المحرر موضوع: شفافية سعودية بإعلان مرض الملك سلمان  (زيارة 359 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31489
    • مشاهدة الملف الشخصي
شفافية سعودية بإعلان مرض الملك سلمان
السعودية تدخل مرحلة جديدة تقوم على الشفافية في التعاطي مع أخبار الدولة، في وقت بات فيه من المستحيل التحكم في التسريبات.
العرب

قطع الطريق على التأويلات
الرياض – أظهر الإعلان عن مرض العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ودخوله إلى المستشفى مؤشرات على أن المملكة قد دخلت مرحلة جديدة من الشفافية في التعاطي مع ما كان يعتبر من أسرار المملكة مثل الحديث عن مرض الملك أو أحد أفراد الأسرة الحاكمة، أو في الحديث عن أهمية العلاقة مع العراق، وهي تفاصيل لم يكن التطرق إليها واردا في السابق بسبب سياسة التكتم.

وأعلن بيان للديوان الملكي أن الملك سلمان دخل إلى مستشفى في الرياض لإجراء فحوصات بسبب التهاب في المرارة؛ ما أدى إلى تأجيل زيارة رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، إلى المملكة.

ومن النادر أن تنشر المملكة بيانات تتعلق بالحالة الصحية للملك البالغ من العمر 84 عاما والذي يقود الدولة النفطية منذ عام 2015.

فيصل بن فرحان: تأجلت زيارة الكاظمي إلى حين خروج الملك سلمان من المستشفى
ويرى مراقبون أن السعودية الجديدة بدأت تستوعب حقيقة أن الأخبار التي يتم التكتم عليها ستخرج في شكل تسريبات ويتم توظيفها بشكل يسيء إلى المملكة، ولذلك وجدت أن أفضل طريقة لقطع الطريق أمام التسريبات والتأويلات هي الإعلان عن المعلومة كاملة من جهة رسمية، ونشرها بشكل استباقي.

وأعطت قضيةُ جمال خاشقي المسؤولين السعوديين درسا في التعاطي الإعلامي مع المسائل الطارئة وعدم الاكتفاء بالصمت، أو اعتماد الإجابة المجزأة، ما يفقد الرواية السعودية قيمتها في وقف حملات التشويه.

ويبدو أن السعودية دخلت مرحلة جديدة تقوم على الشفافية في التعاطي مع أخبار الدولة، في وقت بات فيه من المستحيل التحكم في التسريبات، وهو خيار سيمنح الإعلام السعودي فرصة الالتحاق بركب التغيير، وأن يكون الفضاء الأمثل لنشر أخبار المملكة الخاصة وأن يكون الأولى بالتسريبات والسبق في نقل أخبار الساسة والصفقات العسكرية والاقتصادية بدل سياسة النعامة، وهي السياسة التي وقف السعوديون على مضارها في السنوات الأخيرة سواء في قضية خاشقجي أو في حرب اليمن.

وأظهر الخطاب الجديد تغيرا في الأداء الدبلوماسي للمملكة، فبعد أن كانت السعودية تعقد الصفقات والاتفاقيات في صمت دون أي إشارة إلى أهميتها الإستراتيجية بالنسبة إلى المملكة، بات الحديث الآن عن مصلحة السعودية كمسوغ لعلاقة قوية مع العراق، في إشارة واضحة إلى أن الرياض لم تعد تخفي التنافس على جلب العراق إلى صفها في مواجهة إيران كخصم إستراتيجي في المنطقة.

وأجّل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي زيارته المقررة الإثنين إلى المملكة بعد نقل الملك إلى المستشفى، وفقا لما أعلنه وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان.

وكتب الوزير في تغريدة على تويتر “تقدر المملكة اختيار رئيس الوزراء العراقي زيارتها كأول دولة بعد توليه منصبه”.

وتابع “احتفاء بهذه الزيارة البالغة الأهمية ورغبة في توفير كل سبل النجاح لها، آثرت قيادتنا الرشيدة، بالتنسيق مع أشقائنا في العراق، تأجيل الزيارة إلى ما بعد خروج خادم الحرمين الشريفين من المستشفى”.

وقبل ساعات من الانطلاق إلى السعودية، قال مكتب الكاظمي إنه تلقى نبأ تعرّض الملك سلمان إلى “وعكة صحية طارئة دخل على إثرها إلى المستشفى لإجراء بعض الفحوصات”.

وذكر أنّه تقرّر “تأجيل الزيارة إلى أقرب موعد ممكن يتفق عليه الجانبان”، وأنّ رئيس الوزراء تحدّث مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان متمنيا للملك “موفور الصحة والسلامة”.

وكان وزير الكهرباء ووزير النفط ووزير المالية العراقيون وصلوا إلى السعودية الأحد من أجل التحضير لزيارة الكاظمي، وفقا لمسؤولين عراقيين. وكان من المفترض أن يعود الوفد إلى بغداد في وقت لاحق أمس الاثنين بعد الاجتماع بالملك.

وكتب الكاظمي في تغريدة “أتطلع إلى خروج خادم الحرمين الشريفين من المستشفى بكامل الصحة والعافية وفي أقرب وقت، كي تتسنى لي زيارة المملكة العربية السعودية والاطمئنان عليه شخصيا”.

واعتبر أن علاقات العراق والمملكة راسخة وتستند إلى الإيمان بالمصالح الإستراتيجية المشتركة، “وأنا متفائل بمستقبلها”.

ومنذ تسلّمه الحكم في 2015 بعد وفاة أخيه الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، أطلقت المملكة سلسلة إصلاحات اقتصادية طموحة لتنويع اقتصادها المرتهن بالنفط، بالإضافة إلى منح النساءِ المزيدَ من الحقوق، والانفتاح على الأنشطة الثقافية والفنية واستضافة فنانين عالميين في مسعى لكسر سيطرة الفكر المتشدد على حياة السعوديين.

وفتح العاهل السعودي باب السلطة أمام جيل شاب من أسرة آل سعود لتولي الحكم، فأقدم على تغيير هام في الخلافة، مع سطوع نجم ابنه الأمير محمد الذي عينه وزيرا للدفاع في عام 2015 عندما كان يبلغ من العمر 30 عاما، ولاحقا في منصب ولي العهد.

وفي 2017 نفت المملكة أن يكون الملك على وشك التنازل عن الحكم لصالح نجله الشاب الذي يُنظر إليه، على نطاق واسع، على أنّه الحاكم الفعلي للبلاد.

وقال مسؤول سعودي لوكالة بلومبرغ “ليس هناك أي احتمال على الإطلاق بأن يتنازل الملك”، مضيفا أن الملوك السعوديين عادة ما يظلون في السلطة حتى عندما تمنعهم الحالة الصحية من أداء واجباتهم.