعْدُ
***
آيا صوفيا
يا كنيسةَ الحكمةِ المقدّسهْ
صبراً على تلكَ الفعلةِ النجسهْ
بناكِ في القرنِ السادس جستينيانْ
وغزاكِ في القرنِ الخامس عشرْ آلْ عُثمانْ
تحولّتِ مسجداً بسيفِ الغازي محمّدْ
كم اساءَ إليكِ وعلى قومكِ حقدْ
إغتصب النساءَ وذبحَ الرُهبانْ
أسكتَ الناقوسَ ورفعَ الأذان
وصرتِ متحفاً في القرنِ العشرينْ
بقرارِ مَنْ حجّمَ التديّنَ والدينْ
أتاتوركْ مؤسسُ تركيا الفتاةْ
رغمَ كونهِ منَ المسلمينْ
جعلَ العلمانيةَ للحُكمِ أداةْ
***
آيا صوفيا
 يا كنيسةَ الحكمةِ المقدسهْ
صبراً على يدِ الغدرِ المُدنّسَهْ
تحولّتِ ثانيةً إلى مسجدِ
وعادَ قرارُ أوّلَ مُعتدي
ما تحققَ بالسيفِ ذلك الزمانْ
تكرّرَ في القرنِ الواحد والعشرينْ
 بفرمانْ
دخلَ التاريخَ أردوغانْ
من باب العارِ والبُهتان
رقص على تصفيق الإخوانْ
فأساءَ إلى تعليم القرآنْ
هذا ما أكّدهُ الأزهرْ
قال عن اللعبةِ مُنكَرْ
لو حقّاً اللهُ أوصى
إذهبْ وحرر الأقصى
فهل ستبقى أردوغانْ؟
أم ستصبحَ قِردوغانْ؟
***
آيا صوفيا
أنتِ لستِ في التاريخِ وحيدهْ
كمْ كنيسةً
صلبانُها تحت الأنقاضِ مديدهْ
توهّمَ المرءُ ذاكَ الفكرُ قد ولّى
وأن حريّةَ الأديان هي الأولى
لكنَّ في كلِّ يومٍ
يُبنى على أرضِ الكنائسِ مُصلّى
كأن الإيمان عن أهله ارتحَلْ
وتلك الدماءُ نستْ ما حصلْ
فهلْ نهجرُ الإنجيلَ أم عليه نَصُرْ؟
ونجرعُ من كأسِ الحياةِ طعمَها المُرْ؟
أم ندعو للمحبّةِ بكل سرورْ؟
نبذرُ في دربِ الإيمانِ أحلى الزهورْ
نُبشّرُ بالمسيحِ عبرَ كلِّ الدهورْ
وكلُّ شهيدٍ لهُ في الملكوتِ نورْ
***
إسمعي يا أيقونة كل العصورْ
آيا صوفيا
يا كنيسة كلِّ مسيحيٍّ غيورْ
ستعودينَ ونَحْياً
ما دام الزمنُ يدورُ ويدورْ
***

غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي

الدكتور صباح : اعتقد ( وهذا طبعاً بسبب العجز والفشل ) وبما إن الدول الاسلامية لا يمكنها الخروج من تحت عباءة الاسلام وتعاليمه فأفضل وسيلة لتدمر نفسها وتأخر تقدمها واندماجها بالعالم الاخر وهي في العقلية الاسلامية ان تعود اليه من جديد ! يعني ماذا فعلوا غيرهم واين وصلوا حتى يعود اردوغان اليه ! ستقوم حرب في المنطقة ( لا تسأل كيف ومتى واين ) ولكنها ستقع ويعاد الوضع الى نقطهم الصحراوية البدوية وهكذا يستمر العالم بقطبين نحو الامام ! واحد بعكس الاخر . بالنسبة لرأي الشخصي عودة اردوغان الى إسلامه افضل من دخوله بذلك الاسلام في العالم الاخر . على الاقل راح يبدأ من نقطة الصفر . تحية طيبة

غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3051
    • مشاهدة الملف الشخصي
د.صباح قيا المحترم
بعد التحية
يعتبر الملا المجنون اردوغان وريث الامبراطورية الدموية احد الرؤساء المتهورين المجانين الذي لا يمتلك بعد نظر ولا استراتيجية سياسية الا احلام اليقظة لاعادة مجد الامبراطورية المقبورة المداسة بالبسطال العراقي. الذي لم يكن يتجرا الى سنوات قبل احتلال العراق ان يرفع صوته امام شموخ العراق عندما وصف الفعل التركي وقطع المياه فقال اللعن ابو تركيا ولابو ايران
اردوغان يتميز بالتهور وهكذا هو حال معظم المسؤلين في الدول الاسلامية ولا نقول الكل ابدا طبعا، هكذا كان القذافي واليشير وقادة حماس وتركيا وهلم جرا.
يتصور المعتوه الملا اردوغان انه انتصر عندما حول الكنيسة التي اصبحت متحفا ليحولها ثانية الى مسجد، هنا يبرهن كذب ادعاء اسلامه انه دين الرحمه ولك دينك ولي ديني.
المنتسب للاسلام السياسي كاردوغان لاعب على مشاعر البسطاء من الجهلة الذين يفترشون قوارع الطرق في تركيا وغزة ولبنان ليصور لهم انه الرئيس المؤمن المنتصر
هذا كان حاله عندما رفض الاتحاد الاوروبي ادخال تركيا وانضمامها للاتحاد الاوروبي وتم اقفال هذا الملف  بسبب عدم علمانية تركيا وعدم انسجام الاسلام مع المدنية والحضارة
تحيتي

غير متصل Lazar Samaan

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 30
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ الدكتور صباح المحترم
للأطلاع كيف سقطت القسطنطينية الرابط ادناه
https://youtu.be/M47geWvY4nw
كانت الحرب بين نفوذ روما والقسطنطينية
والجدال بين الرؤساء هل الملائكة ذكور ام اناث
عاشت ايدك على المقالة الرائعة
وقارنتها مع برنامج حول الموضوع من هنا الكويت لمقدمته فجر السعيد ومع جميع رؤساء الدين المسيحيين
وضعت النقاط على الحروف ليت من يسمع
قبل السندوس الاخير للكنيسة الكلدانية الذي عقد في روما
تزامن السندوس مع زيارة ما سميته قرد وغان الى روما والاستقبال الذي استقبله البابا
كتبت في حينها الى البطرك ومعظم المطارنة اذ كان لهم لقاء مع البابا بعد يوم
هل يتجرأ احدا منكم ان يقول للبابا كيف استقبلت هذا المجرم وما هو الداعي الى هذا التكريم
في نفس الشهر كان قد بدأ بقصف وحشي في سوريا بالمناطق المسيحية والكردية

ولا واحد تجرأ على الإجابة كعادتهم
المهم يطلعون بتيجانهم في القداس
الشعر الذي مكتبته بالخير اثلج الصدور
تحياتي والى المزيد من الإنتاج
اخوكم
لازار

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1900
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

ألأخ الكاتب الساخر نيسان الهوزي
سلام المحبة
أردوغان عنصر مبرمج من تنظيم الإخوان المسلمين. أقول مبرمج أي ما معناه أنه حتى ولم لم يكن عضواً رسمياً ضمن تنظيم الإخوان فإنه ينفذ الخطط التي تحقق للإسلام السيطرة على العالم.
ما يؤمن به الإخوان المسلمون أن عملهم في الغرب وبالاخص في أمريكا بمثابة جهاد كبير يستهدف التخلص والقضاء على الحضارة الغربية من الداخل وتخريب منزلها البائس على أيدي سكانه وأيادي المؤمنين المسلمين حسب تعبيرهم.
ما علّم به "حسن البنا" مؤسس تنظيم الإخوان المسلمين هو أن الطبيعة الإسلامية هي أن تُسيطِر لا أن يُسيْطَرَ عليها, وأن تفرض شريعتها على كل الأمم, وأن تبسط سلطتها على الكوكب الارضي بأكمله.
ألملاحظ في هذا الزمان أن هنالك حملة منظمة لتفكيك كل ما له علاقة بالإيمان المسيحي وخاصة في الغرب الذي أرست المسيحية قيمه الإنسانية.
أردوغان يعلم جيداً أن واقع الكنيسة في العالم كما وصف الشاعر الفيلسوف حساء الدجاج الذي قُدم له خلال مرضه فقال: إستضعفوك فوصفوك هلا وصفوا شبل الاسد".
 ألكنيسة في الشرق إنتهت منذ قرون وكأن الكنيسة في الغرب تنحو نفس المنحى لو استمر الحال على هذا لمنوال بدون صحوة.
ألحل ليس بالعسير حيث ستنتهي تلك الأحلام المريضة وتختفي متى ما تم إيقاف تمويلها, والذي ربما لا يتحقق إلا بحرب في المنطقة كما جاء في مداخلتك المهمة. عندها ستحلب المتيسر من النقود ولن يظل هنالك من هو مستعد أن يقود.
تحياتي


غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
اقتباس
في عام 1452م تم إعادة إعلان الإتحاد بين الكنيستين في عهد البابا نيقولا الخامس. إلا أن الرجل الثاني في الإمبراطورية البيزنطية أطلق أمنيته الشهيرة قائلاً " إنني أفضل أن أشاهد في ديار البيزنط عمائم الترك على أن أشاهد القبعة اللاتينية". وبالفعل تحقق ما أوحت له غطرسته فسقطت القسطنطينية بيد المسلمين من آل عثمان عام 1453م وتحولت كنيسة "آيا صوفيا" إلى مسجدٍ بأمر قائد غزوتها محمد العثماني

الدكتور صباح قيا

اعطيني منطقة مسيحية لم يتم خسارتها بسبب رؤوساء الكنائس؟

بالنسبة لهذه الكنيسة فان كل الكنائس الكبيرة هي غير مهتمة اطلاقا بها لانها لن تخسر اي شى.

وحتى الان فيما يحدث في العراق لم ارى رجل كنيسة واحد يطلب من رجال الكنيسة في الغرب باي دعم، بان يخرجوا في مسيرات تضامن وتعاضد مع المسيحين في الشرق.

لماذا مثلا على الفاتيكان ان تهتم باراضي المسيحين في العراق؟لماذا على الفاتيكان ان يهتم باراضي اجدادنا؟ ما الذي سيخسره الفاتيكان لو غادر كل المسيحين الى الغرب؟ الجواب لا شى سيخسر.

فلو كان اعداد المسيحين الكاثوليك في العراق مليون شخص ، فهم تابعين للفاتيكان سواء كانوا يعيشون داخل العراق او في الغرب، ليس هناك فرق بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية ، فهي لن تخسر اي شئ.

بل الكنيسة الكاثوليكية ستفضل انتقال المسيحين للغرب ليقوموا باحياء الكنائس الشبه الفارغة هناك .

شخصيا كنت قد سمعت كاهن عراقي يتحدث بولع وتسلية لاشخاص غربيين ويقول لهم بان خروج المسيحين من العراق ووصولهم للغرب كان جيد جدا وهو هنا كان يشير الى اعداد المسيحين العراقيين الحاضرين في الكنيسة في الغرب....




غير متصل Masehi Iraqi

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 680
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

لو ذهب اردوغان لتحرير شارع الاستقلال في اسطنبوله من دور البغاء و مواخير الفساد الاخلاقي لكان سيحضى بتأييد كل الشعب التركي و غير التركي . لكنه آثر أن لا يفعل !!!!

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1900
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألأخ الاستاذ وليد حنا بيداويد
سلام المحبة
شكراً لمرورك على المقال وإضافتك القيمة.
للأسف الشديد أن أكثر من مليار من سكان العالم, وربما سيقترب قريباً من المليارين بفعل آلة التفريخ المتبعة, يتبعون الحركة التي تطلق على نفسها ديناً منزلاً من الله والتي تنفرد بإسلوبها في التوسع وفرض ما تؤمن به بالقوة والإكراه وحد السيف.  كل ذلك معروف من خلال ما ورد في كتاب القرآن ومن مطالعة ما كُتب بالتاريخ من قبل أتباع نفس الحركة. أردوغان هو من تلك الزمرة ومبرمج كي يحقق أهدافها سواء عن طريق الألاعيب السياسية الملتوية أو بتشكيل المحاور الداعمة من خلف الستار.
هنالك أكثر من رئيس عربي حاول إعادة أمجاد الإمبراطورية العربية في عصرنا الحالي ولكن ماذا حصل لهم؟ وفي أي زاوية من التاريخ يقبع كل واحد منهم؟. لقد ضاعت أحلامهم المريضة  وانعكست على شعوبهم التي لا زالت تعاني من آثار الغطرسة والطموح الضبابي. لا أعتقد أن مصير أردوغان وحلمه بالخلافة العثمانية سيختلف عن من سبقه من الحالمين القوميين, والأيام حُبلى بالأحداث.
تحياتي وأعتذر عن الـتأخر في الرد. 


غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1900
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألصديق العزيز لازار سمعان
سلام المحبة
أهلاً وسهلاً بقلمك الصريح على مقالي وشكراً للرابط وملاحظاتك القيّمة.
للأسف الشديد, هنالك ليونة من الكنيسة تجاه الكثير من الأمور الروحانية والدنيوية,  وفي آحايين  عديدة على حساب الثوابت الإيمانية. ربما نتج ذلك, إلى حدٍ ما, عن ما تم إقراره في المؤتمر الفاتيكاني الثاني الذي يحتاج في الوقت الحاضر إلى مراجعة شاملة أو نسبية بعد مرور أكثر من نصف قرن على انعقاده وما حصل من تغيرات في المحيط العالمي  ومنها مفاهيم تمس الرسالة المسيحية بالصميم كالعولمة مثلاً.
هنالك شعور سائد بين مجموعة لا بأس بها من المؤمنين بأن الكنيسة حالياً تعيش مرحلة الضعف وغض النظر عن ممارسات قد تمس جوهر المسيحية. رغم عدم إمكانية نكران أن الكنيسة تجابه هجوماً شرساً من الخارج وحملات انتقادية شديدة من الداخل, إلا أنها يجب أن تقف موقفاً صلباً بكل ما له علاقة بالثوابت المسيحية التي أرسى ركائزها الآباء الأوائل استناداً إلى تعاليم المسيح والرسل. لا يجوز إطلاقاً المجاملة على حساب النصوص الصريحة الواردة في الكتاب المقدس حتى ولو كانت بالنقيض من دساتير الدول العلمانية.
 بدون شك, أخي لازار,  أن الموضوع شائك ومتشعب ويحتاج مقالاً منفرداً على أقل تقدير لإيضاح وجهة النظر هذه.
أما موضوع عدم إجابة الإكليروس المتكرر معك ومعي وربما مع آخرين فسأعرج عليه في مقال منفصل قريباً
تحياتي


غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1900
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألأخ الأستاذ lucian
سلام ومودة
ربما ساهم رؤساء الكنائس في خسارة الكنائس وانحسار المسيحية عبر العصور في الشرق, وبالأخص الإسلامي حالياً. ألمسيحية في الشرق لم تدافع عن نفسها كما ينبغي بل فضلت الإعتكاف والدعاء والطلب من العذراء مريم لإنقاذهم من الغزاة. ومن الرؤساء من ساهم بتسهيل غزو جهة معينة نكاية بالأخرى كما حصل عند مساعدة الغزو الإسلامي لأرض الرافدين نكاية بالفرس. حتى آيا صوفيا وبيزنطة بأكملها ضاعت بسبب غطرسة رؤساء الكنيسة آنذاك التي ساهمت بشكل كبير في ما حصل.
لم يكن الشأن نفسه بالغرب الذي وضع أسس الحرب العادلة من القرن الرابع, وصقلها في القرن الثالث عشر. لذلك فشل العثمانيون فشلاً ذريعاً من غزو أوربا في معركة "ليبانتو" الشهيرة عام 1571 بفضل حنكة البابا الراحل " بيوس الخامس".
موضوع الإهتمام أو عدمه لن يغيّر من واقع الحال آنياً, ولكن الموقف الصريح ضد ما قام به أردوغان مع الدعوة إلى القيام بمظاهرات منتظمة في دول العالم المتحضر قد يؤثر على القرار لاحقاً. الأمل أن يؤخذ ما حصل كتهديد للمسيحية ككل وليس مجرد تحويل كنيسة إلى مسجد والتي عانت المسيحية ولا تزال من ذلك منذ نشأتها ولحد اليوم.
ألمسيحية اليوم محاصرة من الخارج والداخل. ألسكوت أو المجاملات لا فائدة مرجوة منهما, بل من الضروري التظاهر وإيصال الصوت الكنسي والعلماني إلى الإعلام في كافة الدول.
حينما كنت في المملكة المتحدة قبل عقد من الزمان, طالما كررت خلال نقاشي مع الزملاء هناك بان الإيمان في بريطانيا ركيزته الكاثوليك القادمين من أوربا وبالأخص من جمهورية آيرلندا ومن بولندا المواظبين على الكنائس والمتمسكين برسالة الكتاب المقدس, هذا من جهة المسيحية, ومن جهة أخرى من المهاجرين من الدول الإسلامية الذين مساجدهم وجوامعهم تزداد يوماً بعد يوم بفضل شذوذ المجتمع الغربي ودنيويته اللامحدودة.
تحياتي


غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1900
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألأخ Masehi Iraqi
ربما سيفعلها مستقبلاً ما دام في خطه الإسلامي كما يدعي. قد تُمثل فعلته إن فعلها حقاً سيفاً ذي حدّين. فإما أن يحضى بالتأييد أو بالتحفظ وربما الرفض حيث أن السياحة التركية مصدر مالي مهم, ودور البغاء جزء من هذه السياحة.
تحياتي